نهال علام تكتب: الفكر القطبي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
كانت ساعة العصرية وتبدو الأجواء بالرغم من كونها أيام شتوية إلا أن الأخبار المتواترة جعلتها خانقة وساخنة وتفتقد الحيثية، وإذا بصوت أم كلثوم يصدح كسحابة رائقة ونسمة باردة حولت الأجواء وكأنها لحظات الفجرية عندما تبدد الشمس خجل الليل فيتراجع القمر ليترك براحاً لتلك اللحظات الوجودية، وحتى يتذكر البشر أن الليل زائل مهما طال والشمس لها أجل ولو تمدد النهار.
وصفوا لي الصبر لقيته خيال وكلام في الحب يا دوب يتقال… كانت تلك رائعة ثومة التي شقت ثقل الأخبار وتدخلت لتفض الصراع بين البيانات الدولية والهري على مواقع التواصل الاجتماعية فيما يخص القضية الفلسطينية، ولكن هيهات فالعقل ممتلئ بالترهات التي تحاك على المنصات والقلب يأن من تلك العدائية للشعب والأرض والهوية المنفاوية، من بعض العناصر الشيطانية، التي تحمل ظُلماً الجنسية المصرية، ذيول الجماعة الإرهابية أخوان الدم ممن تلوثت قلوبهم بالغل وعقولهم بالتعاطف مع الخيط الغريب عن النسيج الوطني القبطي الإسلامي الحضاري الفريد، فتحولت الكلمات في أذني إلى وصفوا لي الغدر لقيته فاق الخيّال وجانح في أي أزمة وإن كان مجرد كلام فيجب ألا تكون المزايدة للحرب بمجال.
لا يوجد أسرة ولا منزل ولا مجتمع أو دولة بلا مشكلات وبعض تحديات، واسوء تلك المعوقات ما يُطل برأسه ويَدُس أنفه عنوة في استقرار الأوطان مما يحاط بها من أزمات يتعرض لها الجيران وتلقي بظلالها الكئيبة على اقتصادياته وانجازاته وأحلامه، وإن كان للمحنة منحة، فالمنحة هنا لُحمة أبناء الوطن والالتفاف حول حقهم والحفاظ على أرضهم، لكن ماذا تفعل في الابن العاق!
جماعة الإخوان التي عاشت ثمان عقود كالفئران في الجحور، عاصرت كل الأنظمة من الملكية للجمهورية ولكنها لم تحظى بثقة من أي نظام ولا بالقبول الشعبي تحت أي مظلة حُكم، ويوم أن وثق فيهم السادات قتلوه بدم بارد كعادة اللئام، هم ناتج تربية حسن البنا ومن بعده سيد قطب الذي استكمل المسيرة الغير حميدة، حيث أن أول مبادئهم هي رفض الحزبية والتعددية والاحتماء بالعمومية التي تؤدي إلى عدم المواجهة الحتمية حتى يتمكنوا من مفاصل الحكم بصورة فردية.
فعلى سبيل المثال من تعاليم البنا التشدق بأن الإسلام يحمي الأقليات دون إشارة واضحة للديانة، وأن الجزية تسقط إذا اشتركوا مع المسلمين في الحرب، وهذا خطاب مطاط وليس قول فصل، فماذا عن أوقات السلم!
وألم يكن النص القرآني صريح وواضح (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)الممتحنة8 أي ليس فقط فكرة الحماية الجافة ولكن أوصى بالبر بهم، ولكن ظهر الحق عندما طرح الإخوان برنامج سياسياً في عام 2007 أعلنوا فيه صراحة رفض ترشيح الأقباط والنساء لمنصب رئيس الجمهورية، لأن ذلك يقع تحت بند الولاية العامة ولا ولاية للنساء ولا المسيحين فهم أقلية!
ومن تعاليم البنا أيضاً التي التزمها الإخوان دون محاولات للتغيير أو حتى من باب التطوير هو الاعتماد على التربية الدينية بحسب تفسيراتهم الخاصة وعدم الاعتراف بجدوى البرامج السياسية ولا الخطط الاقتصادية خارج نطاق تجارتهم السريعة والغامضة، تلك الرؤية التي رسخها سيد قطب كمنهج ثابت وكأنه نص سماوي لا مساس به ويجب أن يظل جامد، بل وأضاف عليها لمساته القطبية وهي أن الفهم الإسلامي غير قابل للنقاش وما يؤخذ منه ويصدر عنه هو ما أتم الله به السُنة وتوج به الدين، وذلك تفكير إن دل على شيء يدل أن الله كريم وأخرجنا من مصيبة حكمهم على خير.
أما الانضمام في الجماعة فلذلك قواعد رنانة تبدأ بالانضمام العام والأخوي والعملي والجهادي هذا المستوى الذي لم يجاهر به البنا علناً، وإنما أبقاها مكافأة تمنح لذوي الولاء والطاعة المُطلقة سراً.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.
وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".
وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".
وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".
ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".
وفي 22 كانون الأول الجاري، كشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سلم طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.
وقال المصدر مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".
وأضاف، إن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداد للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".
وأوضح المصدر الإيراني إن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي".
ووفق المصدر إن الرسالة الأمريكية توحي بأن "ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أمريكا ستلتزم به".
ويرى المصدر إن حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحفي على ما ذكرته "بغداد اليوم"، بالقول إنه "لا يعلم بتسلم طهران رسالة من ترامب".
وفي الأسبوع الماضي، سافر الوفد التجاري العماني برئاسة نائب وزير التجارة العماني إلى طهران والتقى وناقش مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة.
من جانبه، قال سفير إيران لدى عُمان موسى فرهنك، أول أمس الأحد، "على أعتاب العام الجديد، ومع زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى طهران، سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران ومسقط وجولة جديدة من التعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن لدى إيران خلافات مع الولايات المتحدة "جوهرية وأساسية للغاية" و"قد لا يتم حلها، لكن يجب علينا إدارتها بحيث يتم تقليل التكاليف والتوترات".
وأكد على هامش لقاء الوفد الحكومي أن قناة سلطنة عمان نشطة، وقال إن هناك دائما قنوات اتصال بين إيران وأمريكا، مبيناً "إن إمكانية تبادل الرسائل بين البلدين عبر السفارة السويسرية وطرق أخرى لا تزال قائمة".