صحيفة عاجل:
2025-04-29@03:16:28 GMT

عبدالله المكي.. حج 1415هـ

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

 الساعة السابعة صباحا أواخر شهر ذي القعدة عام 1415هـ، المكان فندق قصر القمر حي أجياد السُد بمدينة مكة المكرمة، عبدالله .. اصعد إلى الدور الرابع هناك (حاجية) مريضة، خذها وانزل بها إلى الدور الأرضي، سوف تجد سيارة إسعاف في انتظاركم، وماذا أفعل بالمريضة وإلى أين سوف يأخذنا الإسعاف؟، (دبر نفسك – خليك رجّال).

الحاجة ليست مريضة بل حامل والظاهر -بتحليل فتى عمره خمسة عشر عاماً- أنها على وشك ولادة. دخلنا المصعد ونزلنا إلى الإسعاف الذي كان ينتظرنا، وصعدنا الإسعاف .. (على فين) يسأل سائق الإسعاف، التفت إلى موظف بعثة الحج الماليزية مكررا عليه سؤال السائق، فأجاب: إلى عيادات البعثة في حي الششّة، سألته هل ستأتي معنا، لا بل سوف ألحق بكم هناك .. توجهنا إلى عيادات بعثة الحج الماليزية، (ومن عند الباب) وبعد تقييم الحالة وهي في الإسعاف، طلبوا مني التوجه مباشرة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل بحي الششة. طبعا بدأ (يوترني سائق الإسعاف – ترى ممكن ما يقبلوا الحالة، ايش نسوي وقتها؟)، يدبرها الله .. وصلنا قسم الطوارئ ونزلت لأحضر كرسيا متحركا، نزلت الحاجة وانطلق الإسعاف إيذانا بإنتهاء مهمته. دخلنا إلى المستشفى، لو سمحت معي (حاجية راح تولد)، انتظر قليلا، وفعلا انتظرت لكن كثيرا، إلى أن بدأت الحاجة تبكي لكن بدون صوت، حينها شاركتها البكاء وتوجهت إلى الدكتور المناوب وأنا أبكي: دكتور أنجدنا، الحاجة تتألم، تحرك معي (وعمل كشف سريع جدا)، أيقن بعده أن الحالة تتطلب تدخلاً عاجلا، وأخذ ينادي الممرضات طالبا منهن أخذ الحاجة إلى (كشك الولادة)، مصطلح جديد بالنسبة لي. توجهت معهن إلى مدخل (الكشك) وإذا بسيدة غليظة تصرخ في وجهي، (خلاص إنت أستنى هناك)، لا أعلم من أين أتى وجه الشبه بين موظفات (كشك الولادة و الشرشورة)!!، لم انتظر كثيرا حتى خرجت الحاجة ومعها طفلها وبصحبتها الممرضات متوجهين إلى غرف المرضى، أخبرت الحاجة بأنني سوف أبحث عن هاتف لأخبر البعثة ومكتب المطوف وأعود بسرعة. اتصلت من أحد المكاتب الإدارية بمكتب المطوف، ليرد علي ذات الشخص الذي سلمني الحالة منذ البداية، فينك يا عبدالله؟، أنا في مستشفى الششة، (الآدمية ما كانت مريضة، كانت حامل وولدت، تعالوا خذوني من هنا، أنا تعبت وبلغوا البعثة كمان، أنت معها لوحدك، رددت والعبرة تخنقني .. نعم، والله إنك بطل، يا عمي بلا بطل بلا رجل، تعالوا ألحقوني)، كنت في قمة التوتر والخوف .. رجعت إلى الحاجة ووجدت عندها مندوب وزارة الحج الذي يتابع حالات الحجاج في المستشفيات، كان يريد أن يسجل بياناتها .. أجابت عن اسمها، ثم سألها عن اسم الطفل، فأجابت: لا يوجد، وكرر عليها المندوب السؤال مؤكداً على ضرورة أن يكون للمولود اسم، واستأذنته في تأجيل التسمية على أن نبلغه بالاسم لاحقا، لكنه أصر، فالتفتت إلي الحاجة تسألني عن اسمي، أجبتها .. عبدالله، فقالت اسم المولود عبدالله المكي. وقتها فقط توقفت الجاذبية الأرضية وكاني لا أقف على الأرض من الفرح.

الصورة: يوم عرفة 9 / 12 / 1415هـ، تجمع كلا من: عبدالله الشهراني وعبدالله المكي وأم عبدالله المكي والمرشدة الدينية لبعثة الحج الماليزية وحاجيات (قاطين معنا في الصورة).

الساعة السادسة صباحا أواخر شهر ذو القعدة عام 1415هـ، المكان فندق قصر القمر حي أجياد السُد مدينة مكة المكرمة، عبدالله .. اصعد إلى الدور الرابع هناك حاجية مريضة، خذها وأنزل بها إلى الدور الأرضي، سوف تجد سيارة أسعاف في إنتظاركم، وماذا أفعل بالمريضة وإلى أين سوف يأخذنا الإسعاف، (دبر نفسك – خليك رجّال)، الحاجة ليست بمريضة بل حامل والظاهر بتحليل فتى عمره 15 سنة إنها على وشك ولادة، دخلنا المصعد ونزلنا إلى الإسعاف الذي كان ينتظرنا، صعدنا الإسعاف، (على فين) يسأل سائق الإسعاف، إلتفت إلى موظف البعثة مكرر عليه سؤال السائق، فأجاب: إلى عيادات البعثة في حي الششّة، سألته هل ستأتي معنا، لا بل سوف ألحق بكم هناك، توجهنا إلى عيادات بعثة الحج الماليزية، (ومن عند الباب) وبعد معرفة الحالة وهي في الإسعاف، طلبوا مني التوجه مباشرة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل بحي الششة، طبعا بدأ (يوترني سائق الإسعاف – ترى ممكن ما يقبلوا الحالة، ايش نسوي وقتها)، يدبرها الله، وصلنا قسم الطوارئ نزلت لأحضر كرسي متحرك، نزلت الحاجة وأنطلق الإسعاف إعلانا بإنتهاء مهمته، دخلنا، لو سمحت معي حاجة ( راح تولد)، انتظر قليلا، وفعلا انتظرت لكن كثيرا، إلى أن بدأت الحاجة تبكي لكن بدون صوت، وقتها شاركتها البكاء وتوجهت إلى الدكتور المناوب وأنا أبكي، دكتور أنجدنا، الحاجة تتألم، تحرك معي (وعمل كشف سريع جدا)، أيقن أن الحالة تتطلب تدخل عاجل، أصبح ينادي الممرضات وطلب منهن أخذ الحاجة إلى (كشك الولادة)، مصطلح جديد بالنسبة لي، توجهت معهم إلى مدخل (الكشك) وإذا بسيدة غليظة تصرخ في وجهي، (خلاص أنت استنى هناك)، لا أعلم من أين أتى وجه الشبه بين موظفات (كشك الولادة و الشرشورة)، لم انتظر كثيرا حتى خرجت ومعها طفلها مع الممرضات متوجهين إلى غرف المرضى، أخبرت الحاجة سوف أبحث عن هاتف مخبرا البعثة ومكتب المطوف وأعود بسرعة، اتصلت من أحد المكاتب الإدارية بمكتب المطوف، وإذا بالشخص الذي سلمني الحالة منذ البداية، فينك يا عبدالله، أنا في مستشفى الششة، (الآدمية ما كانت مريضة، كانت حامل وولدت، تعالوا خذوني من هنا، أنا تعبت وبلغوا البعثة كمان، أنت معها لوحدك، رددت والعبرة تخنقني .. نعم، والله إنك بطل، يا عمي بلا بطل بلا رجل، تعالوا ألحقوني)، قمة التوتر والخوف، رجعت للحاجة ووجدت عندها مندوب وزارة الحج الذي يتابع حالات الحجاج في المستشفيات، يريد أن يسجل بياناتها، أجابت عن إسمها، ثم سألها ما اسم الطفل، أجابت لا يوجد، وكرر عليها ضرورة أن يكون له أسم، واستاذنته بتأجيل التسمية على أن نبلغه لاحقا، لكنه أصر، فإلتفتت إلي الحاجة تسألني عن اسمي، أجبتها .. عبدالله، قالت اسم المولود عبدالله المكي، وقتها فقط توقفت الجاذبية الأرضية وكاني لا أقف على الأرض من الفرح.

الصورة: يوم عرفة 9/12/1415هـ، تجمع عبدالله الشهراني وعبدالله المكي وأم عبدالله المكي والمرشدة الدينية لبعثة الحج الماليزية وحاجيات (قاطين معنا في الصورة).

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: عبدالله المكي

إقرأ أيضاً:

أمانة تُدرس.. مسعفان يسلمان مبلغًا ماليًا عثرا عليه بحوزة مصاب بحادث مروري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في واقعة تجسد أسمى معاني الأمانة والمهنية، قاد حادث سير بسيط إلى قصة أمانة فريدة بطلاها رجال الإسعاف اللذين أثبتا أن ضمير الإنسان قد يكون حارسًا أمينًا على الأرواح والممتلكات.

سرعة استجابة في موقع الحادث

على طريق السويس أمام بوابة المطار باتجاه مصر الجديدة، وقع حادث لدراجة نارية يقودها عامل بأحد محال الذهب، وفور تلقي البلاغ، انطلقت المركبة الإسعافية كود 3077 إلى مكان الحادث، حيث وصلت خلال 4 دقائق فقط، ليجد الطاقم المصاب يعاني من كسور متعددة واضطراب في الوعي، دون مرافقة أحد له.

المفاجأة.. اكتشاف مبلغ مالي ضخم أثناء الإسعاف

وأثناء إجراءات إسعاف المصاب وتثبيته بالبودرة الصلبة حفاظًا على سلامة عموده الفقري، لاحظ الطاقم وجود شنطة حمراء ممزقة خرجت منها رزم مالية، وأظهر التعامل السريع والمتحفظ من طاقم الإسعاف الوعي الكامل بأهمية الحفاظ على الأمانة، حيث تم تأمين المبلغ مع المصاب خلال نقله إلى المستشفى.

الأمانة تُسلم كاملة إلى أصحابها

عقب استقرار حالة المصاب، تبين أن المبلغ، والذي بلغ 900 ألف جنيه، يعود لمحل الذهب الذي يعمل به، وعلى الفور بادر رجال الإسعاف، وهم المسعف مصطفى محمود عبد الباقي وفني القيادة خالد عاشور، بالتواصل مع أصحاب المبلغ وتسليمه لهم كاملًا وسط إشادة واسعة بأمانتهم وشرف رسالتهم.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الهلال الأحمر: زمن استجابة الإسعاف في المملكة أصبح 11 دقيقة ..فيديو
  • سفينة إيطالية تُنهي مهمة حماية تجارية في البحر الأحمر
  • مصرع شخصين وإصابة سيدة في حادث مروري ببني سويف
  • ترامب: اتفاق قريب مع إيران دون الحاجة لإسقاط القنابل
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • إنطلاق عملية تكوين أعضاء البعثة الجزائرية للحج
  • حكاية أمانة مسعف رد 900 ألف جنيه لمصاب أثناء إنقاذه
  • اللجنة الاستشارية: المقترحات النهائية ستصدر الأسبوع الجاري
  • أمانة تُدرس.. مسعفان يسلمان مبلغًا ماليًا عثرا عليه بحوزة مصاب بحادث مروري
  • أمسية وفاء باتحاد كُتّاب مصر تحيي سيرة شاعر ومفكر السودان الكبير الراحل محمد المكي إبراهيم