يتعرض مجتمع كبير من الناس، يعيشون في مساحة صغيرة، للقتل الجماعي بواسطة جميع أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، وعند النظر إلى الأحداث المأساوية في قطاع غزة، يمكن وصفها بأنها تشبه المحرقة الكبرى المعروفة بـ "الهولوكوست"، إنها جريمة بشعة تعد واحدة من أسوأ الجرائم التي ارتكبت في العصر الحديث، والمروع في الأمر أن الجهة المتهمة بارتكاب الهولوكوست، ألمانيا النازية، هي نفسها التي يتهمها الآن البعض بممارسة أعمال مماثلة ضد الفلسطينيين في غزة.

المطالبات اليهودية المادية ضد ألمانيا

في 10 يونيو 2021، أعلنت منظمة "مؤتمر المطالبات اليهودية المادية ضد ألمانيا" أنها تمكنت من الحصول على 767 مليون دولار إضافية كتعويضات لضحايا الهولوكوست. وتهدف هذه المنظمة إلى تحقيق العدالة المادية للضحايا والناجين من الهولوكوست، وتقدر إجمالي التعويضات التي دفعتها الحكومة الألمانية خلال 70 عامًا بأكثر من 90 مليار دولار.

الهولوكوست هو حدث تاريخي وقع خلال الحرب العالمية الثانية، حيث نفذت الحكومة النازية بقيادة أدولف هتلر محاولة للقضاء على اليهود في أوروبا، وقد تسبب في مقتل ملايين الأشخاص بطرق وحشية، بما في ذلك الإعدامات الجماعية والعمل القسري والأبحاث الطبية الوحشية، ولا يجوز استخدام مصطلح الهولوكوست بخفة أو تجاهل لأحداثه الفظيعة والمأساوية.


هل هناك جهود لتعويض ضحايا الأحداث المأساوية في غزة؟

حتى اليوم لم يتم تحقيق تعويضات شاملة لضحايا الأحداث المأساوية في غزة، على الرغم من أن هناك جهود دولية ومنظمات حقوقية تعمل على توفير المساعدة الإنسانية والدعم للفلسطينيين في غزة، إلا أن تعويضات رسمية للضحايا لم تتم بعد.

تاريخيًا، تم تحقيق تعويضات لبعض ضحايا النزاعات في الشرق الأوسط، مثل تعويضات لناجين من الهولوكوست وذويهم من قبل ألمانيا وبعض الدول الأخرى، ومع ذلك، فإن التعويضات في حالة النزاعات الحالية معقدة وتتطلب توافقًا سياسيًا وجهود دبلوماسية من قبل الدول المعنية.

ينبغي أن يكون هناك تركيز على تحقيق العدالة والمصالحة، بالإضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية الملحة للفلسطينيين في غزة، وتحقيق التعويضات الشاملة قد يتطلب إجراء تحقيقات دولية مستقلة لتحديد المسؤوليات والتعويض على أساس الظروف القانونية والإنسانية.

 

يحصل اليهود على تعويضات ضخمة من ألمانيا نتيجة للمحرقة التي نفذتها ألمانيا النازية بقيادة هتلر في الثلاثينيات، حيث بلغت هذه التعويضات مبالغ تمثل ميزانيات دول كاملة، يستمر اليهود في الحصول على تعويضات من السلطات الألمانية، والتي تعد تجسيدًا للأضرار التي لحقت بهم نتيجة لجريمة لم تكن بتنفيذ السلطات الحالية.

تتضارب الإحصائيات حول عدد ضحايا المحرقة، حيث يزعم اليهود مقتل 6 ملايين خلال الحرب العالمية الثانية، بينما يرى بعض الصحفيين والمؤرخين الغربيين أن العدد لا يتجاوز 775 ألف يهودي.

يظهر الباحث الأمريكي "فريد آرثر" وجود تضارب في ادعاءات المحرقة، مشيرًا إلى وجود غرف لمعالجة اليهود المصابين بالأوبئة.

بعد الحرب العالمية الثانية، نجح اليهود في الحصول على تعويضات ضخمة من ألمانيا والنمسا، وذلك بناءً على اتفاقيات تعويض تم التوقيع عليها، حيث اعترفت ألمانيا بالمسؤولية الكاملة عن الإبادة الجماعية ووافقت على تعويض الناجين ودفع مبالغ مالية لإسرائيل باعتبارها وريث ضحايا الهولوكوست.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة الهولوكوست الحرب العالمية الثانية ألمانيا النازية الحرب العالمية هولوكوست فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.

وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.

وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.

ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.

وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.

والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.


تأسيس المنظمة

يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.

وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.

ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.


التخلص من الفلسطينيين

تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.

ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.

ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.

وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.

وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.

كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.

السيطرة على الجيش

كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.

وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.

وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.

مناطق التواجد

تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.

مقالات مشابهة

  • ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
  • عشرات المتطرفين اليهود يحاولون مهاجمة قائد عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية
  • رد فعل زوجة محمد رحيم على وفاته المفاجئة.. "شاهد" ماذا فعلت؟ (فيديو)
  • زوجة محمد رحيم تعبر عن حزنها لوفاته.. ماذا فعلت؟
  • حقوقيون: مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة الدولية
  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب
  • بوريل: “الهولوكوست” خطأ أوروبي لا يتوجب أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه