مع اصوات الرصاص وزيارات الدعامة (١)
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
Rasheed132@hotmail.com
الرشيد جعفر على
هذه هي الحرب إن لم تجعلك قتيلا فإنها ستقتلك وجعاً، والما وحسرة وتؤرقك حتى تجعلك كانك تحمل الجبال على راسك فى مواجهة تبعاتها . إنها عزلة تامة عن الراحة ، وبها ستكون في موقف الضعف عديم الحيلة وناقص التدبير، الناس جميعهم في ضل الحروب في مأساة، وهم صورة واضحة للشقاوة والتعاسة والعناء .
إن الحرب محنة الأمم وقبرها، وبها تُدفن وتندثر وتكون هي المعنى وأصل المعنى للبؤس. وهي شبح يطارد الجميع، وكابوس مرير يظهر ويختفي ما بين الفينة والأخرى، وظلام كالح يزداد عتوماً كظلمة الليل. وهو كفيل بأن يشعرنا بأنه من لم يذق الحرب لم يذق حتى الآن معنى المعاناة بأصولها .
ما من ضائقة وفاجعة موغلة فى الالم والحسرة جثت على صدر بلادنا الحبيبة منذ الاستقلال ، او بدايات تكوين مظاهر الدولة السودانية منذ قديم الزمان ، مثل ما جرت أحداث الحرب الجارية الان ، التى أعادت البلاد الى مائة عام إلى الوراء من التدمير الممنهج والمنظم لضرب الدولة السودانية فى مقتل .
فقدت البلاد والمواطن على اثرها ما فقدوا ، حتى المساكن خيم عليها البوس غدت مثل بيوت الأشباح خالية من كل شى جمعه وادخره أهلها طيلة سنى عمرهم الممتده الطويلة من كدح الليالى وعرق السنين الحالكات ، تحت اتهامات وادعاءات فارغة من جنود الدعم بانك منتمى للمنظومة الكيزانية ، التهمة الأولى فى طريق تجريدك من كل ما تملك .
فهل هنالك أقسى واسواء من أن تجد نفسك فجأة بين عشية وضحاها تفترش الارض وتلتحف السماء بلا مأوى تطرد من بيتك عنوة تحت تهديد السلاح لا تعرف الى اين المسير والوجهة ، فقدته كل مدخراتك وعملك وسيارتك أمام اعينك قاب قوسين او أدنى لا تستطيع اخراجها بسبب الضرب الجارى فى منطقتها ، إلى أن تفقدها حتى ملابسك لم يبقى منها شى الا ما على جسدك فقط .
تضرب وينكل بك باسم الكوزنة على الرغم أن قوات الدعم السريع هى صنيعة كيزانية وفق شهادة الميلاد والنشاة أن لم يسمحوا بوجودها ما كان لها أن تظهر على سطح بلادنا الحبيبة فأصبحت المنازل جراء تصرفاتهم وتوجيهاتهم قبلة لكل سارق ومجرم فى مولد عالمى للنهب والسرقة والنصب ، لم يماثله حدث مشابه فى كل حروب العالم القديم والحديث فاقت حتى جرائم التتار والمغول كنت شاهدا على الكثير من صوره الاليمة الموغلة فى الحسرة والتاسف على مظاهر بعيدة عن اخلاق وقيم الشعب السودانى والانكى والأمر انها كانت تمارس وتجرى من ابناء جلدتنا وليس جنود غرباء أتين من الخارج .
فالدموع المحبوسة عند حواف أعين الرجال والنساء والأطفال وانكساراتهم ... لا تستطيع حروف بنت عدنان مهما كانت بلاغتها أن تصفها وتعبر عنها ....ثمة تفاصيل ومواقف واوجاع كثيرة وأشخاص جدد عرفناهم فى الحرب رجال بمعنى الكلمة ومشاعر موغلة فى الالم تنتظر الكتابة والحديث عنها لأنها لم تكن أيام عادية امتدت لسبعة اشهر قضيناها بين رحى الدعم السريع وتحت ضربات الدانات وصوت الرصاص الهادر المكذب لقرب نهاية الحرب .
ظللت طيلة الأربعة شهور الأولى من الحرب بحى جبرة تقاطع البيبسى بالقرب من معسكر الدعم السريع المقابل للمدرسة الذهبية الذى كان عبارة عن مقر وكالة النشاط الطلابى للحركة الإسلامية ، فقبل الحرب لدى إيصال ابنائى لمقر المدرسة المجاور للمبنى كنت يوميا أتعجب واتحسر على السيارات آخر موديل التى يستغلها موظفى النشاط الطلابى الحزبى فى بلد تشتكى جل دور تعليمها من عدم توفر مقاعد الاجلاس والطباشير والأساتذة لاكمال العام الدراسى ؟
لياتى الدعم ويكمل الباقى احتلالا للمبنى بعد سقوط الإنقاذ ليتمدد طولا وعرضا فى المظاهر الباذخة الترف أضيف لها البعد العسكرى من سلاح وذخيرة حتى العربات المدرعة ، وكل مظاهر تحول الموقع إلى منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منه على الرغم من قربه من مدرسة الأطفال فى تراجبديا ماساوية كانت تحكى لوحدها عن ما هو قادم بكل جلاء ووضوح لا يحتاج الى زرقاء اليمامة لتوضحه فاصبح واقعا لحرب شارفت الان على العام قضت على الاخضر واليابس لا يعرف احد موعدا لخاتمتها .
عند اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضى ومنذ اليوم الأول تم إغلاق تقاطع البيبسى من القوة المسيطرة على مبنى النشاط فاصبحنا تحت رحمة ردود افعالهم التى كانت فى مجملها ودوده فى البداية الا فى بعض الهنات مثل إشهار السلاح فى وجهك من بعيد وتوجيهك بالرجوع خوفا من انك جندى تابع للقوات المسلحة .
بعد اسبوع من سيطرة الدعم على التقاطع الذى اصبحنا على اثره فى كماشة أمنية من وجود الدعم جات قوة من سلاح المدرعات قبل إفطار رمضان بربع ساعة بالهجوم على القوة المسيطرة على التقاطع فاصبح منزلنا بين منتصف القوتين ، فمن شدة تبادل إطلاق النار المتبادلة بين الطرفين والضرب الممتد لحوالى أربعين دقيقة اخذنا الساتر ومعى افراد الأسرة الكبيرة والصغيرة ولأول مرة أشاهد الرعب والخوف فى عيون ابنائى الصغار خاصتهم الصغير ساجد ، فدخلنا فى ممر صغير منتصف البيت تفاديا من قدوم اى طلقات نارية مرتمين على الارض فى توتر وقلق عجيب اثاره شدة اصوات النيران المنطلقة من سطح المبنى المجاور لمنزلنا .
وعلى ما اذكر بعد انتهاء الضرب تناولنا افطارنا الرمضانى بعد قرابة الساعة من موعد الاذان لعدم المقدرة على التحرك ولمظاهر الرعب التى اعترت الجميع .
بعد صمت اصوات الرصاص على اثر هروب جنود الدعم وهزيمتهم بالموقع خرجنا إلى الموقع الخالى من اى حراسة عسكرية للجيش نتج على اثرها اخذ المواطنين السلاح والذخيرة الكثيفة ، والسيارات المتواجدة وكل اثاثاته لم ينجو من ذلك حتى الابواب والشباببك واغطية المنهولات حتى العربات العسكرية المدرعة كانت عرضة للفك والنهب لاجزائها واسبيراتها التى كان اولى بها الجيش الذى لم يعاود الرجوع الا بعد ثلاثة أيام . فأصبحت المنطقة سوق لبيع السلاح الماخوذ من المقر ومن مركز الشرطة جنوب التقاطع فى غياب باكر جدا لكل مكونات الدولة ومنظوتها الأمنية .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أعضاء في الكونغرس يعملون على حظر مبيعات الأسلحة للإمارات.. ما فرص نجاحه؟
منع الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي غريغوري ميكس، مبيعات الأسلحة لدولة الإمارات، التي تعد شريكا رئيسيا في الشرق الأوسط، بسبب دورها المزعوم في الحرب الأهلية الجارية حاليا في السودان.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن هذا المنع "تم بهدوء منذ أواخر العام الماضي"، إلا أن ميكس يخطط للكشف عن ذلك بشكل علني عندما يقدم مشروع قانون لـ"اتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يغذون الحرب في السودان".
وأوضحت الصحيفة أن "الإمارات اتُهمت على نطاق واسع من قبل جماعات حقوق الإنسان ومراقبي الصراع الخارجيين بتسليح وتمويل مليشيا متهمة بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب في السودان سرا".
ويستطيع أي من كبار المشرعين الأربعة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب فرض حظر على مبيعات الأسلحة، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان حظر ميكس قد منع بنشاط أي عمليات نقل أسلحة إلى أبو ظبي حتى الآن.
ومن غير الواضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيلتزم بمثل هذا الحظر، ففي الشهر الماضي، أعلن عن بيع أسلحة بقيمة 7.4 مليار دولار لـ"إسرائيل" على الرغم من طلب ميكس إيقاف البيع مؤقتًا حتى يتلقى مزيدا من المعلومات، وهو ما مثّل سابقة بشأن مراجعات الكونغرس لمبيعات الأسلحة الكبرى.
وأسفرت الحرب الأهلية التي استمرت قرابة العامين في السودان عن مقتل ما يقدر بنحو 150 ألف شخص وتركت حوالي 30 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية وطبية. واتهمت الولايات المتحدة كلا الطرفين المتحاربين، الجيش السوداني ومليشيا قوات الدعم السريع، بارتكاب جرائم حرب وفظائع.
وقبل وقت قصير من مغادرة الرئيس جو بايدن منصبه، قررت إدارته أن قوات الدعم السريع كانت ترتكب إبادة جماعية واتهمت القوات المسلحة السودانية باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وأكدت الصحيفة أن "الحرب الأهلية في السودان أصبحت بمثابة حاضنة للقوى بالوكالة التي تتنافس على النفوذ، حيث تُتهم الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، بينما تتلقى القوات المسلحة السودانية الدعم من مصر والسعودية وإيران".
وذكرت أن "مشروع قانون ميكس يهدف إلى دفع الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراع في السودان".
ونقلت عن ثلاثة مساعدين في الكونغرس مطلعين على الخطة تأكديهم أن هذا "يشمل منع نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى أي دولة تسلح أي من الجانبين في الحرب، كما أن مشروع القانون الذي يحمل عنوان "قانون المشاركة الأمريكية في السلام السوداني"، يحمل خططًا لتعزيز العقوبات على الأطراف المتحاربة ويخصص التمويل لمبعوث خاص للسودان".
وبيّنت أن الطريق إلى أن يصبح مشروع قانون ميكس قانونا غير مؤكد؛ نظرا لسيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ، وحتى الآن لم تقل الإدارة الجديدة الكثير عن نهجها تجاه الحرب الأهلية في السودان.
ودعم الجمهوريون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب قرارات ومشاريع قوانين تدين الحرب في السودان في الماضي، لكنهم لم يقدموا أي تشريع مهم بشأن الصراع منذ تولي ترامب منصبه.
ونهاية الأسبوع الماضي، رفعت الحكومة السودانية دعوى أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، متهمة الإمارات بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بسبب دعمها لقوات الدعم السريع.
ورد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، على الاتهامات قائلا: "يجب أن تكون أولوية السودان وقف إطلاق النار في هذه الحرب السخيفة والمدمرة ومعالجة الكارثة الإنسانية الهائلة"، مضيفا أن القوات المسلحة السودانية كانت بدلاً من ذلك تجري "مناورات إعلامية ضعيفة لتبرير رفضها للسلام والمسار السياسي".
يذكر أن مشروع ميكس ليس الوحيد الذي يفحص دور الإمارات في الحرب الأهلية في السودان، نظرا لأن السيناتور كريس فان هولين، والنائبة سارة جاكوبس يعملان على تقديم تشريع منفصل خاص بهما بشأن هذه المسألة خلال الأسبوع الجاري.
وعلى عكس مشروع قانون ميكس، الذي يدعو إلى منع مبيعات الأسلحة لأي دولة متورطة في الصراع، فإن مشروع قانون فان هولين وجاكوبس يدعو صراحة إلى منع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات بسبب دعمها لقوات الدعم السريع.
وفي الأيام الأخيرة من ولايته، قال فان هولين وجاكوبس إن مسؤولي إدارة بايدن أكدوا لهما أن الإمارات كانت تزود المجموعة بالأسلحة، في تناقض مباشر مع التأكيدات التي قدمتها لواشنطن.
وقال جاكوبس: "بينما الإمارات العربية المتحدة شريك مهم في الشرق الأوسط، لا ينبغي لأمريكا أن تزود أي دولة تستفيد من فظائع قوات الدعم السريع بالأسلحة".
قرار رفض
وبخلاف عملية مراجعة مبيعات الأسلحة من قبل قادة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قال فان هولين في مقابلة إنه ينوي اتخاذ خطوة أخرى لمنع المبيعات، ستكون بتقديم قرار مشترك بالرفض، وهي وسيلة تشريعية يمكنها تجاوز قادة مجلس الشيوخ للحصول على تصويت تلقائي، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يمر في ظل أغلبية جمهورية.
ولم يسبق لأي قرار رفض أن يُمرر في مجلس النواب والشيوخ وينجو من الفيتو الرئاسي، وقد أدت مثل هذه القرارات في بعض الأحيان إلى مناقشات ساخنة سلطت الضوء على مخاوف حقوق الإنسان واستياء المشرعين من مبيعات الأسلحة.
ولطالما كانت الإمارات مشتريا رئيسيا للأسلحة الأمريكية. ففي أكتوبر، أعلنت إدارة بايدن، على سبيل المثال، أنها وافقت على بيع محتمل لذخائر "GMLRS" و"ATACMS"، والدعم المرتبط بها، مقابل 1.2 مليار دولار.
وتصنع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية صواريخ نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (LMT.N)، مع إنتاج محرك الصواريخ الذي يعمل بالوقود الصلب للنظام، إضافة لتصنيعها أيضا صواريخ "ATACMS" طويلة المدى.
وتسعى القرارات والتحركات الحالية في الكونغرس حديثًا لوقف عمليات البيع هذه بالتحديد.
ويذكر أن الرئيس السابق جو بايدن، اعترف هذا العام بالإمارات كشريك دفاعي رئيسي، وتستضيف الدولة الخليجية قاعدة الظفرة الجوية التي تضم طائرات عسكرية أمريكية وآلاف الأفراد الأمريكيين.
واتهم جيش السودان الإمارات العربية المتحدة بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع في حرب السودان التي استمرت 17 شهرًا. وتنفي الدولة الخليجية هذه المزاعم. ووصف مراقبو عقوبات الأمم المتحدة الاتهامات بأن الإمارات العربية المتحدة قدمت دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع بأنها ذات مصداقية.
ونفت الإمارات ضلوعها في الدعم العسكري لأي من الأحزاب المتنافسة في السودان.
اندلعت الحرب في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الانتقال إلى انتخابات حرة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وقالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص - نصف سكان السودان - بحاجة إلى المساعدة، والمجاعة تلوح في الأفق وفر حوالي 8 ملايين شخص من منازلهم.
وقالت جاكوبس، التي التقت اللاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد هذا العام، في بيان: "الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكبر الجهات الخارجية التي تغذي العنف في السودان، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة على وشك بيع أسلحة أخرى لها بقيمة 1.2 مليار دولار قد تنتهي في أيدي قوات الدعم السريع".