جدل التعديلات القضائية.. كاتب إسرائيلي: على الولايات المتحدة الانتقال لسياسة العصا مع إسرائيل
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
انتقد المحلل الإسرائيلي جدعون ليفي بشدة سياسة الولايات المتحدة الحالية ضد إسرائيل، وقال إن واشنطن صارت ملزمة الآن بتغيير سياستها مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووقف سياسة الجزرة والانتقال إلى سياسة العصا، وذلك على خلفية الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية التي يرغب نتنياهو في إقرارها.
وقال ليفي في مقال له بصحيفة "هآرتس" (Haaretz) إن المرء عقب قراءته لحوار الرئيس جو بايدن مع الكاتب الأميركي توماس فريدمان على صفحات "نيويورك تايمز" (The New York times) الأميركية؛ لا يدري هل يبكي على عجز قوة عظمى مثل الولايات المتحدة مع ربيبتها إسرائيل، أم هل يضحك على الأدوار المعكوسة للفيل والنملة.
وتتواصل الاحتجاجات الشعبية ضد سعي حكومة بنيامين نتنياهو لتمرير جملة من التشريعات يعتبرها المحتجون انقلابا على الشرعية والديمقراطية، وسط تصاعد الدعوات إلى عدم الالتحاق بالجيش والخدمة الاحتياطية الإلزامية.
خداع
وأضاف ليفي أن واشنطن يبدو أنها لم تتعلم شيئا عن الطريقة الوحيدة التي يمكنها بها أن تؤثر على تل أبيب، مثلما يبدو أن إسرائيل مستمرة في خداع حليفتها الكبرى.
وأوضح أن النتيجة واحدة في الحالتين معا وهي أن تل أبيب مستمرة في فعل ما تريد من تشريع قوانين معادية للديمقراطية، وتنفيذ "مذابح بحق الفلسطينيين ومواصلة سياسة الفصل العنصري"، من دون أن تحرك واشنطن ساكنا.
وقال "ليفي" إن تل أبيب لا تأخذ تنديدات وتهديدات واشنطن على محمل الجد، مبرزا أن بايدن يتفنن بالتشدق بالديمقراطية الإسرائيلية لكنه لا ينبس ببنت شفة بخصوص ما ستفعله بلاده إذا لم تستجب إسرائيل لمناشدته.
وقال إن إسرائيل تعلمت على مر السنين تجاهل مثل هذه الرسائل، لذا على واشنطن "البدء بإطلاق النار" -كما يقول المثل الأميركي- للتأثير على حليفها.
وقت العصا
وأكد ليفي أن وقت العصا قد حان بعدما تبين بالملموس إخفاق سياسة الجزرة، وأوضح أنه من دون "دفع ثمن لن يتغير شيء"، مشيرا إلى أن الذين يعتقدون أن على إسرائيل حل مشاكلها بنفسها عليهم الاعتراف بأن التجربة الحالية تجربة فاشلة وميؤوس منها، مؤكدا أن القوة العظمى مسؤولة عن الواقع الحالي بالمنطقة، ومن ثم من واجبها التدخل.
وذكر الكاتب الإسرائيلي أن من حق واشنطن دعم تل أبيب، لكن لماذا لا ترهن ذلك بشروط محددة واضحة، مشددا على أن الولايات المتحدة متى ما أرادت ممارسة نفوذها فهي تعرف بالضبط ما عليها فعله، وهو التوقف عن "الثرثرة الفارغة".
تصويت
ومن المقرر أن يعقد البرلمان الإسرائيلي جلسات تصويت في قراءتين ثانية وثالثة في وقت لاحق من يوليو/تموز الجاري على التعديلات القضائية، وإذا تمت الموافقة عليها يصبح قانونا.
و"بند المعقولية" هو من الأدوات الإجرائية الموجودة بمتناول الجهاز القضائي في إسرائيل، وتحديدا لدى القضاة، خصوصا قضاة المحكمة العليا، ومن خلاله تمارس المحكمة العليا رقابة قضائية على عمل الأذرع المختلفة للسلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة ووزاراتها والهيئات الرسمية التابعة لها.
وسيعطي التعديل الحكومة صلاحية أوسع في تعيين القضاة، وهو يؤثر أيضا على تعيين الوزراء.
ومع حصول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أغلبية مريحة في الكنيست يأمل المعارضون أن تساعد موجة جديدة من الاحتجاجات في وأد التشريع قبل التصويت النهائي عليه الأسبوع المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
جدعون ليفي: هكذا غدا التطهير العرقي والقتل الجماعي قيمة عليا في إسرائيل
ليست المشكلة في أن إسرائيل فقدت كل شعور بالعار فحسب، بل في كونها فخورة بأفعالها، ولم يعد -كذلك- أن الإسرائيليين ينظرون إلى الحرب على أنها شر ضروري محكوم عليهم بالتعايش معه، بل الحرب أصبحت الآن نموذجا للقيم، أصبحت كقصيدة تربوية، وغدا التهجير في شمال قطاع غزة والمذابح في جنوبه تراثا وطنيا، مع ألبومات الصور والمتاحف التي ستتبعه قريبا.
بهذه الجمل، وصف جدعون ليفي -في عموده بصحيفة هآرتس- كيف تردت القيم في إسرائيل، منطلقا من كلام لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، شارك فيه كلمات لأحد المدرسين يصف فيها العائدين من غزة من مقاتلين واحتياطيين بأنهم جيل من الأسود ناشئ في إسرائيل، وأشخاص ذوو مثل عالية، وهم من سيعيدون بناء البلد وعليهم يقوم الأمل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: الولايات المتحدة قد تواجه قريبا تهديدا أقوى من الأسلحة النوويةlist 2 of 2هآرتس: القضاة لم يبتلعوا الطُعم الذي حاول نتنياهو استغلالهend of listهذا الجيل من "الأسود" لن ينظر ولو للحظة واحدة إلى ما فعله لأنه جبان للغاية، بعد أن أخذت إسرائيل الأمر إلى مستوى أكثر فظاعة.. حتى إن التلفزيون الروسي لم يجرؤ على بث مثل هذا المشهد المخزي من أوكرانيا، لأن العار يمنع ذلك، ولكن هنا لا يوجد شعور بالعار.
ويقول ليفي "وحتى لو تجاهلنا المشاعر التي أظهرها زعيم الجناح اليميني المعتدل فلا يسعنا إلا أن نشعر بالفزع من الفوضى التي تتكشف أمام أعيننا المذهولة، من انقلاب الأمور إلى درجة أن يصبح التطهير العرقي والقتل الجماعي من المثل العليا، وجرائم الحرب تخلق مدنيين أفضل وأكثر توجها نحو القيم، لأن هذا هو معنى الأمل في رأي بينيت".
ففي إسرائيل عام 2024، ليس هناك أي تلميح إلى جرد ما فعله الجيش في غزة ولبنان، والآن يرفعون الجرائم والوحشية إلى مستوى المثل العليا، وسوف تناقش دروس التربية المدنية كيف أصبحت مذبحة عشرات الآلاف من النساء والأطفال قيمة، وهكذا تدمر شريطا من الأرض لتجعل الإسرائيليين مواطنين أفضل، وتقدم الإبادة الجماعية كورشة تعليمية، حسب جدعون ليفي.
وهكذا -كما يقول الكاتب- يحصل كل من توقع الشعور بالذنب وأسئلة المحاسبة الأخلاقية، على العكس تماما، ويحصل كل من توقع جيلا مصابا بالصدمة والكوابيس بسبب الفظائع، على الفخر الوطني، فالمثل الصهيوني الأعلى الآن هو الحرب المستعرة في غزة، تلك الجريمة الفظيعة التي لا تزال بحاجة إلى تعريف في المحاكم الدولية، والتي روعت العالم أجمع ويتم استغلالها الآن لتصبح قيمة.
وخلص جدعون ليفي إلى أن هذا الجيل من "الأسود" لن ينظر، ولو للحظة واحدة إلى ما فعله، لأنه جبان للغاية، بعد أن أخذت إسرائيل الأمر إلى مستوى أكثر فظاعة، مع أنه لم يسبق لها قط أن عبرت عن مثل هذا الفخر بجرائم حرب مروعة كهذه، حتى إن التلفزيون الروسي لم يجرؤ على بث مثل هذا المشهد المخزي من أوكرانيا، لأن العار يمنع ذلك، ولكن هنا لا يوجد شعور بالعار.