حاج ماجد: رحلتي مع البحث عن العلاج (2)
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
بعد دخول المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية إلى مدينة ود مدني و احتلالها للمستشفيات و المراكز العلاجية و من بينها مستشفى مكة للعيون الذي كان من المفترض أن أجري فيه العملية و بعد بحث و عدة إتصالات قررت التوجه إلى مدينة مروي حيث يوجد بها أحد المستشفيات الكبيرة التي تغطي معظم التخصصات (مستشفى الضمان) أو (المستشفى الصيني) كما يسميه أهل المنطقة .
للوصول إلى مروي في جنوب الولاية الشمالية كانت الرحلة التي إستغليت فيها حافلات النقل العام (البصات) شاقة و طويلة فقد مررت بعدة ولايات : القضارف – كسلا – البحر الأحمر – نهر النيل – ثم الولاية الشمالية .
إستغرقت الرحلة 17 ساعة بالإضافة إلى المبيت في عطبرة التي دخلناها مع بداية سريان ساعات حظر التجوال و بالتالي لم يكن بإمكاننا الذهاب إلى أي وجهة آخرى داخل عطبرة أو خارجها ، و كانت أبواب مبنى الميناء و مرافقه مغلقة و جميع (اللوكاندات) حوله مكتظة بالمسافرين الذين من بينهم مرضى تعرفت على بعضهم كانوا أيضاً في رحلة البحث عن العلاج و بعض المقيمين بصفة شبه دائمة أجبرتهم ظروف الحرب على النزوح إلى عطبرة فلم يجدوا بدا من السكن في (اللوكاندات) كخيار يناسب ظروفهم رغم أن معظمها لا يتوفر فيها إلا سرير للمبيت و (حمام أو حمامين) لإستخدام عشرات النزلاء .
بعد بحث مضن تحصلت على سرير و لكن خارج (اللوكاندة) حيث بت في قارعة الطريق و قبل النوم تسامرت مع جاري و علمت أنه قادم من أرياف مدني و في طريقه إلى مصر حيث سبقته أسرته ، المهم أمضينا ليلتنا تلك و كان البرد قارسا و قاسيا معنا فلم يغمض لي جفن ، و عند الساعة الرابعة صباحا و بمجرد فتح مسجد الميناء توجهت إليه و جلست حتى موعد صلاة الفجر !!
بعد الصلاة مباشرة بدأت الحياة تدب في الميناء البري و المناطق التجارية المحيطة و بدأت رائحة (الشاي المقنن و الزلابية) تفوح من إحدى الزوايا التي جذبتني إليها فتناولت كوبا من الشاي و قليل من (الزلابية) فشعرت بشيئ من الدفء و الشبع عوضاني عن ليلة شديدة البرودة ، بعدها حملت حقيبتي و توجهت إلى البص الذي تحرك بنا متأخراً عن موعده بساعة تقريباً و بعد رحلة كان من المتوقع أن تستغرق ثلاث ساعات أو ثلاثة و نصف إلا أنها استغرقت قرابة خمس ساعات بسبب التوقف المتكرر عند إرتكازات التأمين و التفتيش المنتشرة على طول الطريق و رغم ذلك إلا أن هذه الإرتكازات تشعرك بالأمان و الطمأنينة ، و كذلك التعامل و السلوك الراقي للمرابطين و العيون الساهرة يخفف على المسافرين و يجعلهم يتحملون و لا يتضجرون .
و أنا في طريقي إلى مستشفى مروي كنت قد قمت بحجز موعد مقابلة إختصاصي الشبكية الذي تعمل عيادته في المستشفى يومين في الأسبوع بينما بقية أيام الأسبوع مخصصة للعمليات و لمتابعة نتائج العمليات السابقة ، للأسف عند وصولي المستشفى وجدت العيادة مغلقة لأنني تأخرت لأكثر من ساعة فكان قدري أن أنتظر يومين آخرين .
في اليوم المحدد و بعد صف طويل قابلت الطبيب الإنسان دكتور معتصم الذي يستقبل الجميع ببشاشة و وجه طلق رغم عدد المرضى الكبير الذين توافدوا من مختلف مناطق السودان و عدد مقدر منهم من ولاية الخرطوم حيث تبدأ عيادته عند التاسعة و تنتهي أحياناً بعد صلاة المغرب .
بعد الكشف و الصور إتضح أن هناك إرتفاع كبير في ضغط العين مما أدى إلى نزيف ، و كذلك كان معدل السكر التراكمي مرتفعا أيضاً فكان قرار الطبيب هو العمل على ضبط ضغط العين من خلال إستخدام قطرة و فايتمين (Vision Aid) لمدة أسبوع ثم العودة لمقابلة أخرى ، و بالفعل عدت بعد أسبوع و كانت النتيجة هي ذاتها و كان رأي الطبيب هو الإستمرار في العلاج و بعد أن تتحسن النتائج يتم إتخاذ القرار بشأن إجراء العملية !! و هنا قلت في نفسي كيف يمكن لي أو لأي مريض آخر أن ينجح في ضبط السكر و الضغط في مثل الظروف التي تعيشها بلادنا و في ظل الأوضاع التي يعاني منها قطاعنا الصحي الذي تأثر بصورة كبيرة بسبب حرب المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية حيث يضطر المرضى إلى السفر لمسافات و ساعات طويلة و الإنتظار ربما لأيام لمقابلة الإختصاصيين بحثا عن العلاج !!
أواصل بإذن الله
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
17 فبراير 2024
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزارة الزراعة تطلق مبادرة جديدة لتعزيز التنمية الزراعية في وادى ماجد بمطروح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، اجتماعاً صباح اليوم الإثنين، مع عدد من الفنيين والمتخصصين بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع لمركز بحوث الصحراء.
حيث تناول الاجتماع مقترح إنشاء رابطة مزارعي وادى ماجد، وهو مشروع مبادرة تهدف إلى تنمية الوديان بمنطقة القصر بمطروح.
وأكد المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح والمدير التنفيذي لمشروع برايد، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز الدور الحيوي للمزارعين في استصلاح واستغلال موارد الوديان بشكل مثالي.
تحقيق التنمية المستدامة
ومن المقرر أن تتكون الرابطة من جميع المزارعين بدءًا من المنبع وحتى المصب، حيث سيتم تشكيل مجلس إدارة يمثلهم. سيدير هذا المجلس شؤون الرابطة ويتولى التواصل مع المشروعات القائمة والمستقبلية التي تتعلق بخدمة وتنمية هذه المناطق.
كما تم مناقشة أهمية إنشاء السدود وصيانتها، بالإضافة إلى بناء خزانات مياه مخصصة لري الزراعات داخل بطون الوديان.
ويسعى هذا المشروع إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الغذائي في مناطق الوديان، مستفيدًا من التربة الخصبة والموارد المائية المتاحة.
مشروع برايد
من جانب آخر أكد فتحى عياد احد مزارعى الوادى، إننا نأمل منذ فترة كبيرة فى إنشاء تلك الرابطة وقد تحققت تلك من خلال مشروع تعزيز القدرة على المؤايمة في البيئات الصحراوية برايد فى بداية انطلاق تأسيس تلك الرابطة التى تضم كافة مزراعي وداى ماجد الذي يبلغ طولة ما يزيد عن ٢٠ كيلو متر ويضم العديد من الأسر المستفيدة من المساحات داخل هذه الوديان، وفي هذا المنطق نشكر كل القائمين على تلك المبادرة وانجاحها لخدمة المزراعين كذلك مربي الثروة الحيوانية.
الجدير بالذكر أن مشروع تعزيز القدرة على المواءمة في البيئات الصحراوية يعتمد على الدعم المقدم من الحكومة المصرية، إضافة إلى تمويل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، مما يعكس التزام الدولة بتنمية المناطق الريفية وتعزيز قدراتها الزراعية.
1000196717 1000196707 1000196715 1000196711 1000196709 1000196713 1000196703 1000196705 1000196701