بوابة الفجر:
2025-02-07@07:30:11 GMT

د. رشا سمير تكتب: الشغف هو الأمل

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

 

لعل مصر لا تمتلك ثلث آثار العالم مثلما تعلمنا فى كتب التاريخ ونحن صغار، لكنها دون جدال تمتلك السحر وعبق التاريخ فى كل زاوية وكل جدار، فمصر هى تلك الخطوات والمسارات والأصوات التى كتبها التاريخ على مدار عقود طويلة..

مصر هى مسار العائلة المقدسة.. هى صوت صهيل الخيول فى معارك طيبة..ومذاق الزيتون فى بساتين سيناء.

.هى ضوء المشاعل فى طريق الكباش..وشعاع القمر الذى يخطو بخفة فوق جدران معابد الأقصر وأسوان..

هذه هى مصر التى علمتنى أن ارتاد شوارعها وأحبو بين صفحات تاريخها لتسكن جوانحى ووجدانى..مصر التى تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن حبها هو العنوان، وعشقها هو الملاذ والمأوى..

قادتنى قدماى إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بدعوة كريمة من الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى للمتحف..المكان الذى يختلف فى شكله ومضمونه عن أى مكان آخر فى مصر، فهو بحق وجهة حضارية عظيمة..

اصطحبتنى فتاة أنيقة ومتحدثة لبقة إلى جولة بين أروقة المتحف، مع إصرار الدكتور «غنيم» بدخولى مراكز ومعامل الترميم داخل المتحف، انصعت إليه ولم أكن متحمسة فى البداية، إلا أن حالة الانبهار والفخر التى تسللت إلى مسامى أثناء الجولة كانت كفيلة لمعرفة سبب إصراره..

فقد أيقنت أن هذا المركز هو أهم ما فى المتحف، بعد أن استمعت إلى شرح القائمين على المركز فى مختلف القطاعات، من ترميم المخطوطات والجلود والخزف والأحجار والمومياوات، فى رحلة طويلة مُنظمة تبدأ من استلام القطعة الأثرية بعد خروجها من باطن الأرض إلى إعادتها ببراعة وفهم إلى هيئتها الأولى بعد جهد جهيد لتُعرض فى المتحف..

تحدثت طويلا مع المسئولين عن عملية الترميم وسألتهم عن تفاصيل عملهم والصعوبات التى تواجههم، ولماذا دون غيرها التحقوا بقسم الترميم، ففوجئت أن الإجابة ببساطة تتلخص فى كلمة واحدة هى:

«الشغف»

تعجبت من الكلمة..وعدت أسألهم من جديد:

«هل كان مجموع الثانوية العامة هو السبب؟»

كانت إجابة الجميع واحدة برغم اختلاف الوجوه..إجابة مُفادها: الآثار هى العشق الأول.. سكنتنا التفاصيل وأصبح التحدى الحقيقى أمامنا هو جمع القطع المبعثرة المكسورة وترميمها لإعادتها إلى هيئتها الأولى هى مسئوليتنا تجاه وطننا».

خرجت من هناك وكلى فخر وسعادة، ليصبح يقينى أن هناك مصريين يذوبون عشقا فى تراب هذا البلد..وأن الحل الحقيقى لكل المشاكل التى تجابهنا فى الوقت الحالى هو البحث عمن لديهم شغف تجاه هذا البلد لنوليهم المسئولية، ولسوف يتحملون المسئولية بدافع حب..

وما أكثر هؤلاء..

الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع عقب الثورة لينظفون الأرصفة ويعيدون طلاءها يمتلكون الشغف..

المصريون الذين خرجوا إلى الجبانات والشوارع فى محاولة جادة لتوثيق المقابر القديمة والأماكن الأثرية التى تعرضت للإزالة يمتلكون الشغف..

الشاب الذى يمد يده فى منطقة أثرية لمساعدة سائح لا يعرفه بمعلومة أو شربة ماء..يمتلك الشغف..

خريجو الفنون الجميلة الذين يرسمون الجرافيتى على جدران العشوائيات المتهدمة والبيوت القديمة لإعطائها من روحهم آملا وحياة يمتلكون الشغف..

جمعيات المجتمع المدنى والشباب الذين يجوبون النجوع والكفور لتوصيل المياه إلى بيوت غير القادرين وتسقيف منازلهم يمتلكون الشغف..

هؤلاء هم أبناء مصر القادرين على تحمل المسئولية من واقع حب..أما من يجلسون فى موقع المسئولية ولا يمتلكون تجاه الوطن أى مشاعر تدفعهم لتنحية مصالحهم وإعلاء المصلحة العامة، فهؤلاء سيظلون أبدا منتفعين من مناصبهم دون أن يقدموا شيئا وستبقى الدولة عالقة مثل الدين فى رقابهم إلى يوم الدين..

مازال قلبى يئن وأنا فى زياراتى المتكررة للمساجد والأبنية التى تم ترميمها دون وعى أو دراية، لتصبح مثل عروس متعجلة لتشطيب شقة الزوجية!..الحجر الذى فاق عمره عمر الزمان وتم طلائه باللون الأصفر تحت مسمى الترميم يحتاج إلى إعادة نظر لأنه قبيح.. والقبح لم يلق أبدا أن يكون عنوان مصر الجميلة!.

نحن نمتلك المقومات التى تجعل مصر أهم دولة سياحية فى المنطقة بل فى العالم كله، ونمتلك السواعد التى تعى جيدا كيف تُدير وتطور وترمم لإعادة رونق الأشياء دون المساس بجوهرها وقيمتها..فلماذا لا يتم الاستعانة بهؤلاء؟.

أنتأ فى مرحلة نحد حقيقى ولم يبق أمامنا سوى الاتكال على من يعشقون هده الأرض الطيبة علهم يزرعون وفاء وحب ليحصدون
الأمل..

فهل من مجيب؟!

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

ياسمين رحمي تكشف أسرار تربيتها الصعيدية وعلاقتها بوالدتها الفنانة عفاف مصطفى.. وعادل إمام و"النوم في العسل" بداية الشغف بالتمثيل

 

كشفت الفنانة ياسمين رحمي للمرة الأولى عن العديد من أسرار وكواليس حياتها الفنية والأسرية ومدى تأثرها بوالدتها الفنانة عفاف مصطفى والتزامها بتقاليد الصعيد التى غرستها فيهما جدتها وذلك خلال لقائها مع الإعلامية ساندي فاخوري.

  أسرار وكواليس في حياة ياسمين رحمي


في بداية اللقاء قالت ياسمين رحمي ل "بودكاست ساندي ستيشن":"علاقتي بوالدتي قوية ودي حاجة انا مش بتكسف اقولها.. مامتي وبابايا إنفصلوا وأنا لسة صغيرة جدا.. وعلاقتي أقوى بوالدتي اكثر من والدي بحكم اننى أعيش معاها طول الوقت وهي اللي بتربيني وكانت اقوى كمان بجدتى لوالدتي تيتة فتحية
تيتة فتحية الست الصعيدية لذا  فانا تربية ست صعيدية".

 

 

وأضافت رحمي ان والدها كان متواجد فى حياتها بشكل كبير جدا ولم يشعرها بالإنفصال.

  شغف ياسمين رحمي بالتمثيل 

 

 

وروت ياسمين رحمي بداية شغفها بالتمثيل عندما قام المخرج شريف عرفه بتصوير مشاهد فيلم "النوم في العسل" للزعيم عادل إمام داخل الشقة التي يعيشون فيها وبالمنزل والشارع وكانت لاوتتجاوز ال 5 سنوات فى ذلك التوقيت وبسبب فرحتي باللي بيحصل طلبت والدتي من مساعد المخرج في ذلك التوقيت  مروان وحيد حامد أن يسهل لي مشاهدة تصوير الفيلم من خلف الكاميرات ومن بعد هذا اليوم تملكها منذ الطفولة الشغف بعالم الفن والتمثيل وليس كباقي كالاطفال الذين عادة ما يهتموا بالالعاب والملاهي.

  سلبيات وايجابيات تعرضت لها ياسمين رحمي

 

 

كما كشفت ياسمين رحمي خلال اللقاء عن الايجابيات والسلبيات التي تتعرض لها بسبب إنه ا ابنة الفنانة عفاف مصطفى بالإضافة إلى طبيعة علاقتها باخواتها غير الأشقاء.

وعن نظرتها للعلاقات العاطفية اشارات إلى ان محاولة احد الشريكين تغيير شخصية الطرف الآخر قد يتسبب فى تشويه شخصيتة وتحولها للأسوء.

مقالات مشابهة

  • ونحن فى انتظار شهر الرحمات.. انتى فين يا حكومه؟!
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تتمسك بمحددات تسوية القضية الفلسطينية.. ولم أشك لحظة في ردها الحاسم
  • «فتاة وبحيرتان».. رواية تُبحر فى أعماق النفس والقدر
  • فى الحركة بركة
  • ترامب المظلوم.. وكلوديا الثائرة!
  • حجاب الفنانات موضة رمضان
  • نشرة الفن| بعد انفصالها.. ما السر الذى كانت تخفيه شيماء سيف عن جمهورها؟..بعد تعرضها لوعكة صحية.. إيمي سمير غانم فى أحدث ظهور
  • محمد عبدالقادر يكتب عن رحلة المخاطر والبشريات
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يختتم فعالياته اليوم.. وضيوف عرب: حدث يليق بعظمة مصر
  • ياسمين رحمي تكشف أسرار تربيتها الصعيدية وعلاقتها بوالدتها الفنانة عفاف مصطفى.. وعادل إمام و"النوم في العسل" بداية الشغف بالتمثيل