معادن من خارج الأرض تشكّل كنزا من العصر البروزني
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
كشف تحليل حديث لمجموعة من القطع الأثرية المكتشفة في إسبانيا والتي يرجع عمرها إلى قبل نحو 3000 عام، أن عناصرها المكوِّنة لها ليست خالصة من الأرض، بل إن جزءا منها يُعد "معادن غريبة".
ويبلغ عدد هذه القطع الأثرية 59 قطعة، وهي عبارة عن زجاجات وأوعية مطلية بالذهب وقطع مجوهرات مصنوعة بشكل رائع. ويُطلق على المجموعة كاملة "كنز فيلينا" التي رُفِع عنها الحجاب عام 1963، وحدد العلماء أنّ ثمّة عنصرا دخيلا من مكونات القطع وهو الحديد النيزكي، وهو ما يُعتقد بأنّه من بقايا عمر الكون في مراحله الأولى التي توجد حصرا في النيازك التي تتكون من الحديد والنيكل.
ووفقا لتقديرات فريق البحث، فإن هذه الأجسام تحتوي على مواد خارج كوكب الأرض مصدرها نيزك اصطدم بالأرض قبل مليون سنة تقريبا. وأوضحت الدراسة أن الحديد النيزكي يوجد عادة في أنواع معينة من النيازك الصخرية التي تتكون بشكل أساسي من السيليكات، وهو ملح يتكون من السيليكون والأكسجين.
وأوضح الباحثون أنّه نظرا إلى أنها تأتي من الفضاء الخارجي، فإن الأجسام الحديدية النيزكية تتكون من سبيكة حديد ونيكل مع اختلاف في التركيب، بحيث تكون تزيد نسبة النيكل عن خمسة% من الوزن. وأضافوا أن هذه الأجسام الدخيلة تحتوي أيضا على عناصر كيميائية ثانوية، بالإضافة إلى عنصر الكوبالت الذي يوجد بشكل ملحوظ.
ويُعد إعادة تشكيل وصناعة المجسمات من النيازك المتساقطة أمرا كان منتشرا على نطاق واسع منذ آلاف السنين، كما يتضح من قطعة أثرية مماثلة عُثِر عليها في مقبرة توت عنخ آمون. ويُقدِّم كنز فيلينا أدلة جديدة على التحوّل الذي طرأ من استخدام الأدوات الحجرية إلى الأدوات البرونزية، ومن المحتمل أن هذه المجموعة المكتشفة لا تنتمي إلى عائلة ملكية واحدة، بل إلى عدّة عوائل.
ويوجد هذا الكنز حاليا في متحف الآثار بمدينة فيلينا الإسبانية. وباستخدام تقنيات متقدمة لقياس وحساب الجزيئات في كل قطعة، تمكن فريق من العلماء الإسبان والسعوديين تحديد نسب الحديد والنيكل الموجودة في القطع.
وبينما تحوم الشكوك حول هوية صانعي هذه التحف ومن أين نشأت على وجه التحديد، يدرك العلماء جيدا أن هذه هي أول وأقدم قطع حديدية نيزكية عُثِر عليها في شبه الجزيرة الأيبيرية وفقا للدراسة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الفن في العالم الإسلامي.. تأثيرات تاريخية ومعاصرة في عالم معاصر مشوش
شهد الفن في العالم الإسلامي تطورًا عميقًا على مر العصور، حيث كان له دور بارز في تشكيل هوية ثقافية ودينية في مناطق متنوعة تمتد من إسبانيا إلى جنوب شرق آسيا. ومع أن العديد من الأعمال الفنية الإسلامية التاريخية تُعتبر معالم فنية مرموقة، إلا أن تأثيراتها في العصر المعاصر تثير جدلًا كبيرًا. فبينما يراها البعض جزءًا من التراث الثقافي الذي يجب الحفاظ عليه، يرى آخرون أن الفن في العالم الإسلامي قد شهد تغييرات جذرية تجعله يتوافق مع المعايير الحديثة.
ويسلط جريدة وموقع الفجر الضوء في هذا المقال عن الفرق بين الفن الإسلامي في الماضي والحاضر
في الماضي، تميز الفن الإسلامي بتوظيف الرمزية والتجريد في الأشكال الهندسية والنباتية، حيث كان يُنظر إليه على أنه وسيلة للتعبير عن الإيمان والتقديس. أما في العصر الحديث، فقد بدأت التوجهات الفنية المعاصرة في العالم الإسلامي تتحدى الحدود التقليدية للفن، مما أتاح للفنانين اكتشاف طرق جديدة للتعبير عن قضايا مثل الهوية، السياسة، والدين.
لكن هذا التحول في مفاهيم الفن يثير الكثير من الجدل في المجتمع الإسلامي، حيث يرى بعض المفكرين أنه من الضروري العودة إلى الجذور التاريخية للفن الإسلامي التي تُعلي من شأن التقشف وتجنب التماثيل والتصوير الشخصي. بينما يعتقد آخرون أن التطور الفني هو ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات الاجتماعية والسياسية في العالم الإسلامي.
وفيما يخص الفن المعاصر، تتعدد المواقف من لوحات الفنانين مثل شيرين نشأت أو يوسف أحمد، الذين استخدموا وسائل فنية غير تقليدية مثل الفيديو والتصوير الفوتوغرافي، مما يثير أسئلة حول ما إذا كانت هذه الأعمال تحترم القيم التقليدية للإسلام أو تخضع لمدارس فكرية أخرى.
قد يعتقد البعض أن القضايا السياسية، مثل الاحتلال والنزاعات الإقليمية، قد أثرت في الفن الإسلامي المعاصر، من خلال تحفيز الفنانين على التعبير عن واقعهم المؤلم. في حين يرى آخرون أن الفن الإسلامي قد أصبح وسيلة لتحدي الأنظمة الحاكمة والتعبير عن الأصوات المعارضة، وهو ما يتضح جليًا في الأعمال الفنية التي تطرقت إلى الحريات الفردية والدينية.
النقاش حول الفن الإسلامي في العصر الحديث يظل مثيرًا للجدل، حيث يسعى البعض للحفاظ على تراث الفن الإسلامي بينما يحاول البعض الآخر تحديثه ليتماشى مع عالم اليوم المتغير. في النهاية، يمكن القول إن الفن في العالم الإسلامي هو مزيج معقد من التأثيرات التاريخية والمعاصرة، التي تعكس التوترات بين التقليد والتحديث، وبين الحفاظ على الهوية والبحث عن تجارب جديدة.