فضل ليلة النصف من شعبان .. أسرارها وماذا قال عنها القرآن والسنة؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
يبحث الكثيرون عن فضل ليلة النصف من شعبان، وماذا قال عنها الكتاب والسنة المطهرين، وهل ورد فضل معين لـ ليلة النصف من شعبان والتي تبدأ مع غروب شمس السبت 24 فبراير الجاري 14 شعبان 1445 ، وتنتهي بفجر الأحد 25 من الشهر ذاته.
فضل ليلة النصف من شعبانومما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان وفي تفسير قول الله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]: أنها ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ كما نقل ذلك الإمام الطبري في "جامع البيان" (22/ 10، ط.
أما السنة النبوية: فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه ابن ماجه في "السنن" واللفظ له، والفاكهي في "أخبار مكة"، وابن بشران في "أماليه"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ» أخرجه ابن راهويه وأحمد في "المسند"، والترمذي وابن ماجه -واللفظ له- في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ» رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في "الرواة عن مالك"، وابن الجوزي في "مثير العزم"، والديلمي في "الفردوس".
ليلة النصف من شعبان 2024 .. موعدها وحكم الاحتفال بها وكيفية إحيائها دعاء للمريض في ليلة النصف من شعبان.. إليك أعظم حدث وقع في الشهر الكريمإلى غير ذلك من الأحاديث التي ذكرها الأئمة في مصنفاتهم؛ حتى إنهم أفردوا لها بالتصنيف أبوابًا مخصوصة في كتبهم؛ فبوب الترمذي وابن ماجه في "سننهما": (باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان)، وبوَّب ابن أبي عاصم في "السنة": (باب ذكر نزول ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، وَمَطْلَعِهِ إلى خلقه)، وبوَّب البيهقي في "فضائل الأوقات"، والبغوي في "شرح السنة": (بَابٌ فِي فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ).
وأحاديث هذا الباب وإن كان في بعضها مقالٌ، إلا أنها في الجملة يقوِّي بعضُها بعضًا؛ لكثرة طرقها وتعدد رواتها؛ فيُحْتَجُّ بها؛ قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (3/ 364-367، ط. دار الكتب العلمية): [باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان.. فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء] اهـ.
أقوال الصحابة في فضل ليلة النصف من شعبانوأما أقوال الصحابة رضوان الله عليهم: فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "يُعْجِبُنِي أَنْ يُفَرِّغَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ الأَضْحَى، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ"؛ كما أورده الحافظ ابن الجوزي في "التبصرة" (2/ 20، ط. دار الكتب العلمية).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءَ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "شعب الإيمان" و"فضائل الأوقات".
ما روي عن التابعين في فضل ليلة النصف من شعبانوأما ما روي عن التابعين ومَن بَعدَهُم: فقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى عديّ بن أرطأة وهو عامله على البصرة: "أَنْ عَلَيْكَ بِأَرْبَعِ لَيَالٍ مِنَ السَّنَةِ؛ فَإِنَّ اللهَ يُفْرِغُ فِيهِنَّ الرَّحْمَةَ إِفْرَاغًا: أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنَ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةِ الفِطْرِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى"؛ كما ذكره العلامة قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2/ 393، ط. دار الحديث)، والحافظ ابن الجوزي في "التبصرة" (2/ 20-21).
وعن خَالِد بْن معدَان قَالَ: "خَمْسُ لَيَالٍ في السَّنَةِ؛ مَنْ وَاظَبَ عَلَيْهِن رَجَاءَ ثَوَابِهِنَّ وَتَصْديقًا بِوَعْدِهِنّ، أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ: أَوْلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ نِصْفِ شَعْبَانَ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ الْفِطْرِ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ الْأَضْحَى يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا، وَلَيْلَةُ عَاشُورَاءَ يَقُومُ لَيْلَهَا وَيَصُومُ نَهَارَهَا"؛ كما أورده أبو بكر الخلال في "فضائل شهر رجب" (ص: 75، ط. دار ابن حزم).
وعن عطاء بن يسار قال: "مَا مِنْ لَيْلَةٍ بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفْضَلُ مِنْهَا -يَعْنِي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ-؛ يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ أَوْ قَاطَعِ رَحِمٍ" ذكره العلامة اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (3/ 499، ط. دار طيبة).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان إحياء ليلة النصف من شعبان موعد النصف من شعبان 2024 فضل لیلة النصف من شعبان ل ی ل ه ا و ی ص وم ن ه ار ه ا رضی الله ش ع ب ان بن أبی
إقرأ أيضاً:
ليلة الأول من شعبان.. أدعية مستجابة وأعمال مستحبة للتقرب إلى الله
يحل علينا شهر شعبان بنفحاته الروحانية العطرة، وهو مقدمة لشهر رمضان المبارك، حيث يستعد المسلمون فيه للتقرب إلى الله عز وجل بالصيام والقيام والطاعات. وقد خصّ الله تعالى هذا الشهر بميزات عظيمة، إذ ترفع فيه الأعمال إلى الله، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: "ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم."
ولأن ليلة الأول من شعبان تصادف هذا العام ليلة الجمعة، وهي من الليالي التي يُستجاب فيها الدعاء، يحرص المسلمون على اغتنام هذه الفرصة بالدعاء والتضرع إلى الله، طمعًا في المغفرة والرحمة والقبول. وقد ورد عن الإمام الشافعي أن الدعاء يُستجاب في خمس ليالٍ، منها أول ليلة من شعبان.
لذا، فإن هذه الليلة فرصة عظيمة لمن يريد الاستغفار والتوبة، والدعاء لنفسه وأحبّته بالخير، خاصة وأنها تسبق شهر رمضان المبارك، وهو شهر المغفرة والرحمة.
هل دعاء أول ليلة من شعبان مستجاب؟الدعاء في أول ليلة من شعبان من الأدعية المستجابة بإذن الله، فقد ورد في كتاب "الأم" للإمام الشافعي أنه يقال إن الدعاء يُستجاب في خمس ليالٍ، منها:
ليلة الجمعة.ليلة الأضحى.ليلة الفطر.أول ليلة من رجب.ليلة النصف من شعبان.وهذا يدل على أهمية اغتنام هذه الليالي المباركة بالدعاء والذكر والتقرب إلى الله عز وجل.
أدعية أول ليلة من شعبانفيما يلي مجموعة من الأدعية التي يُستحب ترديدها في هذه الليلة المباركة:
1- دعاء استقبال شعباناللهم كما بلغتنا شهر شعبان، بلغنا رمضان وأنت راضٍ عنا.اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين وقيامي فيه قيام القائمين، ونبّهني فيه عن نومة الغافلين، وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين، واعفُ عني يا عافيًا عن المجرمين.2- أدعية عامة مستحبة في الليلة الأولى من شعباناللهم اجعلنا ممن يُرفع عمله في هذا الشهر وهو في طاعةٍ ورضا.اللهم اجعلنا في هذه الليلة من أهل الجنة، وأعذنا من النار، واغفر لنا ذنوبنا.اللهم اجعل لنا في هذه الليلة نصيبًا من رحمتك، واغفر لنا ذنوبنا كلها، دقّها وجلّها، ما علمنا منها وما لم نعلم.3- دعاء أول جمعة من شعبانبما أن أول ليلة من شعبان تصادف ليلة الجمعة، فإن الدعاء فيها مستحب، ومن الأدعية التي يمكن ترديدها:
اللهم اجعل لنا في هذه الجمعة بركة، واغفر لنا ذنوبنا، وأصلح لنا أحوالنا، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا.اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّا، اللهم اغفر لنا ما قدّمنا وما أخّرنا، وما أسررنا وما أعلنّا.4- أدعية مستجابة من السنة النبويةاللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.5- دعاء لرفع البلاء والضيقاللهم إني أسألك أن تفرج كربي، وأن تيسر أمري، وأن تشرح صدري، وأن تغفر لي ذنبي، وأن تهب لي من لدنك رحمةً تغنيني بها عن كل شيء سواك.اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم.أفضل الأعمال في شعبانإلى جانب الدعاء، هناك العديد من الأعمال الصالحة التي يُستحب الإكثار منها في هذا الشهر المبارك، ومنها:
الصيام: كان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان، حتى قيل إنه كان يصومه كله أو أكثره.قراءة القرآن: الاستعداد لرمضان بتكثيف قراءة القرآن والتدبر في آياته.الاستغفار والتوبة: التوبة من الذنوب والتقرب إلى الله بالاستغفار والدعاء.الصدقة: الإنفاق في سبيل الله، ومساعدة المحتاجين.صلة الرحم: تقوية الروابط الأسرية، وزيارة الأقارب والإحسان إليهم.