واشنطن تلوح بـ"الفيتو" ضد مشروع قرار أممي حول غزة قدمته الجزائر
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أعلنت الولايات المتحدة، الأحد، أنه "لن يتم اعتماد" مشروع قرار جزائري لوقف إطلاق النار في غزة في حال طرحه للتصويت أمام مجلس الأمن بصيغته الحالية، في تلميح إلى أنها ستصدر "فيتو" ضد القرار.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، في بيان نُشر على الموقع الرسمي للبعثة، إن الولايات المتحدة تعمل منذ أشهر على "التوصل إلى حل مستدام للصراع في غزة بحيث يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبًا إلى جنب".
وأضافت: "وفي محاولة للبناء نحو هذا المستقبل، تعمل الولايات المتحدة على صفقة رهائن بين إسرائيل وحماس، من شأنها أن تجلب فترة هدوء فورية ومستدامة إلى غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل، تمنحنا الوقت للقيام بالخطوات اللازمة لبناء سلام أكثر استدامة".
وأشارت إلى أن "الرئيس (الأمريكي جو) بايدن أجرى عدة مكالمات الأسبوع الماضي، مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، وقادة مصر وقطر، لدفع هذه الصفقة إلى الأمام. وعلى الرغم من استمرار وجود فجوات، إلا أن العناصر الأساسية مطروحة على الطاولة".
ورأت ممثلة واشنطن أن الصفقة التي تعمل عليها بلادها "تمثل أفضل فرصة لجمع شمل جميع الرهائن مع عائلاتهم، وتمكين وقف طويل الأمد للقتال، مما سيسمح بوصول المزيد من الغذاء والمياه والوقود والأدوية وغيرها من الضروريات المنقذة للحياة إلى الفلسطينيين المدنيين الذين هم في أمسّ الحاجة إليها".
وحول الموقف الأمريكي من المقترح الجزائري قالت توماس-غرينفيلد إن المقترح "لن يحقق هذه النتائج، بل قد يتعارض معها، وقد أبلغنا هذا القلق مرارًا وتكرارا لزملائنا في المجلس".
وتابعت: "لهذا السبب، فإن الولايات المتحدة لا تؤيد اتخاذ إجراء بشأن مشروع القرار هذا، وإذا طُرح للتصويت بصيغته الحالية، فلن يتم اعتماده".
وأكدت أن "على مجلس الأمن الالتزام بضمان أن يؤدي أي إجراء يتخذه في الأيام المقبلة إلى زيادة الضغط على حماس لحملها على قبول الاقتراح المطروح على الطاولة".
كما أشارت أن المجهود الأممي يجب أن يقضي "بمواصلة الضغط لتنفيذ الأحكام التي تدعو إلى توسيع نطاق المساعدات (لغزة)، وإعادة إعمار غزة، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ووقف إطلاق النار، وتحذير واضح من التهجير القسري للمدنيين".
وشددت على أن "الولايات المتحدة ستواصل الانخراط في الجهود الدبلوماسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق الرهائن، وستكون صريحة مع القادة الإسرائيليين والإقليميين فيما يتعلق بتوقعاتنا بشأن حماية أكثر من مليون مدني في رفح".
ولفتت إلى ضرورة أن "تمنح الأطراف الأخرى هذه العملية أفضل احتمالات النجاح، بدلا من تعريض التدابير التي تعرضها وفرصة التوصل إلى حل دائم للأعمال العدائية، للخطر".
في المقابل، أفادت وسائل إعلام دولية نقلا عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة لم يُكشف عنها، بأن المشروع الجزائري سيعرض للتصويت عليه الثلاثاء المقبل.
ومطلع فبراير/ شباط الجاري، ذكرت مصادر دبلوماسية أمريكية للأناضول، أن الجزائر وزعت مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن، يدعو إلى "وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية"، استنادا إلى قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، والذي يلزم إسرائيل بتدابير الاتفاقية الدولية لمنع ارتكاب الإبادة الجماعية، وضمان حق الفلسطينيين في الحماية.
كما يجدد المشروع "رفض التهجير القسري للفلسطينيين المدنيين، بما في ذلك الأطفال، باعتبار ذلك مخالفا للقانون الدولي الإنساني"، وفق المصادر ذاتها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل أمام العدل الدولية بتهمة "جرائم إبادة" للمرة الأولى منذ تأسيسها رغم تاريخها الحافل بالحروب خاصة على غزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تحولات في الموقف الإيراني تجاه واشنطن.. تصريحات خامنئي تثير الجدل حول إمكانية "عقد صفقة" مع الولايات المتحدة.. وردود فعل غاضبة من التيار المتشدد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشار السياسي المحافظ البارز محمد مهاجري إلى أن التصريحات الأخيرة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بشأن "عقد صفقة" مع الولايات المتحدة قد تعكس تحولًا في نهج طهران في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها.
ورغم ذلك، أوضح مهاجري، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة "كيهان" المتشددة، أن هذه التصريحات من المرجح أن تثير ردود فعل غاضبة من التيار المتشدد ومن المتحفظين على أي تقارب محتمل مع واشنطن.
وفي مقابلة مع موقع "جماران" الإخباري، المرتبط بالرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي من التيار الإصلاحي، أشار مهاجري إلى أن استخدام خامنئي لمصطلح "عقد صفقة" قد يعني فتح المجال أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وأضاف أن هذا التلميح قد يكون دعمًا لجهود الرئيس مسعود پزشكيان الساعية إلى تخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.
وقال مهاجري: "لن يكون الأمر سهلًا، وسيستغرق وقتًا، لكن هذا التصريح قد يكون بداية لاستراتيجية جديدة."
وكان مهاجري يشير إلى خطاب خامنئي في 28 يناير، حيث قال المرشد الأعلى: "وراء الابتسامات الدبلوماسية، هناك دائمًا عداءات وأحقاد خفية وشريرة. يجب أن نفتح أعيننا ونتوخى الحذر مع من نتعامل ونتاجر ونتحدث." وأضاف خامنئي: "عندما يعرف الشخص خصمه، قد يعقد صفقة، لكنه يعرف ما الذي يفعله."
وألقى خامنئي هذه التصريحات أثناء جلوسه بجانب الرئيس پزشكيان، الذي كان قد أبدى علنًا انفتاح طهران على إجراء محادثات.
وقد فسرت وسائل الإعلام تصريحات المرشد الأعلى على أنها "ضوء أخضر" لبدء المفاوضات.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت تصريحات خامنئي تشير إلى موافقته على بدء المحادثات، قال مهاجري: "لا أحبذ استخدام هذا التعبير، لكنني أعتقد أن هذه التصريحات تعكس استراتيجية جديدة."
وأضاف: "كان من اللافت أنه بينما كان المتشددون يتوقعون من خامنئي أن يؤيد مواقفهم، لم يعبر عن أي معارضة للمفاوضات، لكنه حذر المسؤولين من خداع العدو."
وأشار مهاجري إلى أن تصريحات خامنئي أثارت غضب التيار المتشدد، مضيفًا أنهم قد يلتزمون الصمت في الوقت الحالي، لكنهم سيجدون قريبًا ذريعة جديدة لمهاجمة الحكومة.
وقال: "قبل وقت طويل، ستجدهم يهاجمون قضايا أخرى." كما حذر من أن المتشددين قد يستهدفون المفاوضين، بمن فيهم وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي من المقرر أن يقود المحادثات.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعرض وزير الخارجية السابق والمستشار الحالي للرئيس پزشكيان، محمد جواد ظريف، لهجمات متزايدة من المتشددين، الذين اتهموه بتقديم اقتراح لإجراء مفاوضات مع إدارة ترامب.
لكن ظريف نفى هذه المزاعم، قائلًا لموقع "جماران": "لم نقدم أي اقتراح. لقد قمنا فقط بالرد على اقتراحهم بالتفاعل."
وفي حين أن وسائل الإعلام المحسوبة على التيار الإصلاحي دافعت بشدة عن ظريف، فإن بعض المحللين في طهران يرون أن موقفه داخل الحكومة ليس بالقوة التي يتم تصويرها.
وفي السياق ذاته، علق عدد من الشخصيات المحافظة في إيران، بمن فيهم رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السابق ووزير السياحة عزت الله ضرغامي، على الدعوات الأخيرة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
وكان ضرغامي قد صرح سابقًا لوسائل إعلام إيرانية بأن مثل هذه المقترحات تسببت في "حالة استقطاب ثنائية" داخل البلاد، لكنه كتب في منشور على منصة "إكس" بعد تصريحات خامنئي: "الإجراء الذكي الذي اتخذه القائد أنهى حالة الاستقطاب بين مؤيدي ومعارضي التفاوض مع الولايات المتحدة."