الصين تثبت سعر الفائدة الرئيسي للحد من تقلبات اليوان
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أبقى البنك المركزي فى الصين سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، في مسعى لحماية اليوان من التقلبات، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها صناع السياسات أثناء محاولتهم إدارة المخاطر الاقتصادية والضغوط الناجمة عن الانكماش.
البنك المركزي فى الصين
وقرر بنك الشعب فى الصين تثبيت سعر الفائدة على قروضه السياسية لمدة عام واحد عند 2.
وتسعى بكين ( الصين ) إلى تحقيق توازن دقيق لدعم الاقتصاد في وقت تظهر فيه علامات الضغوط الانكماشية التي تستدعي المزيد من التدابير التحفيزية.
وتعتبر السلطات الصينية في مأزق. فمن ناحية، يمكن أن تؤدي السياسة النقدية المتساهلة إلى انخفاض تكاليف التمويل وتحفيز المزيد من النشاط الاقتصادي. ومن ناحية أخرى، يحاولون تجنب انخفاض قيمة اليوان مع اختلاف السياسة مع الولايات المتحدة، حيث يتم التراجع عن الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع استمرار التضخم. وفي حين أن العملة الأضعف قد توفر دفعة للمصدرين، فإنها يمكن أن تزيد أيضا من خطر هروب رأس المال.
وقال كبير استراتيجي الاستثمار في "Kraneshares" أنطوني ساسين إن على الصين التركيز أكثر على المستهلك حيث أن تركيز الصناع السياسة على السياسة النقدية والسيولة لا تبدو أنها تفيد الاقتصاد الصيني في الفترة الأخيرة.
وأضاف ساسين، في مقابلة مع "العربية Business"، أن "نفقات المستهلك في الصين عند مستويات مرتفعة حيث لا يستثمر وهذا له علاقة بقطاع العقارات وأيضا معدل البطالة عند الشباب المرتفع في السنة الأخيرة".
الصين تدعو المجتمع الدولي إلى إنشاء دولة فلسطين المستقلة سفير الصين بالاتحاد الافريقي: يشيد بجدول أعمال التكامل الأفريقي
اقتصاد الصين
بنك الشعب فى الصين
واستبعد ساسين حدوث نمو صفري في الصين. "أسمع محللين يحاولون تشبيه الصين باليابان إلا أن الفرق بينهما يعتبر شاسع للغاية. هناك نقاط تشابه ولكن هناك أيضا العديد من الملفات غير متشابهة مثلا تقييم السوق الصينية يعتبر منخفض مقارنة باليابان عندما حصلت فقاعة تضخم أسعار العقارات وسوق الأسهم في 1990".
"كانت نسبة سعر السهم حينها عند 60 (في اليابان) مقارنة بـ14 (في الصين) حاليا".
ويتراجع اقتصاد الصين تحت وطأة أزمة العقارات وضعف الثقة والضغوط الانكماشية. إن إحجام البنك المركزي عن التيسير بقوة يسلط الضوء على عدم التطابق مع الآمال بين المستثمرين بشأن التحفيز.
وقد تحيي أي خطوات جذرية الضغوط النزولية على العملة المحلية وعلى تخارج رؤوس الأموال، بحسب الاسواق العربية.
كما أن عدم اليقين حول توقيت تخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يحد من قدرات الصين بتقديم مزيد من التحفيز للاقتصاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصين سعر الفائدة الفائدة اليوان المخاطر الاقتصادية الانكماش بنك الشعب بنك الدولار السلطات الصينية فى الصین
إقرأ أيضاً:
المعادلة الطردية في الحرب و السياسة
المعادلة الطردية في علم الرياضيات هي المعادلة بين متغرين إذا زاد متغير بكمية معلوم يزيد الأخر بكمية تتناسب مع زيادة الأول.. و الحرب قسمت المجتمع لمجموعتين ، المجموعة الأولى الجيش و يقف معه أغلبية الشعب السوداني و المجموعة الثانية الميليشيا التي تقف معها قوى سياسية بعينها.. و القوى السياسية الداعمة للميليشيا أيضا تنقسم إلي شقين يرفعان شعار " لا للحرب" الأولى تقف مع الميليشيا و تدير الها العملية السياسية بشكل واضح لا لبس فيه.. و الثانية تتدثر بالحيادية و لكنها تظهر بشكل واضح في المعادلة الطردية، في المعركة العسكرية و السياسية..
عندما كانت الميليشيا تسيطر على أجزاء واسعة من العاصمة و اربعة ولايات في دارفور و ولايتي الجزيرة و سنار و أجزاء كبيرة من ولايات كردفان.. كانت القوى السياسية منقسمة بين التي تؤيد الجيش و أخرى تؤيد الميليشيا، و ليست كانت في حاجة إلي زيادة في المعادلة.. رغم أن هناك قوى أخرى كانت تدعي الوقوف في الحياد.. أن الذين يؤيدون الميليشيا كانوا على قناعة كاملة أن الميليشيا قادرة على تحقيق انتصار يجبر الجيش على الجلوس من أجل التفاوض.. باعتبار أن التفاوض يعني عودة ذات السيناريو الذي كان قبل الحرب بكل رموزه.. و كانوا يراهنون على الوقت باعتباره سوف يضعف قدرات الجيش القتالية، و في نفس الوقت يقلب الموازين في الشارع أن يضعف ثقة المواطن في الجيش، الأمر الذي يجعل المفاوضات هي المخرج الوحيد للجيش من حالة الضغط التي يعاني منها.. هذا الجانب كان مدعوما بدول لها وضعها في العلاقات الدولية " أمريكا – الاتحاد الأوروبي – بعض من دول الخليج و خاصة الأمارات إلي جانب أسرائيل" و أيضا كانت ذأت أثر في عدد من المنظمات " الاتحاد الأفريقي – الإيغاد _ حالة صمت في جامعة الدول العربية" و رغم سطوة الميليشيا كان يعادلها التأييد القوي من قبل الجماهير لمتحركات الجيش.. و رغم ذلك ظلت بعض القوى التي تتدثر بالحيادية، تظهر التعاطف مع الميليشيا لكي تكون قريبة من خيار التفاوض، و رغبتها كانت أن يهزم الجيش..
أن أنتصارات الجيش التي بدأت في مدينة أمدرمان، ثم سياسة تلاقي الجيوش في القطاعات المختلفة التي بدأت في جبل موية و تحريره، ثم تحرير ولاية سنار و ولاية الجزيرة و الزحف للخرطوم من عدة اتجاهات، الأمر الذي أضعف الميليشيا عسكريا، و بدأت تفقد العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها.. لذلك جاءت فكرة تعدد تيارات الضغط على الجيش، أن ينقسم تحالف " تقدم" إلي فريقين - فريق يعلن أنه بصدد تكوين حكومة موازية، و أخر " صمود" الذي تقع عليه عملية الدعم العمل السياسي، و كل الخيوط تحركها الأمارت.. بدأ الأول " صمود" بالمشاركة في المؤتمر الذي أقامته الأمارات في أديس أبابا موازيا لمؤتمر الاتحاد الأفريقي بهدف مساعدة السودان.. و كان الهدف من المؤتمر أن يساعد الأمارات في تبرئتها من الحرب الدائرة في السودان، و شاركت فيه قيادات من " صمود" ثم عقد مؤتمر نيروبي و تم إرسال كل من " برمة رئيس حزب الأمة لكي يعطى المؤتمر قوة ثم أختيار إبراهيم الميرغني للمشاركة فقط لأنه يحمل أسم الميرغني لكي يقال أنه يمثل " الحزب الاتحاد الديمقراطي الأصل إلي جانب عبد العزيز الحلو حتى تصبح العملية السياسية في نيروبي في حالة إطراد مع انتصارات الجيش و الجماهير المؤيدة له " تخطف عنها الأضواء"..
أن دعم الأمارات للميليشيا اتخذ عدة جوانب عسكرية و إعلامية و سياسية، و حتى اقناع عدد من دول الإقليم لكي تسهل عليهم أنجاز أجندتهم.. مليارات مئات الملايين من الدولارات بهدف تركيع الجيش، و تمرير أجندة التفاوض.. و ليس المقصود بالتفاوض وقف الحرب و ارجاع المواطنين إلي منازلهم بل الهدف منه " إرجاع مجموعة بعينها إلي السلطة" و هي المرحلة التي تجاوزتها الأحداث.. و كل مرة يرفع عبد الله حمدوك مذكرات إلي الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و غيره من المنظمات حسب توجيهات الكفيل.. بهدف وقف عملية زحف الجيش و انتصاراته.. و لكن لم يجدوا أذنا صاغية خاصة بعد خطاب البرهان في "القمة العربية" التي جعل وضع شرطين لوقف الحرب هزيمة الميليشيا أو استسلامها و خروجها من كل المواقع و تجميعها في معسكرات و سحب سلاحها و أجراء محاكمات عسكرية..
أن البيان الذي أصدره مجلس الأمم بعدم الموافقة على تشكيل حكومة موازية للحكومة في بورسودان.. إلي جانب الشكوى التي قدمها السودان إلي " محكمة العدل الدولية" ضد الأمارات سوف تجعلها تمارس ضغطا أكبر على تحالف " صمود" بهدف تحريك قطاع كبير من المؤيدين لها، و الذين يؤيدون الميليشيا لإرسال مذكرات و بيانات للمنظمات العالمية، في سعي حثيث من أجل عمل كوابح لانتصارات الجيش ضد الميليشيا و أعوانها، و الشكوى سوف تجعل الأمارات تخفف من مسعاها الفاشل، و لكنها سوف تزيد الضغط على المجموعات التي تدور في فلكها و توظفهم على أن يمارسوا ضغوطا بطرق شتى على قيادة الجيش..
الغريب في الأمر؛ أن القوى السياسية التي تؤيد الجيش تبيت في حالة من السكون، تتحرك فقط عندما يتم استدعائها لعمل ما، و ترجع لحالة البيات الشتوى، فشلت أن تجاري القوى المدعومة من الأمارات.. فشلت تماما في دورها المدني في إدارة الصراع إلا بتوجيهات مطلوبة منها.. أن القوى السياسية جميعا فقدت القدرة على العطاء و عجزت عن تقديم مبادرات أو أفكار تستطيع أن تحرك بها عجلتها إلي الأمام.. أن انتصارات الجيش على الميليشيا هي التي سوف تخلق واقعا سياسيا جديدا في الساحة، و الذي سوف يطيح بكل القوى العاجزة و التي ادمنت الفشل.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com