الأعشاب البرية غذاء للأهالي في شمال قطاع غزة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
“نتناول الأعشاب البرية وما تبقى من أعلاف الحيوانات حتى نبقى على قيد الحياة بعد نفاد الطحين والمواد الغذائية منذ فترة طويلة، ورغم العدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل، إلا إننا صامدون ولن يتمكن الاحتلال من كسر إرادتنا”، بهذه الكلمات يصف محمود حمد من أهالي مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة حال عشرات آلاف الفلسطينيين الذين أنهكهم الجوع والعطش.
ويقول حمد لمراسل سانا: أهالي القطاع يعيشون على الأعشاب البرية وقاموا بإعادة طحن أعلاف الحيوانات من أجل سد رمق أطفالهم، لا مواد غذائية ولا طعام للشهر الرابع على التوالي، كثير من الأطفال والنساء وكبار السن ماتوا جوعاً ومرضاً جراء حصار الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، يروي إيهاب البسيوني من شمال القطاع مأساة الأهالي هناك بالقول: نبحث تحت ركام المنازل المدمرة عما تبقى من طعام، الأهالي في شمال القطاع لا يجدون كسرة خبز لأطفالهم، حتى حليب الأطفال نفد منذ أشهر، من لم يمت بقصف الاحتلال قتله الجوع والعطش، والكثير من الأطفال الرضع فارقوا الحياة لعدم توافر الحليب، في ظل مواصلة الاحتلال منع إدخال المساعدات.
وتؤكد وكالة الأونروا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت أكثر من مرة قوافل المساعدات التي كانت في طريقها إلى المحاصرين في شمال القطاع، وأن آخر قافله مساعدات تمكنت الأونروا من إدخالها كانت قبل شهرين.
بدوره، يشير محمد أبو جراد من مدينة بيت لاهيا إلى أن الأهالي في شمال القطاع يعانون مجاعة حقيقية، إذ يقتصر طعامهم على الأعشاب البرية بعد أن دمر الاحتلال الحقول الزراعية خلال العدوان المتواصل لليوم الـ 135، كما يطحنون ما تبقى من الأرز من أجل إطعام أطفالهم الصغار.
سعدي الزعانين أوضح أن الاحتلال دمر كل مقومات الحياة في شمال القطاع وتعمد تدمير الأسواق والمحال التجارية بما فيها من مواد غذائية، من أجل تجويع الأهالي، كما دمر الصيدليات والعيادات والمنازل في مدن بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا بالكامل، فيما المجتمع الدولي يقف متفرجاً على الكارثة الإنسانية.
ووفقاً لتقديرات فلسطينية فإن مئات الآلاف في شمال القطاع، وخاصة في مراكز الإيواء التابعة للأونروا لا يتوافر لهم الغذاء ولا المياه أو الخدمات، في ظل استمرار الاحتلال بمنع إدخال المساعدات ورفضه السماح للمنظمات والمؤسسات الدولية بالدخول إليها.
ولا يتوقف الأمر على شمال القطاع فمدينة غزة تعيش هي الأخرى كارثة إنسانية ومجاعة في ظل مواصلة الاحتلال قصفه الذي دمر معظم مرافق المدينة، كما توقفت آبار المياه بسبب نفاد الوقود منذ أشهر، الأمر الذي يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ المحاصرين والجوعى والعطشى والجرحى والمرضى بفعل الحصار وآلة القتل والتدمير والتهجير الصهيونية.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی شمال القطاع
إقرأ أيضاً:
لليوم الثاني على التوالي.. النازحون الفلسطينيون يواصلون عودتهم إلى شمال غزة
تواصل آلاف العائلات الفلسطينية النازحة، العودة إلى منازلها في شمال قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، في مشهد مهيب يعكس عزمهم على العودة إلى ديارهم بعد أكثر من عامٍ من المعاناة.
وانطلق آلاف النازحين صباح اليوم الثلاثاء، في رحلة العودة إلى شمال قطاع غزة، وفقًا للاتفاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الإسرائيلي، حيث سلك النازحون شارع صلاح الدين بمركباتهم بعد المرور بنقاط التفتيش الدولية، بينما تابع آخرون سيرًا على الأقدام عبر شارع الرشيد، متوجهين نحو محور نتساريم، الذي انسحبت منه قوات العدو، في خطوة أعادت فتح الطريق إلى المناطق الشمالية التي نزحوا عنها سابقًا.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء أمس الاثنين، أن 300 ألف نازح فلسطيني -على الأقل- تمكنوا من العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، بعد نزوحهم قسرا إلى جنوب القطاع بسبب حرب الإبادة الجماعية.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبد الحكيم حنيني، إنّ عودة الفلسطينيين إلى مدنهم ومخيماتهم تحمل دلالات واضحة على فشل مخططات العدو، إضافة إلى انعكاساتها الإيجابية على معنويات أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، الذين يواجهون تصعيدًا كبيرًا في عمليات العدو الوحشية.
وأكد “حنيني” في تصريح، أنّ عودة الأهالي إلى مدنهم ومخيماتهم بعد محاولات الإخلاء القسري تحمل دلالات عظيمة على صمود الشعب وتمسكه بأرضه ومقدساته رغم كل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحقهم.
وأضاف “حنيني” أن مشاهد العودة إلى الشمال يعكس ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، قائلاً: “رغم الإبادة الجماعية، والهدم، والتدمير، لم ينجح الاحتلال في كسر إرادة الفلسطينيين أو تحقيق أهدافه المعلنة من تهجير وإخلاء مدنهم”.
يُشار إلى أنّ حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أجبرت مليوني فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شُح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وكان جيش العدو الإسرائيلي يخطط منذ بداية الحرب على قطاع غزة إلى تهجير الفلسطينيين خاصة أهالي شمال القطاع، مستخدماً في ذلك القوة النارية الشديدة وأوامر الإخلاء القسرية والحصار والتدمير الممنهج؛ لجعل قطاع غزة غير قابلٍ للحياة.