بعد تصريحات نتنياهو.. تحرك مصري في رفح وإنشاءات جديدة بجوار المعبر.. ماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
تعمل الدولة المصرية جاهدة بكل قوتها على مختلف الأصعدة وعلى جميع المستويات من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ولقطاع غزة، في ظل الأوضاع الراهنة المتوترة التي يعيشها القطاع.
مصر مصر ومساعدة الأشقاءومع بداية تصاعد الأزمة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ السابع من أكتوبر الماضي، برز الدور المصري ليؤكد التزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني ومواصلة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لرفع المعاناة عن كاهل أهالي غزة، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وكان اهتمام مصر واضحاً للعالم أجمع بـ القضية الفلسطينية، فهي في عقل وقلب كل مصري، لذلك وصفت الدولة المصرية القضية الفلسطينية بأنها "قضية العرب المحورية"، فمصر دوماً تدافع بكل قوة عن حق الشعب الفلسطيني.
بدءاً من الغد.. العدل الدولية تنظر في جلسات تاريخية شرعية احتلال فلسطين لدعمه فلسطين | محلل عسكري: أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي هدفها هز الجانب المصريفمصر لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الإجراءات الإسرائيلية لطرد الفلسطينيين وتهجيرهم، وتحركت سريعا من منطلق تقديرها لخطورة الموقف، وعلى أساس موقفها الثابت والتاريخي، ألا وهو إقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وبما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.
وستظل مصر الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، بدليل تأكيد مصر من خلال وزارة خارجيتها أن الأخوة الفلسطينيين يخوضون معركة وجود، دفاعا عن مقدساتهم وبيوتهم، في وجه هجمات إسرائيلية جديدة تستهدف حقوقهم في الأرض التي ولدوا عليها.
الرئيس السيسي الاصرار على هجوم رفحوأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، أن إسرائيل ستشن هجوما عسكريا في رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك رغم التحذيرات الدولية.
وقال نتنياهو للصحفيين في القدس: "بالطبع، لكن بعد أن نتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال والانتقال إلى مناطق آمنة".
وأكد أنهم لن يذعنوا للضغوط الدولية في هذا الشأن، "كل من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عمليات في رفح يقول لنا في النهاية: اخسروا الحرب"، وأضاف أنه لن يسمح بحدوث هذا الأمر.
وقال إن الأطراف الدولية لن تملي شروط أي تسوية سلمية مستقبلية مع الفلسطينيين.
وأضاف أنه "لا يمكن التوصل إلى تسوية إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين دون شروط مسبقة".
وردا على تقارير إعلامية أفادت بأن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين قد يعترفون بالدولة الفلسطينية دون موافقة إسرائيل، قال نتنياهو إن إسرائيل تحت قيادته ستعارض بشدة مثل هذا "الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية".
نتنياهوإقامة منطقة لوجستية في رفح
وفي هذا الإطار، أعلن محافظ شمال سيناء، اللواء دكتور محمد شوشة، إن القوات المسلحة تقوم بإقامة منطقة لوجستية في منطقة رفح لاستقبال المساعدات لصالح غزة، وذلك لتخفيف الأعباء عن السائقين والتكدسات الموجودة بالعريش وعلى الطرق بجانب تسهيل عمل الهلال الأحمر المصري.
وأكد أن المنطقة التي يجري إقامتها وتجهيزها تضم أماكن لانتظار الشاحنات ومخازن مؤمنة ومكاتب إدراية وأماكن مبيت للسائقين وتزويدها بوسائل المعيشية والكهرباء.
وقال شوشة إن القوات المسلحة هي من تقوم بإنشاء المنطقة اللوجستية في رفح، لتخفيف الأعباء عن السائقين والتكدسات الموجودة بالعريش، وعلى الطرق بجانب تسهيل عمل الهلال الأحمر المصري.
وأعلن عن وصول المساعدات الخاصة بقطاع غزة إلى المحافظة عن طريق البر والبحر والجو، حيث تصل إلى المحافظة الشاحنات بالطريق البري، بجانب وصول السفن عن طريق ميناء العريش البحري مع وصول الطائرات عبر مطار العريش الدولي.
وكان محافظ شمال سيناء نفى ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن بناء السلطات المصرية منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة، تحسباً لتهجيرهم إذا قامت إسرائيل باجتياح بري لرفح الفلسطينية.
محافظ شمال سيناءتعويضات مناسبةوقال شوشة، في تصريحات للصحافيين: "ما يتم في مناطق شرق سيناء وتحديداً في رفح هو قيام لجان من المحافظة بحصر البيوت والمنازل التي تعرضت للهدم خلال الحرب على الإرهاب بهدف تقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت"، مؤكداً أن هذه العملية ليس لها أي علاقة بما يحدث في غزة.
من جانبه، أكد مراسل “القاهرة الإخبارية” من رفح المصرية، أن المنطقة اللوجستية تبعد عن معبر رفح البري بما يقل عن 5 كيلومترات، حيث تقوم مصر بإقامة منطقة لوجستية لتخفيف الأعباء على سائقي الشاحنات.
وتابع: “جرى الانتهاء من 60% من هذه المنطقة، وتجهيزها بـ4 مناطق، الأولى مختصة بالمساعدات الدولية، والمنطقة الثانية مختصة بالمساعدات المصرية، والمنطقة الثالثة مخصصة لسائقي الشاحنات، والمنطقة الرابعة تخص الخدمات والمكاتب الإدارية”.
وأوضح أن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتخفيف العبء على سائقي الشاحنات، نظرًا لطول الأيام التي يقضيها السائق قبل التوجه إلى الأراضي الفلسطينية.
منطقة لوجيسيتة في رفح توقعا لكل المشاهدوفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إعلان القاهرة بإقامة منطقة لوجستية لرفح يأتي لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني وتحسبا لكل السيناريوهات وتوقعا لكل المشاهد التي يمكن أن يؤدي إليها مسار الأزمة في ظل تصميم نتنياهو لدخول رفح.
وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن دخول رفح سيكون له آثار كبيرة ترتب لها الدولة المصرية على أعلى مستوى، حيث يخدم إجراء إقامة منطقة لوجستية في رفح الجانب الفلسطيني ويؤكد الحضور المصري ويوفر بطبيعية الحال الملذات الآمنة بالنسبة لأي تطورات مفصلية ربما تهدد حياة الفلسطينيين في هذه المنطقة.
وتابع: “هذه الرؤية مهمة للغاية مع التأكيد على رفض فكرة الترحيل أو التهجير أو التسكين خارج الأراضي الفلسطينية مع التأكيد على فكرة الثوابت التي تحكم العملية التي تربط بين المنطقتين”.
شهداء وجرحى بعد قصف إسرائيلي لأرض يسكنها نازحون شرق رفح فريق جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل يحذر إسرائيل من اجتياح رفح الفلسطينيةوواصل: "هذه القرارات المصرية تؤكد دعم مصر الكامل لكل الإجراءات التي يمكن أن تسفر عنها هذه الأزمة وتوقع كل السيناريوهات، فنحن نتوقع سيناريو سيئا وسيناريو أسوأ.
واستطرد: “وبالتالي نتوقع أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بإجراءات وممارسات غير مسبوقة، وهذا الأمر يتطلب بطبيعة الحال التعامل بجدية واستباقية تخوفا على أي عمل غير مسئول من قبل الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي يأتي هذا الأمر في إطار الدعم المصري الكامل للأشقاء في فلسطين وتوفير المساعدات ودخول الشاحنات وغيره”.
الدكتور طارق فهميالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل السيسي نتنياهو رفح إقامة منطقة لوجستية الدولة المصریة منطقة لوجستیة لوجستیة فی فی رفح
إقرأ أيضاً:
قتال عنيف.. ماذا يحدث بين حزب الله وإسرائيل جنوبي لبنان؟
أسفرت اشتباكات عنيفة في بلدة شمع يوم الجمعة عن إصابة أربعة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في واحدة من أعمق عمليات التوغل التي تقوم بها إسرائيل في البلاد حتى الآن.
تقرير للصحفيين كلوي كورنيش وريتشارد سلامة في صحيفة "فايننشال تايمز" يسلط الضوء على اشتداد المعارك في جنوب لبنان بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله.وفق التقرير، يخوض الجيش الإسرائيلي وحزب الله قتالا عنيفا حول قلعة مسيحية ذات موقع استراتيجي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، في واحدة من أقصى تقدمات إسرائيل إلى الشمال في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري في سبتمبر (أيلول) الماضي.
اندلعت اشتباكات متكررة بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة في قرية شمع، وهي قرية جبلية تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
وتشتهر القرية بأطلال قلعة مسيحية تاريخية تمثل مزاراً دينياً مهماً، وتحمل قيمة دينية وتاريخية كبرى. استهداف قوات اليونيفيل
قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إن أربعة من جنودها الإيطاليين نقلوا إلى المستشفى يوم الجمعة بعد سقوط صاروخين على قاعدتها في بلدة شمع للمرة الثالثة هذا الأسبوع، وقالت القوة إن الهجوم جاء "وسط قصف عنيف ومناوشات برية" في المنطقة.
Israeli army chief of staff from Kafr Kila, southern Lebanon:
"We will continue to fight, go forward, attack in depth and hit Hezbollah very hard" pic.twitter.com/AqqgI9iZEF
وتمثل هذه المعارك بعضاً من أعمق التقدمات المعروفة التي حققتها القوات الإسرائيلية في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري، فيما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ"الغارات المحدودة والمحلية والمستهدفة".
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام البرلمان هذا الأسبوع بأن هناك "توسعاً معيناً" في الحملة البرية، مشيراً إلى أن القوات تتجول الآن خارج ما يسمى "الحزام الأول" من القرى اللبنانية الأقرب إلى الحدود.
كان الهدف المعلن للهجوم هو "تطهير" المنطقة من مخابئ حزب الله ومخازن الأسلحة والمقاتلين الذين تقول إسرائيل إنهم يشكلون خطراً على مجتمعاتها الشمالية.
بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من غزة، والذي أودى بحياة المئات من الإسرائيليين، فضلاً عن أسر العشرات.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على المعارك الدائرة في شمع، ورفض الكشف عن المواقع الدقيقة التي تتقدم فيها قوات الدفاع الإسرائيلية في جنوب لبنان.
ومن جانبه، قال حزب الله إنه استهدف دبابات ميركافا وجنود إسرائيليين في المنطقة عدة مرات.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأربعاء أن مدنياً إسرائيلياً وجندياً إسرائيلياً قتلا في قلعة شمع بعد أن نصب لهم مسلحون من حزب الله كمينا، كما أصيب ضابطان إسرائيليان آخران في الحادث.
كان المدني زئيف هانوخ إيرليتش، وهو عالم آثار هاوٍ يبلغ من العمر 71 عاماً ويعيش في الضفة الغربية، قد حاز على اهتمام إعلامي واسع النطاق في إسرائيل ودفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى بدء تحقيق في كيفية وسبب تمكنه من الوصول إلى خط المواجهة في منطقة حرب نشطة.
كانت التفسيرات الأولية التي قدمتها قوات الدفاع الإسرائيلية أن وحدة المشاة كانت بحاجة إلى خبرته الأثرية في الموقع القديم.
وتكهنت تقارير إعلامية أخرى بأن إيرليش كان يبحث عن آثار أو رفات يهودية توراتية.
وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قلعة شمع تحت "الحماية المعززة" هذا الأسبوع، إلى جانب 33 موقعاً آخر في لبنان.
Israel’s attacks have devastated Hezbollah. How is it still fighting back?
➡️ https://t.co/NH8t51jJ9n pic.twitter.com/K80NTzJSZy
وكان الجنود الإسرائيليون قد استخدموا القلعة خلال احتلالهم لجنوب لبنان الذي استمر عقدين من الزمن وانتهى عام 2000.
وتبدو صور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة "فاينانشال تايمز" وكأنها تظهر أضراراً لحقت مؤخراً بالمباني في بلدة شمع، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على أراض في المنطقة.
لكن وسائل الإعلام اللبنانية أفادت بتقدم إسرائيلي نحو بلدة البياضة، التي تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود.
تتمتع بلدة شمع بأهمية دينية لدى المسيحيين والمسلمين الشيعة بفضل ضريح القديس بطرس المعروف أيضاً باسم شمعون الصفا.
وهناك مخاوف من تعرض الضريح لأضرار، حيث أفادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية بتدميره.
وأفاد حزب الله عن وقوع اشتباكات في قرى وبلدات أخرى تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن الحدود، بما في ذلك طلوسة والخيام في الشرق.
Lebanon: Israeli media published a US-drafted ceasefire proposal to end the fighting in Lebanon. The success of the proposal depends fully on Hezbollah’s agreement and cooperation. The proposal does not explicitly require Hezbollah to withdraw from south of the Litani River.… https://t.co/XOrHbG8BGA pic.twitter.com/wGjGYS0wYV
— Institute for the Study of War (@TheStudyofWar) November 1, 2024وواصلت الجماعة المسلحة القوية المدعومة من إيران القتال في الجنوب على الرغم من استهداف قياداتها العليا من خلال الاغتيالات الإسرائيلية المستهدفة، كما أنها لا تزال تطلق الصواريخ على شمال إسرائيل - وإن كان بحجم أقل بكثير، من السابق.
وفي خطاب متلفز هذا الأسبوع، قلل الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أهمية التقدم الإسرائيلي، مؤكداً أن المسلحين يستخدمون تكتيكات المتمردين.
وأضاف نعيم قاسم أن "المقاومة لا تعمل على منع جيش العدو من التقدم، بل تعمل على قتل العدو ومنع استقرار احتلاله".