كيف يؤثر غياب التقدير بين الزوجين على علاقتهما؟ وما سبل الإصلاح؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
يحتاج الإنسان بطبيعته إلى الشعور باهتمام شريك حياته واحترامه وتقديره، في حين يتسبب غياب هذا الشعور -سواء لدى الزوج أو الزوجة- بمشاكل كبيرة في العلاقة.
فعندما يتجاهل شريك احتياجاتك، ولا يمنحك التقدير الذي تستحقه، ويصبح غير متاح عاطفيا، حينها لا بد أن تبحث عمن يساعدك في إنقاذ العلاقة قبل وصولها إلى طريق مسدود.
يرى الأخصائي النفسي الدكتور أشرف الصالحي أن "التقدير حاجة إنسانية أساسية. ومن أسس العلاقة والزواج الناجح التقديرُ والاحترام المتبادل بين الطرفين، ولا يمكن أن تنجح العلاقة دونهما. أما العلاقة المبنية على التقليل من شأن الطرف الآخر وعدم تقديره واحترامه، فتؤدي إلى بناء أسرة مفككة وغير مستقرة نفسيا".
ويتابع أن "العلاقة الزوجية السليمة تكون مبنية على التقدير والاحترام والمودة والتبادل والتفاهم. فالتقدير بين الزوجين له أهمية كبيرة لنجاح الزواج واستمراره، ولبناء علاقة زوجية قوية، والشعور بالرضا مع الطرف الآخر والقبول والاستقرار، والاهتمام المتبادل بين الطرفين".
ويشدد الطبيب النفسي على ضرورة معاملة شريك الحياة بالطريقة التى يحب أن يُعَامَل بها، "ومناداته بأحب الألفاظ والألقاب، مما من شأنه أن يمنح الزوجين القدرة على مواجهة وحل مشكلاتهما بسهولة باستخدام أساليب الحوار والنقاش وتقبل الرأي الآخر، وبناء أسرة قوية مترابطة يسود فيها التقدير والاحترام وينعكس على تعامل أفرادها مع الناس خارج البيت".
في المقابل، يبيّن الصالحي -في حديثه للجزيرة نت- أن غياب التقدير والاحترام بين الزوجين يترك آثارا سلبية تؤثر على العلاقة وعلى الحالة النفسية للزوجين، "وتتسبب في خفض الثقة بالنفس بشكل كبير، فيؤدي إلى عدم احترام الآخر والتقليل منه، واستخدام الألفاظ السيئة والإهانات، والعنف بأشكاله المختلفة منه النفسي أو الجسدي أو اللفظي".
التقدير اللفظي والسلوكيمن جانبه، يقول المستشار الأسري الدكتور أحمد عبد الله "نلحظ في جلسات التوعية الزوجية التي نجريها للشركاء الذين يمرون بعقبات أن أصل الكثير من الخلافات يعود إلى غياب التقدير".
ويعرّف التقدير بأنه "ردة الفعل الكلامية أو الإيمائية أو النفسية الإيجابية على ممارسات الشريك، وهو أمرٌ يغيب في كثير من الأحيان سواءً بشكل متعمّد أو غير متعمد. ومن المعروف أن الناس يحبون أن يشعروا بأثرهم الإيجابي في حياة الآخرين".
ويكمل "لهذا جاء الشكر اللفظي والسلوكي كواحد من مظاهر التقدير بين الناس، وفي حياة الزوجين تصبح الحاجة للتقدير أعلى، كون العلاقة تتمتع بالكثير من الخصوصيات والاستمرارية وتداخل الأدوار والحقوق والواجبات".
ويشدد المستشار عبد الله على أن التقدير يحتل مرتبة عالية جدا لدى البعض، "ممن يشعرون باستحالة استمرار العلاقة دونه. يمكن لغياب التقدير يتسبب في أشكال متعددة من السلوكيات الخاطئة بين الزوجين، بل حتى بين الإنسان ونفسه. إذ أشارت العديد من الدراسات النفسية إلى علاقة وثيقة بين التقدير الزوجي وتقدير الذات".
ويضيف "يعتبر البعض التقدير والشكر من مداخل الحب، فلسان حال بعض الأزواج يقول: أنت تقدرني إذن أنت تحبني، وهذا مستوى عالٍ وخطير للتقدير، إذ إن غيابه في هذه الحالة يعني غياب مدخل كبير من مداخل الحب الذي يعتبر من ركائز الحياة الزوجية".
ويقول عبد الله "لا نستطيع أن نحصي عدد أو نوعية الآثار السلبية لغياب التقدير، لكن على الأقل يمكن القول إنه سيسلب الأمان والهدوء من العلاقة، دون أن يعني نشوب الخلافات بالضرورة، لكن في حال نشوبها، فسيصبح تجاوزها أمرا صعبا".
وتحت عنوان "ماذا يمكن أن تفعل إذا لم تشعر بتقدير الشريك؟"، نشر موقع "فري ويل مايند" نصائح يمكن اتباعها لإعادة العلاقة الزوجية إلى مسارها الصحيح حال غياب التقدير، ومنها:
فتح أبواب التواصل: قد يعود غياب التقدير إلى مواجهة شريكك مشاكل في العمل. تحدث معه عن شعورك بعدم التقدير واستمع إلى ردوده بانتباه، دون أن تغفل التواصل غير اللفظي. تحدث عن المشكلة مع شريكك بهدوء وصدق. يمكنكما العمل معا لحل المشكلة، واكتشاف الطرق التي يمكن لشريكك من خلالها أن يجعلك تشعر بالتقدير. تقدير الأشياء الإيجابية: قد يغيب التقدير بشكل مباشر، لكن حاول التركيز على الأشياء الإيجابية التي يفعلها شريكك، وأولها المزيد من الأهمية. التعبير عن الامتنان: الامتنان يقوي ويعزز العلاقات، كما يجعلك أكثر سعادة. عندما تظهر الامتنان، فأنت في وضع عاطفي سليم.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بین الزوجین عبد الله
إقرأ أيضاً:
بين اليقظة والمخاطر.. هل الإفراط في الكافيين يؤثر على صحتك؟
تأثير الكافيين على صحة الإنسان.. لاشك أن القهوة من المشروبات المفضلة، لما لها من مذاق رائع وجذاب، ولذلك يتناولها الكثيرون عدة مرات خلال يومهم، مما قد يسبب لهم أضرارا صحية لاحتوائها على مادة الكافيين.
وتنشط مادة الكافيين في العديد من المشروبات المحببة للنفس مثل الشاي والقهوة، فضلا عن وجوده في العديد من المشروبات الغازية الشهيرة، حيث تستطيع جرعة من الكافيين أن تمنح الجسم والذهن دفعة من النشاط اللازم في حالة الشعور ببعض الخمول.
وقررت الولايات المتحدة الأمريكية، إيقاف نشاط إحدى الشركات البارزة التي تنتج مشروبا لعصير الليمون بعد ادعاءات بأن منتجها يحتوي على نسبة عالية من الكافيين التي تشكل خطورة على الجسم، وذلك رغم أن بعض التقارير أشارت إلى أن المنتج يحتوي على الكمية اليومية الموصى بها من الكافيين بالنسبة للبالغين في البلاد.
هل الإفراط في استهلاك الكافيين يوميا يؤثر على الصحة؟تتضارب التقارير التي تتناول الأضرار الناتجة عن الإفراط في استهلاك الكافيين يوميا على الصحة، وذلك رغم وجود عدد كبير من الدراسات التي تظهر أن بعض المشروبات التي تحتوي على الكافيين لها فوائد صحية.
من جهته، أفصح كينيث جاكوبسون، رئيس قسم التعرف الجزيئي في المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في الولايات المتحدة، عن أن الأدينوزين هو إحدى المواد التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي، وتتسبب في تهدئة نشاط مختلف أعضاء الجسم التي تتعرض للضغط أو في حاجة إلى تقليل الطاقة.
وأشار إلى أن مستقبلات الأدينوزين موجودة على السطح الخارجي للعديد من خلايا الجسم، حيث تتفاعل مع مستويات متغيرة من الأدينوزين القريبة من الخلية من أجل إرسال أمر إلى داخل الخلية لخفض مستوى نشاطها، وهي خطوة تعزز حالة من التهدئة لدى القلب والكلى وجهاز المناعة والأنسجة الأخرى.
وأشار إلى أن الكافيين، يمتصه الجسم بسرعة في مجرى الدم، مما يتسبب في منع الأدينوزين من الاتصال بهذه المستقبلات وأداء وظيفته، ولهذا السبب فإن تناول الكافيين يمكن أن يجعل الجسم يشعر بمزيد من اليقظة والنشاط.
«الكافيين» يعالج الصلع الوراثي عند الرجال
أبرزها قلة النوم واعتياد الكافيين.. أسباب الصداع النصفي