اليابان تطلق أول قمر صناعي خشبي بالعالم لمكافحة التلوث الفضائي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
طوكيو-سانا
ابتكر علماء يابانيون واحدة من أكثر المركبات الفضائية غرابة في العالم، وهي قمر صناعي صغير مصنوع من الخشب لمكافحة التلوث الفضائي.
وذكرت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية أنه تم بناء القمر الصناعي الخشبي من قبل باحثين في جامعة كيوتو وشركة سوميتومو فورسترى لقطع الأشجار من أجل اختبار فكرة استخدام مواد قابلة للتحلل مثل الخشب لمعرفة ما إذا كان يمكن أن تكون بمثابة بدائل “صديقة للبيئة” للمعادن التي تصنع منها جميع الأقمار الصناعية حالياً.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم بناء مسبار “لينجوسات” من خشب ماغنوليا وظهر في التجارب التي أجريت على محطة الفضاء الدولية “اي اس اس” أنه مستقر بشكل خاص ومقاوم للتشقق، ويجرى الآن وضع اللمسات النهائية على الخطط لإطلاقه على صاروخ أمريكي الصيف المقبل.
وحذر تاكاو دوي رائد الفضاء الياباني ومهندس الفضاء الجوي بجامعة كيوتو مؤخراً من أن جميع الأقمار الصناعية التي تدخل الغلاف الجوي للأرض تحترق وتنتج جزيئات صغيرة من الألومينا والتي ستطفو في الغلاف الجوي العلوي لسنوات عديدة، وفي نهاية المطاف سيؤثر ذلك على بيئة الأرض، ولمعالجة هذه المشكلة أنشأ باحثون في كيوتو مشروعاً لتقييم أنواع الأخشاب لتحديد مدى قدرتها على تحمل قسوة الإطلاق الفضائي والرحلات الطويلة في مدار حول الأرض، وتم إجراء الاختبارات الأولى في المختبرات التي أعادت خلق الظروف في الفضاء وتبين أن عينات الخشب لم تتعرض لأي تغيرات قابلة للقياس في الكتلة أو علامات التحلل أو التلف.
بدوره قال كوجي موراتا رئيس المشروع: “لقد أذهلتنا قدرة الخشب على تحمل هذه الظروف”.
وبعد هذه الاختبارات أُرسلت العينات إلى محطة الفضاء الدولية، حيث خضعت لتجارب التعرض لمدة عام تقريباً قبل إعادتها إلى الأرض مرة أخرى، ولم تظهر عليهم سوى علامات قليلة من الضرر، وهي ظاهرة أرجعها موراتا إلى حقيقة أنه لا يوجد أوكسجين في الفضاء يمكن أن يتسبب في احتراق الخشب ولا توجد كائنات حية تسبب تعفنه.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
إلى أين تمضي السياسة بالعالم؟
إلى أين يسير العالم مع حالة الفوضى السياسية المعاصرة؟ أهي مرحلة ضرورية لإرهاصات مستقبلية كبرى تتعلق بتغيير خريطة النظام العالمي (خاصة ما يتعلق بالسيطرة الاقتصادية والسياسية)؟ أم أنها حالة لا يرجى منها سوى استقطاع بعض الأوطان لصالح تجار الحروب على جسر من الجثث والدماء؟ ثم إلى أين تسير بنا كل هذه التغيرات في الواقع الجيوسياسي المعاصر؟ أما زال إنسان هذه المرحلة قادرا على التأثر متمكنا من التأثير؟ أم عطلت حواسه بفعل التشتيت والإلهاء، وهمش دوره السابق في توجيه قضايا إنسانية كبرى؟ هل انتقل الوعي المعرفي بطبيعة المخططات الاقتصادية السياسية على طاولة المصالح العالمية من المشرق إلى المغرب فصار مواطنو الغرب مدركين واعين بكل منطلقات السلطة وجشعها وإقصائها كل القيم الإنسانية والأخلاقية في سبيل الوصول إلى سلطة مطلقة بعد حسم معارك التدافع الاقتصادي والتصادم العسكري؟
هل نجحت وسائل التواصل الاجتماعي فعلا في تحويل المواطن العربي إلى مخلوق استهلاكي لا يعنى بغير المادة، سواء كانت تلك العناية طلبا أو استهلاكا؟ هل سلبت منه المدنية المعاصرة قدرته على التعاطف والمشاركة الإنسانية؟ وهل تشيأ بفعل تلك القيم الاستهلاكية المادية حدّ انعدام شعوره بالمخاطر والتحديات المعاصرة الكبرى المحدقة بعالمه العربي، وربما بوطنه الذي يعيش فيه؟ هل صارت الأوطان سلعة في أيدي الساسة وحلفائهم عابثين بمقدراتها، مستنزفين مواردها، مهجرين شعوبها سعيًا لمصالحهم المادية، وطموحاتهم التوسعية؟
كيف تجمّع آلاف المتظاهرين في مدن أمريكية عدّة للتعبير عن رفضهم لسياسات الرئيس دونالد ترامب، فيما اعتُبر أكبر موجة احتجاج منذ توليه المنصب في يناير؟ ثم كيف خطط منظمو الاحتجاجات الأمريكية حملة مظاهرات «ارفعوا أيديكم» لإقامة مظاهرات في نحو 1200 موقع، شملت جميع الولايات الأمريكية الخمسين؟ ثم خروج حشود غفيرة في مدن مثل بوسطن وشيكاجو ولوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن العاصمة، إضافة إلى مدن أخرى، يوم السبت، مظاهرات عديدة عبّر المتظاهرون خلالها عن اعتراضهم على سياسات ترامب التي طالت مجالات متعددة، من القضايا الاجتماعية إلى الملفات الاقتصادية والسياسية خاصة ما يتعلق بفلسطين وملاحقة الطلاب والأكاديميين المناهضين لسياسة أمريكا في الشرق الأوسط.
تضمنت المظاهرات آراء ساخرة من كثير من قرارات ترامب الأخيرة، ومنها تحديد الرسوم الجمركية الأخير، الذي أوردته صحيفة واشنطن بوست في محاولة لفهم أسباب ومبررات القرار في مقالة بعنوان «ما الذي يسعى ترامب لتحقيقه تحديدًا برسومه الجمركية؟» للكاتبة ميغان ماك أردل؛ وصفت المقالة مبررات الرئيس لفرض رسوم جمركية مرتفعة بأنها «واهية»، وأن استعراض الرئيس وحالة الفوضى التي أعقبت القرار يزيدان الأمر سوءًا، وقالت الكاتبة إنها قضت ساعات طويلة تتأمل جدول الرسوم الجمركية الجديد لإدارة ترامب في محاولة لاستيعاب منطقه، واستوقفها فرض رسوم على جزيرتي هيرد وماكدونالد، حيث لا يوجد فيهما أي نوع من الحيوانات، باستثناء طيور البطريق، وهي الملاحظة التي اتخذها كثير من المحتشدين في المظاهرات وسيلة للسخرية من سياسات ترامب رافعين صور البطاريق المحتجة على فرض الرسوم الجمركية عليها، إذ لا تستورد البطاريق أي سلع فضلا عن تصديرها!
وهل زاد فرض الصين رسومًا جمركية بنسبة 34% على السلع الأمريكية اعتبارًا من 10 أبريل من المخاوف من حرب تجارية طويلة الأمد؟ هذا الرد الموازي هو ما تعوّدته الصين على أي حال في تعاملاتها مع أمريكا في مجالات مختلفة رافضة دور الرقابة الأمريكية ومهدداتها.
ختاما: لا يملك أحدنا اليوم إلا النجاة بوعيه عن معارك التسطيح ويوميات الإلهاء، ثم النجاة بشعوره عن معارك التشييء والتحول المادي، علّ هذا الوعي المتدارك يمكّننا مستقبلا من إعادة صياغة مرحلة قادمة من الواقع العالمي يُحتَرم فيه الإنسان، وتُقدّر فيه القيم ويُعلى فيه شأن الأوطان حقيقة لا ادعاءات وشعارات، ثم علّ هذا الشعور المتدارك ينهض بعالم متكامل ينتصر للوعي وينجو بتشارك المعرفة.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية