المنشطات الجنسية تغزو صفحات البيع الإلكتروني بأسعار مخفضة يحظر القانون الأردني تداول الدواء والامصال والمطاعيم إلا بعد تسجيل كل منها لدى مؤسسة الغذاء والدواء  حجم الإنتاج القائم بالقطاع الدوائي يصل إلى 1.62 مليار دينار سنوياً مستهلكون: المنشطات الجنسية والأدوية على "البسطات" ضمن نطاق قدراتنا المالية الرحامنة: كوادر أمانة عمان تصادر المنتجات غير المرخصة وتتعامل معها وفقا للقانون

تروج بعض "البسطات" القابعة على جنبات الطرق لأدوية ومنشطات جنسية غير مرخصة وتمنح من دون استشارة طبية، ما يجعلها تشكل تهديدا صحياً على الكثير من الشباب الواهم، الراغب بنتائج سحرية.

 

فيما تبذل الجهات الرقابية جهودا كبيرة لمحاولة الحد من انتشار استخدام وتداول هذه الأدوية التي قد يكون لها أثار جانبية سلبية على صحة متلقيها، حيث تقوم بحملات دورية ومداهمات متكررة لبائعيها ومستورديها. 

الحبة السحرية والعسل التركي.. على ظهر "البسطات" 

ولم يزر أحد منّا وسط البلد في العاصمة عمان، في الآونة الأخيرة إلا وشاهد "البسطات" التي تروج للمنشطات الجنسية المقلدة تحت عناوين سحرية جاذبة توهم المشترين مثل "العسل الملكي، الفياجرا الطبيعية، علكة لزيادة الشهوة، جل مؤخر، الحبة السحرية وغيرها". 

كما ويشاهد المار على بعض "البسطات" القابعة في مناطق مخفية أجهزة يدّعى أنها متخصصة لعلاج الضعف الجنسي، والتي يروج بائعيها أنها تؤدي أدواراً مختلفة. 

يقول علي "اسم مستعار" وهو مالك إحدى هذه البسطات إنهم يقومون ببيع هذه المنشطات للراغبين بالحصول على النشاط والقوة، معتبراً أن بضاعته سليمة ولا تشكل خطراً وتهديدا على مستخدميها.

وبين لـ"رؤيا" إن هذه المنشطات أصبحت مرغوبة لدى نسبة كبيرة من الشباب الأردني، حيث تلقى البضائع رواجا عاليا بين تلك الفئة. 

وفي ذات السياق أكد احمد "اسم مستعار" وهو مالك لبسطة أخرى تبيع ذات المنتجات أن هذه المنتجات توزع لمالكي "البسطات" من خلال تجار معروفين لهم، حيث يعد مالك البسطة "قائمة بالأنواع التي يرغب بالحصول عليها من التاجر، بدءاً من الحبة الزرقاء ووصولاً إلى أجهزة التكبير والشفط"، حسب أحمد. 

وعلمت "رؤيا" من مصدر مطلع أن بعض تجار هذه المواد الممنوعة وغير المسجلة يحصلون عليها من خلال طرود شحن تصل من دول عالمية. 

إقبال على الشراء

وخلال مراقبة رؤيا لعدد من البسطات على مدار أيام تبين بشكل جلي وجود إقبال لا بأس به من فئات المجتمع المخلفة، لا سيما فئة الشباب، حيث طلب بعض الزبائن من القائم على "البسطة" أنواعا بعينها.

يقول محمد "إسم مستعار" إنه أقدم على شراء بعض المنشطات الجنسية من "البسطات" لا سيما (الفياجرا) قبل سنوات؛ نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالصيدليات التي تعتبر أسعارها باهظة، وفق رأيه.

وأشار الرجل الذي يعمل في مهنة البناء في حديث لـ"رؤيا" أنه يبذل مجهودات كبرى خلال أيام عمله في سبيل كسب الرزق، ويحصل على أجر رمزي نسبيا ما يجعله غير قادر على الحصول على تلك المنشطات والأدوية من الصيدليات المرخصة.

اقرأ أيضاً : "المستقلة للانتخاب" تنشر التعليمات التنفيذية الخاصة بتأسيس الأحزاب السياسية

وحول مخاطر وأضرار هذه المنتجات على الصحة، زعم محمد أنه يتلقاها منذ سنوات ولم يلمس أي أضرار واضحة، موضحا أنها ساعدته في كثير من الأحيان.

وفي ذات السياق علي "إسم مستعار" إنه تعرف على هذه الأنواع من المنشطات بعد زواجه من خلال بعض الزبائن الذين زاروه في محل الحلاقة الذي يعمل به، مبينا لـ"رؤيا" أنهم أهدوه بعض هذه الأنواع ليجربها وحينما شعر بفعاليتها بدأ باستخدامها بين فترة وأخرى.

وأكد أنه يعتمد عددا محدودا من "البسطات" أو صفحات البيع الإلكتروني التي يثق بمنتجات مالكيها، حيث باتت تربطه في بعضهم علاقات صداقة وثيقة على مدار أعوام. 

المنشطات تغزو صفحات البيع الإلكتروني بأسعار مخفضة

وخلال بحث "رؤيا" تبين وجود صفحات متخصصة تقوم ببيع المنشطات الجنسية وبعض أنواع الأدوية من خلال صفحات إلكترونية، من خلال عرض صورة المنتج ومزايا والسعر المطلوب شامل خدمة التوصيل داخل عمان وخارجها.

وعرض أحد المواقع الإلكترونية منشط "الفياجرا" بثلاث دنانير شامل التوصيل داخل عمان، وبـ"5" دنانير للمحافظات الأخرى، فيما عرض ذات الموقع منشطا جنسيا للسيدات "بلو وزارد" للبيع بسعر 8 دنانير.

وفي ذات السياق نشرت صفحات ومواقع أخرى رصدتها "رؤيا" منتجات غير مسجلة للبيع بأسعار رمزية، وعرض أحد المواقع العسل الملكي لتحسين القدرة بسعر 12 دينارا شامل خدمة التوصيل، ومنتج "النمر للرجال لزيادة قوة الانتصاب" بسعر 7 دنانير ونصف، وغيرها من المنتجات الممنوع بيعها قانونيا إلا داخل المراكز المرخصة والمسجلة لدى مؤسسة الغذاء والدواء.

وتضع الصفحات والمواقع التي تبيع هذه المواد باختلافها إدعاءات غير دقيقة حول الفوائد التي يحصل عليها المستهلك، من دون إرفاق أي إثباتات علمية تبرهن صحة حديثهم.

مداهمات ومتابعات دورية

على الصعيد الآخر تبذل الجهات الرقابية والمؤسسات الرسمية في المملكة جهودا كبرى في عمليات المتابعة والرقابة على هذه "البسطات" أو صفحات البيع الالكتروني لضبط مالكيها والنتجات التي يملكونها واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

وقبل أيام أعلنت المؤسسة العامة للغذاء والدواء أن قسم الرقابة البيئية في مرتبات الادارة الملكية لحماية البيئة بالتعاون مع كوادر الرقابة والتفتيش في المؤسسة تمكنوا من ضبط كمية كبيرة من المنشطات المزورة والمهربة ومجهولة المصدر وغير المسجلة أصوليًا لدى المؤسسة.

وقال مدير عام المؤسسة الدكتور نزار مهيدات، في بيان وصل "رؤيا" نسخة عنه، إن كمينا محكما أوقع بالقائمين على تسويق وترويج المنشطات إلكترونيا عبر بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن المنشطات تحمل أسماء تجارية متنوعة وبتراكيز مختلفة وجميعها غير مسجلة أصوليا لدى المؤسسة وغير مجازة للتداول وغير آمنة للاستهلاك.

وأضاف مهيدات أنه جرى مصادرة المنشطات والتحفظ عليها تمهيدا لإتلافها حسب الأصول والحيلولة دون وصولها للمواطنين، ومباشرة إجراءات تحويل الصفحة الإلكترونية المروجة للمنشطات إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام، وتحويل أصحاب العلاقة للقضاء لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، مشددا على استمرار العمليات الرقابية النوعية واتخاذ أشد الإجراءات بحق المخالفين.

ودعت المؤسسة إلى شراء الأدوية من الأماكن الموثوقة المخصصة لبيعها مثل الصيدليات والمستشفيات كونها تخضع لإشراف ورقابة دورية من قبل مفتشي المؤسسة، وتهيب بالمواطنين التواصل معها في حال وجود أي ملاحظة أو استفسار أو شكوى بهذا الخصوص من خلال خط الشكاوى المجاني 117114 والبريد الإلكتروني [email protected] وعبر تطبيق "واتساب" على الرقم: (0795632000)

قسم لحماية المستهلكين في وزارة الصناعة والتجارة

وتضم وزارة الصناعة والتجارة قسما لحماية المستهلكين الذين يتعرضون لحالات غش واستغلال أثناء شرائهم البضائع لا سيما من خلال الشراء الالكتروني.

وأكد مصدر مطلع في الوزارة لـ"رؤيا" أن قسم “حماية المستهلك يتابع بالتعاون مع وحدة الجرائم الإلكترونية شكاوى المواطنين الذين يتعرضون لحالات غش واستغلال عبر مواقع التواصل الإجتماعي من قبل شركات بيع (اون لاين).

وأوضح أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات المختصة على ضبط المتورطين وايداعهم إلى القضاء لمحاسبتهم.

وذكر المصدر أن القائمين على هذه الأعمال يروجون لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، (فيسبوك، انستغرام، سناب شات وغيرها) ، تحت عناوين مضللة مثل تغري جيل الشباب.

وعلى صعيد البسطات، أكد الناطق الإعلامي بإسم أمانة عمان الكبرى الدكتور ناصر الرحامنة أن كوادر الأمانة تقوم بجولات دورية وحملات متكررة على "البسطات" والمحال غير المرخصة.

وأفاد الرحامنة لـ"رؤيا" أن كوادر الأمانة تقوم بمصادرة البضائع غير المرخصة الموجود على "البسطات" وتتعامل معها وفقا للقوانين والأنظمة المعمول بها، وبالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى.

ووفقا للمادة 3 من قانون الدواء والصيدلة الأردني فإنه:

(أ)- 1_ يحظر تداول الدواء والامصال والمطاعيم إلا بعد تسجيل كل منها لدى مؤسسة الغذاء والدواء واتخاذ القرار المناسب بما يتقرر تسعيره من هذه المواد وفقا لاحكام هذا القانون وذلك تحت طائلة المسؤولية القانونية لمخالفة أحكامه.

2- يحظر تسجيل أي من المواد المذكورة في البند (1) من هذه الفقرة قبل تأكد اللجنة المختصة من الاستعمال الآمن لهذه المواد ومن فعاليتها وجودتها.

قطاع دوائي أردني رائد عالميا

ويمتلك الأردن عددا من المصانع الدوائية التي تقوم بإعداد منتج دوائي متميز ويحظى بثقة على الصعيد العالمي.

ووفقا لممثل قطاع الصناعات العلاجية واللوازم الطبية في غرفة صناعة الأردن الدكتور فادي الأطرش فإن حجم الإنتاج القائم بالقطاع يصل لنحو 1.62 مليار دينار سنوياً، وتشكل إنتاجيته 10 بالمئة تقريبا من إجمالي إنتاج القطاع الصناعي كاملا، فيما وصل متوسط معدل نمو إنتاج القطاع خلال العقد الماضي إلى ما نسبته 8.8 بالمئة سنويا.

وقال الأطرش إن القطاع يضم 151 منشأة، برأس مال مسجل يصل لنحو 341 مليون دينار، فيما يبلغ عدد المصانع الأردنية خارج المملكة 15 مصنعا، تتواجد في السعودية والجزائر ومصر والمغرب والسودان.

وتصدر منتجات المصانع الدوائية إلى أكثر من 85 دولة حول العالم بقيمة تبلغ 692 مليون دينار.

وعلى النقيض هنالك تجارة رائجة للمنشطات الجنسية المقلدة تبيع الوهم للزبائن، في الوقت الذي ترتبط به المملكة باتفاقيات دولية تحظر عمليات التقليد لمنتجات الأدوية.

ورغم ذلك لا زالت تجارة المواد قائمة بين الشباب الأردني، تباع على مرأى ومسمع السائرين في أزقة وطرقات "وسط البلد" أو عبر الصفحات الالكترونية التي تدار من أفراد غير متخصصين.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الأدوية مؤسسة الغذاء والدواء أمانة عمان الكبرى البسطات وسط البلد الصناعة والتجارة المنشطات الجنسیة هذه المواد من خلال

إقرأ أيضاً:

ديوكوفيتش يطالب بإصلاح النظام «غير العادل» لمكافحة المنشطات

الدوحة (أ ف ب) 

 

أخبار ذات صلة أنس جابر تسقط عند «الحاجز الأول» في دبي «الأبيض» جاهز لـ«خليجي القدامى»

بدا الصربي نوفاك ديوكوفيتش منزعجاً من طريقة التعامل مع قضيتي تنشط الإيطالي يانيك سينر والبولندية إيجا شفيونتيك، داعياً من الدوحة إلى إصلاح نظام مكافحة المنشطات في لعبة التنس لاعتباره أن اللاعبين الأدنى تصنيفاً يلقون معاملة مختلفة عن اللاعبين الكبار.
وتجنب سينر، المصنف أول عالمياً، الأسوأ بتوصله إلى تسوية مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات «وادا» تقضي بإبعاده عن الملاعب حتى الرابع من مايو عوضاً عن المخاطرة بإمكانية توقيفه لفترة تصل إلى عامين على خلفية ثبوته تعاطي مادة كلوستيبول المحظورة مرتين.
في مارس الماضي، ثبُت تعاطي سينر مرتين مادة كلوستيبول المحظورة، بيد أنه بُرّئ من قبل وكالة النزاهة الدولية للتنس وسُمح له باللعب لاحقاً لقبولها تفسيره بأن الدواء دخل إلى نظامه عندما استخدم أخصائي العلاج الطبيعي رذاذاً يحتوي عليه لعلاج جرح بيده، ثم قدم له التدليك والعلاج الرياضي.
لكن «وادا» استأنفت قرار تبرئة اللاعب لكن من خلال التسوية التي توصل إليها الطرفان السبت، تجنب إمكانية إيقافه لمدة عامين.
والشهر الماضي، أعلنت «وادا» أنها لن تستأنف قرار إيقاف شفيونتيك، المصنّفة ثانية عالميا، لمدة شهر، بسبب نتيجة اختبار إيجابي لمادة محظورة تم إجراؤه في منتصف أغسطس 2024.
ورأى الخبراء العلميون في «وادا» أن السبب الذي قدمته اللاعبة البولندية، وهو تناولها مادة ملوثة، «مقبول» و«أنه لن يكون هناك سبب علمي للطعن فيه أمام محكمة التحكيم الرياضية».
وهذان القراران لم يعجبا ديوكوفيتش الذي قال على هامش مشاركته في دورة الدوحة إن «غالبية اللاعبين الذين تحدثت إليهم في غرف الملابس، ليس فقط في الأيام القليلة الماضية لكن أيضا في الأشهر القليلة الماضية، غير راضين عن الطريقة التي تم بها التعامل مع هذه العملية برمتها».
وتابع «أغلبية اللاعبين لا يشعرون بأن الأمر عادل، أغلبية اللاعبين يشعرون بأن هناك محاباة. يبدو الأمر، وكأنك تستطيع التأثير على النتيجة تقريبا إذا كنت لاعباً من الطراز الرفيع، إذا كان لديك إمكانية الوصول إلى أفضل المحامين».
وخلافاً لسينر وشفيونتيك، أوقفت المعتزلة مؤخراً الرومانية سيمونا هاليب، المصنفة الأولى عالمياً سابقاً، من قبل الاتحاد الدولي للعبة أربعة أعوام في 2022، بعد تبين وجود مادة «روكسادوستات» المحظورة في اختبارها.
وقالت هاليب إن سقوطها في فحص المنشطات كان نتيجة مكمل ملوث واستأنفت بنجاح أمام محكمة التحكيم الرياضية التي خففت إيقافها إلى تسعة أشهر.
وتطرق ديوكوفيتش إلى ذلك بالقول «سيمونا هاليب و(البريطانية) تارا مور وبعض اللاعبين الآخرين الذين ربما يكونون أقل شهرة، يكافحون لأعوام من أجل حل قضاياهم أو تم إيقافهم لأعوام. هناك الكثير من التناقضات بين القضايا».
ويعتقد الصربي الذي يعود إلى المنافسات لأول مرة منذ انسحابه من نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة الشهر الماضي بسبب الإصابة، أن التغيير ضروري و«الآن هو الوقت المناسب لنا من أجل إصلاح النظام لأن النظام والبنية الأساسية لمكافحة المنشطات لا يعملان بشكل جيد، وهذا واضح».

مقالات مشابهة

  • الابتكارات الدفاعية الإماراتية تجذب الزوار والمشاركين
  • إجلاء بحارين من جنسية هندية إثر تعرضهم لتسمم بالغاز
  • تفسير رؤيا «البكاء» في المنام لابن سيرين
  • علاج الإمساك لدى الحوامل .. روشتة سحرية من هيئة الدواء
  • قضية سينر «على بعد ملايين الكيلومترات» من حالات المنشطات
  • تجهيزات رمضان 2025.. حيل سحرية تساعدك في تلميع البوتجاز والشفاط
  • تفسير رؤيا «الزواج» في المنام لابن سيرين
  • ديوكوفيتش يطالب بإصلاح النظام «غير العادل» لمكافحة المنشطات
  • عبدالرحمن الجماز يثير الجدل بتغريدة حول التحكيم والمنشطات
  • محافظ حلب يوجه بمعالجة الإشغالات في مركز المدينة خلال جولة تفقدٍ ميدانية