أزمة إسرائيل في غزة: شهادة على اقتراب نهاية الكيان المحتل
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
يواجه مجلس الحرب الإسرائيلي والاستراتيجيون العسكريون خلافات وتحديات عميقة في ظل الحرب المستمرة مع حماس في غزة. ورغم أن القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان يهدف إلى معالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة من خلال المطالبة بوصول المساعدات وتعيين منسق للشؤون الإنسانية تابع للأمم المتحدة، فقد تعرض للانتقاد بسبب افتقاره إلى القوة والفعالية.
يسلط هذا الوضع الضوء على المعضلات الاستراتيجية والأخلاقية الأوسع التي تواجه القيادة الإسرائيلية أثناء تعاملها مع تداعيات الصراع على الصعيدين المحلي والدولي.
في متاهة الاضطرابات الجيوسياسية والصراع الداخلي التي أصبحت تحدد السرد الإسرائيلي المعاصر، تلوح في الأفق شخصية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتلقي بظلالها التي تمتد إلى ما هو أبعد من حدود إسرائيل وغزة.
في متاهة الاضطرابات الجيوسياسية والصراع الداخلي التي أصبحت تحدد السرد الإسرائيلي المعاصر، تلوح في الأفق شخصية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتلقي بظلالها التي تمتد إلى ما هو أبعد من حدود إسرائيل وغزة
وتواجه قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اختبارا قاسيا بسبب أزمات متعددة، حيث أن الصراع الدائر في غزة، وما خلّفه من خسائر فادحة في صفوف المدنيين والدمار، لم يؤد إلى توتر علاقات إسرائيل الدولية فحسب، بل أثار انتقادات في الداخل أيضا. وقد تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 28,000 فلسطيني منذ بدء العملية الإسرائيلية، بما في ذلك أكثر من 10,000 طفل و7,000 امرأة، مع تدمير كبير للبنية التحتية في غزة. وقد أدى ذلك إلى اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، مما أدى إلى تفاقم التحديات المحلية والدولية التي يواجهها نتنياهو.
علاوة على ذلك، أدى إشعال جبهة الشمال من قبل حزب الله والهجمات الصاروخية التي لم تتوقف حماس عن شنها؛ إلى تهجير جماعي للإسرائيليين من مستوطنات الشمال والجنوب إلى الوسط، وهذا ما تسبب بأزمة اقتصادية فادحة لحكومة نتنياهو في ظل عدم قدرتها عل تأمين هذه المناطق من الناحية الأمنية والعسكرية، ويُتوقع ألا تستطيع إسرائيل تأمين هذه المناطق طالما هي مستمرة في الحرب على غزة. كما أدت حالة فقدان الأمن الجماعي في إسرائيل حتى في المناطق التي تشهد هدوءا نسبيا مثل تل أبيب؛ إلى هجرة دائمة لحملة الجوازات المزدوجة وتقدر أعدادهم بين 250 ألف إلى 500 ألف إسرائيلي.
وتساهم هذه الأحداث مجتمعة في تراجع شعبية نتنياهو وحزب الليكود، مما يعكس أزمة القيادة وسط تصاعد الإخفاقات العسكرية والسياسية.
وعلى الصعيد الداخلي، أثارت قيادة نتنياهو جدلا ومعارضة كبيرة في إسرائيل، مما يشير إلى أزمة ثقة عميقة بين الشعب الإسرائيلي وقياداته السياسية. وقد تجلّى انعدام والسخط الشعبي في صورة احتجاجات واسعة النطاق ضد نتنياهو لمطالبته بالتنحي عن رئاسة الوزراء.
ومما يزيد من تعقيد الاضطرابات السياسية داخل إسرائيل؛ قضايا الفساد والملحمة القانونية الطويلة الأمد التي دمرت سمعة نتنياهو وستقضي على مستقبله وإرثه السياسي. وقد أثار تشابك التحديات السياسية والقانونية التي يواجهها تساؤلات حول الدوافع وراء قراراته، خاصة فيما يتعلق بالحرب الخاسرة في غزة. ويقول المنتقدون إن موقف نتنياهو العدواني تجاه غزة قد يتأثر بالرغبة في صرف الانتباه عن مشاكله الداخلية ودعم قاعدته؛ من خلال إظهار صورة القوة والعزيمة.
دائما ما يتم الحديث في إسرائيل عن "اليوم التالي"، وهم يقصدون بهذا انتهاء الحرب على غزة وسقوط حماس، ولكن بعد مرور أربعة أشهر من الحرب العبثية الخاسرة في غزة وتكبد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية فادحة، فإن نقاشات اليوم التالي يجب أن تنصب على مستقبل إسرائيل المتزعزع، والسقوط الحتمي لنتنياهو وتحالف المتطرفين "بن غفير" و"سموتريش" وغيرهم من الإرهابيين المتطرفين. ويشير هذا التحول المحتمل إلى نقطة عطف تاريخية، تؤذن بسقوط إسرائيل كنظام سياسي بشكل كامل، حيث سترث الحكومة المقبلة انقسامات مجتمعية تفاقمت بسبب الصراع. وهذا الانقسام ليس سياسيا فحسب، بل يتسرب إلى نسيج المجتمع الإسرائيلي، ويتحدى وحدة الأمة وتماسك هويتها الوطنية.
بالإضافة إلى التحديات المجتمعية والانقسام، هناك التداعيات الاقتصادية للحرب في غزة على إسرائيل، حيث لحقت أضرار كبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي بسبب النفقات العسكرية، وتعطيل الحياة اليومية، والتأثير الأوسع على ثقة المستثمرين والعلاقات التجارية الدولية.
تقف إسرائيل عند منعطف حرج، حيث تواجه مجموعة من الأزمات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تهدد استقرارها ومستقبلها بشكل كامل
وتتناول صحيفة ذا ناشيونال الضغوط الاقتصادية على إسرائيل، مشيرة إلى أن حرب غزة تؤثر بشدة على إسرائيل من خلال تقلص المعروض من العمالة وانخفاض الاستثمار وتدفقات رأس المال. إن تعبئة جزء كبير من السكان العاملين (حوالي 8 في المئة بسبب استدعاءات الاحتياط)، إلى جانب المخاوف الأمنية المتزايدة، ألحق الضرر بشكل ملحوظ بقطاعات مثل التكنولوجيا والسياحة. وستؤدي هذه التعبئة وما يترتب عليها من عدم اليقين إلى انخفاض الاستهلاك والاستثمار الخاص، كما أنّ توسع الحرب سيؤدي أيضا إلى الإضرار بالبنية التحتية والتسبب في المزيد من الخسائر في الأرواح.
يتوقع الاقتصاديون انكماش الاقتصاد الإسرائيلي، مع توقعات بانخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي وزيادة العجز المالي بسبب ارتفاع الإنفاق الدفاعي.
في الختام، تقف إسرائيل عند منعطف حرج، حيث تواجه مجموعة من الأزمات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تهدد استقرارها ومستقبلها بشكل كامل. إن الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، والدعم المتضائل لنتنياهو، والتحديات التي تلوح في الأفق بالنسبة للحكومة المقبلة، تؤكد على أن إسرائيل تتجه نحو السقوط الحتمي الذي لا مفر منه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة نتنياهو إسرائيل غزة نتنياهو مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أزمة ثقة وتبادل شتائم في فريق نتنياهو
قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن خلافا تحول إلى تبادل للشتائم بين مسؤولين كبار خلال اجتماع بحضور قادة الأجهزة الأمنية والوزراء في مكتب رئيس الوزراء.
وتحدثت القناة عن "أزمة ثقة" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف المحتجزين في الجيش نيتسان ألون، مشيرة إلى أن الخلاف تحول لتبادل إهانات خلال اجتماع حكومي.
وذكرت أن رئيس الشاباك قال إن الخيار الأفضل هو الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإنه يمكن بسهولة العودة بعدها إلى الحرب.
ونقلت القناة عن رونين بار قوله "نحن نضلل الجمهور ونوهمه بإمكان وقف الحرب ثم العودة إليها لأن ترامب سيمنحنا ضوءا أخضر".
بدوره، رد وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر -وهو المستشار السياسي الأكثر قربا من نتنياهو- قائلا: "لن نترك حماس بالحكم ليوم واحد ولا يمكن التعايش مع هذا الوضع".
ونسبت القناة إلى مسؤول ملف المحتجزين في الجيش نيتسان ألون دعوته إلى ضرورة مناقشة مطالب حماس وإشعارها بوجود أفق سياسي.
وقال ألون إنه "إذا قلنا إنه لا يوجد شيء للتفاوض عليه فلن يتم تحرير الأسرى".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصادر -وصفتها بالمطلعة ولم تسمها- أن إسرائيل تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد قطاع غزة، تشمل قطع الكهرباء، وتنفيذ عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، واستئناف القتال.
إعلانواعتبرت أن هذه الخطة تتضمن تصعيدا غير مسبوق مقارنة بالأسابيع والشهور الماضية.
بدورها، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الخطوات القادمة في الخطة الإسرائيلية في قطاع غزة تشمل قطع المياه والكهرباء، بالإضافة إلى عمليات اغتيال مركزة، بهدف الضغط على حماس للقبول بالمقترح الأميركي الجديد.
وعند منتصف ليل السبت الأحد انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما، ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، كان مقررا أن يتضمن 3 مراحل، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وانتهك نتنياهو الاتفاق برفضه بدء مفاوضات المرحلة الثانية، رغبة في إطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين، مع التهرب من التزامات هذه المرحلة، ولاسيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة.