الشاعر محمد سعيد العتيق لـ سانا: الحداثة الحقيقية بناء على الأصل.. ومن أهم مقومات الشاعر الحقيقي الالتزام بقضايا الوطن
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
دمشق-سانا
يكتب الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق الشعر بشكليه الشطرين والتفعيلة، ملتزماً بالموسيقا واللغة وبنيات الشعر الذي يربط بين الأصالة والحداثة ليصل إلى إبداع جيد يعكس قضايا الإنسان وهمومه.
وفي تصريح لـ سانا قال الشاعر العتيق: إن الشعر الحقيقي في الواقع المعاصر هو الذي يمتلك رؤية تنحرف عن النمطي والمألوف دون التخلي عن الانتماء والأصالة، فلا بد من وجود وجهات نظر تجاذبية تجعل التقارب كبيراً بين النص الشعري والمتلقي مهما تطور واختلف في تكوينه الحديث شرط أن يبتعد عما لا يؤثر ولا يخلق جديداً دون التقيد بالمسلمات المقدسة، فلا بد من أن ينتقل الشاعر إلى فضاء مختلف خارج السرب ليصل إلى غير المألوف.
وأشار الشاعر العتيق إلى أنه من المفترض أن يحقق الشعر مكونات تنقل الإنسان من اليأس إلى السعادة وإلى عالم أجمل، وأن يكون في خدمة الإشكاليات ليصل إلى الخلاف الإيجابي بغاية التطور الحقيقي والقيمة الجمالية ذات الأهداف العليا التي تنقل المجتمع إلى الأعلى مع المصداقية والوفاء لما يتأثر به الشاعر ويهدف بعد ذلك إلى السمو والتطور.
ورأى العتيق أن المقولة التي تهدف إلى رفع مستوى الكذب في الشعر هي باطلة، فليس صحيحاً أن أعذب الشعر هو أكذبه، وأن معظم الأدباء والشعراء غاوون يكذبون على أنفسهم، فالصدق هو مقياس الجمال وعلاقة القصيدة بالمجتمع، ويستثنى الشاعر الصادق من دائرة الغواية والكذب، فالجماليات هي ثقافة ومعرفة وخبرة لأن الشعر القوي يتمثل بذلك، وهو أحب إلى الإنسان من الشعر الضعيف.
فالضعيف حسب العتيق هو الذي يعيش في وهم وخيال وفراغ دائري لا يصل إلى النور ولا إلى الزوايا الإيجابية ولا يؤدي أهدافه في بناء المجتمع، لأنه يعكس الخلل والمجتمع اللاأخلاقي ولربما الآن للحرب دور كبير في ذلك.
وبين العتيق أن التربية والتفكير تسعيان إلى انعكاسات إيمانية، فكل شاعر يؤمن بما اكتسبه في الكون والبيئة، ومن خلال ذلك يعبر عن ذاته وما يقتنع به من خير ومعنى حقيقي يتناسب مع الوضع الذي يراه صحيحاً، ومن المفترض أن يكون ما يفكر فيه الشاعر صحيحاً حتى يدخل التاريخ بشكل أسمى، ويكون سفيراً حقيقياً لصوت الحق بعيداً عن النفاق، وكاشفاً لسراديب الفساد والمحسوبيات والخلل الاجتماعي.
وبين الدكتور الشاعر العتيق أن أهم مقومات الشاعر الحقيقي هو الصدق والأمانة والوفاء والالتزام بقضايا الوطن والمغايرة إلى جهة الصواب والحقيقة ومقوماته الثقافية المأخوذة من أنحاء المقومات الإنسانية، والتي تتزين بكل العلوم والفنون دون الخروج عن القواعد والتراث ومحاربة الانتماء.
وتابع الدكتور الشاعر العتيق: إنه لا بد من أن تكون الموسيقا الشعرية أسمى من روحه ومن تراثه ومن نظرته إلى المستقبل واستقرائه للقادم لتكون مختلفة وليست تقليدية لأن الحداثة الحقيقية هي بناء على الأصل واستقراء للماضي والحاضر والتطلع إلى المستقبل، أي هي مزيج من التناقضات التي تؤدي من اللامعنى إلى المعنى وغير ذلك ليس شعراً.
يذكر أن الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق طبيب في أمراض الدم وعضو في اتحاد الكتاب العرب له العديد من المؤلفات الشعرية منها طرائد النور وعلى ضفاف الروح ورنين الظلال وعشاق الشآم وفجر المساء ونحات نور.
وكتبت عنه العديد من الدراسات منها موشور الرؤية للدكتور وليد العرفي وإشكاليات الشعر للدكتور عصام شرتح وغسان كلاس وأحمد يوسف داود ونذير العظمة وغيرهم، كما فاز بالعديد من الجوائز منها جائزة بردة فارس الشعر لشعراء العمود في العراق، وشارك في العديد من المهرجانات والأمسيات والبرامج التلفزيونية.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تنفيذ حكم الإعدام فى قاتل الأديبة نفيسة قنديل زوجة عفيفى مطر
شهد سجن برج العرب 2 خلال الساعات الماضية تنفيذ حكم الإعدام فى قاتل الأديبة والناقدة نفيسة قنديل زوجة الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر، ليسدل الستار على أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة المنوفية خلال العام 2019 .
وقامت عائلة القاتل المدعو السيد عادل السيد محمد يونس، بدفن جثته فى مقابر عائلة زوجته بالإسكندرية، تجنبا لاحتجاجات أهالى مدينة أشمون التى شهدت الجريمة البشعة فى مارس 2019 ، فيما سادت حالة من الارتياح بين عائلات قرية رملة الأنجب بالمنوفية، بعد تنفيذ حكم الإعدام والقصاص لشهيدة الغدر.
وقال صبحى مبارك هلال محامي عائلة الناقدة نفيسة قنديل، إن حكم إعدام القاتل جرى التصديق عليه من قبل رئيس الجمهورية فى أبريل الماضي، بعدما قضت محكمة النقض في الطعن رقم 3634 لسنة 91 قضائية جنايات إعدام بجلستها المنعقدة بالدائرة "أ" فى 19 ديسمبر الماضي، بتأييد الحكم بإعدام القاتل وعدم قبول الطعن منه شكلا، وقبول عرض النيابة العامة للقضية وإقرار الحكم الصادر بإعدام المدعو السيد عادل السيد محمد يونس، 31 عاما وحرفته نجار مسلح.
وأضاف هلال، أن المحكمة أنصفت الضحية الشهيدة نفيسة قنديل دون استعمال الرأفة مع القاتل المجرم، وقبلت طلباتنا بتوقيع أقصى عقوبة واردة بالمواد 230 و 231 و 234 فقرة 2 عقوبات والمادة 317 عقوبات، وأحالت أوراق القضية إلى المفتى الذي أيد إعدامه، لافتا إلى أن حكم الإعدام ضد هذا القاتل هو الوحيد خلال العام 2020 الذي تصدره المحكمة نظرا لبشاعة الجريمة بالنظر للمقارنة بين عمر كل من القاتل والضحية وإصراره على تنفيذ جريمته التي استمرت أحداثها داخل منزل الشاعر الراحل لعدة ساعات.
وكانت الدائرة الثالثة جنايات شبين الكوم، قضت في 20 ديسمبر 2020 ، برئاسة المستشار عبد الحليم حسين المسيري، بإعدام السيد عادل السيد محمد يونس قاتل الناقدة نفيسة قنديل، زوجة الشاعر الكبير الراحل محمد عفيفي مطر، شنقا حتى الموت، عقب تأييد فضيلة المفتي، وصدر الحكم بإجماع الآراء، حيث ضمت هيئة المحكمة في عضويتها، المستشار أحمد فتحي عبد العال، المستشار الدكتور مصطفى علي خلف، المستشار أحمد سويلم محمد، وأمانة سر سعيد أبو صالح.
تعود أحداث القضية رقم 10586 لسنة 2019 جزئي جنايات أشمون المقيدة برقم 663 لسنة 2019 كلي شبين الكوم، إلى فجر يوم 19 مارس 2019، حينما اقتحم القاتل، المقيم بقرية "سدود" التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، فيلا "شهيدة الغدر" نفيسة قنديل، بقرية رملة الأنجب، المجاورة لقريته، مسلحًا بغرض سرقة أموالها، وقام بقتلها عمدا مع سبق الإصرار والترصد، مستغلا مبيتها وحدها- بحسب قرار الإحالة.
وبتكثيف البحث والتحرى واستجواب المشتبه بهم، تم ضبط المتهم بعد 5 أيام من الواقعة، واعترف بجريمته تفصيليًا، وقام بتمثيلها أمام ضباط المباحث الجنائية بقيادة العميد محمد على، وأقر باستخدام أداتين "حديدة" و"مفك" في الجريمة؛ واقتحام منزل الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر، وقتل زوجته وسرقة مبلغ مالي.
كما اعترف بسابقة اقتحام منزلها وتقييدها وسرقة أموالها فى واقعة سابقة بتاريخ 17 مارس 2017 والتي لم تتوصل التحريات وقتئذ إلى مرتكبها، وقضت المحكمة بحبسه سنة مع الشغل، قبل تنفيذ حكم إعدامه هذا الأسبوع.