الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني:

يشترك المغرب وإسبانيا في تاريخ طويل من العلاقات القوية، جيدة أحيانا ومضطربة في أوقات أخرى. تستند هذه العلاقات إلى قواعد “التفاهم والمصلحة المشتركة”، وقد ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات المشتركة في مجالات مختلفة، بما في ذلك الاقتصاد والتنمية الاجتماعية والثقافية والأمنية.

وبعد عودة العلاقات بين المملكتين الى طبيعتها، وفي ظل التحديات التي تطرحها التحولات الإقليمية والدولية، يحرص المغرب وإسبانيا على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتجديد التزامهما بالتعاون المستمر لتطوير الجوار الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. وتُعَد هذه الشراكة نموذجاً “يُحتذى به للتعاون بين الشمال والجنوب، حيث تستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة”، وفق عدد من المتتبعين، حيث يسعى الجاران إلى تحقيق المصالح المشتركة بينهما. وأعادت تقارير اعلامية رسمية التأكيد، على الشراكة المغربية الإسبانية، والتي تستند إلى مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك اقتصاد الذي يشكل المغرب الشريك التجاري الأول لإسبانيا في إفريقيا، ويتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية قوية في مجالات الصناعة والسياحة والبنية التحتية. كما يتعاون المغرب وإسبانيا في مجال التنمية الاجتماعية، حيث تعملان معاً على تحسين مستويات المعيشة للمواطنين في كلا البلدين، وتعزيز المساواة بين الجنسين والتعليم والصحة. وفي مجال الثقافة يتبادل المغرب وإسبانيا ثقافتيهما بشكل نشط، حيث ينظمان العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة، ويتعاونان في مجال حماية التراث الثقافي. وفي ما يتعلق بالمقاربات الأمنية، يتعاون المغرب وإسبانيا في مجال الأمن، حيث يعملان معاً على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. “هذا، واعترفت الحكومة الإسبانية أنها تجري اتصالات مع السلطات المغربية بشأن إدارة المجال الجوي في منطقة الصحراء. ولم يدلي وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، خلال تصريحه لصحيفة “الإندبندنتي” الاسبانية، بمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع الذي يثير قلق جبهة البوليساريو وداعميها في إسبانيا. وأفادت صحيفة ‘إل إنديبنتي’ الإسبانية بأن الاتصالات غير الرسمية بشأن قضية إدارة المجال الجوي للصحراء ما زالت جارية بين البلدين. وأكدت الوزارة صحة هذه الاتصالات غير الرسمية، لكنها لم تقدم مزيدًا من التفاصيل في هذا الصدد. ووفقًا لموقع “الكونفيدنسيال ديجتال”، أقرت إسبانيا قبل بضعة أشهر ببدء محادثات مع الرباط لنقل إدارة المجال الجوي في الصحراء وتنسيق الجهود بين البلدين بهدف “تحقيق أمان أكبر في الاتصالات وتعزيز التعاون الفني”. وأشار المصدر الى أن ذلك يأتي في إطار “تطور العلاقات بين المملكة الإيبيرية والمغرب”، اذ عبّر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن موقف بلاده من قضية الصحراء. بناءً على مصادر دبلوماسية، قد اتخذت إسبانيا، التي تسيطر حاليًا على جزر الكناري، قرارًا بوقف نقل إدارة المجال الجوي في الصحراء إلى المغرب نظرًا للاستحقاقات الانتخابية في البلاد. وفي السياق نفسه، أشارت “الكونفيدنسيال ديجتال” الى أن المغرب اقتنى نظام إدارة الحركة الجوية من شركة التكنولوجيا الإسبانية “إندرا”، والذي سيساهم بشكل كبير في تعزيز التنسيق مع الدول الإقليمية الأخرى. ويأتي ذلك، بينما تبنى البلدان “خارطة الطريق الجديدة”، والتي وصفتها الرباط بأنها “طموحة ومستدامة”، والتي تحدد “المبادئ التوجيهية لإقامة شراكة شاملة ومتجددة تستجيب للتحديات الحالية”، مثل الهجرة، الإرهاب، التنمية المستدامة، والبيئة، وتتناول أيضًا التحديات المستقبلية مثل الأمن الغذائي والانتقال الايكولوجي والذكاء الاصطناعي. وبناءً على ذلك، يتعهد البلدان، بعد إعطاء دفعة جديدة لمجموعات العمل المشكلة بينهما لإعادة إطلاق التعاون الثنائي متعدد القطاعات، بالتعامل مع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك “بروح من الثقة والتشاور، وبعيدًا عن الأعمال الأحادية الجانب أو الأمر الواقع”. وأعادت، اليوم الخميس، وكالة الأنباء المغربية الحديث عن الإعلان المشترك الصادر بعد أعمال الدورة الثانية عشرة للاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، حيث أكد الطرفان التزامهما بالاستمرار في تعزيز العلاقات “الممتازة التي جمعتهما وتطويرها باستمرار”. وفي هذا السياق، تتضمن الخطوات القادمة استمرار تعاون إسبانيا والمغرب وفقًا لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون والحوار السياسي، التي ترتكز على “مبادئ الشفافية والحوار المستمر، واحترام بعضهما للآخر”، وتنفيذ الالتزامات والاتفاقيات الموقعة بينهما.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: المغرب وإسبانیا فی مجال

إقرأ أيضاً:

"الخريجي" يبحث التطورات في المنطقة مع وزير الخارجية الإثيوبي

التقى نائب وزير الخارجية وليد بن عبدالكريم الخريجي، اليوم، وزير الخارجية الإثيوبي جيديون طيموثيوس، وذلك خلال زيارة رسمية لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة آخر التطورات الراهنة في المنطقة.

#أديس_أبابا | معالي نائب وزير الخارجية #وليد_الخريجي @W_Elkhereiji يلتقي معالي وزير الخارجية الأثيوبي الدكتور جيديون طيموثيوس، وذلك خلال زيارة معاليه الرسمية لجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية. pic.twitter.com/Aqp2GFV4FI— وزارة الخارجية(@KSAMOFA) March 19, 2025التطورات الراهنة في المنطقةكما التقى نائب وزير الخارجية وليد بن عبدالكريم الخريجي، اليوم الأربعاء، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإثيوبي ميسجانو أرجا، وذلك خلال زيارة رسمية لجمهورية إثيوبيا.
أخبار متعلقة طقس السعودية.. أمطار غزيرة وزخات من البرد على عسيرنائب وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية مع رئيس وزراء إثيوبيامكة المكرمة.. وزير الموارد البشرية يسلم وحدات سكنية للأيتاموجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة آخر التطورات الراهنة في المنطقة.
وحضر اللقاءان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الدكتور فهد الحميداني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان علي بن حسن جعفر.

مقالات مشابهة

  • "الخريجي" يبحث التطورات في المنطقة مع وزير الخارجية الإثيوبي
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ونظيره الأذربيجاني
  • وزير الخارجية يلتقي مع نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة التنزاني
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة في تنزانيا
  • وزير الخارجية: «مصر تطلع لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري مع أذربيجان»
  • توتر داخل الحكومة البريطانية بعد تصريحات وزير الخارجية بشأن إسرائيل
  • اتصالات مكثفة لوزير الخارجية مع مسؤولين أوروبيين بشأن التطورات في غزة
  • وزير الخارجية يجري اتصالات مع مسئولين أوروبيين بشأن التطورات في غزة
  • السلطات المغربية تُرحّل نكاز بعدما نكث تعهده بعدم التصوير أو الإدلاء بتصريحات معادية
  • برلمان البيرو يحث الحكومة على دعم مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية