الساعة السابعة صباحا أواخر شهر ذي القعدة عام 1415هـ، المكان فندق قصر القمر حي أجياد السُد بمدينة مكة المكرمة، عبدالله .. اصعد إلى الدور الرابع هناك (حاجية) مريضة، خذها وانزل بها إلى الدور الأرضي، سوف تجد سيارة إسعاف في انتظاركم، وماذا أفعل بالمريضة وإلى أين سوف يأخذنا الإسعاف؟، (دبر نفسك – خليك رجّال).
الصورة: يوم عرفة 9 / 12 / 1415هـ، تجمع كلا من: عبدالله الشهراني وعبدالله المكي وأم عبدالله المكي والمرشدة الدينية لبعثة الحج الماليزية وحاجيات (قاطين معنا في الصورة).
الساعة السادسة صباحا أواخر شهر ذو القعدة عام 1415هـ، المكان فندق قصر القمر حي أجياد السُد مدينة مكة المكرمة، عبدالله .. اصعد إلى الدور الرابع هناك حاجية مريضة، خذها وأنزل بها إلى الدور الأرضي، سوف تجد سيارة أسعاف في إنتظاركم، وماذا أفعل بالمريضة وإلى أين سوف يأخذنا الإسعاف، (دبر نفسك – خليك رجّال)، الحاجة ليست بمريضة بل حامل والظاهر بتحليل فتى عمره 15 سنة إنها على وشك ولادة، دخلنا المصعد ونزلنا إلى الإسعاف الذي كان ينتظرنا، صعدنا الإسعاف، (على فين) يسأل سائق الإسعاف، إلتفت إلى موظف البعثة مكرر عليه سؤال السائق، فأجاب: إلى عيادات البعثة في حي الششّة، سألته هل ستأتي معنا، لا بل سوف ألحق بكم هناك، توجهنا إلى عيادات بعثة الحج الماليزية، (ومن عند الباب) وبعد معرفة الحالة وهي في الإسعاف، طلبوا مني التوجه مباشرة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل بحي الششة، طبعا بدأ (يوترني سائق الإسعاف – ترى ممكن ما يقبلوا الحالة، ايش نسوي وقتها)، يدبرها الله، وصلنا قسم الطوارئ نزلت لأحضر كرسي متحرك، نزلت الحاجة وأنطلق الإسعاف إعلانا بإنتهاء مهمته، دخلنا، لو سمحت معي حاجة ( راح تولد)، انتظر قليلا، وفعلا انتظرت لكن كثيرا، إلى أن بدأت الحاجة تبكي لكن بدون صوت، وقتها شاركتها البكاء وتوجهت إلى الدكتور المناوب وأنا أبكي، دكتور أنجدنا، الحاجة تتألم، تحرك معي (وعمل كشف سريع جدا)، أيقن أن الحالة تتطلب تدخل عاجل، أصبح ينادي الممرضات وطلب منهن أخذ الحاجة إلى (كشك الولادة)، مصطلح جديد بالنسبة لي، توجهت معهم إلى مدخل (الكشك) وإذا بسيدة غليظة تصرخ في وجهي، (خلاص أنت استنى هناك)، لا أعلم من أين أتى وجه الشبه بين موظفات (كشك الولادة و الشرشورة)، لم انتظر كثيرا حتى خرجت ومعها طفلها مع الممرضات متوجهين إلى غرف المرضى، أخبرت الحاجة سوف أبحث عن هاتف مخبرا البعثة ومكتب المطوف وأعود بسرعة، اتصلت من أحد المكاتب الإدارية بمكتب المطوف، وإذا بالشخص الذي سلمني الحالة منذ البداية، فينك يا عبدالله، أنا في مستشفى الششة، (الآدمية ما كانت مريضة، كانت حامل وولدت، تعالوا خذوني من هنا، أنا تعبت وبلغوا البعثة كمان، أنت معها لوحدك، رددت والعبرة تخنقني .. نعم، والله إنك بطل، يا عمي بلا بطل بلا رجل، تعالوا ألحقوني)، قمة التوتر والخوف، رجعت للحاجة ووجدت عندها مندوب وزارة الحج الذي يتابع حالات الحجاج في المستشفيات، يريد أن يسجل بياناتها، أجابت عن إسمها، ثم سألها ما اسم الطفل، أجابت لا يوجد، وكرر عليها ضرورة أن يكون له أسم، واستاذنته بتأجيل التسمية على أن نبلغه لاحقا، لكنه أصر، فإلتفتت إلي الحاجة تسألني عن اسمي، أجبتها .. عبدالله، قالت اسم المولود عبدالله المكي، وقتها فقط توقفت الجاذبية الأرضية وكاني لا أقف على الأرض من الفرح.
الصورة: يوم عرفة 9/12/1415هـ، تجمع عبدالله الشهراني وعبدالله المكي وأم عبدالله المكي والمرشدة الدينية لبعثة الحج الماليزية وحاجيات (قاطين معنا في الصورة).
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: عبدالله المكي
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الاستقلال.. البعثة الأممية تحث على إحياء العملية السياسية
في الذكرى الثالثة والسبعين لاستقلال ليبيا، تقدمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأحر التهاني للشعب الليبي. وهي مناسبة لاستحضار التضحيات الجسيمة التي بذلتها ليبيا لنيل حريتها وسيادتها، وللاحتفاء بما أظهره مواطنوها من عزم وتصميم.
وأضافت البعثة، “من المؤسف أن هذه الذكرى باتت، منذ ثلاث سنوات، مناسبة للتذكير بفشل الانتخابات وتأجيل تطلعات الليبيين إلى التعبير عن إرادتهم الحرة واختيار قادتهم وتجديد شرعية مؤسساتهم”.
وتابعت في بيان، “ومن الأهمية بمكان أن يستلهم القادة الليبيون اليوم من إرث المؤسسين، وأن يجتمعوا على كلمة سواء للحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وأن يعملوا لتحقيق مستقبل مستدام لجميع المواطنين. فعلى عاتقهم تقع مسؤولية حماية الأمة الليبية التي بذل أسلافهم الغالي والنفيس من أجلها”.