تاق برس:
2025-04-16@20:57:30 GMT

الجوع يهدد ولاية بدارفور والسلطات تمنع بيع الغلال

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الجوع يهدد ولاية بدارفور والسلطات تمنع بيع الغلال

متابعات-تاق برس- منعت سلطات بولاية جنوب دارفور، غربي السودان، ترحيل جميع أنواع الغلال من الولاية إلى الولايات الأخرى، إلا بإجراءات رسمية، وسط مخاوف من حدوث ندرة في الحبوب بعد نفاذ المخزون الاستراتيجي.

وقال أمين عام حكومة الولاية المكلف صلاح الدين الموج بحسب دارفور 24″، إن قرار منع ترحيل الغلال صُدر بناءًا على مؤشرات المسح الأولي الذي كشف عن قلة في الإنتاج هذا العام وعدم كفايته على السكان.

وكشف المهندس الزراعي محمود حامد بحسب دارفور خلو المخازن بالولاية من المخزون الإستراتيجي الأمر الذي يهدد بمجاعة مبكرة.

وقال إن الولاية كانت تعتمد على الاحتياطي من الغلال في محليات ميرشينج وبليل وكأس والسلام وقريضة، وخرجت جميعها من دائرة الإنتاج هذا العام بنسبة 90% بسبب الحرب في البلاد وقلة الأمطار وقلة المساحات المزروعة.

وذكر أن المخزون الإستراتيجي في الأعوام السابقة كان لا يقل عن 40 ألف طن قبل بدء موسم الحصاد للعام التالي.

وكشف عدد من التجار بسوق بليل الأسبوعي عن منعهم من ترحيل الذرة والدخن من السوق.

وقال التاجر عمر صالح إن السلطات المحلية أبلغتهم مع آخرين صدور قرار بمنع الترحيل من جنوب دارفور إلى الولايات الأخري.

 

وأضاف: “قمت بشراء 3 الآلاف جوال خلال شهر، وكتت على وشك ترحيله إلى دولة جنوب السودان لكن تفاجأت بقرار الحكومة وساقوم ببيعه هنا”.

 

ويشهد سوق بليل يوم ارتفاعًا في أسعار العيوش، حيث بلغ سعر جوال الدخن البلدي 105 ألف جنيه وذلك بدلًا عن 90 ألف الأسبوع الماضي، فيما ارتفع سعر جوال الذرة طابت من 60 ألف الى 75 ألف جنيه وجوال الذرة فتريتة من 45 ألف جنيه إلى 60 ألف جنيه.

 

وكانت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة قالت إن أكثر من 20 مليون شخص يمثلون أكثر من 42% من سكان السودان يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي من بينهم 13 مليون طفل.

 

وقالت إن السودان يحتاج إلى مايقارب 5 مليون طن من الذرة وحوالي 3 مليون طن من القمح ومليون طن من الدخن لضمان الأمن الغذائي.

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: ألف جنیه

إقرأ أيضاً:

السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب

دكتور الوليد آدم مادبو

على فراشِ الموت
يرسمُ الوطن خارطةً جديدة.
لكن الخطوط ترتعش،
كأنها تخشى أن تكون بدايةً،
لنهايةٍ أخرى.

(قصيدة: وطن معلق على حافة النسيان للشاعر ادوارد كورنيليو)

في مرحلة ما بعد الحرب، تبرز أهمية السلم الأهلي والاجتماعي كأولوية قصوى لإعادة بناء المجتمع والدولة في السودان، لا سيما في دارفور، حيث مزقت الحرب النسيج الاجتماعي وأضعفت الثقة بين المكونات السكانية. ولأن الدولة المركزية ومؤسساتها الرسمية (superstructure) باتت عاجزة، أو غير موجودة عملياً، في أغلب مناطق النزاع، فإن العبء الأكبر يجب أن تتحمله الإدارات الأهلية، كجزء من البنية التحتية الاجتماعية (substructure) التي ما زالت تتمتع بشرعية اجتماعية وقدرة على الوساطة والتأثير المحلي.

يمكن لآلية تقودها الإدارات الأهلية، إذا ما توفر لها الإطار الأخلاقي والمنهجي السليم، أن تلعب دوراً محورياً في رأب الصدع، خصوصاً في ملف دار مساليت الذي أصبح جرحاً مفتوحاً قابلاً للاستغلال من قبل أطراف متعددة. فبينما تعمدت بعض النخب المركزية على مدار عقود إلى بث الفتن بين مكونات المنطقة، ها هي اليوم تعمل على تجنيد شباب المساليت لأغراض التعبئة القبلية، وليس من أجل نزع الألغام المجتمعية والسياسية التي ظلت الاستخبارات العسكرية تستزرعها بوعي ممنهج.

أما الجهات الغربية، فقد اختزلت ما جرى في دار مساليت في سردية الإبادة الجماعية، متناسية أن الجريمة وقعت نتيجة لصراعات مركبة غذتها الدولة المركزية وأدارتها ضمن سياسة “فرّق تسد”، فتمّت عسكرة الهوية وتسييسها من أجل إضعاف أي إمكانية لبناء تحالفات محلية قادرة على فرض معادلة حكم عادلة أو إحداث اختراقات تنموية ذات طابع جهوي.

ولا يغيب عن أي متابع لتاريخ دارفور السياسي والاجتماعي التداخل العميق بين السودان وتشاد، خاصة في البعد العسكري. ومع ذلك فإن زغاوة تشاد اليوم يتحفظون على دعم مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، لسببين اثنين: أولاً، إدراكهم أن النخب العسكرية في المركز تريدها حرباً قبلية تُضعف الزغاوة والزرقة معاً وتخرجهم من معادلة الحكم. وثانياً، لعلمهم أن جبريل ومني لا يمثلان الهامش بصدق، فقد قبض الأول ثمن صفقة أبوجا ورهن نفسه لتجار الحروب، بينما استخدم الثاني حركة العدل والمساواة كأداة لتنفيذ أجندة الإسلاميين، لا سيما خلال تحالفه مع خليل إبراهيم الذي أدخل دارفور في أتون صراع لصالح مركز الخرطوم، لا لصالح أبنائها.

اليوم، دفعت ذات الحركة الإسلامية بالكادر التنظيمي صالح عبد الله، رئيس مجلس شورى الزغاوة، بهدف توظيف فصيلي جبريل ومناوي واستخدامهما لتفجير صراع بين أهل دارفور، وهو صراع لا يخدم الزغاوة بل يخدم المركز، وتحديدًا يخدم "عصابة الإنقاذ" التي تسعى للهيمنة على أي محاولة لبناء كتلة سياسية جديدة تنطلق من الهامش.

ما لم تعمل النخب الواعية بقضايا الدولة وأسس البناء السياسي على رأب الصدع بين مستويات الحكم والسلطة، بين الـsuperstructure والـsubstructure، فإننا نخاطر بإعادة إنتاج دولة فاشلة. ومجرد انفصال دارفور أو أي إقليم آخر عن السودان لا يضمن بالضرورة الخلاص من أمراض الفساد والاستبداد، ما لم تكن هناك مراجعات حقيقية للمنظومة السياسية والقيمية التي زرعها نظام الإنقاذ وأدمنتها نخب ما بعد الإنقاذ.

الحذر كل الحذر من اختزال تحرير الفاشر في كونه مناجذة قبلية، بل هذه انتفاضة شعبية يجب أن تعقبها مساومة تاريخية تقيم لكل قبيلة وزنها من مساهمتها في التنمية والسلام الأهلي والاجتماعي. هنالك دور مهم يجب أن تقوم به نخب الرزيقات والزغاوة خاصة، سيما أنهما الكيانان اللذان تم استغلالهما وتوظيفهما من قبل المركز العروبي الإسلامي، ولذا فهما يتحملان مسؤولية أكبر في محاولتهما لخلق السلام ورتق النسيج الاجتماعي.

وإذا ما ورثت حكومة التأسيس القادمة نظام المحاصصة الراهن، فإنها ستخفق في استقطاب الكادر المؤهل القادر على بناء الدولة، وسندخل ذات الدائرة الشريرة التي غرقت فيها دولة جنوب السودان. لا بد من تجاوز معيار كبر القبيلة أو صغرها، والانحياز بدلاً من ذلك إلى معيار العدالة والمشروعية، وتأسيس بنية قاعدية تشجع على الانتقال التدريجي من الوعي القبلي إلى الممارسة المدنية.

وإذ تعمد بعض نخب المركز إلى الدفع نحو خيار الانفصال لإحساسها بأن الكفة الديمغرافية والاقتصادية لم تعد في صالحها، فإن المطلوب اليوم هو مقاومة هذا الاتجاه الضيق، والانخراط في مشروع وطني يغلّب الخيار المدني الديمقراطي. فغرب السودان يمتلك الموارد البشرية والمادية، لكن عليه ألا يركن فقط إلى منطق السلاح، بل أن يقود مسار التحول الديمقراطي، مسلحاً بالفكر والرؤية الأخلاقية والسياسية العميقة.

‏April 15, 2025

د. الوليد آدم مادبو

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • اكتشاف خطير في مطار نيالا
  • مؤتمر لندن يتعهد بتقديم 813 مليون جنيه إسترليني للسودان وجواره
  • 28 مليون جنيه.. رئيس جامعة أسيوط يفتتح أعمال تطوير معهد جنوب مصر للأورام
  • السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب
  • زلزال يضرب جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية
  • 500 قتيل ومصاب في هجمات قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين بدارفور
  • زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية
  • فقدان 14 مليون وظيفة حتى 2030.. تغير المناخ يهدد 83% من الوظائف في أفريقيا
  • زلزال قوي يضرب جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية
  • الاحتلال يواصل التوسع الاستيطاني.. طريق استعماري جديد يهدد "أم ركبة" جنوب بيت لحم