اغتيال مدير دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية بالقاهرة يُثير التساؤلات.. ومطالبات بالتحقيق الشفاف
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أثارت عملية اغتيال ضابط رفيع في وزارة الدفاع اليمنية -بالحكومة المعترف بها دوليا- في العاصمة المصرية القاهرة، موجة ردود واسعة بين أوساط اليمنيين، حول الجهة المتورطة بالعملية.
واليوم الأحد، أعلنت السفارة اليمنية في مصر، مقتل مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع، رئيس حركة الإنقاذ الوطني في اليمن، اللواء حسن فرحان بن جلال العبيدي (50 عاماً)، إثر العثور عليه مخنوقاً داخل مسكنه في محافظة الجيزة المصرية، بعد نحو أسبوع واحد من وصوله إلى القاهرة.
وقالت السفارة في بيان، إنها "تتابع باهتمام وحرص بالغين واقعة مقتل العبيدي، إذ كلفت المختصين بالنزول الميداني، والتواصل مع الجهات الأمنية المعنية في مصر، ومتابعة التحقيقات للوصول إلى حقيقة الحادث"، لافتة إلى أنها تتابع نتائج التحقيقات وتشريح الطب الشرعي.
من جهته، قال الملحق الإعلامي في السفارة اليمنية بالقاهرة، بليغ المخلافي، في تصريحات صحيفة إن اللواء حسن بن جلال العبيدي "وصل إلى القاهرة قبل عشرين يوماً وغادر إلى تركيا وعاد إلى القاهرة قبل أسبوع، وتلقينا يوم أمس بلاغاً الساعة الثانية ليلاً عن مقتله".
وأضاف: "انقطع اتصال شقيقه به منذ مساء الخميس، فذهب شقيقه مع بعض الأشخاص وفتحوا الشقة ووجدوه مقتولاً، قبل الاتصال بالأجهزة الأمنية والسفارة".
ولم تصدر أي جهة رسمية مصرية بياناً عن الحادث حتى الآن، سواء وزارة الخارجية أو وزارة الداخلية أو النيابة العامة، في حين أفادت مواقع إخبارية محلية بأن حسن فرحان بن جلال العبيدي لقي مصرعه مقتولاً، بعد توثيق ذراعيه وقدميه وتكميمه داخل شقته في مصر.
اغتيال العبيدي بالقاهرة لسيت الأولى
والعبيدي هو القائم على عمليات التصنيع والاستيراد لمصلحة الجيش اليمني، والمسؤول سابقاً عن تطوير المدرعات المحلية التي أطلق عليها أسماء "جلال 1" و"جلال 2" و"جلال 3"، خلال فترة حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، كما أنه أشرف خلال السنوات الأخيرة على صناعة المصفحات العسكرية في مأرب.
يشار إلى أن جريمة اغتيال العبيدي في القاهرة ليست الأولى وقد سبقها مقتل الطالبة اليمنية مني محمد عبد الرب مفتاح، في يونيو 2016 داخل شقتها بالمنيل، كما قتل الطبيب اليمني "نجيب مطهر" في مايو 2019، في القاهرة، حيث عثر على جثته داخل شقته بمنطقة ميدان الساعة، بطالبية فيصل، وعليها عدة طعنات، كما قتل القاضي أبو فهيم الحضرمي وهو عضو المحكمة العليا بعدن في القاهرة في مارس من العام الماضي.
مطالبات بتحقيق شفاف
وفي السياق طالب عضو مجلس النواب، شوقي القاضي بتحقيق جاد وشفَّاف لمعرفة الحقيقة ومن يقف وراء الجريمة.
وقال القاضي "للذين أسرعوا ونسبوا الاغتيال لجهة محددة أرجوكم لا تظللوا العدالة والرأي العام، وطالبوا بتحقيق مهني لمعرفة الحقيقة، فكل الاحتمالات واردة وأعداء الشرعية كثيرون".
من جانبه قال الصحفي محمد الصالحي، إن الفقيد حسن العبيدي شخصية غير عادية كان له إسهامات كبيرة في تطوير التصنيع الحربي في اليمن.
وأضاف "منذ عهد الرئيس السابق صالح، الذي دعمه في استمرار تطوير الدروع العسكرية وأطلق اسمه على العديد من المدرعات المحلية مثل (جلال1) و (جلال2). وفي معركة مأرب ضد الحوثي كان من أول القادة الذين تصدوا للحوثي وشارك في تطوير منظومة السلاح والدروع في مأرب".
ودعا الصالحي إلى التحقيق العاجل لمعرفة من يقف خلف عملية الاغتيال.
اغتيال سياسي
من جهته قال الصحفي والباحث نبيل البكيري إن "اللواء العبيدي شخصية عسكرية كبيرة ووازنة ومؤشرات الاغتيال السياسي أكثر من كونها مجرد حادث جنائي عرضي".
وأضاف البكيري "المطلوب من السلطات المصرية هو تحقيق شفاف ودقيق حول ملابسات هذه الجريمة السياسية لمعرفة من يقف خلفها، والتي تمثل اختراق كبير لمنظومة الأمن القومي المصري بالأساس، قبل استهدافها اللواء العبيدي أو غيره"
وتابع "لا ينبغي أن تمر هذه الجريمة مرور الكرام وكأنها مجرد جريمة جنائية، فالسلطات اليمنية والمصرية مطالبتان اليوم بتنسيق الجهود والاسراع بإجراءات التحقيق الأمني والقانوني للوقوف على هذه الجريمة الخطيرة".
تصفية بشعة
الصحفي خليل العمري كتب "العثور على جثمان مدير دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع اللواء حسن صالح فرحان بن جلال مقتولاً في حادثة تصفية بشعة في العاصمة المصرية القاهرة"
وأضاف "تألق اللواء بن جلال في مجال الصناعات العسكرية منذ عهد الرئيس السابق صالح، الذي دعمه في استمرار تطوير الدروع العسكرية وأطلق اسمه على العديد من المدرعات المحلية مثل (جلال1) و (جلال2)، وشارك كقائد في الجيش الوطني خلال مواجهتهم للحوثيين في مأرب.
وطالب العمري السلطات الأمنية المصرية كشف النقاب عن الخلية المسؤولة عن الجريمة وتحديد هويتها.
خذلان واهمال
الإعلامي بشير الحارثي علق بالقول "العثور على العبيدي مقتولاً طعناً ومكبل اليدين داخل شقة في القاهرة يؤكد حجم الخذلان والإهمال الذي يتعرض له كل أبطال الجيش الوطني الشرفاء قادة وأفراد".
وأورد الحارثي عدة تساؤلات: كيف يمكن لقائد عسكري ومهندس تصنيع الأسلحة في وزارة الدفاع وقائد بهذه الأهمية أن يسكن بشقة دون مرافقين ودون حماية؟ لماذا لم يسكن في فندق أكثر أمناً ورقابة؟ لماذا لم يكن هناك تكليف من السفارة اليمنية بمرافقين له خلال مدة إقامته بالقاهرة؟
وأردف "لا يوجد أي تفسير لذلك سوى الإهمال وعدم الاهتمام بالكوادر الوطنية بينما الفاسدين والخونة والمستأجرين والعملاء تصرف لهم الملايين وتوفر لهم المساكن الآمنة لهم وأسرهم وفي كل دول العالم".
وختم الحارثي تدوينته بالقول "نثق بالجهات الرسمية المصرية بأنها ستكشف المتورطين بالجريمة وتلقي القبض عليهم وتقدمهم للمحاكمة". وقال "عظم الله أجرك يا وطن".
اتهام للإمارات
القيادي السابق في المقاومة الجنوبية عادل الحسني اتهم دولة الإمارات بالوقوف وراء عملية الاغتيال وقال "لم يكن اغتيال العميد حسن بن جلال، هي الحادثة الأولى في القاهرة".
وأضاف "يشرف ضابط إماراتي يُدعى "أبو محمد الكعبي" على خلية تتبع الإمارات في القاهرة، وتوكل إليها مهام تخدم المسار الإماراتي، من اختلف مع تلك الخلية يتم تصفيته، وإغلاق ملفه من خلال ما تحظى به الإمارات من نفوذ في النظام المصري".
وتابع الحسني بالقول "من اغتال العميد حسن، هو من اغتال قبله أبو محمد الحدي والقاضي فهيم وغيرهم".
الإعلامي أحمد المسيبلي نشر تقرير متلفز سابق تظهر تصريحات العبيدي يتحدث عن المهام التي انجزها في عملية التصنيع العسكري منها العربات العسكرية والقناصات.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن مصر حسن العبيدي وزارة الدفاع اليمنية اغتيال وزارة الدفاع فی القاهرة بن جلال
إقرأ أيضاً:
تهديدات للعاملين بالترحيل للسودان.. كواليس إيقاف «دائرة الحدث» بسودانية 24 بعد حلقة «شريف»
تحصلت «التغيير» على كواليس إيقاف برنامج دائرة الحدث بمنصة سودانية 24 على الإنترنت بعد الحلقة التي استُضيف فيها عضو الهيئة القيادية بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية تقدم شريف محمد عثمان وممثل مؤتمر الجزيرة عمر المهدي الشريف الهندي.
خاص: التغيير ــ بورتسودان
ووفق مصادر تحدثت لـ «التغيير» تلقى فريق عمل برنامج «دائرة الحدث» تهديدات مباشرة بترحيلهم من مصر للسودان، فيما أكدت المصادر تلقي مالك القناة نفسه تهديدات بعرقلة مشروعاته في السودان وأمواله واستثماراته في ولايات نهر النيل والبحر الأحمر والقضارف مع مصادرة أجهزة القناة في بورتسودان.
وكشف مصدر بالمنصة لـ «التغيير» أن التهديدات صدرت من مكتب قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، واصفا التهديدات بالعدائية وشملت على عبارات مثل «تحملوا النتائج»، «سنتخذ ضدكم إجراءات».
وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه إن التهديدات التي وصلت إليهم لم تكن مبطنة بل كانت مباشرة وصريحة جدا!
وقالت مصادر متعددة من داخل المنصة لـ «التغيير» إن الإدارة كانت تستعد لإطلاق البث الفضائي للقناة من داخل مدينة بورتسودان فيما كانت تعمل منذ اندلاع الحرب عبر وسائل التواصل الاجتماعية فقط من القاهرة، مشيرا إلى اكتمال عمليات شراء الأجهزة اللازمة.
وقطع مصدر رفيع بالقناة أن تهديدات مكتب القائد العام شملت مصادرة الأجهزة التي تم شرائها إلى جانب سحب ترخيص البث الفضائي ومنع القناة من العمل من داخل السودان!
ترحيل وشيك؟
وأكد عاملين بالمنصة المقيمين في القاهرة لـ «التغيير » أنهم يعيشون حالة من الخوق والقلق من أن تتحقق التهديدات ويتم ترحليهم بالفعل، ويدور حديث داخل أروقة القناة بشأن إمكانية استخدام السلطات الأمنية في بورتسودان علاقاتها مع رصيفاتها في القاهرة وإثارة شبهات حول طبيعة عمل المنصة.
وأضاف مصدر مطلع أن قانون العمل المصري يُشترط استيعاب 25% من العمالة المصريه في أي شركه أجنبية وهو ما دفع منصة سودانية للعمل فقط على الإنترنت و إرجاء تكوين الشركة لتتمكن من البث الفضائي مع عدم تناول القضايا الحساسة بين البلدين والاقتصار على الشأن السوداني فقط.
وتشير معلومات «التغيير» إلى أن طاقم المنصة تلقى تهديدات عبر وسطاء نقلوا أمراً من حكومة بورتسودان تطالبهم بالإعتذار عن محتوى الحلقة مع عدم الإشارة إلى أن السلطات الرسمية تدخلت بصورة سياسية!
وبحسب ما قاله الوسطاء الذين حملوا رسالة مكتب البرهان فإن السلطات في بورتسودان ترى أن الحلقة أساءت للجيش السوداني ورأوا أن الضيف الذي ظهر ضد عضو تقدم وهو «عمر المهدي الشريف الهندي» ضعيف الإمكانات ولم يكن بالمستوى المطلوب.
ودرجت السلطات الحكومية السودانية سابقا على تسمية ممثلين لها في حلقات المناظرات والاستضافات مع الإعتراف بأن الضيف يمثل وجهة نظر الدولة الرسمية.
وعقب ثورة ديسمبر اقتصر دور إدارة الإعلام الحكومي على التنسيق وإصدار البيانات الرسمية والمعلومات التي تمثل وجهة نظر الحكومة.
وقال مصدر آخر من داخل منصة سودانية 24 فضل حجب اسمه «التغيير»: “السلطات في بورتسودان ليس لديها شيء لتسحبه من المنصة حاليا لأننا نقدم بثنا عبر الإنترنت، هؤلاء كانوا يخططون لهذه الحملة ضدنا عبر الأصوات الرافضة للسلام والحوار.
وأشار إلى أن طبيعة عمل برنامج دائره الحدث عبارة عن مساهمة لحل الأزمة السودانية عبر الحوار، مضيفا: “من الطبيعي أن نستضيف الأطراف المختلفة وليس المتفقة لحل الأزمة!”.
ونفى المصدر وصول أي مكاتبات رسمية لهم بالإنضمام لمنصات أخرى مثل الكرامة وقناة الزرقاء أو بلادي وقال: هذا الحديث مجرد شائعات لأن رئيس مجلس إدارة سودانية 24 تم تعيينه قبل شهرين رئيسا لقناه الزرقاء.
واستنكر المصدر فكرة ضم سودانية أو فريق عمل دائرة الحدث لأي جهة.
وقال: لماذا يطالبون بضم قناتنا إلى الإعلام المنتمي لجهاز الأمن أو ذلك الذي يمثل وجهه نظر حكومة بورسودان؟ لديهم شركة وقناة النيل الأزرق وهي مؤسسة حكومية ومن باب أولى يجب ضمها هي للإعلام الرسمي بما أنها اسم معروف في عالم الفضائيات السودانية وتجد القبول من المشاهد.
وحول توقعاته لوضع المنصة في الفترة القادمة قال المصدر إن هناك مساع لاستعادة وضعنا العادي ولكننا ننتظر «مرور العاصفة»، كاشفا عن شروعهم قبل حلقه «شريف» في الانتقال لمكتب آخر ولكنهم أوقفوا تلك الإجراءات والترتيبات بعد ما حدث لأن التهديدات طالتنا ففضلنا الاختباء في مكان آمن ، بحسب تعبيره.