تنطلق في 27 فبراير الجاري، أعمال مؤتمر الدوحة العاشر للمال الإسلامي بمشاركة من هيئات حكومية ومنظمات دولية ومؤسسات مالية وأكاديمية في مجالات الاقتصاد والمال والتكنولوجيا.
ويتوقع أن تسهم مخرجات المؤتمر الذي تنظم نسخته الحالية تحت عنوان (التمويل الإسلامي.. اندماج المبادئ والتكنولوجيا)، في تطوير صناعة التمويل الإسلامي في دولة قطر والعالم.


وبهذه المناسبة، قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ونائب رئيس مجلس إدارة شركة بيت المشورة للاستشارات المالية، إن مؤتمر الدوحة العاشر للمال الإسلامي يأتي تتويجا لعقد من عمر هذا المؤتمر الذي لا يزال يمثل حدثا بارزا في مسيرة التمويل الإسلامي وتحولاته محليا وعالميا.
وأوضح أن المؤتمر بنسخته العاشرة يقف على حدود حقبة جديدة يمر بها التمويل الإسلامي يعاد فيها تشكيله مع اندماجه بشكل أعمق في التكنولوجيا المتقدمة، والتي أفرزت مؤخرا ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأضاف الدكتور السليطي: "لقد استحسنا أن نعتمد مصطلح (التمويل الإسلامي.. اندماج المبادئ والتكنولوجيا) لهذه النسخة للتعبير عن هذه المرحلة التي تندمج فيها التكنولوجيا الرقمية مع مبادئ التمويل الإسلامي. وسوف يناقش المؤتمر هذه الصورة المستقبلية من خلال ثلاثة محاور رئيسة تتخللها جلسات حوارية ونقاشات وعروض، يتحدث المحور الأول عن الحوكمة الشرعية والتقنيات الذكية، من خلال مناقشة موضوع مهم يتمثل في إمكانية الاعتماد على هذه التقنيات في مجال الفتوى والتدقيق الشرعي وصناعة العقود المالية وترتيب الالتزامات التعاقدية، كما يتطرق المحور إلى الوقف الإسلامي وإمكانية الاستفادة من هذه التقنيات في حل الإشكالات المؤسسية وتطوير آليات حفظ وتوثيق الأوقاف".
أما المحور الثاني فإنه يستعرض أثر التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة المؤسسات المالية الإسلامية، من خلال التطرق إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتعظيم دور المؤسسات المالية الإسلامية وتنمية قيمتها، كما يرصد المحور التقنية الحديثة المتمثلة باللغة العصبية وكيفية استخدامها لتطوير منتجات التمويل الإسلامي، ويناقش استخدام الخوارزميات الذكية في إدارة الأخطار التمويلية والمصرفية، ويسعى المحور لاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في إدارة واستثمار الأوقاف.
ويتناول المحور الثالث أخلاقيات التمويل الإسلامي في ظل الأنظمة الذكية، من خلال استجلاء ما يتعلق بمشاركة البيانات وانتهاك الخصوصية في ظل خدمات التمويل الإسلامي المبنية على الذكاء الاصطناعي، واستعراض التشريعات المصرفية المركزية الخاصة بتنظيم الذكاء الاصطناعي، وفي جانب آخر يقدم المحور رؤية لاستخدام التعليم الآلي كأداة لتعزيز الأمن السيبراني في الأنظمة المالية.
ونوه السليطي في هذا الصدد بإمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع المالي والمصرفي، حيث تشير التقديرات إلى إمكانية إضافته ما يتراوح بين 200 و340 مليار دولار في القيمة للقطاع المصرفي، مما يفتح المجال لقطاع التمويل الإسلامي لاقتناص هذه الفرصة لتعزيز مكانته مستنيرا بآراء وتوصيات العلماء والخبراء في المجال لضمان صحة المسار وتجنب المخاطر وتحقيق أعلى معدل للكفاءة التمويلية المستندة إلى القيم والمبادئ الشرعية.
وأشاد بتجربة قطر في الصناعة المالية الإسلامية، حيث يسجل قطاع التمويل الإسلامي في قطر أداء قويا وتبدو آفاق النمو المستقبلية واعدة فيما تركز الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لدولة قطر التي تم إطلاقها مؤخرا على تعزيز دور التمويل الإسلامي لتحويل دولة قطر إلى مركز عالمي للخدمات المالية الإسلامية من خلال وضع آليات لدعم وتطوير منتجات مالية ومصرفية إسلامية مبتكرة على مستوى كل قطاع مع تعزيز ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور العام والشركات والأسواق إلى جانب تحقيق الريادة في التحول الرقمي بقطاع التمويل الإسلامي واستحداث مجموعة جديدة من منتجات الصكوك.
من جانبه، أكد سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير عام الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الإدارة تؤمن بدور العلم في تقدم الأمة وتطورها، وأن هذا التطور التقني أصبح اليوم ضرورة حتمية لاستمرارية المؤسسات، ومؤسسة الوقف، باعتبارها أحد أهم أعمدة مؤسسات الاقتصاد الإسلامي، ليست بعيدة عن موجة التحول نحو التقنيات الذكية، والتي برزت مؤخرا بشكل لافت في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يقودنا للتفكير بإيجابية وتفاؤل حول ما يمكن أن تضيفه هذه التقنية المستحدثة في تحسين خدمات الوقف وتطوير الأعمال الوقفية وتحسين استدامتها ورفع كفاءتها.
وأضاف أن الإدارة العامة للأوقاف تسعى من خلال المشاركة في المؤتمر إلى تقديم التجربة وتبادل المعرفة والخبرات والاطلاع على أحدث التقنيات في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الوقف، والإسهام في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقف ودوره في تحقيق التنمية المستدامة.
كما أشاد بحرص المؤتمر على إبراز قضايا الوقف، حيث كان من أهداف هذا المؤتمر استكشاف فرص وتحديات المؤسسات الوقفية في عالم الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى ما ستتم مناقشته من موضوعات، كالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير آليات حصر وتوثيق الأوقاف، واستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في إدارة واستثمار الأوقاف.
يشار إلى أن شركة بيت المشورة للاستشارات المالية، المنظمة للمؤتمر، هي أول شركة قطرية مصرح لها من قبل الجهات الإشرافية متخصصة في تقديم الاستشارات الشرعية والتطوير والتدريب في مجال الصيرفة الإسلامية. حيث تقدم خدماتها للمصارف وشركات المال والاستثمار الإسلامية منها والتقليدية وشركات التأمين الإسلامية وشركات الوساطة الإسلامية على كافة المستويات والأصعدة.

المصدر: العرب القطرية

إقرأ أيضاً:

رغم الدفاع عن نظامها.. بلومبرج تواجه مشكلات مع ملخصات الذكاء الاصطناعي

أطلقت وكالة بلومبرج نيوز في يناير الماضي نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد ملخصات تلقائية لمقالاتها، بهدف مساعدة القراء على استيعاب المعلومات بسرعة واتخاذ قرارات حول المقالات التي تستحق القراءة بعمق. 

لكن مع مرور الوقت، اضطرت الوكالة إلى إزالة عدة ملخصات بسبب أخطاء في المحتوى، مما أثار تساؤلات حول دقة هذه التقنية في بيئة الأخبار الاحترافية.

أمثلة على الأخطاء التي دفعت بلومبرغ إلى التدخل

كشف بحث على Google عن 20 حالة على الأقل تم فيها حذف ملخصات المقالات بعد نشرها بسبب أخطاء. 

من بين هذه الحالات، ملخصان لمقالات تتعلق بسياسة الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تم سحبهما، أحدهما لعدم تحديد موعد تطبيق الرسوم، والآخر بسبب "عدم الدقة" دون تحديد التفاصيل.

مقال اخر  عن بيع مصانع الصلب تم تعديل ملخصه بعد أن أشار بشكل خاطئ إلى أن نقابة عمال الصلب (United Steelworkers) كانت تعارض خطط المالك، في حين أن ذلك لم يكن صحيحًا.

مطورو المصادر المفتوحة يتصدون لـ روبوتات الذكاء الاصطناعي بطرق ذكيةأداة ذكاء اصطناعي جديدة تسرّع تشخيص مرض السيلياك المناعيبيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيلغي وظائف الأطباء والمعلمين خلال 10 سنواتكيفية إنشاء صور بأسلوب Ghibli باستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة سهلةبلومبرج تدافع عن نظامها

رغم هذه الأخطاء، أكدت بلومبرج أن 99% من الملخصات تفي بالمعايير التحريرية، وأن حالات التصحيح والتعديلات هي استثناءات نادرة.

 كما أوضحت أن الصحفيين لديهم سيطرة كاملة على الملخصات، سواء قبل النشر أو بعده، ويمكنهم إزالة أي ملخص لا يرقى إلى مستوى الدقة المطلوبة.

الشفافية والمستقبل

أكدت بلومبرج أنها شفافة تمامًا بشأن أي تحديثات أو تصحيحات يتم إجراؤها على المقالات، وأن فريق الخبراء التابع لها يواصل تحسين أداء النموذج اللغوي المستخدم في التلخيص. 

ومع ذلك، تظل هذه التحديات بمثابة تحذير مهم حول الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في الصحافة، حيث قد يكون دقيقًا في معظم الأحيان، لكنه لا يزال معرضًا للخطأ.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!
  • تمريض قناة السويس تنظم مؤتمرها الطلابي الحادي عشر حول دور الذكاء الاصطناعي
  • الرقابة المالية: 25.5 مليار جنيه ممنوحة لنشاط التمويل العقاري خلال 2024
  • بن حبتور يهنئ عبدالمهدي والمشاركين في مؤتمر فلسطين بعيد الفطر
  • بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من المهن
  • المالية اليمنية تنفي إشاعات تعطيل مرتبات الجيش وتؤكد تعزيز التمويل للربع الأول
  • استوديو جيبلي وكابوس الذكاء الاصطناعي
  • رغم الدفاع عن نظامها.. بلومبرج تواجه مشكلات مع ملخصات الذكاء الاصطناعي
  • مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة يشارك في مؤتمر «الذكاء الاصطناعي والأمن والاستخدام المسؤول»
  • «AIM للاستثمار» تستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي