عربي21:
2024-11-05@16:26:01 GMT

الصراخ الذي لم ينقطع في السودان

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

أصبحت كوارث العالم العربي ومآسيه ترقق بعضها بعضا، فقد أزاح طوفان الأقصى ما دونه من أخبار ومشاكل في العالم العربي خاصة المصيرية منها، وعلى رأسها الحرب الدائرة في السودان التي جعلت ما يزيد عن 25 مليون شخص، هم نصف عدد السكان، يحتاجون إلى كافة أنواع المساعدات والحماية، في وقت لم ينقطع فيه صراخ الشعب السوداني من الحرب الدائرة هناك، ولا أفق لحلها حتى الآن.



لجأ الشعب السوادني إلى كل أنواع الحلول في السنوات القليلة الماضية السياسية منها والثورية، وتدخلت في شئونه كل الدول الإقليمية والقوى الدولية تقريبا، ولم يزد الوضع في السودان إلا سوءا.

لقد كشفت هذه الحرب عن عوار كبير في العمل الدبلوماسي أولا والإعلامي ثانيا، وهو أن ما هو بعيد عن بؤرة النظر الدولي بعيد عن بؤرة الاهتمام. فبوصلة الاهتمام ليست متعلقة بتفاقم الوضع الإنساني والميداني؛ بقدر ما هي متعلقة بتوازنات القوى وتسجيل النقاط السياسية والعسكرية والاستراتيجية في مرمى الخصوم. والأمر ذاته ينطبق على التغطية الإعلامية التي تجاهلت السودان تماما خلال الفترة الماضية.
ولا تتعلق المسألة بمصالح الدول الكبرى وتقديراتها للأمور وحسب، بل بطبيعة تقدير العقل العربي لنوعية الأزمات التي تمر بها البلدان المختلفة والنظرة قصيرة المدى للمصالح والمنافع، ناهيك عما تستوجبه أخلاق المروءة والشهامة
ولا تتعلق المسألة بمصالح الدول الكبرى وتقديراتها للأمور وحسب، بل بطبيعة تقدير العقل العربي لنوعية الأزمات التي تمر بها البلدان المختلفة والنظرة قصيرة المدى للمصالح والمنافع، ناهيك عما تستوجبه أخلاق المروءة والشهامة.

الوضع المتفاقم في السودان يسترعي بعض الاهتمام الدبلوماسي والإعلامي؛ من زاوية المآسي الإنسانية ومن زاوية تأثيراتها على الوضع الإقليمي ودور الجوار. وإذا كانت الجامعة العربية تتذرع أحيانا بالوضع الدولي وتوازنات القوى فيما يتعلق بفلسطين، فليس لها من عذر في التراخي في التعامل مع هذا الحرب وعدم تقديم أية مبادرات أو تحركات دبلوماسية خاصة في الإطار الأفريقي، بعيدا عن المناشدات والمطالبات الإعلامية العامة.

أثبتت الحرب الدائرة في السودان كارثة تنازع الشرعية بين قوتيين يمتلك كل منهما السلاح العسكري الثقيل والأمني الخفيف داخل دولة واحدة، كما أثبتت ضعف آلية حل النزعات العربية-العربية، والأهم من ذلك أثبتت أنه مهما كانت الكلفة البشرية والإنسانية للمآسي العربية، فإن استحداث مأساة جديدة أفدح منها ثمنا كفيل بأن يحيل المأساة الأخرى إلى مجاهل النسيان. فلا أحد يتذكر مآسي اليمن أو سوريا الآن للأسف؛ الفارق الوحيد ربما هو أن النفوذ الإقليمي والدولي ظاهر وواضح عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا وطائفيا في هذين البلدين، والأمر مختلف عن ذلك في السودان.

لم تدق الحرب في الجنوب سابقا أو الحرب في دارفور ما يكفي من أجراس الإنذار لإيقاظ الاهتمام العربي بالسودان؛ حتى انفصل الجنوب ودخلت البلاد في نفق مظلم من الحرب الأهلية، وأتمنى أن تُسمع أجراس الحرب الحالية العالم العربي فيولي السودان ما يستحقه من اهتمام ودعم
إن الحرب في السودان هي جزء أيضا من العلاقات العربية الإسرائيلية الملتهبة، فقد كشفت الحرب في السودان أن الرهان على إسرائيل لنيل الدعم المحلي رهان خاسر، فهرولة كل من البرهان وحميدتي إلى أحضان الاتصالات وإقامة العلاقات مع تل أبيب لم تثمر سوى مزيد من الخراب للبلاد والعباد في السودان.

وملف السودان ليس ملفا عربيا وأفريقيا فقط، بل هو ملف على طاولة إسرائيل ينبغي أن تحاسَب سياسيا عليه باعتبار أنها تملك علاقات متميزة مع كلا الفريقين، بل وقدمت مقترحات مصالحة للطرفين وصلت إلى حد دعوتها لتوقيع اتفاق سلام في تل أبيب.

هناك ما يبرر الآن أن تنشغل إسرائيل عما يجري في السودان، وتنشغل الدول الكبرى أيضا عما يجري فيه، لكن ليس هناك ما يبرر انطفاء وهج الاهتمام العربي بالسودان الذي ما فتئ يصرخ من شدة ما ألمّ به من أزمة سياسية وعسكرية وإنسانية.

لم تدق الحرب في الجنوب سابقا أو الحرب في دارفور ما يكفي من أجراس الإنذار لإيقاظ الاهتمام العربي بالسودان؛ حتى انفصل الجنوب ودخلت البلاد في نفق مظلم من الحرب الأهلية، وأتمنى أن تُسمع أجراس الحرب الحالية العالم العربي فيولي السودان ما يستحقه من اهتمام ودعم.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السودان البرهان السودان صراع حميدتي البرهان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالم العربی فی السودان الحرب فی

إقرأ أيضاً:

“التخاذل العربي والإسلامي” شجع العدو الصهيوني على مواصلة الإبادة في غزة ولبنان

يمانيون – متابعات
يبدو أن المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فقد حتى الآن، مصداقيته وقدرته على منع جرائم الكيان الصهيوني والإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة ولبنان، بينما شجع التخاذل العربي والإسلامي الكيان الغاصب لارتكاب المزيد من المجازر اليومية والإبادة الجماعية في القطاع المحاصر ولبنان.

وقد طالبت العديد من دول العالم والمنظمات الدولية والحقوقية والعديد من الساسة العقلاء في أنحاء العالم، الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، منذ الوهلة الأولى للعدوان الصهيوني على غزة بالتحرك الفوري من أجل منع تطور الأحداث الى الوضع الكائن اليوم، لكن الدول الغربية تعمدت غض الطرف والصمت عما يحدث في غزة في حين غابت المواقف العربية والإسلامية الرافضة للعدوان.

وفي هذ الإطار، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد المجيد عوض، أن الخذلان العربي والإسلامي لفلسطين ولبنان شجع الكيان الصهيوني على المضي في عدوانه الواسع.

وقال عوض في تصريحات صحفية الليلة الماضية: “لم نتفاجأ بالموقف الرسمي العربي إزاء المجازر التي يرتكبها العدو بحق كل من فلسطين وغزة كونه انتهى منذ 30 عاما وبالتالي لا يمكن الحديث عن موقف عربي موحد”.

وأوضح أن “الخذلان العربي والإسلامي لفلسطين ولبنان شجع الكيان الصهيوني على المضي في عدوانه الواسع”.

وأضاف: إن “أحد الأسباب التي جعلت الكيان الصهيوني يستبيح الدماء مرتبط بقناعته إلى حد بعيد بعدم وجود رد فعل عربي مناسب للفعل الصهيوني”.

ودعا “الأنظمة العربية إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ومن المواقف الملموسة والمؤثرة لدعم لبنان وغزة وأبرزها إلغاء كل أشكال التطبيع مع الكيان وطرد سفرائه من الدول التي طبعت معها بالإضافة إلى استخدام ورقة النفط للضغط على “تل أبيب” والحلفاء الذين يدعمونها”.

وأكدت المنظمات الدولية والحقوقية مرارا على ضرورة أن تضطلع هذه الدول بمسئوليتها القانونية والسياسية، وتتقدم لمجلس الأمن بمشروع قرار في إطار البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات الحيوية فورًا، ووضع حد لاستخدام الكيان الصهيوني الغاصب التجويع كأداة حرب.

ومنذ بدء العدوان الصهيوني، دعمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومعها الدول الغربية بكل ما لديها من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية، وكذا بالتصريحات السياسية غير المسئولة التي تؤكد على حق الكيان الغاصب المطلق، غير المشروط باحترام القانون الدولي، في الدفاع عن نفسها وهو ما شجع الكيان.

وتم تعزيز التصريحات الغربية المتواصلة الغير مسؤولة بإرسال أساطيل حربية، في حين باشر جيش العدو الصهيوني عدوانه البربري على المدنيين الفلسطينيين والمدارس والمستشفيات والملاجئ التابعة للأمم المتحدة بالمخالفة لكل القوانين الدولية، مُخلفًا دمارًا هائلاً للبنية التحتية المدنية، ومُحدِثًا مجازر وإصابات مروعة بين صفوف المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء.

بل والأخطر، أن هذا الدعم غير المشروط لم يتراجع حتى بعد تصريحات علانية لقيادات سياسية وعسكرية صهيونية تطالب بالتهجير القسري للمدنيين من غزة، وتتوعد بجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، والذين وصفهم وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت أنهم “حيوانات بشرية”.

وهذا التخاذل العربي والإسلامي حتى عن إدانة الخطابات التحريضية التي تحض على العنف والإبادة ونزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، كان بمثابة ضوء أخضر ليواصل الكيان الصهيوني جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة.

وفي المقابل، لم تتخذ المجموعة العربية أي مبادرة سواء في مجلس حقوق الإنسان أو في مجلس الأمن أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار أو توصية بوقف إطلاق النار أو فتح ممرات إغاثة إنسانية.

ولم نشهد موقفا عربياً مُشرفاً من قبل الأنظمة العربية يحمل إجراءات من أجل إدانة جرائم الحرب الصهيونية بحق الاطفال والنساء والشيوخ في القطاع أو في جنوب لبنان والجامع المشترك بين هذه الأنظمة هي سعيها الدائم للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

واليوم يقُتل أطفال غزة وأطفال الضفة وأطفال لبنان ولم تبدي الدولة العربية أي موقف أو تحرك يذكر لمحاكمة القتلة ومجرمي الحرب الصهاينة، بل بالعكس شهدنا طمس للوقائع وعدائية للمقاومة قل نظيرها في التاريخ المعاصر وذلك بالرغم من انضمام كافة الدول العربية لاتفاقيات جنيف للعام 1949 دون استثناء، التي توجب على الدول الأطراف ملاحقة مجرمي الحرب (المادة 146 من الاتفاقية الرابعة).

ومنذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، دأبت فضائيات وقنوات عربية على التركيز على تململ فلسطيني ولبناني بشأن الجدوى من المقاومة، وحرص بعضها على تشويه كلا من المقاومة الفلسطينية واللبنانية وحركة “حماس” والجهاد الإسلامي” وحزب الله اللبناني وتصويرهم على أنهم اداة لإيران في وقت تبدو فيه الأوضاع بحاجة الى أكبر قدر من التماسك والصمود والوقوف صفا في وجه العدوان.

ولوضع الأمور في نصابها، فلا لبنان ولا الفلسطينيون في المقاومة أخذوا موقف الإعلام العربي المتخاذل هذا بعين الاعتبار لمعرفتهم مُسبقاً أن هذا الإعلام في التغطية الحدثية، أو في المواقف والتعليقات يقع في خدمة الأهداف الصهيونية، ويعمل على إضعاف الصمود في وجه العدو الصهيوني ويسعى لترسيخ طريق واضح للتطبيع مع الكيان الغاصب.

وعسكريا، يواصل جيش العدو الصهيوني عمليته العسكرية البرية البربرية لليوم الـ٢٩ بجباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة، بينما أفات وسائل إعلام فلسطينية بارتكاب العدو الصهيوني سبعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات ٥٥ شهيدا و١٩٢ اصابة خلال الـ٢٤ ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان الصهيوني الى ٤٣٣١٤ شهيد و١٠٢٠١٩ إصابة منذ السابع من اكتوبر ٢٠٢٣.

كما يواصل جيش العدو الصهيوني عمليات القصف المكثف في مخيم النصيرات لليوم الثالث ما أسفر عن استشهاد ٤٥ مواطن واصابة ١٥٠ خلال يومين اضافة إلى تدمير ٢٤٨ وحدة سكنية، فيما نسف جيش العدو مباني سكنية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.

لبنانياً وتزامناً مع تعثر جهود التسوية، يواصل جيش العدو الصهيوني غاراته على مختلف المناطق اللبنانية، مخلفا مئات الشهداء والجرحى ومشردا عشرات الآلاف.
———————————————-
– سبأ: عبدالعزيز الحزي

مقالات مشابهة

  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • انطلاق قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولى بأسوان الاثنين المقبل
  • الرئيس الفنزويلي يدعو إلى أنشاء اتحاد قوي بين شعوب الدول الإسلامية وعالم الجنوب للدفاع عن فلسطين
  • سفير العراق بباريس يؤكد أهمية تعزيز انعقاد "الأسبوع العربي" "باليونسكو"
  • مصر تشارك في الأسبوع العربي للتراث بعدد من الفعاليات
  • مصر تشارك في الأسبوع العربي للتراث في باريس
  • لجنة الشؤون العربية بـ«النواب»: السيسي وضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته لوقف الحرب في غزة ولبنان
  • “التخاذل العربي والإسلامي” شجع العدو الصهيوني على مواصلة الإبادة في غزة ولبنان
  • السفير لعجوزي يستقبل رئيس بعثة جامعة الدول العربية بجوبا
  • الجامعة العربية تنظم الاجتماع السادس للجنة الاستشارية للمجلس العربي للسكان والتنمية