سرايا - نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، مقالًا، تحدثت فيه عن أسباب الاضطراب في منطقة غرب أفريقيا.

واستعرضت الصحيفة، في المقال الذي ترجمته عربي21 ، الوضع السياسي والدستوري المضطرب في منطقة غرب أفريقيا، حيث قالت إن المنطقة تشهد تحديات عديدة بما في ذلك الصراعات المسلحة والتطرف الديني والأزمات الاقتصادية.

المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في أزمة عميقة

وحدث ذلك في حزيران/ يونيو 1990، في وقت كان فيه العالم الشيوعي ينهار.

وفي لا بول، استقبل فرانسوا ميتران 37 رئيس دولة أفريقية لإبلاغهم بأن المساعدات الفرنسية سترتبط من الآن فصاعدًا بإجراء انتخابات حرة ونظام تعدد الأحزاب وحرية الصحافة واستقلال القضاء.

وفي السنوات التي أعقبت ذلك، حوّلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS)، التي أنشئت في عام 1975، والتي تضم 15 دولة ناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية، نفسها تدريجيًّا من رابطة اقتصادية ونقدية إلى ما يُشبه النادي، لضمان النظام الدستوري بين أعضائها وتجنب الصراع فيما بينهم.

وأوردت الصحيفة أنه من المؤكد أن هذه النوايا كانت لها إيجابياتها وسلبياتها، ولكن منذ بداية العقد فقد أصبحت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مجرد حقل من التوترات على حافة الانفجار. وقد تم تعليق عضوية مالي وغينيا وبوركينا فاسو والنيجر بسبب الانقلابات العسكرية. وخلافًا لاتفاق غير مكتوب ولكنه متفق عليه داخل الإيكواس، فقد ترشح رئيسان على الأقل لولاية ثالثة على التوالي: ألفا كوندي في غينيا (أطاح به الجيش) والحسن واتارا في كوت ديفوار.

السنغال، التلميذ الجيد الذي تحول إلى أحمق

إذا كان هناك مشهد مسطح للفوضى السياسية في أفريقيا، فهو السنغال. وهو البلد الذي يُعتبر نموذجًا يُحتذى به في القارة لانتخاباته الحرة وتناوبه على السلطة، وصحافته الحرة، إذ شهد مؤخرًا تحولًا دراماتيكيًا في 3 شباط/ فبراير.

فقد قام الرئيس ماكي سال، الذي شغل منصب رئيس الدولة لفترتين رئاسيتين منذ عام 2012 وتعهد بعدم السعي إلى ولاية ثالثة، بتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في 25 شباط/ فبراير. وقبل ساعات قليلة من بدء الحملة الانتخابية الرسمية، أصدر مرسومًا بهذا المعنى وأجل الاقتراع حتى 15 كانون الأول/ ديسمبر.

وحسب الصحيفة، فإن هذا الانحراف الخطير عن الدستور، الذي بررته مشاكل في المصادقة على المرشحين، أثار مظاهرات تندد بانقلاب دستوري. وفي البرلمان، أثار المرسوم احتجاجات شديدة من مقاعد المعارضة في البرلمان، لدرجة أن بعض النواب تم إجلاؤهم من قبل قوات الدرك.

وفي داكار، يعتقد الكثيرون أن ماكي سال، أراد تجنب هزيمة رئيس الوزراء، أمادو با، الذي عينه خلفًا له، وفوز مرشح حزب باستيف ، وهي جماعة معارضة متطرفة، في آن واحد.

عودة الديكتاتوريات العسكرية

لقد هزت الانقلابات التي ضربت منطقة الساحل في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، فكانت أكثر من مجرد هزة. هذه البلدان الثلاثة، التي نشرت فيها فرنسا قواتها في إطار مكافحة الجهاديين، عادت إلى النزعة القيصرية التي ميزتها منذ الاستقلال. وتشكل عودة الغالونيين إلى السلطة بمثابة انتكاسة للسياسة الفرنسية وللاتحاد الأوروبي الملتزم أيضًا بدعم التحول الديمقراطي في أفريقيا.

وقالت الصحيفة في الأخير إنه من حسن الحظ أن مالي والنيجر وبوركينا فاسو قد أعلنت انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، على الرغم من أنها من أفقر دول العالم، ويعتمد اقتصادها على هذا المجال من التعاون.

وبكل شجاعة، تنوي القوى الثلاث تشكيل ما يشبه الاتحاد وإنشاء عملة تسمى الساحل قريبًا. ينبع هذا المشروع أيضًا من الاحتجاج على الفرنك الأفريقي المرتبط ارتباطًا وثيقًا بفرنسا، ولا يقتصر على الانقلابيين في الساحل.

ويهدد انفصال الدول الثلاث كلاً من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، الذي يجمع مستخدمي فرنك الاتحاد المالي الأفريقي.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاقتصادیة لدول غرب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع لمتابعة العمل المشترك لدول «التعاون»

الدوحة: «الخليج»
ترأست مريم بنت أحمد الحمادي، وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، وفد حكومة دولة الإمارات المشارك في الاجتماع رقم (25) للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالدوحة في دولة قطر.
تضمن جدول أعمال الاجتماع متابعة قرارات وتوصيات الاجتماع ال4 للجنة وسير التقدم في تنفيذ الدول الأعضاء لقرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال إصدار الأدوات التشريعية اللازمة للتنفيذ، إضافة إلى مناقشة آلية تسريع التصديق على الأنظمة والقوانين والاتفاقيات التي يعتمدها المجلس الأعلى في هذا الشأن، كما تمت مناقشة مذكرة المركز الإحصائي الخليجي بشأن سير العمل في دراسة قياس مدى تنفيذ قرارات العمل الخليجي المشترك على أرض الواقع «السوق الخليجية المشتركة»، والبرنامج الزمني المحدث لإنجاز هذا المشروع وتوصيات المركز بهذا الشأن.
وقالت مريم الحمادي: «إن دولة الإمارات، حريصة، وفق توجيهات القيادة الرشيدة، على دعم كل ما من شأنه إنجاح التعاون، والعمل المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في كافة القطاعات، وذلك من خلال الالتزام بتنفيذ كافة القرارات والمبادرات والمشاريع التي تم إقرارها في مختلف المجالات، وبما يسهم في ترسيخ رخاء وازدهار دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي».
وأضافت: أسهمت جهود دولة الإمارات في إصدار الأدوات التشريعية اللازمة لتنفيذ قرارات المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتصديق على الأنظمة والقوانين والاتفاقيات التي يتم اعتمادها، في تعزيز سرعة تنفيذها، ما شكل إسهاماً بناء ودفعة هائلة لواقع التعاون الخليجي المشترك، الذي يواصل إسهامه البناء في دفع مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة لدول مجلس التعاون الخليجي».
ترأس الاجتماع حمد بن أحمد المهندي، الأمين العام لمجلس الوزراء بدولة قطر رئيس الدورة الحالية.

مقالات مشابهة

  • آل غور لـ "يورونيوز": تسليم رئاسة مؤتمر المناخ لدول نفطية يُعد "سخافة" ويستدعي الإصلاح
  • شاب يقتل والديه وشقيقه وشقيقته في صنعاء
  • الكشف عن أسباب الوفيات في منطقة الهلالية
  • "اليماحي" يثمّن جهود المملكة في دعم البرلمان العربي
  • الإمارات تشارك في اجتماع لمتابعة العمل المشترك لدول «التعاون»
  • الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
  • أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات
  • هل سيكون العراق المنقذ لدول المنطقة في حال انخفاض أسعار النفط؟
  • عواقب فك الارتباط مع الولايات المتحدة.. خيار وحيد أمام القارة الأوروبية: إما الاستيقاظ فى وضع مشحون للغاية أو الاضطراب المزمن
  • انطلاق أعمال الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا 2024