المسلة:
2024-11-07@12:55:50 GMT

الكلمةُ نور

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الكلمةُ نور

18 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

نهله الدراجي

كم منا يعلم قوة الكلمة الطيبة..؟

وكم منا يدرك قيمة الاحترام والتقدير والاحتواء في بناء إنسان سوي..؟

هذه الأسئلة المهمة تثار في زمننا الحالي الذي يشهد تفاقماً للانعزال الاجتماعي وقلة التواصل الإنساني في عالم يبدو أن العنف والتفرقة والانغلاق هي الظواهر السائدة في المجتمع، وتجاهل بعض القيم الأساسية التي تصنع منها إنساناً سوياً.

.

ففي هذا العصر المتسارع قد ننسى قوة الاحترام و الإحتواء والإهتمام في صناعة الإنسان السوي …
ومن المفارقات الجميلة التي استحضرتني عند كتابتي لهذه الأسطر هي الرواية الشهيرة ” ذكريات من منزل الأموات” للروائي الروسي فيودور دوستويفسكي وما بينه لنا خلالها من رؤية استثنائية لحالة نفسية غريبة لاحظها في السجناء أثناء احتجازه معهم، حيث يبدو أنه قد اقتنع تماماً أن هذه الحالة النفسية الخاصة تنطبق على السجناء وغيرهم من البشر، مشيراً إلى أن كون الشخص خارج أسوار السجن لا يعني بالضرورة أنه أفضل من السجناء….

داخل السجن بعض السجناء يقومون بإثارة الشجار عمداً، ليس بسبب عدائيتهم الفطرية، بل اهتماماً منهم لمعرفة ما الذي سيحدث بعد الشجار….

لاحظ دوستويفسكي تمكن الكثير من الأشخاص من تهدئة الأمور والتحدث إلى السجناء المتشاجرين بلطف وتعاطف، وهذا يعطي هؤلاء الأشخاص قيمة لذواتهم ويعزز من شعورهم بالقدرة والاحترام …
من هنا ندرك أن هؤلاء السجناء ليسوا بأشرار كما يتخيلهم الكثيرون.. بل هم يشعرون بالعطش للعناية والاهتمام، ومتلهفون لأي كلمة ترفع من قدرهم وتعكس قيمتهم كبشر…
إنهم متشوقون لفرصة تجعل الناس يتحدثون إليهم بشيء من الاحترام والتقدير..

من خلال هذا التحليل العميق للنفس البشرية، يُظهر دوستويفسكي لنا إن أسوء المجرمين يمكن أن يعودوا ليصبحوا أشخاصًا سويين, إذا اوجدوا من يستوعبهم ويحتويهم ويقدرهم ويحترمهم ويسمعهم كبشر…
من هذا المنطلق، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم : كيف يمكننا صنع إنسانٍ سويًّ من خلال احترامه وتقديره واستيعابه؟

إنه واجب علينا أن نحترم ونفهم احبابنا وأن نربي أجيالنا على الحب والاهتمام والتقدير والاحترام والاحتضان .. إن هذه القيم الأساسية تساعد في بناء روابط إنسانية قوية وتعزز العلاقات الإنسانية المتبادلة…
فعندما نحترم الآخرين ونقدرهم بصدق، ونمنحهم الثقة والأمان ليظهروا بأفضل حلة لديهم .. ونكون جزءًا من حياتهم ونقدم لهم الدعم والتشجيع في كل تحدي يواجهونه، هنا قد نكون صنعنا إنساناً سويًا…
إن قدرتنا على استيعاب الآخرين وتقديرهم كما هم، تعكس قوة إنسانية حقيقية وتعزز الروابط الاجتماعية والتعاون بين البشر..

إذا كنا نرغب في أن نشهد تغييرًا إيجابيًا في العالم، فلنبدأ من أنفسنا. لنكن قدوةً للآخرين في التعامل الحسن والاحترام والتقدير.
وإن تربية الأجيال القادمة على الحب والاهتمام والتقدير والاحتواء هي مسؤوليتنا جميعاً..
لنبني عالماً أفضل وخالٍ من المشاكل النفسية، حيث يسود الحب والاحترام بين الناس فقط من خلال هذه القيم يمكننا أن نحقق التغيير الحقيقي ونصنع إنساناً سوياً..

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

حكم الحب العفيف بين الرجل والمرأة.. كيف يراه الشرع في عيد الحب؟

يأتي عيد الحب للمصريين في 4 نوفمبر من كل عام، ويحتفلون بهذه المناسبة السنوية ويقدمون فيها الهدايا لمحبيهم تعبيرا عن حبهم وتقديرهم لهم.

عيد الحب المصري.. هل النكد حكر على الرجال أم النساء؟ تفاصيل صادمة متى عيد الحب؟ وما الفرق بين الفلانتين المصري والعالمي؟ 5 نصائح للأزواج

وفي هذا الشأن أكدت دار الإفتاء المصرية،  بأن الشرع لا يمنع من تحديد يوم والاحتفال بعيد الحب واعتباره مناسبة سنوية يتم الاحتفال به كل عام، طالما أنها لا تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف.

وأوضحت أن الاحتفال الحلال بيوم الحب هو الخالي من المجون، والفسوق والفجور، وليس فيه اختلاط أو اختلاء محرم بالفتيات، وديننا حثنا على تآلف القلوب والمودة.

الحب العفيف

وأجابت دار الإفتاء على سؤال يقول (ما حكم الحب؛ بمعنى حب الشاب للفتاة إذا كان الحب طاهرًا عفيفًا وليس غرضه فعل الحرام؟

وقالت دار الإفتاء إن من ابتُلي بشيءٍ من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ، وَعَفَّ فَمَاتَ، فَهُوَ شَهِيدٌ» أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/ 183)، وقوَّاه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها: "درء الضعف عن حديث من عشق فعف".

حكم الحب

وقالت دار الإفتاء إن الحب ليس حرامًا في أي حال من الأحوال، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب؛ فإن في ذلك ظلمًا لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11].

وقد جعل الله تعالى الزواج هو باب الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين، فمن ابتُلي بشيء من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث: «مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» أخرجه الخطيب البغدادي وغيره وقوَّاه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها "درء الضعف عن حديث من عشق فعف".

مقالات مشابهة

  • الحزن يكسو بايرن ميونخ بسبب وفاة مشجع
  • هيئة التفتيش القضائي تُفرج عن سجناء في يريم وذمار
  • التفتيش القضائي يفرج عن 30 سجيناً في يريم وذمار
  • عاجل - واشنطن بوست: هاريس اتصلت بترامب وهنأته على الفوز في الانتخابات
  • محافظ الطائف يعقد الاجتماع الأول لمجلس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم
  • أول تعليق للصين على فوز ترامب
  • تأديبية بني سويف تقضي بمجازاة عامل بمستشفى الفشن لقيامه بحركة بذيئة بيده
  • حركة بذيئة بيده.. معاقبة موظف بمستشفي الفشن في بني سويف
  • حكم الحب العفيف بين الرجل والمرأة.. كيف يراه الشرع في عيد الحب؟
  • رحلة عيد الحب المصري من الحزن إلى الاحتفال