انتفاضة فبراير تُراجع مسيرتها ولا تتراجع
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
صحيح أن انتفاضة فبراير لم تكن ثورة مخطط لها ولم يحظى الشعب الليبي بأدبيات ليتشربها ويتتبع خطواتها المخطط لها، إلآ أن تشبع معظم الشعب الليبي بالخوف والكراهية لنظام “الكتاب الأخضر” وخاصة خلال العقود الثلاثة الأولى، باستثناء فئة قليلة من الإنتهازيين، بعد ذلك وقع الجميع بين مد وجزر الحرس القديم “اللجان الثورية” وبين مساندي مشروع ليبيا الغد “الوجه الأخر للجماهيرية” وبنسخة جديدة بإكسسوارات حقوقية، صحيح التحديات التي واجهتها انتفاضة فبراير جمة إلا أنه تظل حركتها مستمرة ولو أنها بطيئة ومتعثرة.
تستعرض هذه المقالة مراجعة لأبرز التحديات التي تواجهها إنتفاضة فبراير.
التحديات الداخلية.. الرياح لا تكسر إلا الأغصان الضعيفة:
نعم من السهل أن نعلق ضعفنا وعدم نجاحنا على مشجب الأخر وعلى الرياح الخارجية التي لم تهد من بعد انتصار الحلف الأطلسي في الجولة الثانية للحرب العالمية، والتي هي بالتأكيد كانت وتظل عاتية بعد الإنتفاضة، أو الثورة، حيث عاشت ليبيا مرحلة اللادولة. أتجه انصار الانتفاضة بما يحملونه من خوف وكراهية دفينة صنعتها مقولات الكتاب الأخضر: البيت لساكنة، السيارة لمن يقودها، شركاء لا أجراء، التجارة ظاهرة استغلالية، الأرض ليست ملكاً لأحد! وحملوا السلاح ضد مؤيدي القذافي ومناصريه وأنتصروا. تلك المقولات التي صنعت الخوف من دكتاتورية الجماهيرية والكراهية لمن كانوا سبباً في سلبهم بيوتهم، وسياراتهم، وتجارتهم، ومصانعهم، وأراضيهم. آثار الخوف والكراهية كانت سبباً في كسر أهم دعامتين، بعد أن حول الاقتصاد الشعب إلى متسول والسياسة إلى قطيع بتوجيهات القائد، في عمق بنية الشعب الليبي، وهما:
البنية الأخلاقية البنية الاجتماعيةالبنية الأخلاقية: في ظل فوضى الجماهيرية ضاع صمام الأمان الضابط للشعب الليبي “عيب” “حرام” وبانفلات الصمام الضابط لسلوكيات الناس في ليبيا تحول الغالبية إلى قطيع لا يحكمه أي قانون ولو كان قانون الغابة. بترسيخ الفكر الكتاب الأخضر ضاعت الملكية الخاصة، والحقوق، والكرامة بل وحتى مصطلح الخبرة والتراتبية المدنية والعسكرية، والفضل يرجع للتصعيد الشعبي واللجان الثورية التي أقتحمت جميع النظم الإدارية وحتى العسكرية. هذه التركة المنفلتة لم تأخذ في الإعتبار بعد انتفاضة فبراير ولم يلتفت إليها بل إنسحاب الكثير من أحرار فبراير من ساحة الصراع، وانسجام البعض، على السلطة والمال والسلاح ساعد على استمرار الانفلات المجنون. لم يصرف الوقت الكافي لإعادة تأهيل البنية الأخلاقية للشعب الليبي المغيبة بأدبيات الجماهيرية “الغوغائية”.
بالطبع هذه الخلخلة في البنية الأخلاقية دفعت بالإنتفاضة، وبشكل غير إرادي أو بالأحرى بردة الفعل، إلى انتهاكات أخلاقية في حق الطرف الآخر الرافض لإنتفاضة فبراير. لم تكن هناك أي تنبيهات بالخصوص وربما يرجع ذلك إلى الإنشغال بمقاومة المناهضين لفبراير وضمان الانتصار على انصار دكتاتورية الجماهيرية.
البنية الاجتماعية: تطبيق مقولات الكتاب الأخضر عملت على تمزيق النسيج الاجتماعي وخاصة بعد تشريع التعدي على أرزاق الناس وممتلكاتهم، وكان الاغتيال الحقيقي للبنية الاجتماعية بعد مسلسل التصفية الجسدية لكل من له رأي يختلف عن مقولات القائد الملهم معمر المدمر للروابط الاجتماعية والصانع للروابط بنكهة اللجان الثورية. تشريعات الكتاب الأخضر لم تترك مكان إنساني وأخلاقي للتركيبة الاجتماعية في ليبيا، وخاصة في المدن، إلا ومزقت جميع أواصره بعد إدخال سوس اللجان الثورية ضمن النسيج الاجتماعي الذي انتهك حرمات الأسرة الليبية المحافظة.
التأثيرات الخارجية.. ورياح التكسير
قبل فبراير 2011 لم يكن تعامل حركة المعارضة الليبية بندية مع المجتمع الدولي، وليس من المبالغة لو قلنا بأنه كان استغلال لليد العليا للأجنبي. ضعف المعارضة وُظِف لخدمة أغراض ليست بالضرورة في صالح الشعب الليبي بقدر ما هو خدمة للصراع الدولي ومصالح دول خارجية. مع كل عيوب الدكتاتور معمر القذافي إلا أنه كان يمتلك الكلمة الفصل في ليبيا وهذا ما رغب المجتمع الدولي في استمرارية التعامل معه، وقد رأينا محاولة تمكين حفتر وأخرها في أبريل 2019م لإمتلاكه نفس النزعة الدكتاتورية التسلطية، إلا أن خروج القذافي على خط مصالح بعض الدول واستلطاف التدخل الصيني الناعم لأفريقيا بالبناء والقروض التنموية، والتفكير في صك عملة الدينار الأفريقي، وسحب بساط النفط من فرنسا بعد فرشه لها، أقنع الحلف الأطلسي بدعم الإنتفاضة.
الظروف بعد فبراير 2011م مكنة لجميع استخبارات العالم استباحة الأرض الليبية واقتحام برياحها العاتية ما تبقى من دواليب اللادولة الإدارية والتغلغل في المجتمع المدني، نتيجة غياب الوعي والثقة العمياء، من خلال جمعيات الإغاثة والمؤسسات الإعلامية، وحتى الدعم الحربي للإطاحة بالقوة العسكرية للقذافي، بل وتدمير بنية الدفاع الجوي بليبيا. وبعد أن نسجت الكثير من الاستخبارات الأجنبية خيوط التواصل مع أفراد ومؤسسات داخل الوطن، بعضها بصبغة عسكرية تحركت لخدمة مصالح دولها، وأكتفت بالنظر إلى ليبيا كغنيمة مع تجاهل كامل لمن يعيش على أرضها من بشر.
الصراع الدولي على أرض ليبيا تفاقم بعد أن وطأة قدم روسيا أرض ليبيا،وإشعال حرب الغاز والنفط في أوكرانيا، وطرد فرنسا من مالي والنيجر وبوركينافاسو وأفريقيا الوسطى، إضافة إلى الهاجس الأمريكي من التنين الصيني بأفريقيا. كما وأن دخول تركيا على الخط الدولي البعيدة في 2011م والقريبة بعد 2019م، ومُناورات أردوغان، بعد الاتفاقية البحرية والأمنية أذكى الصراع وعقد من الموقف الدولي مما زاد تمسك المجتمع الدولي المسيحي (كاثوليكي، بروتستانتي، وأرثوذكسي)، لخدمة مصالحه ووقف تمدد التنين الصيني، بشخصية خليفة حفتر البديل والوجه الأخر لمعمر القذافي والذي كان واضحاً بعد الهجوم على طرابلس في أبريل 2019م.
مهمة سيطرة الحكومة اليوم والاستقرار صعبة جداً وليبيا تمثل رقم مهم في المعادلة الجيوسياسية للبحر المتوسط وشمال أفريقيا بعمقها، ويمتد إلى الشرق الأوسط وبؤرة التوتر (إسرائيل). فالمناورة السياسية التي تتطلبها الحكومة اليوم هي الحرص على إبراز تماسك الشعب الليبي بأصله وأخلاقه، وبنيته الاجتماعية بالشرق مع الغرب والجنوب، ليكون موقفها التفاوضي مع مصالح المجتمع الدولي أفضل بكثير لو أن هناك تصدع في البنية الاجتماعية وضعف في البنية الأخلاقية.
تحديات اليوم لحكومة الوحدة الوطنية يمكن تلخيصها وبالترتيب في الآتي:
1- وقف نزيف الاستنزاف لخزينة ليبيا الذي انتشر بالأنانية المقيتة، وبغياب الأخلاق، وإحترام قانون الله “الحرام” وقانون المجتمع “عيب”.
2- تحويل مشروع المصالحة من كلمات جوفاء لدغدغة العواطف، والاستهلاك السياسي إلى برامج عمل تكشف حقيقة الانتهاكات الجسيمة في حق الشعب الليبي، وإيجاد وسائل لجبر الضرر وتصحيح المؤسسات العدلية باحترام القانون، بعد استبعاد القوانين الظلمة، وابتداع قوانين لمرحلة العدالة الانتقالية.
3- صد الخطر الخارجي ومحاولاته المستمرة لتمكين مشروع الدكتاتورية واضح المعالم والقادم من الشرق الليبي بقيادة خليفة حفتر.
خاتمة:
يتراىء لنا اليوم بأنه، وبعد انتفاضة فبراير، استخدام نفس أدوات سيطرة دكتاتورية الجماهيرية بصناعة الخوف والكراهية لن يرتقي بالبنية الاخلاقية، ولن يقوي النسيج الإجتماعي، فعلينا، سلطة ومجتمع مدني، استدعاء مصطلح العيب والحرام في حياتنا العملية والخاصة ليكون الصمام الأخلاقي والناظم للنسيج الاجتماعي لبنية الشعب الليبي. وتظل منابر المساجد، بعيداً عن التطرف الوهابي، والإعلام العامل المساعد الأكبر في إرجاع عربة البنية الاجتماعية للشعب الليبي على سكة الأخلاق الحميدة.
لتعلم سلطة اليوم بأن قوة موقفها التفاوضي مع المجتمع الدولي يتطلب عنصرين مهمين:
قوة البنية الأخلاقية والإجتماعية للشعب الليبي الموازنة بين مصلحة الشعب الليبي أولاً ومصالح باقي القوى الدولية وبدون السماح لعودة الدكتاتورية العسكريةجمر فبراير يغطية إنتشار هباء الفساد المالي إلا أن أي محاولة لعودة الدكتاتورية العسكرية سيؤججها من جديد وستقذف فبراير بحممها على كل من يفكر في العودة للدكتاتورية العسكرية ولو كانت العودة ببدلة مدنية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المجتمع الدولی للشعب اللیبی الشعب اللیبی إلا أن
إقرأ أيضاً:
صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
وفي افتتاح أعمال المؤتمر أكد عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي والموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.
واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422 هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية.
وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.
وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ومنها لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.
كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى"، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاها من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.
وعرّج عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.
وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب، مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.
وقال "يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة "، مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة بحسب ما أعلنه السيد القائد والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.
وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار ضرب السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.
وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية عن أهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص، مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا تستند فيه إلى التوافق الفلسطيني ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.
وقال "إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية".
واعتبر أبو شمالة، أن تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب وأفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني الصابر المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.
كما أكد أن معركة "طوفان الأقصى" ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.
وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن "طوفان الأقصى"، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي لا يضاهي لشعب صبر وصابر حتى أذهل العالم.
وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.
وأكدت الكلمات أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأشارت إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، من معاناة تحت وطأ العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.
وشددت الكلمات على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، وحقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، معبرين عن تطلعهم لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.
ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقهم في العودة إلى بلادهم بأمان والتأكيد على أن الحل والسلام الدائم، لافتة إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفضهم لمؤامرة الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم الأصلي.
واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.. مؤكدة أن معركة طوفان الأقصى جاءت رداً على الانتهاكات والاعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني .
وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط، داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار "لستم وحدكم" وفي إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة بحرية في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.
وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق اكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف اكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء "أم الرشراش" بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية "أم كيو9"، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.
تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، ريبورتاج عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد قاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى".