جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@04:49:37 GMT

مشروع سكة الحديد في عُمان.. متى يتحقق؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

مشروع سكة الحديد في عُمان.. متى يتحقق؟

 

عمير بن الماس العشيت **

alashity4849@gmail.com

 

تُمثِّل شبكة القطارات في دول العالم أجمع أحد أهم المشاريع الاستراتيجية، وذلك لما تحمله معها من آثار اقتصادية واجتماعية ولوجستية، وهي تمثل أحد أهم العناصر الأساسية في البنية التحية لأي دولة في العالم فغياب شبكة القطارات في أي دولة يعني التأخر في النمو الاقتصادي، لقد بدأت حملة إنشاء شبكة القطارات منذ فترة الحقبة الصناعية العالمية في القرن السادس عشر، ثم تسابقت معظم دول العالم على إنشاء شبكات الطرق الحديدية منها الدول المتقدمة والنامية والغنية والفقيرة، وبواسطة هذه الشبكات المهمة ترابطت دول العالم مع بعضها البعض، وانتعشت محاور التجارة العالمية، وتوحدت أقاليم الدول والمجتمعات والمدن، وكانت شبكة القطار السبب الرئيسي في توحيد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقًا ودول أخرى.

تُقدِّم شبكات النقل بالقطارات العديد من الامتيازات التي لا يمكن أن تمنحها وسائل النقل التقليدية، تتضمن أنها شريك فاعل في الاقتصاد الوطني؛ فهي ناقل ناشط في الخدمات اللوجستية، ومساهم مؤثر في القطاع السياحي. تكاليف النقل معقولة للقادر والمعسر، وصديقة للبيئة، الأكثر أمانًا في تواصل الشعوب والتلاحم الاجتماعي والمتعة، ونقل البضائع والمنتجات من موقع الى موقع آخر. ونتيجة لذلك فإن الدول التي تتمتع بشبكات سكة الحديد هي الأكثر نموًا وازدهارًا وتطورًا وتقدما بين الشعوب فيها تنشط الحركة التجارية والمصانع والأسواق والسياحة والنشاط الاجتماعي، وتخلق أجواء صاخبة مفعمة بالحياة في المدن والقرى، بل نكاد نجزم بأن أغلب دول العالم تمتلك هذه الشبكة السحرية في كل مدنها وقراها حتى الدول الخليجية المجاورة للسلطنة لديها شبكات سكة الحديد.. فلم لا تمتلك السلطنة شبكة سكة الحديد مع أن كل المعطيات الاقتصادية والجغرافية والديمغرافية محفزة لهذا المشروع ويعطي نتائج إيجابية غير متوقعة.

وتعد سلطنة عُمان ضمن الدول المهيأة لإنشاء مشروع شبكات السكك الحديد نظرا لتباعد مواقع المحافظات والولايات والمناطق الاقتصادية والصناعية والمناطق الحرة وهو يمثل مشروعا وطنيا استراتيجيا في غاية الأهمية  يعزز عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي في ظل التنافس الكبير بين دول العالم والتطور التكنولوجي، ذلك أنَّ السلطنة تمتلك العديد من المناطق الصناعية الهامة في كل المحافظات الإحدى عشرة والبعض منها تبعد عن الأخرى مئات الكيلومترات ولعدم وجود سكك حديد تربط هذه المناطق، فإنها تشكل لها عائقًا في عملية الاستيراد والتصدير والنشاط التجاري، ولن ترقى إلى الإنتاجية العالية المطلوبة والسريعة التي تتماشى مع التطور المتسارع والمنافسة الشديدة في دول المنطقة، فهناك مثلا منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة في محافظة الوسطى، تبعد عن العاصمة مسقط أكثر من 300 كيلومتر، وهناك أيضا المنطقة الحرة في ولاية المزيونة في محافظة ظفار، التي تبعد عن ولاية صلالة أكثر من 200 كيلومتر، والتي قل فيها عدد رجال الأعمال لذات السبب، وغيرها من المناطق التي تعاني من فقدان الغطاء اللوجستي المتمثل في القطارات بل إن بعض هذه المناطق لم تحقق أي مردود اقتصادي يذكر، وهي مازالت تعتمد في نقل منتجاتها عبر وسائل النقل التقليدية التي تسببت في تباطؤ حركتها الاقتصادية.

في الفترات الماضية تم طرح عدة اتفاقيات والإعلان عنها في السلطنة حول بناء أول سكة حديد من خلال شركة قطارات عُمان التي تأسست عام 2014، وفي عام 2014 تم طرح مناقصة مشروع سكة الحديد لمسار صحار- البريمي،  وفي عام 2017 تم التوقيع على اتفاقية مشروع سكة الحديد التي تربط بين الدقم والشويمية، وفي عام 2023 قامت شركة عُمان والاتحاد للقطارات بتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة الاستثمار السيادي في أبو ظبي لتطوير شبكة السكك الحديدية بين السلطنة والامارات.. وأيضا الموافقة على انضمام عُمان الى الاتفاقية العامة لربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشروع سكة الحديد عام 2023، الا ان كل الاتفاقيات لم تنفذ من الناحية العملية لا محليًا ولا إقليميًا، وإنما نظريًا وبقيت ملفاتها تتداول في مكاتب الشركة الى يومنا هذا.. فيا ترى من المستفيد من تعطل وتعثر وتأخر هذا المشروع الاستراتيجي الكبير الذي عول عليه الخبراء الاقتصاديون بانه سيحقق للسلطنة قيمة اقتصادية عالية جدا؟

تؤكد الدراسات الاقتصادية على فرضية وجود سكة حديد في سلطنة عُمان، والتي ستفتح آفاقًا ومنافذَ اقتصادية وسياحية واستثمارات واسعة، وسيحقق أهم الأهداف في رؤية "عُمان 2040"؛ فالكل منتظر هذا المشروع الضخم بفارغ الصبر فهل سيتحقق على أرض الوطن في القريب العاجل؟

** كاتب وباحث

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حمدان بن محمد يعتمد مشروع” ثيرم دبي” أطول منتجع وحديقة تفاعلية في العالم بتكلفة 2 مليار درهم

 

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، بالارتقاء بجودة الحياة المتكاملة، وجعل دبي المدينة الرائدة عالمياً في مجال جودة الحياة، وترسيخ مكانتها مكاناً مفضلاً للعيش والعمل على مستوى العالم، والمقصد المفضل للزوار من كل أنحاء العالم، اعتمد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، يرافقه سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي ، المشروع الأيقوني “ثيرم دبي” والذي يضم منتجعاً صحياً وحديقةً تفاعلية ويُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والأطول في العالم، وسيتم تنفيذه في حديقة زعبيل بتكلفة تقديرية تبلغ 2 مليار درهم إماراتي، بتمويل من قبل تحالف من الشركاء الماليين المحليين والدوليين، مع توقع اكتماله بحلول عام 2028.
وكان في استقبال سموّهما لدى وصولهما لموقع الحدث في منتجع “نسب” بمنطقة وادي الصفا، معالي مطر الطاير، رئيس اللجنة العليا للتخطيط الحضري، المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات، وعدد من كبار المسؤولين.
ويأتي المشروع متماشياً مع إعلان عام 2025 عاماً للمجتمع في دولة الإمارات، ومتناغماً مع أهداف إستراتيجية جودة الحياة في دبي بأن تكون دبي ضمن أفضل عشر مدن في جودة الحياة بحلول عام 2033، ويجمع عناصر الراحة والاسترخاء والترفيه والمرح العائلي والخدمات الصحية، والبيئة الطبيعية، وسيجرى تنفيذه بالتعاون مع شركة عالمية رائدة في مجال الرفاهية متخصصة في إقامة مشاريع نوعية للمنتجعات الصحية والحدائق الفريدة.
جودة الحياة
واستمع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى شرح من معالي مطر الطاير عن المخطط الشامل لمشروع “ثيرم دبي”، الذي يسهم في تحقيق أحد مستهدفات خطة دبي الحضرية 2040، عبر تطوير مجتمعات حيوية بتوفير بيئة صحية للسكان والزوار، وتعزيز التنافسية العالمية لإمارة دبي في استقطاب الشركات العالمية الكبيرة، والاستثمار الأجنبي المباشر ، بما يدعم قطاع السياحة العلاجية، ويعزز من جودة الحياة لمختلف فئات وشرائح المجتمع من السكان والزوار، وتحسين الصحة والرفاهية وتشجيع أسلوب الحياة الصحية.
ويخدم المشروع عدداً من محاور استراتيجية جودة الحياة في دبي من أهمها الصحة، المجتمع والأسرة، الثقافة والترفيه والبيئة الطبيعية والبيئة الحضرية والبيئة الاقتصادية، كما ينعكس أثر المشروع على كافة فئات وشرائح استراتيجية جودة الحياة في دبي.
1.7 مليون زائر
واطّلع سموّ ولي عهد دبي على نموذج للمشروع في موقع الحدث، حيث سيمتد على مساحة 500 ألف قدم مربع ويصل ارتفاعه إلى 100 متر، مع قدرة استيعابية تصل إلى 1.7 مليون زائر سنوياً.
ويتميز المشروع بمناطق للعلاج الطبيعي وأحواض حرارية متنوعة، وطوابق مخصصة للرفاهية، ومطعم حاصل على نجمة ميشلان، بالإضافة إلى ثلاث شلالات بارتفاع 18 متراً.. كما يضم المنتجع تجربة مائية واسعة تشمل4.500 متر مربع من أحواض السباحة الداخلية والمدرجات، وحديقة مائية داخلية تحتوي على 15 منزلقاً، إلى جانب قطع فنية تضفي طابعاً فريداً على تجربة الزائر.
حضر اعتماد المشروع معالي هلال سعيد المرّي، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وسعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية ، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، وسعادة مروان بن غليطة، المدير العام لبلدية دبي بالإنابة، وروبيرت هانيا، الرئيس التنفيذي لمجموعة ثيرم.
ويعكس تصميم المبنى الهندسة المستدامة في الموارد من خلال أحدث التقنيات في معالجة المياه وتدفئتها وتبريدها. حيث يتم إعادة تدوير 90% من المياه، المستخدمة في المسابح الحرارية، و80% من احتياجات الهواء النقي والتبريد، يتم توفيرها من مصادر الطاقة النظيفة، كما سيكون المشروع عبارة عن مركز ثقافي لاستضافة العروض الفنية المبتكرة من حول العالم.

ثلاثة مناطق
ويضم المشروع ثلاث مناطق، الأولى للأنشطة، وهي عبارة عن منطقة عائلية، تجمع بين الترفيه، والاسترخاء والأنشطة الصحية، لمختلف الفئات العمرية، والثانية للاستراحة، وهي مخصصة للبالغين، وتضم حمامات استرخاء داخلية وخارجية ومسابح مياه معدنية وغرف بخار، وتوفر العلاجات الطبيعية القائمة على الماء الكبريتية، أما المنطقة الثالثة، فهي مخصصة للاستجمام، وتتيح لزوارها إعادة اكتشاف جمال الحياة في مجمع حراري واسع يشمل الساونا وغرف البخار المصممة بأسلوب مبتكر عالي الجودة، يرتقي بتجربة الزوار إلى أعلى مستوى من الراحة.
ويرتكّز تصميم المبنى على جعل الطبيعة والمياه في قلب المشروع ، لتوفير العناصر التي تسهم في تعزيز جودة حياة الإنسان والمجتمع، ويضم أكبر حديقة نباتية داخلية في العالم ، تعزز التنوع البيولوجي الحضري والاستدامة البيئية، وتضم أكثر من 200 نوع من النباتات من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى المياه الحرارية الدافئة الصافية، والساونا ومسابح المياه المعدنية العلاجية.
وتتضمن المسابح الأمواج والمنزلقات المائية، وعلاجات السبا الفاخرة التي تجمع بين التقاليد القديمة للمسابح من مختلف أنحاء العالم مثل المسابح الرومانية والتركية، والينابيع الساخنة اليابانية، والساونا الاسكندنافية، إلى جانب إقامة مئات الأنشطة المائية والفنية وتوظيف التكنولوجيا لتوفير تجربة فريدة للزوار.
– تجربة استثنائية.
ويهدف المشروع إلى توفير تجربة استثنائية وفريدة من نوعها للسكان والزوار، وتعزيز جودة الحياة، وتطوير وجهة سياحية علاجية أيقونية تُضاف للمعالم المميزة في إمارة دبي، وتشجيع أنماط حياة صحية تكون في متناول الجميع، وتشجيع السكان على تبنّي أسلوب حياة صحي، يرتكز على ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الغذاء الصحي، وإنشاء مدن خضراء وجلب الطبيعة إلى البيئة الحضرية.
ويأتي “ثيرم دبي” بتصميم من شركة التصاميم “DS+R -Diller Scofidio+Renfro” الهندسية العالمية، وتشتهر بتصاميمها الأيقونية الفريدة في العالم، أهمها المركز الثقافي في مدينة نيويورك “The Shed” ومبنى جامعة شيكاغو، وتعد المهندسة ليز ديلر “Liz Diller”، من المصممين الأكثر تأثيرًا في الساحات الثقافية، وهي حاصلة على أول زمالة لمؤسسة ماك آرثر “MacArthur” في الهندسة المعمارية.
مجموعة ثيرم
يذكر أن مجموعة ثيرم هي شركة عالمية رائدة في تملك وتطوير وتشغيل مرافق مبتكرة تعيد تعريف مفهوم جودة الحياة من خلال بنية تحتية اجتماعية جديدة تحت اسم “ثيرم”.
ويتم تصميم هذه الوجهات لتعزيز الصحة الجسدية، والاجتماعية، والنفسية، حيث توفر بيئات تساعد الأفراد والمجتمعات على التواصل مع الطبيعة، ومع أنفسهم، ومع الآخرين. انطلاقًا من رؤيتها بأن جودة الحياة يجب أن تكون متاحة للجميع، وتقدم مجموعة ثيرم حلولاً شاملة وقابلة للتوسع لتلبية الطلب المتزايد على مفاهيم جودة الحياة الحضرية.
وتشمل المواقع الحالية مرافق بارزة مثل “ثيرم بوخارست”، أول بنية تحتية لجودة الحياة في العالم تحصل على شهادة ليد البلاتينية، بالإضافة إلى “ثيرم إردينغ”، أكبر وجهة للرفاهية عالميًا، حيث تستقطب هذه المرافق ملايين الزوار سنويًا. كما تعمل المجموعة على تطوير مشاريع جديدة في مدن رئيسية مثل مانشستر، وتورونتو، وفرانكفورت.وام


مقالات مشابهة

  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • “الدوما” الروسي: وكالة USAID الأمريكية شبكة إجرامية موّلت الإرهاب والمخدرات
  • الشاعرة المغربية فدوى الزياني: الكاتب مشروع تمرد على السائد والثابت.. والأدب رحلة بحث عن الحقيقة والحرية
  • حمدان بن محمد يعتمد مشروع” ثيرم دبي” أطول منتجع وحديقة تفاعلية في العالم بتكلفة 2 مليار درهم
  • المشاط: النمو الاقتصادي المستدام لن يتحقق دون شراكة فعالة مع القطاع الخاص
  • المشاط: النمو الاقتصادي المستدام لن يتحقق بدون شراكة فعالة مع القطاع الخاص
  • الأنسولين المصرى حلم يتحقق
  • حمدان بن محمد يعتمد مشروع ثيرم دبي أطول منتجع وحديقة تفاعلية في العالم
  • سلوى ورحلتها مع الرسم.. رحلة إبداع وحلم فني يتحقق