شرطية ومعلمة وراقصة ومواطنة تصلي.. مواضيع اثارت جدلا واسعا في تركيا
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
في تطورات لافتة شهدتها تركيا يوم السبت الموافق 17 فبراير 2024، أثارت ثلاثة أحداث متفرقة نقاشات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما جعلها تتصدر هاشتاغ اليوم.
الحدث الأول يتعلق بمقطع فيديو انتشر لعراك بين مواطنين في أحد شوارع إسطنبول، حيث بدت شرطية متواجدة بالقرب منهم تكتفي بالمشاهدة والتواصل مع الشرطة عبر هاتفها المحمول، دون التدخل لفض الشجار.
في الحدث الثاني، أثار مقطع فيديو نشرته سيدة تشكو فيه من منعها من الصلاة في مقهى لعدم توفير مكان خاص للعبادة، نقاشًا حول حقوق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في الأماكن العامة. وقد واجهت آراء متباينة بين معارض يرى أن للصلاة أماكن مخصصة ومؤيد يؤكد على أن الإسلام دين يسر يسمح بالصلاة في أي مكان طاهر.
أما الحدث الثالث، فقد تمثل في انتشار مقاطع فيديو لمعلمة بإحدى مدارس قيصري ترقص مع طلابها خلال الطابور المدرسي الصباحي على أنغام الأغاني. هذا السلوك قسم المتابعين إلى فريقين، الأول يشيد بالمعلمة لجعلها البيئة المدرسية أكثر مرحًا وتحفيزًا للطلاب، والآخر ينتقدها معتبرًا أن تشجيع الأطفال على الرقص قد يؤثر سلبًا على تطورهم العقلي ويسهم في ارتفاع المحتوى غير المناسب على منصات مثل “تيك توك”.
المصدر: تركيا الآن
إقرأ أيضاً:
التربية الحديثة في الأعمال الفنية تثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي.. وخبيرة تربوية تقدم مجموعة من النصائح المهمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الآونة الأخيرة، باتت التربية الحديثة مصطلحًا يثير الكثير من الجدل بين فئات المجتمع، حيث انتشرت بعض السلوكيات التي يُطلق عليها "تربية حديثة" والتي تعرضها بعض الأعمال الفنية بشكل يؤدي إلى تشويه مفهومها؛ إذ غالبًا ما يتم تصدير صورة غير دقيقة عن الأساليب التربوية المتطورة، مما قد يُشوّه نظرة المجتمع إليها، ومع تزايد النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي حول ضرورة استخدام العنف والتعنيف في تربية الأطفال، أصبح من المهم الوقوف على حقيقة مفهوم التربية الحديثة، وتوضيح الفارق بينه وبين الأساليب السلبية التي يتم تصويرها في بعض الأعمال الدرامية.
مفهوم التربية الحديثةوفقًا لتقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في عام 2020 بعنوان "لماذا التربية مهمة للأطفال في القرن الـ21"، تهدف التربية الحديثة إلى تحقيق توازن بين الحب والضبط في تعامل الآباء مع أبنائهم، ويسعى هذا الأسلوب لتعليم الأطفال كيفية حل مشكلاتهم وتطوير قدراتهم على اتخاذ القرارات بشكل مستقل، من خلال توفير بيئة داعمة تحترم مشاعرهم وتوجههم بشكل إيجابي.
ضرورة المرونة العاطفية لدى الأطفالفي دراسة أخرى تحمل عنوان ( المرونة العاطفية لدى الأطفال ) نشرت في مجلة Psychology Today في شهر مايو الماضي، ان تطوير المرونة و أن تطوير المرونة العاطفية لدى الأطفال يعتبر من الأسس التي تتبناها التربية الحديثة، حيث تبين أن توفير بيئة داعمة آمنة ومتوازنة يسهم في تنمية الثقة بالنفس لدى الأطفال ويساعدهم على اكتساب آليات صحية للتعامل مع التحديات، كما تشير الدراسة إلى أن تعزيز مرونة الأطفال يتطلب تنمية قدراتهم على اتخاذ القرارات والتكيف مع التغيرات بشكل مستقل، مع التأكيد على أهمية وجود نموذج تعليمي موجه من قبل الآباء لتطوير هذه المهارات.
تطوير أسلوب التعامل مع الطفل بطرق فعالة وغير مؤذيةوفي هذا السياق قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية لـ"البوابة نيوز"، إن التربية الحديثة هي تطوير أسلوب التعامل مع الطفل، وإيجاد الطريقة الانسب في توجيهه و تقويمه، وهذا لا يعنى أن جميع الاساليب التربوية التي تعمل بها الاجيال السابقة خطأ، ولكن يتم إصلاح النقاط الخاطئة منها باستمرار بناءً على نتائج الأبحاث العلمية، مشيرة إلى أنه على سبيل المثال هناك بعض الاسر يتبنوا التدليل المفرط لأبنائهم و البعض الآخر يتبنوا التعنيف الشديد، وفي كلا الحالتين نتائج وخيمة، ولكن الأصلح هو مراقبة الطفل ومعرفة أسلوب التقويم الذي يتماشى مع شخصيته ولا يسبب أي أذى له سواء في الحاضر أو المستقبل، فهناك طفل ان تعرض لعنف بيتم تدميره بالمعنى الحرفي و تدمير العلاقة بينه و بين والديه، بينما أخر ضروري اتباع اسلوب الصرامة للتوجيهه، ولكن دون أحداث اذى له، لأن الهدف تقويمه و تربيه و ليس الانتقام.
أما عن الجدل المثار بين الحين والآخر على صفحات السوشيال ميديا بشأن مفهوم التربية الحديثة أشارت الخبيرة التربوية، إلى أن هناك بعض مؤلفي الأعمال الفنية لا يستسقوا معلوماتهم من المصادر الصحيحة، حيث بما أنهم قرروا أن يذكروا التربية الحديثة في أعمالهم فكان من الضروري أن يتطلعوا على المصادر العلمية ويتناقشوا مع المختصين؛ فبتالي يقوموا ببناء شخصيات واقعية، سواء للطفل أو والديه مع الأسباب والنتائج التي أدت للصورة المعروضة، وليس تصدير مفهوم التربية الحديثة في تطاول الأبناء على الآباء وإبراز دور الأب أو الأم المتفتح بأنه شخص يتغاضى عن الإهانة وعن أخطاء أبناءه بحجة أنه يتبع التربية الحديثة ولا يحب اتباع العنف.