خبير مصري: عيد الربيع نتاج حضاري وثقافي صيني يعزز التعايش السلمي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أكد الخبير بالشأن الصيني والمستشار الإعلامي السابق في سفارة مصر في بكين أحمد سلام، أن عيد الربيع في الصين هو نتاج حضاري وثقافي صيني من شأنه أن يعزز التعايش السلمي ويدعم مبادرة الحضارة العالمية.
وقال سلام إن عيد الربيع، الذي يعرف أيضا بـ "عيد لم شمل الأسرة"، حيث تجتمع العائلات والأصدقاء، وتزين جميع الأراضي الصينية وبقع عديدة في كافة دول العالم باللون الأحمر والفوانيس والإضاءات، يعد من أهم الاحتفالات التقليدية الصينية ويدخل في صلب الثقافة والحضارة الصينية العريقة.
وأشار إلى تنوع أشكال وطرق احتفال الصينيين بعيد الربيع، حيث ينتشر اللون الأحمر في كل مكان، في ديكورات البيوت واللافتات والفوانيس والملابس، فهو كالألعاب النارية يُخيف الوحوش وفق ما يعتقد الصينيون.
كما يقطع ملايين الصينيين آلاف الأميال للعودة إلى ذويهم في كافة المقاطعات للاحتفال مع الأقارب والأهل، وقبل بداية العام بفترة قليلة يحرصون على تنظيف منازلهم للتخلص من أي حظ سيئ، حسب سلام.
وتابع أنه مع ازدياد القوة الناعمة والصلبة للصين وما حققته من إنجازات هائلة، خاصة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدراج عيد الربيع الصيني أو العام القمري الجديد ضمن قائمة الأعياد الرسمية في الأمم المتحدة.
وفي 22 ديسمبر عام 2023 أُدرج العام القمري الجديد أو عيد الربيع رسميا كعطلة عائمة للأمم المتحدة في جدول مؤتمرات واجتماعات المنظمة الأممية بدءا من عام 2024.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار تم تبنيه دون تصويت بأهمية العام القمري الجديد، الذي يُحتفل به في العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ودعت أجهزة المنظمة العالمية في المقر الرئيسي ومقرات العمل الأخرى إلى تجنب عقد الاجتماعات في العام القمري الجديد.
وتعتبر الأمم المتحدة الأعياد التي يُحتفل بها عالميا عطلات عائمة، وتمتنع عن تحديد مواعيد الاجتماعات في مثل هذه المناسبات.
وتدرج العديد من الدول عيد الربيع كعيد وطني، وتحتفل نحو خمس البشرية بهذا العيد بطرق مختلفة.
واعتبر الخبير المصري أن القرار الأممي خطوة تجسد التقدير العالمي لتراث الشعوب وتثمين للحضارة والثقافة الصينية، التي باتت جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي العالمي، ويعكس الأثر العميق للتقاليد الصينية على مستوى العالم.
وأشار إلى أن عام 2024 هو العام الأول الذي يتشارك فيه الصينيون والأمم المتحدة الاحتفال بعيد الربيع، الذي يحوي مفاهيم ثقافية صينية متنوعة مثل السلام والوئام والتناغم وغيرها، كما أنه يحمل قيما عالمية مشتركة لجميع البشر، منها اللقاءات والتجمعات الأسرية وتناغم الإنسان مع الطبيعة.
وأثنى سلام على جهود الصين لتحويل عيد الربيع إلى عطلة في الأمم المتحدة سعيا إلى اتخاذ إجراءات عملية لتحقيق مبادرة الحضارة العالمية وتعزيز احترام تنوع الحضارات العالمية.
ولفت في هذا السياق إلى أن "مبادرة الحضارة العالمية" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج في مارس 2023 وتهدف إلى استرداد مفاهيم التعايش السلمي ومنع الحروب وتخفيف التوتر العالمي الحالي، هي مبادرة للسلم ونداء ضد الحرب ودعوة للتعايش والتعاون بين كافة الأمم مستدعية تاريخ التسامح الطويل بين الحضارات القديمة.
كما أنها تنادي باحترام تنوع الحضارات في العالم، والالتزام بالمساواة والمنفعة المشتركة والتحاور والتسامح وتجاوز الفوارق والصراعات بين الحضارات، والاهتمام بتوارث الحضارات وإبداعها وتكريس القيمة العصرية لتاريخ وحضارة كافة الدول وثقافاتها بشكل كامل، وفق سلام.
وأردف قائلا إن المبادرة تدعو أيضا إلى تعزيز التواصل والتعاون الدوليين في المجال الإنساني والثقافي، والتباحث في بناء شبكة التعاون للحوار بين حضارات العالم، وإثراء مقومات التواصل وتوسيع قنوات التعاون وتعزيز التعارف والتقارب بين شعوب العالم، بما يدفع بتطور الحضارة البشرية وتقدمها.
وشدد الخبير المصري في الشأن الصيني على ضرورة احترام الجميع للتنوع الثقافي والحضاري الإنساني، وأن يعمل المجتمع الدولي بكل جهد على إحيائه والاحتفاء به في كل أرجاء العالم، وأن يشارك العالم، ومن ضمنه مصر، الصينيين احتفالهم بعيد الربيع على المستويين الرسمي والشعبي، ما يعكس نمطا فريدا من التمازج والتعايش الحضاري والتبادل الإنساني بين الشعب الصيني وشعوب العالم أجمع، وهو ما بدأ بالفعل في الكثير من دول العالم المختلفة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر الصين بكين شعوب العالم سفارة مؤتمر الحضارة التعايش الصينيين صينية صينيون الأمم المتحدة عید الربیع
إقرأ أيضاً:
جوتيريش عن التعهدات المالية بـ اتفاق باكو للمناخ: لا تلبي الطموح الأممي المنشود
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الاتفاق الذي انتهى إليه مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 29) لا يلبي الطموح المنشود، إذ تعهدت الدول الغنية باستثمار 300 مليار دولار على الأقل سنويا لمكافحة تغير المناخ، مشيرا إلى أنه كان يأمل في أن يخرج المؤتمر باتفاق أكثر طموحا، يرتقي إلى نطاق التحدي الذي نواجهه".. غير أنه رأى أن هذا الاتفاق يوفر أساسا للبناء عليه.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، وصفت الدول النامية، التي كانت تسعى للتوصل إلى اتفاق يتضمن تمويلا بأكثر من تريليون دولار، الاتفاق بأنه إهانة وفشل في توفير الدعم الضروري الذي تحتاجه لمحاربة أزمة المناخ.
وقد اتفقت الدول - أيضا - على القواعد التي ستحكم سوق الكربون المدعوم من الأمم المتحدة، والذي سيسهل تبادل اعتمادات الكربون لتحفيز الدول على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في المشاريع الصديقة للمناخ.
وأشار جوتيريش إلى أن المؤتمر عُقد في نهاية عام قاس شهد أرقاما قياسية في درجات الحرارة وكوارث مناخية فيما يتواصل انبعاث غازات الاحتباس الحراري.. وقال إن الدول النامية الغارقة في الديون التي ضربتها الكوارث وتخلفت عن ثورة الطاقة المتجددة، في حاجة ماسة للتمويل.
وشدد على ضرورة الوفاء - بشكل كامل وفي الوقت المحدد - بالاتفاق الذي توصل إليه المؤتمر. وقال: التعهدات يجب أن تتحول بسرعة إلى أموال. يتعين أن تجتمع الدول معا لضمان تحقيق الحد الأقصى لهذا الهدف الجديد.
وأضاف أن (كوب 29) يبني على التقدم المحرز العام الماضي بشأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعجيل التحول في مجال الطاقة، كما توصل إلى اتفاق بشأن أسواق الكربون.
وأقر جوتيريش بأن المفاوضات - التي جرت في المؤتمر - كانت معقدة في ظل مشهد جيوسياسي غير واضح ومنقسم. وناشد الحكومات أن تنظر إلى هذا الاتفاق باعتباره أساسا وأن تبني عليه.
وأكد ضرورة أن تقدم البلدان، خطط عمل مناخية وطنية جديدة على مستوى الاقتصاد تتوافق مع حد ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة، قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين العام المقبل، مشددا على ضرورة أن تتولى مجموعة العشرين، التي تمثل أكبر الدول المسببة للانبعاثات، زمام القيادة.
وقال إن هذه الخطط الجديدة يجب أن تغطي جميع الانبعاثات والاقتصاد بأكمله، وتُعجل بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتسهم في أهداف التحول في مجال الطاقة المتفق عليها في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين والاستفادة من فوائد الطاقة المتجددة الرخيصة والنظيفة.
وتابع: "إن نهاية عصر الوقود الأحفوري حتمية اقتصادية. يجب أن تعمل الخطط الوطنية الجديدة على تسريع التحول، والمساعدة في ضمان أن يتحقق ذلك بعدالة".
كما شدد جوتيريش على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة للوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في مـيثاق المستقبل. خاصة فيما يتعلق بالعمل الفعال بشأن الديون وزيادة التمويل الميسر وقدرة الإقراض للبنوك الإنمائية متعددة الأطراف بشكل كبير.
ووجه الأمين العام حديثه إلى المندوبين والشباب وممثلي المجتمع المدني - الذين جاءوا إلى باكو لدفع أطراف الاتفاقية - إلى تحقيق أقصى قدر من الطموح والعدالة، وقال لهم: استمروا في العمل. الأمم المتحدة معكم. وكفاحنا مستمر. ولن نستسلم أبدا.
اقرأ أيضاًجوتيريش يعرب عن قلقه البالغ من إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا
جوتيريش: التعاون بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة ركن أساسي للعلاقات الدولية
«جوتيريش» يدعو للاعتراف بدور الشباب لتشكيل مستقبل المناطق الحضرية في اليوم العالمي للمدن