المسلة:
2024-11-21@19:43:42 GMT

الكلمةُ نور

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الكلمةُ نور

18 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

نهله الدراجي

كم منا يعلم قوة الكلمة الطيبة..؟

وكم منا يدرك قيمة الاحترام والتقدير والاحتواء في بناء إنسان سوي..؟

هذه الأسئلة المهمة تثار في زمننا الحالي الذي يشهد تفاقماً للانعزال الاجتماعي وقلة التواصل الإنساني في عالم يبدو أن العنف والتفرقة والانغلاق هي الظواهر السائدة في المجتمع، وتجاهل بعض القيم الأساسية التي تصنع منها إنساناً سوياً.

.

ففي هذا العصر المتسارع قد ننسى قوة الاحترام و الإحتواء والإهتمام في صناعة الإنسان السوي …
ومن المفارقات الجميلة التي استحضرتني عند كتابتي لهذه الأسطر هي الرواية الشهيرة ” ذكريات من منزل الأموات” للروائي الروسي فيودور دوستويفسكي وما بينه لنا خلالها من رؤية استثنائية لحالة نفسية غريبة لاحظها في السجناء أثناء احتجازه معهم، حيث يبدو أنه قد اقتنع تماماً أن هذه الحالة النفسية الخاصة تنطبق على السجناء وغيرهم من البشر، مشيراً إلى أن كون الشخص خارج أسوار السجن لا يعني بالضرورة أنه أفضل من السجناء….

داخل السجن بعض السجناء يقومون بإثارة الشجار عمداً، ليس بسبب عدائيتهم الفطرية، بل اهتماماً منهم لمعرفة ما الذي سيحدث بعد الشجار….

لاحظ دوستويفسكي تمكن الكثير من الأشخاص من تهدئة الأمور والتحدث إلى السجناء المتشاجرين بلطف وتعاطف، وهذا يعطي هؤلاء الأشخاص قيمة لذواتهم ويعزز من شعورهم بالقدرة والاحترام …
من هنا ندرك أن هؤلاء السجناء ليسوا بأشرار كما يتخيلهم الكثيرون.. بل هم يشعرون بالعطش للعناية والاهتمام، ومتلهفون لأي كلمة ترفع من قدرهم وتعكس قيمتهم كبشر…
إنهم متشوقون لفرصة تجعل الناس يتحدثون إليهم بشيء من الاحترام والتقدير..

من خلال هذا التحليل العميق للنفس البشرية، يُظهر دوستويفسكي لنا إن أسوء المجرمين يمكن أن يعودوا ليصبحوا أشخاصًا سويين, إذا اوجدوا من يستوعبهم ويحتويهم ويقدرهم ويحترمهم ويسمعهم كبشر…
من هذا المنطلق، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم : كيف يمكننا صنع إنسانٍ سويًّ من خلال احترامه وتقديره واستيعابه؟

إنه واجب علينا أن نحترم ونفهم احبابنا وأن نربي أجيالنا على الحب والاهتمام والتقدير والاحترام والاحتضان .. إن هذه القيم الأساسية تساعد في بناء روابط إنسانية قوية وتعزز العلاقات الإنسانية المتبادلة…
فعندما نحترم الآخرين ونقدرهم بصدق، ونمنحهم الثقة والأمان ليظهروا بأفضل حلة لديهم .. ونكون جزءًا من حياتهم ونقدم لهم الدعم والتشجيع في كل تحدي يواجهونه، هنا قد نكون صنعنا إنساناً سويًا…
إن قدرتنا على استيعاب الآخرين وتقديرهم كما هم، تعكس قوة إنسانية حقيقية وتعزز الروابط الاجتماعية والتعاون بين البشر..

إذا كنا نرغب في أن نشهد تغييرًا إيجابيًا في العالم، فلنبدأ من أنفسنا. لنكن قدوةً للآخرين في التعامل الحسن والاحترام والتقدير.
وإن تربية الأجيال القادمة على الحب والاهتمام والتقدير والاحتواء هي مسؤوليتنا جميعاً..
لنبني عالماً أفضل وخالٍ من المشاكل النفسية، حيث يسود الحب والاحترام بين الناس فقط من خلال هذه القيم يمكننا أن نحقق التغيير الحقيقي ونصنع إنساناً سوياً..

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

بنغازي | العقوري وقنصل مصر يبحثان سبل تسهيل السفر وتبادل السجناء بين البلدين

ليبيا – التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، مع قنصل جمهورية مصر العربية في بنغازي، محمد السيد عرفة، بمقر ديوان مجلس النواب بمدينة بنغازي، حيث ناقش الجانبان عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون بين البلدين.

وأكد العقوري، وفقًا للموقع الرسمي لمجلس النواب، على عمق العلاقات التاريخية بين ليبيا ومصر، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون في جميع المجالات بما يحقق الرخاء والازدهار للشعبين الليبي والمصري.

وتناول اللقاء تسهيل إجراءات سفر المواطنين الليبيين إلى مصر، ومتابعة أوضاع الجالية الليبية هناك، بالإضافة إلى ملف تبادل السجناء بين البلدين وعودة السجناء الليبيين لقضاء محكوميتهم في بلادهم.

من جانبه، أعرب القنصل المصري عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية، موضحًا وجهة نظر الجانب المصري بشأن عدة قضايا، من بينها تسهيل إجراءات السفر وتبادل السجناء، معبرًا عن سعادته بزيارة مقر مجلس النواب الليبي.

وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لتحقيق المصالح المشتركة، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار للشعبين.

 

 

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
  • قديما قالوا: الملافظ سعد.. واليوم نقول: الكلمة أمانة وعهد
  • تصعيد العمليات يمنح “المقاومة” في لبنان الكلمة العليا
  • نعيم قاسم: استهداف بيروت يستوجب رداً في عمق تل أبيب... والميدان هو صاحب الكلمة الفصل
  • بنغازي | العقوري وقنصل مصر يبحثان سبل تسهيل السفر وتبادل السجناء بين البلدين
  • وصلت إلى 350 مرة يوميا.. ما الكلمة الأكثر بحثا في قاموس كامبريدج 2024؟
  • العقوري وقنصل مصر ببنغازي يناقشان ملف تبادل السجناء بين البلدين
  • ???? 18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان ! الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا، لماذا ؟
  • الاخلاقيات المهنية في مهب السكوب
  • الحوثيون يعتذرون لأحد السجناء في المحويت بعد سجنه لأكثر من ثمان سنوات عن طريق الخطأ !