يمانيون/ بقلم/ فضل أبو طالب|

 

(الصفحة السادسة)

المرة الوحيدة التي طلب مني فيها الشهيد الصماد تغطية إعلامية عندما نزل لزيارة بني صريم في مديرية خمر بعمران في تاريخ 19 مارس 2018 وكان لقاء شعبيًّا؛ فعندما انتهى من اللقاء اتصل لي مباشرة، قال لقد نزلت بني صريم والتقيت بالناس هناك وكلهم مسلحون ولو يجي تغطية إعلامية لهذه الزيارة فسيكون لهذا أثر على دول العدوان؛ ذلك أن هاشم الأحمر قال للعدوان بأنهم إذَا عينوّه قائداً للمنطقة السادسة فسوف يحشد بني صريم وبقية مناطق عمران للانضمام إليهم والقتال في صفوفهم وأن كُـلّ هذه المناطق في يده، ونحن نريد أن نثبت للعدوان من هذه الزيارة أنه لا يوجد أحد معهم ولا مع هاشم، وأن الجميع ضد العدوان، وأنه لا يوجد معهم حتى واحدٌ يرفع لهم بلاغًا عن الزيارة لاستهدافنا؛ فما بالك بالتحَرّك معهم والقتال في صفهم؟، هذا سوف يشكل لهم ضربة وانتكاسة.

هكذا كان يفهم الشهيد الصماد أهميّةَ الإعلام كجبهة هجومية مهمة ضد الأعداء وليس روتيناً اعتيادياً.

كما كان يقول الشهيد الصماد: إن الحرصَ على تلميع النفس في وسائل الإعلام يعتبر مؤشراً على عدم الإخلاص لله فهناك من يتحَرّك؛ مِن أجل تلميع نفسه وهناك من يشتغل بعيدًا عن الأضواء إلا ما تقتضيه ضرورة المواجهة مع العدوّ.

(الصفحة السابعة)

ذاتَ مرةٍ، أُرسِلَت للشهيد الصماد مظلوميةُ امرأة يتناقلها البعض في الواتس، فقال لي: قل لها تأتي يوم كذا، أنا خصصت هذا اليوم من كُـلّ أسبوع لكل من لديه مظلومية من عامة الناس ولأي شخص يريد مقابلتي سواءٌ أكان مسؤولاً أَو من عامة الناس.

كان الشهيدُ الصماد يهتمُّ بأية قضية مظلومية تصل إليه سواءٌ أكانت لشخص يعرفه أو لا يعرفه، ومن ذلك القصة التي ذكرتها في المقابلة التي أجرتها معي قناة المسيرة لفيلم الصماد أنني جئت يوماً للمكتب وعاد الشهيد الصماد وصل للمكتب، كان شكله جاداً ومتعباً، فقلت له يا أُستاذ شكلك عادك وصلت، قال: أيوه رحت أنصف واحد مسكين كان يشكي من شخص يدّعي أنه من أنصار الله أخذ عليه أرضيته، وكنت أرسلت بالشكوى حقه للجهات المعنية لكن ما جاء اهتمام وتفاعل؛ فرحت بنفسي أنصفه وأرد الأرضية حقه.

لم تكن القضايا الكبيرة تنسيه الاهتمام بهذه القضايا مهما كانت في نظر الآخرين صغيرة إلا أنها في نظر الشهيد الصماد مهمة ولا يمنعه أي مانع من أن يتولى هو بنفسه مباشرتها والاهتمام بها.

وكان ذلك استجابةً لتوجيهات السيد القائد -حفظه الله- التي طالما وجَّه بها وحثَّ عليها في خطاباته العامة وفي تعليماته الداخلية، فقد تم إرسال تعميم من السيد -يحفظه الله- إلى كُـلّ الجهات يلزم الجميع فيها بالاهتمام بأية مظلومية، والتحَرّك في إنصاف الناس، وعدم تجاهل أية قضية أَو مظلومية، والرفع إليه بما عجزنا نحن عن حلها؛ فكان الشهيد الصماد أحد الذين استجابوا لله وللقيادة في التحَرّك لإنصاف الناس.

كان أحد الإخوة يشرح للشهيد الصماد الحال السيئة التي عليها بعض السجون فلم يتمالك نفسه أن دمعت عينه ألماً وحسرة، وقال ما عندي علم بهذا لكن حدّدوا أيش تحتاجوا مني وإن شاء الله نعمل على توفيرها وسنعمل على معالجة أوضاعهم.

لقد كان الشهيد الصماد من أهل الخير والإحسان، وقد تجلى ذلك في قربه من الناس، وحرصه عليهم، وتلمسه لحاجاتهم، وسعيه في إنصافهم وقضاء حوائجهم.

ذات مرة قال لي: قل لفلان يدي لنا شوية دبات عسل أصلي باندي له قيمتهن وشلهن من عنده وسلمهن لفلان، قلت حاضر لمن تشتيهن، قال يا أخي زرتُ مجموعةً من المجاهدين في الموقع العسكري الفلاني وتغثَّيت [حزنتُ] على المجاهدين ذي هناك شكلهم أن حالتهم تعبانة وقد وعدتهم بعسل.

لقد توج الشهيد الصماد إحسانه بأن قدم نفسه وروحه في سبيل الله ونصرة لقيم الحق والخير، ودفاعاً عن الشعب، ورفعاً للظلم عنهم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید الصماد

إقرأ أيضاً:

نداء عاجل لقادة الجيش

بسم الله الرحمن الرحيم
══════❁✿❁═════
نداء عاجل لقادة الجيش
══════❁✿❁═════
الحمد لله القائل: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ الآية، وصلى الله وسلم على النبي الكريم القائل: “ألا إن القوة الرمي”، وبعد:

فإن من الأمور ما تناسبها العجلة، ومنها ما يتطلب التريث والتمهل، فإذا كان في التأني السلامة، فهذا في أمور تحتاج التروي والتمهل وليس ثَمَّ ما يقتضي التعجل، لكن هناك أمور لا تحتمل التأني بل تتطلب التصرف العاجل قبل أن تبلغ درجة يصعب أو يستحيل التعامل معها.
انطلاقًا من هذه الحقيقة فإنني – ولا شك هو صوت الكثيرين – أناشد قادة الجيش وفقهم الله بتدارك الأمور قبل استفحالها ولا تعجزهم الحيلة.

نعم أدرك التعقيدات التي تكتنف هذه الحرب، ويكفي منها أننا نواجه دولًا ولسنا نقاتل مليشيات كما يظن البعض، لكن على الأقل علينا أن نفعل ما يمكن، وخاصة الأمور التالية:
???? أولًا: ضرورة الحصول على حليف قوي يمدنا بالسلاح النوعي عاجلًا ولو تطلب ذلك حصول الحليف على امتيازات كبيرة؛ فتمسكنا ببلادنا وسيادتها ولو بتقديم امتيازات للحليف باختيارنا، لا شك خير من أن نفقد بلادنا كلها ويأخذ تلك الامتيازات عدونا ونحن كارهين.

???? ثانيًا: ضرورة تقييم الخطة والإستراتيجية التي تسير بها العمليات العسكرية، وإشراك خبراء موثوقين مؤتمنين؛ فهي جهد بشري غير معصوم، ومرّ عليه وقت طويل، حتى لو كانت صحيحة سليمة في أول الحرب فلا يلزم أن تكون كذلك الآن مع كثير من التغيرات والتطورات.

???? ثالثًا: ضرورة تشكيل حكومة تنفيذية يرتضيها الجيش تكون متوافقة معه تتولى عبء إدارة البلاد ومعاش الناس مؤقتًا، وتخفف على الجيش عبء الإدارة، وتقدم للجيش الدعم السياسي، وتكفيه مؤونة تتبع العملاء والخونة والمخبرين والمتواطئين الذين عظم خطرهم وظهر ضررهم.

???? رابعًا: تفعيل الإعلام الحربي لأهميته البالغة؛ ليقوم بتنوير الناس وتبيين الحقائق ودحض الشائعات وإصدار التوجيهات المناسبة في الوقت المناسب، وبثّ روح القتال في الناس وتجييش الشعب؛ فقد ظل الإعلام الحربي خامدا ضعيفا منذ بداية الحرب.

???? خامسًا: الإصغاء للناصحين؛ فكثيرًا ما يُبلِّغ الناس بأخبار في غاية الأهمية والخطورة ويتم تجاهلها؛ وتأتي العواقب سيئة، ولدينا العديد من الأمثلة.

???? سادسًا: ضرورة التحقيق ولو بصورة خفية مع أشخاص حامت حولهم شبهات، سواء كانوا يشغلون مهامًا أو مواطنين؛ وتجاهلهم يؤدي إلى مزيد من المخاطر، قال أبو الحسن الماوردي وهو يعدد مهام السلطان: “أن يباشر بنفسه مشارفة الأمور، وتصفح الأحوال؛ لينهض بسياسة الأمة وحراسة الملة، ولا يعول على التفويض…، فقد يخون الأمين ويغش الناصح”.
ولقد نصحت لمن يريد نصيحتي
والـنصح أغـلى مـا يُـباع ويوهَبُ
أسأل الله العلي أن يوفق القادة للصواب، وأن يلهمهم رشدهم، وينير إلى الحق طريقهم، وأن ينصرنا ويخزي أعداءنا.
والله ولي التوفيق
___________________
نشر بتاريخ: ٢٩ ذو الحجة ١٤٤٥هـ، الموافق 2024/7/5م
════════❁══════
???? فضيلة الشيخ الدكتور: حسن أحمد حسن الهواري حفظه الله ????
════════❁══════

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جحادر يدشن اختبارات القبول بمدرستي جمال عبدالناصر للمتفوقين والشهيد الصماد للمتفوقات
  • بالصور.. البرهان يعزي في الشهيد الرائد حقوقي هاني عبدالغفار سليمان حمد
  • طولكرم - شهيد متأثرا بجراحه
  • نداء عاجل لقادة الجيش
  • شهيد متأثرا بجراحه في طولكرم.. وإصابات في عدوان على الخليل
  • ذياب بن محمد بن زايد يقدّم واجب العزاء في وفاة والدة الشهيد إبراهيم البلوشي
  • برلمانية: التحالف الوطني وحياة كريمة مظلة استراتيجية تحقق الوصول للمواطن البسيط
  • مفتي الجمهورية لـ «الأسبوع»: من حق المرأة تولي منصب الإفتاء إذا توافرت فيها هذه الشروط (حوار)
  • فريضة النهوض الاقتصادي وارتباطها بمبدأ الموالاة والمعاداة
  • فيديو نادر وصورة قتالية لأبرز قياديي حزب الله خلال هجوم.. شاهدوها!