تأكيد عدم شرعية الاحتلال ورفض سياسات الاضطهاد.. ماذا قدمت مصر في مذكرتها لمحكمة العدل الدولية؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
في ظل العدوان الإسرائيلي المكثف على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رفعت جنوب إفريقيا دعوى ضد الكيان الصهيوني، لوقف القتال وجرائم الإبادة.
وأعلنت محكمة العدل الدولية، حكمها الابتدائي في الدعوى القضائية المرفوعة من قبل جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بسبب ارتكابها جرائم إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني.
وتضمن حكم محكمة العدل الدولية، قرارا بمنع ومعاقبة التحريض على الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، مع عدم صدور قرار بوقف إطلاق النار.
وجاء النطق بالحكم على الوجه التالي: «يتعين على إسرائيل اتخاذ جميع الإجراءات في حدود سلطته، واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين الوضع الإنساني في غزة».
ماذا يعني قرار محكمة العدل الدولية؟قال الخبير في القانون الدولي أنيس القاسم، إن قرار المحكمة يُلزم إسرائيل برفع الحصار عن المواد الأساسية، كالدواء والمياه والغذاء وهو الأمر المهم جداً بالنسبة للناس الذين يموتون من الجوع، إلى جانب إلزام إسرائيل بتنفيذ ما ورد من طلبات أخرى للمحكمة".
وأمرت المحكمة بعدم القتل أو التحريض على ارتكاب الإبادة ومنع التدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بمزاعم ارتكاب إبادة الجماعية.
ماذا بعد قرار المحكمة الدولية؟يجب على إسرائيل تزويد محكمة العدل الدولية بعد شهر من الآن بتقرير بشأن التدابير التي اتخذتها، وإنه في حال تجاهلت إسرائيل أو امتنعت عن تنفيذ قرارات المحكمة، فإنه من الممكن أن يتم إحالة الأمر لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي من شأنها اتخاذ قرار في حال الإخلال عن تطبيق قرارات محكمة العدل.
كما أن الوصول لمجلس الأمن سيضع الأمر مجددًا رهن الفيتو الأمريكي، بعد أن تم استخدامه عدة مرات سابقة منذ بدء الحرب ضد قرار وقف إطلاق النار، لكن في حال حدوث هذه الأمر، فإن ذلك يضع الأمم المتحدة في نقطة حرجة جداً في تاريخها باعتبار المحكمة هي المرجع القانوني الأول للأمم المتحدة وأعلى سلطة قضائية في العالم، ما يضع كل مهامها قيد إعادة النظر.
مصر تقدم مذكرة لـ«العدل الدولية» حول الممارسات الإسرائيليةوقدمت مصر إلى محكمة العدل الدولية، مذكرة سيتم تقديمها شفهيا، استجابة إلى الرأي الاستشاري الذي طلبته جمعية الأمم المتحدة.
وأعلن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، إلى أن مصر تعتزم الدخول إلى المعركة القانونية، التي تشهدها المحكمة الدولية، للتصدي للجرائم الإسرائيلية، ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1967.
مصر تتقدم بمرافعة شفهيةوأضاف أن: «المرافعة الشفهية تؤكد اختصاص محكمة العدل الدولية بنظر الرأي الاستشاري، وذلك لتناول الأبعاد القانونية للمستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي المخالفة لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية».
عدم شرعية الاحتلال ومخالفة ضم الأراضي وهدم المنازلوأوضح رشوان أنه: «بالنسبة إلى موضوع الرأي الاستشاري، تشمل المذكرة المصرية تأكيد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، وضم الأراضي وهدم المنازل وطرد وترحيل وتهجير الفلسطينيين، بالمخالفة للقواعد الآمرة للقانون الدولي العام».
رفض سياسات الاضطهاد والتمييز العنصريوتابع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات: «كما تتضمن المذكرة رفض سياسات الاضطهاد والتمييز العنصري وغيرها من الممارسات الإسرائيلية».
مسئولية إسرائيل عن كافة تلك الأفعال غير المشروعة دولياوأكد ضياء رشوان قائلاً: «إن المذكرة والمرافعة المصرية تطالبان المحكمة بتأكيد مسئولية إسرائيل عن كافة تلك الأفعال غير المشروعة دوليا، بما يحتم انسحاب إسرائيل بشكل فوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك مدينة القدس.
تعويض الشعب الفلسطينيواختتم بأنه: «يجب تعويض الشعب الفلسطيني عن الأضرار التي لحقت به نتيجة لتلك السياسات والممارسات غير المشروعة دوليا، ومطالبة كافة دول العالم والمجتمع الدولي بعدم الاعتراف بأي أثر قانوني للإجراءات الإسرائيلية، والكف عن توفير الدعم لإسرائيل».
اقرأ أيضاًعاجل| مصر تتقدم بمذكرة لمحكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في غزة
غدًا.. محكمة العدل الدولية تستمع إلى إحاطات علنية من 52 دولة بشأن الاحتلال الإسرائيلي
برلمانية بجنوب أفريقيا عن قرارات محكمة العدل الدولية: مستمرون في قضيتنا ضد إسرائيل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ضياء رشوان الشعب الفلسطيني جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية لاهاي المحكمة الدولية محكمة العدل بيان محكمة العدل الدولية قرار محكمة العدل الدولية مذكرة مصر مذكرة محكمة العدل الدولية محکمة العدل الدولیة الشعب الفلسطینی غیر المشروعة
إقرأ أيضاً:
ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟
قال سيث فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، إن إسرائيل تركز بشكل متزايد على التطورات في سوريا.
وخلال الشهر الماضي، راقب المسؤولون الإسرائيليون عن كثب التغيرات التي تحدث في دمشق وجنوب سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أواخر فبراير (شباط) بأن إسرائيل تطالب "بإزالة السلاح بالكامل من جنوب سوريا في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء من قوات النظام الجديد".
وأضاف الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: أبدت إسرائيل اهتماماً بالدروز، فأكد نتانياهو أن إسرائيل "لن تتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية".
ولدعم سياسة إسرائيل، قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زمير، بزيارة مرتفعات الجولان في 9 مارس (آذار).
وفي إطار التوسع العسكري، التقى زمير برئيس فرقة الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن حدود الجولان مع سوريا.
كما زار مواقع الجيش الإسرائيلي على طول ما يسمى بـ"منطقة الفصل" مع سوريا، وهي خط وقف إطلاق النار الذي يعود تاريخه إلى عام 1974.
ومع ذلك، دفعت إسرائيل إلى منطقة عازلة على طول هذا الخط منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأنشأ الجيش الإسرائيلي مواقع جديدة في المنطقة العازلة وعلى قمة جبل حرمون، القمة الجبلية التي تطل على جنوب سوريا وشمال إسرائيل ولبنان. واستولت القوات الإسرائيلية على الجانب السوري من الجبل في 8 ديسمبر (كانون الأول).
مع سقوط الأسد، انتهزت إسرائيل فرصة الفراغ في سوريا، ووجهت ضربات للمعدات العسكرية للنظام السوري السابق، مثل المطارات والمروحيات.
وصعدت إسرائيل لهجتها مؤخراً، ففي 9 مارس (آذار)، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لرئيس سوريا الجديد، أحمد الشرع، مرفقة بتعليق: "الجهاديون في البدلات ما يزالون جهاديين. المذبحة في سوريا تثبت ذلك".
وجاء بيان الوزارة في أعقاب القتال في مدينة اللاذقية السورية حيث قُتل العديد من المدنيين، وبدأ القتال بهجمات على قوات الأمن السورية من قبل مسلحين موالين للأسد، تلاها انتقام من جماعات مسلحة مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى معظهم من الطائفة العلوية.
What Does Israel Want With Syria? https://t.co/uS9fxMkC8B
by @sfrantzman via @TheNatlInterest
"As Syria faces continued conflict, Israel may be planning a wider confrontation with the new government."
وكتب وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية في إسرائيل، عميحاي شيكلي، أن "إسرائيل ستتصرف لحماية الأقلية الدرزية في المناطق القريبة من حدودها، ويجب بذل الجهود للدفاع عن جميع الأقليات في سوريا، مع التركيز على الأكراد، من أي إبادة يقترفها جهاديو هيئة تحرير الشام".
إسرائيل وحذرها من هيئة تحرير الشاموتستهدف إسرائيل الرئيس السوري الشرع وهيئة تحرير الشام، وهي الجماعة الدينية التي وصلت إلى السلطة في دمشق بعد هزيمة قوات نظام الأسد. وعملت هيئة تحرير الشام على توطيد سيطرتها وتوحيد جماعات المعارضة السورية السابقة الأخرى لإنشاء حكومة انتقالية. وتمثل إدانات إسرائيل لدمشق وقرارها بفرض نزع السلاح في جنوب سوريا تحدياً محتملاً للشرع، وتوضح أيضاً أن إسرائيل مستعدة لتكون أكثر عدوانية، إذ نفذت إسرائيل عمليات عسكرية في سوريا على مر السنين، كان الكثير منها سرياً.
وخلال الحرب الأهلية السورية، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات متكررة على تهريب الأسلحة الإيرانية في البلاد.
وعندما سقط نظام الأسد، بدا الأمر وكأنه أخبار جيدة لإسرائيل، إذ سهل النظام دعم إيران لحزب الله.
ومع ذلك، لم تحدث فترة شهر عسل بين إسرائيل والسلطات الجديدة في دمشق، إذ تتطالب إسرائيل بنزع السلاح من الجنوب، وفي الوقت الحالي، قد لا تتحدى الحكومة السورية هذا المطلب، فقوات الأمن التابعة للشرع تتكون من رجال بأسلحة خفيفة ومركبات ذات طابع مدني مثل شاحنات البيك أب التي أعيد استخدامها للاستخدام العسكري. باختصار، لا يوجد حتى الآن جيش يتصدى لإسرائيل.