يمانيون|

تعجُّ عدد من المحاكم العالمية بالدعاوى المرفوعة ضد قادة كيان الاحتلال الصهيوني المتورطين بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وجرائم حرب في قطاع غزة، فيما أكدت محكمة العدل الدولية، إن الوضع الخطير في قطاع غزة، يتطلب تنفيذاً فورياً لتدابير الأمر الصادر من قبلها في 26 يناير، في إشارة لتهديدات “إسرائيل” باجتياح مدينة رفح جنوب القطاع ، إلا أنها لم تطلب اتخاذ إجراءات إضافية قبل العملية العسكرية المرتقبة في رفح.

ورصد موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني تسارع الحراك القانوني المضاد للحرب “الإسرائيلية” على غزة حول العالم، قائلا إن “حقائب المحامين امتلأت بالأوراق” و “باتت قاعات المحاكم حول العالم تشهد إجراءات في هذا الإطار».

ويشير تقرير الموقع إلى أن جنوب أفريقيا بدأت الحراك بشجاعة عندما تقدمت بدعواها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، حيث اتهمت بريتوريا تل أبيب بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.

وأثناء تحديد ما إذا كانت قد حدثت تلك الإبادة، أصدرت المحكمة أمرًا مؤقتًا يحذر “إسرائيل” من منع أعمال الإبادة الجماعية، والحفاظ على الأدلة ذات الصلة بمحاكمة أي من هذه الأعمال، وتخفيف القيود الصارمة على المساعدات الإنسانية.

وفي الولايات المتحدة، بُذلت “جهود شجاعة” أمام المحكمة الجزائية الأمريكية للمنطقة الشمالية من كاليفورنيا لمنع إدارة بايدن من دعم جهود الحرب الإسرائيلية على غزة.

وجاء في الطلب، الذي قدمه مركز الحقوق الدستورية ومقره نيويورك، أن الرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن “جعلوا ظروف الإبادة الجماعية ممكنة بسبب الدعم غير المشروط المقدم لإسرائيل».

وعلى الرغم من أن القاضي جيفري وايت كان مضطرباً، واستشهد بالاتفاقية التي تنص على أن السياسة الخارجية لا يمكن أن تكون موضوعًا لاختصاص المحكمة، إلا أنه ناشد بايدن ومسؤوليه مراعاة التزامات اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

وقال القاضي، في حيثيات قراره: “إن الأدلة التي لا جدال فيها أمام هذه المحكمة تتوافق مع استنتاجات محكمة العدل الدولية وتُشير إلى أن المعاملة الحالية للفلسطينيين في قطاع غزة من قِبل الجيش الإسرائيلي قد تشكل إبادة جماعية تنتهك القانون الدولي».

وفي لاهاي، أضافت محكمة الاستئناف الهولندية في لاهاي اسمها إلى هذه القائمة المتزايدة من التدخلات القانونية، عندما أقام ناشطون دعوى تطالب الحكومة الهولندية بوقف شحن أجزاء طائرات “إف-35” المقاتلة إلى إسرائيل.

وفي حين أن هولندا لا تقوم بتجميع أو إنتاج الطائرة الأمريكية، فإنها تستضيف منشأة تخزين واحدة على الأقل في Woensdrecht، حيث يتم تخزين المكونات الأمريكية الصنع قبل شحنها إلى بلدان مختلفة.

ولم توقف الحكومة الهولندية تسليم تلك المكونات لإسرائيل عقب اندلاع الحرب في غزة وحصيلة ضحاياها المفزعة، يقول التقرير.

وقد تبنَّت المحكمة الابتدائية في لاهاي موقفاً مماثلاً لنظيرتها الأمريكية في كاليفورنيا، حيث اعتبرت أن القرارات المتعلقة بتصاريح تصدير مكونات الأسلحة تميل إلى أن تكون ذات طبيعة سياسية، مما يستدعي مجالًا تنفيذيًا واسعًا.

ورأى القاضي على النحو الواجب أن وزير التجارة الخارجية والتعاون قد قام بوزن المصالح ذات الصلة في القضية عند اتخاذ قرار بمواصلة الصادرات.

لكن محكمة الاستئناف في لاهاي لم تقتنع بالقرار الذي صدر من المحكمة الابتدائية، وأصدرت أمراً، قبل أيام قليلة، يقضي بإيقاف جميع عمليات تصدير قطع الغيار لطائرات “إف-35” إلى إسرائيل في غضون أسبوع.

بدورها، قالت الحكومة الهولندية إنها ستطعن على قرار محكمة الاستئناف أمام المحكمة العليا في البلاد، معتبرة أن طائرات “إف-35” ضرورية لإسرائيل من أجل حماية نفسها من “التهديدات في المنطقة، من إيران واليمن وسوريا ولبنان على سبيل المثال” على حد قول الحكومة، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز».

ويقول تقرير “ميدل إيست مونيتور” إن الفلسطينيين لم يكونوا حاضرين في رد الحكومة الهولندية على قرار المحكمة.

وكانت محكمة العدل الدولية، قد أكدت إن الوضع الخطير في قطاع غزة، يتطلب تنفيذاً فورياً لتدابير الأمر الصادر في 26 يناير.

وقالت المحكمة، في قرار جديد، صدر أمس الأول، إن التطورات خاصة في رفح من شأنها أن “تزيد بشدة ما يعتبر كابوسا”، مؤكدة أن “إسرائيل تظل ملزمة بالامتثال لاتفاقية الإبادة الجماعية بما فيها ضمان أمن الفلسطينيين في غزة».

ونص القرار على أن “هذا الوضع المقلق يتطلب التنفيذ الفوري والفعلي للإجراءات التي صدرت عن المحكمة في قرارها المؤرخ في 26 يناير/كانون الثاني، والتي يشمل تنفيذها كل أنحاء قطاع غزة بما فيها رفح، بحيث لا يستدعي (الأمر) إعلان إجراءات إضافية».

والاسبوع الماضي، تقدمت جنوب أفريقيا، بطلب عاجل لمحكمة العدل لاستخدام سلطاتها الكاملة من أجل وقف العملية العسكرية التي تخطط إسرائيل لشنها في مدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأمرت محكمة العدل الدولية، الشهر الماضي، إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع قواتها من ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك في إطار دعوى مقدمة من جنوب أفريقيا.

وقالت المحكمة في النص الذي تلاه القضاة، إن على إسرائيل أن تتخذ “كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية».

وذكرت المحكمة أنها تقر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية، مؤكدة أن الشروط متوفرة لفرض تدابير مؤقتة على “إسرائيل».

وأضافت أن على “إسرائيل” الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة، وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري.

وبموجب الحكم أيضا يتعين على “إسرائيل “أن ترفع تقريراً إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.

وللمرة الأولى منذ قيامها في 1948، تخضع دولة الاحتلال لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.

المصدر/ الثورة نت/

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الحکومة الهولندیة الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة فی قطاع غزة فی لاهای

إقرأ أيضاً:

الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم

في ضوء جرائم الكيان الصهيوني المتواصلة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، عددًا من القرى والبلدات في محافظة رام الله والبيرة.

خبير استراتيجي: الاحتلال يصعّد في الضفة ويستهدف مخيم نور شمس نقابة الصحفيين الفلسطينية: استشهاد 7 صحفيين جراء جرائم الاحتلال الشهر الماضي


وأفادت مصادر محلية، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة بيت ريما، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها، فيما اقتحمت قوة أخرى راجلة قرية النبي صالح، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وقالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية كفر عين شمال غرب رام الله، وبلدة دير دبوان شرق المحافظة، وحي جبل الطويل في مدينة البيرة، دون أن يبلغ عن اعتقالات
فيما استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في مخيم نور شمس، شرق طولكرم.

وأفادت وزارة الصحة، في بيان ، باستشهاد الشاب إياس عدلي فخري الأخرس (20 عاما) في مخيم نور شمس، ما يرفع عدد شهداء المخيم اليوم إلى ثلاثة، إذ استشهدت في وقت سابق من اليوم المواطنتان سندس جمال محمد شلبي (23 عامًا) وجنينها، ورهف فؤاد عبد الله الأشقر (21 عامًا)، وأصيب سبعة آخرون.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم فجر اليوم، وفرضت عليه حصارا مشددا من جميع جهاته ومداخله، ونشرت الجنود المشاة الذين نفذوا عمليات دهم وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين داخله وفي محيطه، وأجبروا أصحابها على مغادرتها وحولوها إلى ثكنات عسكرية.

ويأتي اقتحام مخيم نور شمس مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع عشر على التوالي.
دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها، مع استمرار العدوان عليها لليوم الرابع عشر على التوالي.

ففي مدينة طولكرم، انتشر جنود الاحتلال المشاة في الحيين الشرقي والجنوبي، وأوقفوا المواطنين خاصة الشبان ودققوا في هوياتهم وحققوا معهم ميدانيا، بالتزامن مع تحليق طائرات مُسيرة على ارتفاع منخفض، ما تسبب بحالة من الخوف في صفوف المواطنين، كما شددوا من حصارهم للحي الشرقي وتحديدا في شارع المقاطعة، وسط مناشدات من الأهالي بتوفير المساعدات الغذائية لهم.

وواصلت قوات الاحتلال حصارها لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ونشرت آلياتها والجنود المشاة على مداخله، وعرقلت عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، ووضعت سواتر في شارع المستشفى ومنعت المركبات من المرور، وقد شوهد جنود الاحتلال على مدخل الطوارئ وهم يجبرون أحد الشبان على خلع ملابسه بحجة التفتيش.

وما زالت قوات الاحتلال تطبق حصارها على مخيم طولكرم، وتستولي على المنازل والمباني في حاراته كافة، وتنشر الجنود المشاة فيها، كما واصلت الاستيلاء على عدد من المنازل في محيطه وتحويلها لثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.

وتتفاقم المعاناة اليومية للمواطنين الذين ما زالوا في منازلهم على أطراف المخيم، بسبب الحصار المشدد وما رافقه من انقطاع في الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت بسبب التدمير الكامل للبنية التحتية، إضافة للنقص الحاد في المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية خاصة لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وأقدمت جرافات الاحتلال على تدمير شارع نابلس الذي يصل مخيم نور شمس ببلدة عنبتا مرورا بدوار بلعا شرق المحافظة، بالتزامن مع تجريف وتدمير البنية التحتية عند مداخل مخيم نور شمس وفي حاراته، تحديدا حارتي المنشية والقلنسوة.

كذلك، ما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارا مشددا على مخيم نور شمس، وتمنع المواطنين من مغادرته، وسط إطلاق الرصاص الحي صوب كل شيء يتحرك، مع سماع دوي انفجارات.

وداهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في حارات جبل النصر، وجبل الصالحين، وحولتها لثكنات عسكرية، واحتجزت النساء والأطفال.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، شابا من بلدة دير سامت، جنوب غرب الخليل.

وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب فادي يوسف يونس، أثناء عبوره أحد الحواجز العسكرية قرب مدينة بيت لحم

ــــ حذرت وزارة الخارجية والمغتربين بشدة من مخاطر اعتماد الاحتلال الإسرائيلي تسمية "يهودا والسامرة" بدلا من الضفة الغربية.

وأدانت الوزارة، في بيان لها، مساء اليوم الأحد، مصادقة ما تسمى اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في دولة الاحتلال على مشروع قانون لاعتماد تسمية "يهودا والسامرة" بدلاً من الضفة الغربية، واعتبرته تصعيدا خطيرا في إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية، وتمهيدا لاستكمال ضم الضفة الغربية وفرض القانون الإسرائيلي عليها بقوة الاحتلال، وتقويضا ممنهجا لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض وحل الصراع بالطرق السياسية السلمية.

وأكدت الوزارة أن هذا المشروع وغيره من إجراءات الاحتلال لن ينشئ حقا لإسرائيل في أرض دولة فلسطين، وهو باطل وغير شرعي وانتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتهديد سافر لأمن واستقرار المنطقة والعالم.

وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين بتدخل دولي عاجل لوقف محاولات الاحتلال تغيير الواقع السياسي والقانوني والجغرافي لأرض دولة فلسطين المعترف بها دوليا، كما طالبت الدول كافة بربط مستوى علاقتها مع إسرائيل بمدى التزام حكومتها بالقانون الدولي ومدى انصياعها لقرارات الشرعية الدولية..

مقالات مشابهة

  • محكمة سويدية تدين امرأة بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الإيزيديين
  • السويد تحاكم لين إسحاق بتهمة الإبادة الجماعية للإيزيديين
  • إردوغان: إسرائيل تحاول التنصل من بنود اتفاق وقف النار بغزة
  • منظمة حقوقية: الاحتلال يمارس الإبادة الجماعية بالضفة.. وعدد الشهداء بغزة يرتفع إلى 48208
  • صحف عالمية: يجب وضع حد لاستخدام القوة ومحاسبة من سهلوا الإبادة الجماعية
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • ارتفاع حصيلة الإبادة بغزة إلى 48.189 شهيداً و111.640 إصابة
  • ارتفاع حصيلة الإبادة بغزة إلى 48,189 شهيداً و111,640 إصابة
  • الكيان اللقيط يُنفذ الإبادة بكل سادية
  • رتفاع حصيلة الإبادة بغزة إلى 48,189 شهيداً و111,640 إصابة