جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@19:00:01 GMT

الحُب المُقدَّس

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الحُب المُقدَّس

 

زكريا الحسني

 

نحن نكتب ليس من أجل الكتابة؛ بل من أجل أن يرى العالم ما نراه من الروعة والجمال فما أجمل اللغة حينما أتاحت لنا التعبير من خلالها أجمل التعابير والأشكال من غير همس ونطق وكم هو رائع حينما تسطر أقلامنا أسمى المعاني وأرقى الصفات لنوصلها إليكم بأروع ما يكون.

 

‏الحب لا يكتب على الورق ﻷن الورق قد يمحوه الزمان ولا يُحفر على الحجر لأن الحجر قد ينكسر  الحب يوصم في القلب وهكذا يبقى إلى الأبد.

 

الحب ليس أشعاراً تحفظ أو كلمات تُردد الحب أسمى من ذلك بكثير فالحب عالم بأسره لا يعلم حدوده إلا الذي استشعره بصدق فالحب تضحية ومُعاناة وألم.

لا تحسبن الحب أسرى مشاعرٍ

كمحبة الإنسان للإنسان

الحب أسمى من جمال زائل

الحب للأرواح للأبدان

فنحن كائنات مشاعرية وتحكمنا هذه المشاعر وما أجملها حينما نعيشها واقعاً فالحب أسمى تعابير الشكر والامتنان. الحب احتواء وآمان وقوة تأثير فالحب أن تقول لذاتك أو الآخر كم أنا محظوظ بوجودك في حياتي جعلت من حياتي تحفة فنية رسمت  بأجمل تعابير البشر.

أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه

فالحب ديني وإيماني، عيشوا اللحظات مع من تحبون وافرحوا لفرحهم واحزنوا لحزنهم فالفرح والحزن ليسا مشاعر آنية مجردة بقدر ما هما علو الإنسان.

الحب يهذب سلوكنا تجاه ذواتنا فضلًا عن الآخر؛ فالحب منبع سائر الفنون والإبداعات، الحب أعلى مراتب الوجدان والتجليات الإلهية يوقعها في قلب الإنسان.. من دون الحُب.. كُل المُوسيقى ضجيج.. كُل الرقص جُنون.. كُل العبادات عِبء.

جمال الحياة يكمن في قلوبنا، ولا ترى هذه القلوب النور، إلا من خلال الحب. ويقول مولانا جلال الدين الرومي "لا تكن بلا حب كي لا تشعر بأنك ميت.. مت في الحب وابقْ حيًا للأبد".

إذا تجردنا من الحب فقد تجردنا من إنسانيتنا سنبقى تائهين بلا عنوان ولا غاية ولا هدف. الحب في أصله طاهر ومقدس ولكن بسبب تطفل من لا يفقه فيه إلًا ولا ذمة أصبح في ألمٍ ووجع.

الحب في أصله مقدس وطاهر، ولكن فيما يمثلون باعتناقهم هذا الإحساس رفيع المستوى وراقي المعنى، فشارب الخمر يصحو بعد سكرته، ‏وشارب الحب طُول العمر سكران.

الحب عند سيدنا علي بن أبي طالب، حينما يُقبِّل يد زوجته وكان حديثهما في غاية التأدب وكانا لا يعطيان ظهورهما لبعضهما أثناء الحديث وهو ما ترجمه الإمام في شهادته بحبه لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما قال: "والله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.

وكان الفراق موجعًا لسيدنا وإمامنا علي بن أبي طالب، فقد غلب الحزن والألم في فراق محبوبته ولعل أهم ما كتبه كان عند قبرها فقال:

ما لي وقفتُ على قبورِ مُسلِّمًا // قبرَ الحبيب فلمْ يرُدّ جوابي

أحبيبُ ! ما لك لا تردُّ جوابنا // أنسيتَ بعدي خُلَّةَ الأحباب

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: تجديد الخطاب الديني يتجاوز التصحيح ليقدم الصورة المشرقة للدين الحنيف

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي “لا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور”.

جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.

وأضاف الرئيس السيسي: واليوم وانتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة ، وسفراء سلام للعالم بأسره.

مصر منارةً للإسلام الوسطي المستنير

وتابع الرئيس السيسي، إن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.  

وأكمل كلمته قائلا: وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.  

ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.  

مقالات مشابهة

  • قيادي بحزب العدل: ذكرى تحرير سيناء تُحيى أسمى معاني الفخر والعزة
  • السفير التركي بالقاهرة: حياتي تغيرت حينما رأيت أطفال غزة المصابين
  • حزب العدل: ذكرى تحرير سيناء تُحيي فينا أسمى معاني الفخر والعزة
  • كيف عاش البشر حينما انقلبت أقطاب الأرض قبل 41 ألف سنة؟
  • الرئيس السيسي: تجديد الخطاب الديني يتجاوز التصحيح ليقدم الصورة المشرقة للدين الحنيف
  • هل يجوز استفتاء القلب في الأحكام الشرعية؟.. الإفتاء تجيب
  • أزهري يوضح حكم الشرع في قتل وتعذيب الحيوانات
  • ما حكم الاحتفال بشم النسيم؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • البابا تواضروس: مصر تبذل كل غال ورخيص من أجل إحلال السلام بفلسطين
  • علي جمعة: كثير من الناس حينما يرون المتشددين يفسرون النصوص بعنفهم ينكرونها