"منتدى ICEF الشرق الأوسط للمنح الدراسية" يناقش آليات توأمة الجامعات العمانية مع نظيراتها العالمية
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
◄ المحروقية: المنتدى يستهدف التعرف على البيئات التعليمية المختلفة والتقنيات المتقدمة في الجامعات الدولية
◄ الرئيس التنفيذي للمنتدى: نعمل على تبادل الأفكار واستكشاف الفرص المتاحة لتطوير التعليم الدولي
الرؤية- ريم الحامدية
انطلقت أمس الأحد أعمال منتدى ICEF الشرق الأوسط للمنح الدراسية 2024، والذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع مؤسسة ICEF ومؤسسة مؤتمرات الخليج، ورعى حفل الافتتاح معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"؛ بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وممثلين عن أكثر من 100 مؤسسة تعليمية دولية، و150 هيئة حكومية خليجية وممثلين من الجهات المعنية المانحة للمنح الدراسية من جامعات وكليات خاصة.
ويقام المنتدى على مدى يومين، بهدف بناء علاقات وعقد شراكات مستدامة بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية في المنطقة، وتبادل أفضل الممارسات الدولية في الاعتراف والاعتماد الأكاديمي والمنح الدراسية.
وأعربت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في كلمة افتتاح المنتدى، عن خالص امتنانها للمنظمات الدولية والمندوبين الرسميين ورؤساء أقسام المنح الدراسية في دول الخليج العربي، وممثلي الجامعات العالمية وكافة المتحدثين والمشاركين في المنتدى، والذي من المؤمل أن يوسع أفق المعرفة المشتركة وأفضل الممارسات في مجالات التبادل الطلابي والأكاديمي، ودعم التعاون الرسمي بين الجامعات والكليات في سلطنة عُمان والعالم، لتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي والابتكار في المنطقة.
وقالت المحروقية إن المنتدى يهدف إلى تسليط الضوء على أبرز ما حققته مؤسسات التعليم العالي الخاصة في تصنيف QSللجامعات العالمية، إلى جانب زيادة عدد الأكاديميين الباحثين المدرجين في قائمة ستانفورد لعام 2023 ضمن أفضل 2% من العلماء في العالم، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات تعكس جودة ممارسات التدريس والبحث في الجامعات الخاصة في سلطنة عُمان، وقدرتها على المساهمة بشكل كبير في أهداف التنمية الاستراتيجية لرؤية "عُمان 2040"، والإسهام في إيجاد آفاق جديدة لدعم تحول الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
وأشارت المحروقية إلى أنَّ هذا التجمع الدولي يعد فرصة لتوأمة مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان مع جامعات عالمية رفيعة المستوى، وذلك عبر التعرف على البيئات التعليمية المختلفة والتقنيات المتقدمة في الجامعات الدولية، الأمر الذي يسهم في استقطاب الطلبة الدوليين المسجلين في الجامعات العُمانية، لتعزيز تصنيف المؤسسات التعليمية في التصنيف العالمي QS العالمي. وأكدت المحروقية اهتمام الحكومة بالتعليم؛ باعتباره أحد أهم ركائز التنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية المستدامة، موضحة أن الوزارة بذلت كافة الجهود لضمان التعليم الجيد والعادل والشامل، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع؛ حيث يتم منح حوالي 70% من خريجي دبلوم التعليم الوطني منحًا دراسية كاملة أو جزئية، لدراسة مؤهلاتهم التعليمية داخل سلطنة عُمان أو في الخارج، كما تقوم الوزارة أيضًا بتخصيص منح دراسية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وفئات ذوي الدخل المحدود.
وأضافت المحروقية أن الحكومة استثمرت في بناء القدرات والإمكانات، بما يتماشى مع احتياجات تنمية المعرفة والمهارات، وبلغ عدد الطلبة العُمانيين الملتحقين بالجامعات المرموقة حول العالم في العام الدراسي 2023/2024 حوالي 28951 طالبًا عُمانيًا، منهم حوالي 57% من الإناث، و137 مصنفًا كمتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
مناقشات هادفة
وتناولت الجلسة النقاشية الأولى عددًا من الرؤى الإقليمية في سياق عالمي ودور المنح والبعثات الدراسية في تحقيقها، حيث شارك في الجلسة عدد من المسؤولين في سلطنة عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، استعرض فيها المسؤولين استراتيجيات ورؤى التعليم والبحث العلمي والابتعاث في بلدانهم، وأبرز الممارسات الناجحة في مجال الابتعاث والمنح الدراسية. بينما استعرضت الجلسة الثانية سبل تعظيم الاستفادة من المنح والبعثات الدراسية وطرق استدامتها، اشتملت على دراسة حالات وقصص نجاح في مجال الابتعاث. وانعقدت الطاولة الوزارية المستديرة لدول مجلس التعاون الخليجي وممثلين من الجهات المقدمة للمنح الدراسية، والتي ناقش فيها عشرة مسؤولين من مختلف دول العالم، فرص الابتعاث في المنطقة وأبرز التحديات المتعلقة بالابتعاث في المنطقة.
وتضمن المنتدى معرضا لعدد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة من مقدمي خدمات التعليم للتعريف بالخدمات والمزايا والحوافز التي توفرها؛ إيمانا بدورها في تزويد المهتمين والمشاركين بأحدث مستجدات الابتعاث والتدريب والتأهيل والتعليم في المنطقة.
من جهته، أعرب ماركوس باد الرئيس التنفيذي لمنظمة ICEFعن سعادته في إقامة هذه النسخة من المنتدى في سلطنة عُمان بمشاركة 330 مشاركًا من 27 دولة، وقال: "يركز هذا اللقاء الدولي على تبادل الأفكار والمشاركة في مناقشات هادفة واستكشاف الفرص المتاحة لنمو وتطوير التعليم الدولي لطلبة المنح الدراسية في الشرق الأوسط".
فيما قال عبدالخالق عثمان المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الخليج للمؤتمرات إن المؤسسة وضعت نصب عينها توطيد التعاون بين جهات الابتعاث والطلبة المبتعثين والإدارات المعنية ببرامج الابتعاث، عبر بناء جسور تواصل بين هذه الجهات لتحسين الاستثمار المادي والبشري، وزيادة فرص الابتعاث داخليًا وخارجيًا، وإيجاد شراكات بين المؤسسات التعليمية ما من شأنه تطوير المؤسسات ورفع تصنيفها بحثيًا وأكاديميًا.
وعلى هامش أعمال المنتدى التقت معالي أ.د. رحمة المحروقية بالرئيسة التنفيذية لمنظمة المعلمين الدوليين، وناقش اللقاء عدة جوانب تتعلق بأوجه التعاون المحتملة بشأن التبادل الطلابي بين الطرفين، وآلية استقطاب الطلبة الدوليين، وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ورفع جودة التعليم في مؤسسات التعليم العالي العُمانية، عبر توأمتها مع الجامعات العالمية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
2024 .. عام لا كالأعوام !
يمكن القول ان التداعيات الجيوسياسية التي حدثت في النصف الثاني من العام المنصرم (2024) تعتبر من أخطر التداعيات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهي تداعيات من نوع استراتيجي سيخلف في عالم السياسة والمحاور والمعادلات التي تحكم المنطقة العربية؛ اهتزازات ذات تأثير كبير في هذه المنطقة.
ذلك أن بدايات التغيير الجيوسياسي الكبير وغير المسبوق الذي حدث في النصف الثاني من العام المنصرم ستتداعى معه سياسات ومعادلات تحكم وسيطرة ظلت لأكثر من4 عقود تأخذ بخناق المنطقة العربية ضمن سياق بدا من الواضح اليوم أنه كان خصما عن استقرارها.
وإذا كان العام قبل الماضي هو الذي انطلقت معه شرارة التحولات عبر حدث 7 أكتوبر الذي انطلق من غزة تحت اسم عملية «طوفان الأقصى» فإن ما جرى بعد ذلك من تطورات في فلسطين وسوريا ولبنان هو تغيير سيطبع آثاره لفترة طويلة في المنطقة. إن ما حدث في العام قبل الماضي والعام المنصرم، من تطورات ينبئ بالمزيد منها ومن تلك النوعية ذات الأثر الثقيل، وهي تطورات لها علاقة عضوية بالمحور الذي انهارت فيه قوى وحركات وأنظمة «الممانعة» في كل من فلسطين ولبنان وسوريا، بحيث يمكننا القول أن هناك المزيد من أثر التحولات سيطال منطقة المشرق العربي، وربما تطور الوضع المرتبط بمحور الممانعة إلى آفاق تغيير كبرى في الشرق الأوسط.
ستأتي سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة في ظل قيادة ترامب بترتيبات عرف العالم ضرباً منها خلال ولاية ترامب السابقة بين عامي 2016 - 2020 وكان من أهم ملامح تلك السياسات التي سنها ترامب في الشرق الأوسط؛ اغتيال شخصية كان لها أثر كبير في المنطقة العربية ضمن محور الممانعة (الجنرال قاسم سليماني) وكذلك انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع إيران برعاية دولية، أي اتفاق عام 2015 إلى جانب خطوات أخرى خطيرة وغير مسبوقة أحدثها ترامب في علاقته مع اسرائيل، مثل؛ نقل سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وغيرها من خطوات بدت أكثر من جريئة في سياسات رؤساء الولايات المتحدة السابقين.
التحولات الجيوسياسية الكبيرة التي حدثت في النصف الثاني من العام المنصرم في هذه المنطقة على خلفية عملية طوفان الأقصى يبدو أنها كانت بالنسبة لإسرائيل بمثابة لحظة مؤاتية انتظرتها طويلا لإطلاق يدها في تطبيق مخططات كانت تحتاج إلى لحظة استراتيجية.
ما حدث في العام الماضي، ستليه أحداث أخرى في هذا العام الجديد، لكن من المؤسف القول أن طبيعة هذه التحولات الجيوسياسية في المنطقة العربية هويتها الدراماتيكية لم تكن تعبيرا جديدا عن نظرية الساحة التي ظلت تمثلها المنطقة العربية وتتلقى الضربات التحويلية فيها من فاعلين إقليميين ودوليين لاتزال حتى اليوم لهم القدرة على الإمساك بالمصير السياسي للمنطقة من خارجها!
بمعنى آخر، قد لا تبدو التغييرات التي حدثت في سوريا ولبنان وغزة من تداعيات عملية طوفان الأقصى بمثابة تعبير إرادي للدخول في مرحلة جديدة بقدر ما هي تداعيات فرضتها معادلات جديدة شكلتها قوى إقليمية ودولية مؤثرة.
ربما نشهد في العام الجديد تداعيات أخرى في أكثر من منطقة بالشرق الأوسط، وإذا صح ذلك، يمكننا القول ان الجانب الذي نتوقع أنه بقي من مرحلة استكمال التغيير الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط هو الجانب الذي سيكون أكثر تأثيرا في المنطقة. ذلك أنه قد بدا من الوضوح بمكان أن تأثيرات تداعيات قضية الشرق الأوسط من ناحية، والحرب الأوكرانية الروسية من ناحية ثانية، وتداعي نفوذ ماسمي بمحور الممانعة من ناحية ثالثة، هي التأثيرات التي قد يترتب على حسم بعضها - على الأقل - في هذا العام الكثير من عوامل صنع الاستقرار في المنطقة والعالم.
وإذا صح أن الرئيس ترامب يريد، هذه المرة، أن يكون أكثر خبرةً من سنوات ولايته الماضية حيال الملفات الثلاثة السالفة، فإن في تاريخ الرجل من القدرة على اتخاذ القرارات العملية ما قد يلعب دورا كبيرا في الاستفادة من التغييرات الجيوسياسية التي حدثت في النصف الثاني من العام المنصرم؛ باتجاه إحلال الأمن والسلم في أكثر من منطقة، لاسيما في الملف الأكثر استعصاءً ؛ قضية الشرق الأوسط!