"الموج مسقط" يوقع شراكة استراتيجية مع "بيئة" و"وقود" لتشجيع الإدارة المستدامة للنفايات
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
مسقط- الرؤية
استمرارًا لجهوده الرامية إلى تحقيق الاستدامة البيئية وتطوير ممارسات إدارة النفايات، وقّع الموج مسقط مذكرة تفاهم مع الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) وشركة وقود الرائدة في إنتاج وقود الديزل الحيوي، وذلك من أجل إطلاق مشروع تجريبي لتحويل زيت الطبخ المستخدم من مساكن الموج مسقط ومرافقه التجارية إلى وقود الديزل الحيوي.
وستوفر المبادرة لسكان الموج مسقط عبوات وطرقاً مبتكرة لتجميع زيت الطبخ المستعمل الذي سيتم تحويله بعد ذلك مباشرة إلى ديزل حيوي، وذلك في مرافق المعالجة والإنتاج المتطورة لشركة وقود في مدينة خزائن الاقتصادية. ستكون هذه المبادرة خطوة مهمة في مسيرة مبادرات الإدارة المستدامة للنفايات، وجهود إعادة التدوير، والاقتصاد الدائري في سلطنة عُمان.
وتعليقاً على توقيع هذه الشراكة الاستراتيجية ، قال ناصر بن مسعود الشيباني، الرئيس التنفيذي للموج مسقط: "تؤكد هذه الشراكة مع بيئة ووقود على التزامنا الراسخ بقيم الاستدامة البيئية ورؤيتنا الخضراء للمستقبل، فمن خلال تحويل النفايات إلى طاقة نساهم في بناء اقتصاد دائري يرفد مجتمعاتنا وبيئتنا، ويساهم في استدامة مواردها".
وأضاف الشيباني معقّبًا على أهمية هذا المشروع في السياق العالمي أيضًا: "يعتبر الديزل الحيوي اليوم واحدًا من أسرع أنواع الوقود البديلة نموًا في العالم، إذ يتم استخدامه في قطاع النقل بشكل خاص سواء البري أو البحري إلى جانب استخداماته المتعددة في قطاع الإنشاءات، ولا شك بأن ذلك يساهم في خفض البصمة الكربونية للعديد من الأنشطة، ويوفر حلولًا منخفضة التكلفة لدعم الجهود العالمية نحو تحقيق أهداف التغير المناخي، ويؤكد مجدّدا على أهمية التوجه نحو مصادر الطاقة المستدامة وجدوى استخدامها. ونحن نرى في هذا المشروع فرصة للمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الحياد الصفري لانبعاثات الكربون بسلطنة عُمان بحلول 2050م."
وتعليقًا على هذه الشراكة وأثرها المتوقع، أعرب كميل بن أحمد اللواتي، نائب الرئيس لتطوير الأعمال في "بيئة"، عن ترحيبه بهذه الشراكة، قائلًا: "إن هذه الخطوات تترجم التوجّه الاستراتيجي لشركتنا في دعم تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040، وتعدّ شراكتنا اليوم مع هذه المؤسسات خطوات نوعية تعكس التزامنا بتفعيل الاستدامة في قطاع إدارة الموارد وتعزيز المسؤولية البيئية التي نسعى لتعميمها على مختلف الأطراف الاجتماعية والاقتصادية". وأضاف اللواتي "أنه من المتوقع أن تنطوي هذه الاتفاقية على مميزات اقتصادية إذ قد يفتح الباب أمام منتجات جديدة يتم تصديرها من السلطنة إلى المستوردين العالميين الباحثين عن مصادر طاقة صديقة للبيئة".
وأكد ماهر الحبسي، المتحدث باسم شركة وقود على هذه التوجهات وقال: " نفتخر بتوقيع مثل هذه المذكّرة للمرّة الاولى في سلطنة عمان لتجسيد رؤية عمان 2040 ولخطط السلطنة نحو الحياد الصفري 2050.هدفنا من هذه التجربة هو نشر وتعزيز ثقافة تدوير النفايات واعادة استخدامها في انتاج وقود حيوي صديق للبيئة،ممّا يقي المجتمع من اخطار بيئيّة وصحيّة عدّة ممكن أن تسببها هذه النفايات، كما تُعتبرهذه التجربة مثال على قدرة الشركات المحلية على الإستفادة من الفُرص لإثبات أن نجاح مثل هذه الشراكات المجتمعية يعود بالنفع على السلطنة. ختاما"، نتوجّه بالشكر لإدارة الموج مسقط وشركة بيئة على الثقة المعطاة لنا،واعتبار وقود سبّاقة ومؤهّلة لقيادة مثل هذه المبادرات عبر فريق متخصص من المهندسين العمانيين ذوي الخبرة والكفاءة لقيادة مثل هذه المبادرات".
ويطمح أطراف الشراكة الثلاثة أن يسهم هذا المشروع التجريبي في الموج مسقط إلى وضع نموذج قابل للاستنساخ ضمن مبادرات تحويل النفايات إلى طاقة خضراء، كما يطمح إلى توسيع دائرة الوعي من خلال تثقيف السكان والقائمين على الأنشطة التجارية والعاملين فيها بأهمية التخلص المسؤول من النفايات، وأثر الاستدامة البيئية على مجتمعاتهم القريبة والبعيدة، وأهمية مفهوم الاقتصاد الدائري كمنهج عملي نحو تحقيق مستقبل أفضل. كما أكد أطراف المذكرة على الدور الحيوي للمجتمعات والأفراد في تحقيق أهداف المبادرات البيئية، وخفض كميات النفايات، وإعادة استخدامها، والعائد المعنوي والمادي الذي يمكن أن يحققونه من تبني هذه الجهود.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية
قال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن الذكاء الاصطناعي، بفضل قدراته غير المسبوقة واستخدام وسائل التكنولوجيا المتسارعة الوتيرة، أصبح من المحركات الرئيسية للابتكار والتحول في مختلف القطاعات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل فعال في معالجة العديد من التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من خلال التحليل الفوري للبيانات الضخمة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية وتقديم حلول مبتكرة.
جاء ذلك في ندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة: رؤى وتصورات مستقبلية" التي نظمها قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبحضور الدكتورة رانيا المشاط؛ وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ الدكتور أسامة الجوهري؛ مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار؛ والدكتور محمد عبدالله العلي؛ الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، والسفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أن تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشرة هدفًا عالميًا وضرورة ملحة لضمان جودة حياة أفضل للأجيال القادمة. وأكد أن مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية تتطلب رؤية شاملة وجهودًا منسقة تستند إلى قيم الابتكار والمسؤولية والتضامن. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حليفًا استراتيجيًا في إيجاد حلول مبتكرة لتحسين كفاءة الموارد وتعزيز الزراعة المستدامة وزيادة إنتاجية المحصول وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
وأوضح زايد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين التشخيص الطبي المبكر للأمراض، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية مثل حملات التطعيم والمبادرات الصحية العديدة، بما يساهم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو الصحة الجيدة والرفاه. كما تسهم هذه التقنيات في تعزيز التعليم من خلال ابتكار ممارسات جديدة في التدريس والتعلم، وتقييم أداء الطلاب وتحديد المجالات التي تتطلب التحسين، وهو ما يتماشى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية، منذ افتتاحها في عام 2002، حرصت على أن تكون منصة رقمية تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، بما في ذلك سرعة الإنترنت وإتاحة أجزاء من جميع الكتب الموجودة بالمكتبة عبر منصة دار الرقمية واستخدام الكمبيوتر شديد السرعة Super computer.
وأضاف أن المكتبة قامت بتحويل متحف الآثار إلى متحف افتراضي يمكن زيارته عن بعد مصحوبًا بعرض للبيانات الأثرية والتاريخية. كما نظمت المكتبة العديد من المؤتمرات في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز ريادة الأعمال في المجالات الخضراء وإطلاق ونجاح الشركات الناشئة، وتصميم المدن المستدامة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لطلاب الجامعة لتوعية الطلاب بسوق العمل الجديد وما تم استبداله من وظائف تقليدية بفضل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي.
وأكد زايد أن الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والأخلاقيات، مشيرًا إلى ضرورة وضع إطار أخلاقي وقانوني يحفظ حقوق الأفراد ويحميهم من التمييز والانحرافات.
كما حذر من التأثير السلبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي على البيئة بسبب زيادة استخدام الطاقة وزيادة انبعاثات الكربون المصاحبة للتوسع في استخدام هذه التكنولوجيا.
وأوضح الدكتور زايد أن استثمارنا في الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ودعا إلى تضافر الجهود لبناء عالم أكثر ازدهارًا وإنصافًا للأجيال الحالية والمستقبلية مع المحافظة على الهوية العربية، وأكد على أهمية تبادل الخبرات وقصص النجاح واستعراض الأفكار المبدعة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة.
وأشار إلى أهمية تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس والأنظمة الذكية، وتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو نتائج مفيدة مع تقليل مخاطره، مشددًا على ضرورة توعية الشباب بالتركيز على الإطار الأخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي واحترام خصوصية الإنسان والتأكد من عدم استخدام البيانات الشخصية في أي من المواقع الأخرى.
واختتم الدكتور زايد كلمته مؤكدًا على ضرورة اتباع نهج استباقي لتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على الهوية والتقاليد العربية، مؤكداً على أهمية التعاون والعمل المشترك لرسم خارطة طريق تسهم في تحقيق هذا الهدف.