دخل حيّز التنفيذ.. ماذا يعني وضع الحوثيين في "قائمة الإرهاب" الأميركية؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، دخول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين حيز التنفيذ، وذلك رداً على الهجمات التي شنتها الجماعة اليمنية ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، وأدّت إلى تعطيل حركة التجارة البحرية.
وفي يناير، صنّفت واشنطن الحوثيين "ككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص"، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224"، بعد نحو 3 سنوات من إزالة الجماعة عن قائمة "المنظمات الإرهابية" الأجنبية.
وفي الفترة الأخيرة استهدفت ضربات أميركية العديد من مواقع الجماعة في اليمن.
وفي تغريدة على منصة "إكس"، الخميس، قال المتحدث الرسمي لبعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيت إيفانز: "لنكن واضحين، سيُفعَّل تصنيف جماعة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين، كمنظمة إرهابية عالمية مدرجة بشكل خاص في 16 فبراير. وأعلنت الولايات المتحدة عن هذا التصنيف يوم 17 يناير".
وأضاف: "الضربات الأميركية التي وجهت لأهداف تابعة للجماعة في اليمن، من باب الدفاع عن النفس تهدف إلى تعطيل الحوثيين، وإضعاف قدرتهم على مواصلة هجماتهم المتهورة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
وكرر إيفانز "عدم رغبة الولايات المتحدة في المزيد من الصراعات بالمنطقة".
ماذا يعني التصنيف الأميركي؟
على عكس إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، التي صنّفت الحوثيين "منظمة إرهابية أجنبية" (FTO) Foreign Terrorist Organizations، بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية (INA)، قررت إدارة الرئيس جو بايدن تصنيفها على أنها "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص" (SDGT) Specially Designated Global Terrorist group، وذلك في محاولة من البيت الأبيض لعدم عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن بموجب العقوبات المفروضة على الحوثيين.
وفي بيان أعقب الإعلان عن العقوبات قبل نحو شهر، أوضح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن التصنيف "أداة هامة لقطع تمويل جماعة الحوثي، وتقييد وصولهم إلى الأسواق المالية، ومحاسبتهم على أفعالهم"، مشيراً إلى وضع هذا التصنيف خصيصاً، لتفادي تأثر المدنيين اليمنيين بالقرار، مشيراً إلى أن الشعب اليمني "لا يجب أن يدفع ثمن أفعال الحوثيين".
ويسمح تصنيف "كيان إرهابي عالمي محدد بشكل خاص" لحكومة الولايات المتحدة بتجميد أصول أفراد وكيانات تقدم الدعم أو المساعدة للكيان المصنف، بالإضافة إلى فروع ترتبط بها أو منظمات صورية أو شركاء.
عواقب التصنيف "كيان إرهابي"
مع استثناءات محدودة منصوص عليها في الأمر التنفيذي بإنشاء التصنيف، يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح في ممتلكات الأفراد أو الكيانات المدرجة في الولايات المتحدة، أو التي تقع داخل الولايات المتحدة، أو التي تقع في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين.
يحظر أي معاملة أو تعامل من قبل أشخاص أميركيين أو داخل الولايات المتحدة في ممتلكات أو مصالح في الممتلكات المحظورة بموجب التصنيف، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تقديم أو تلقي أي مساهمة من الأموال أو السلع أو الخدمات إلى أو لصالح الأفراد أو الكيانات المحددة بموجب الأمر.
تُحظر أي معاملة من قبل أي شخص أميركي أو داخل الولايات المتحدة تتهرب أو تتجنب أو تهدف إلى التهرب أو تجنب أو محاولة انتهاك أي من المحظورات الواردة بموجب التنصيف.
يجوز تقدير العقوبات المدنية والجنائية على الانتهاكات.
تعطيل الشبكات الإرهابية، وبالتالي قطع الوصول إلى الموارد المالية وغيرها من الموارد من المتعاطفين معها.
يشجع التصنيف الكيانات المعنية على الخروج من أعمال الإرهاب.
ما الفرق بين "كيان إرهابي عالمي" و"منظمة إرهابية أجنبية"؟
الحظر الجنائي
بخلاف تصنيف "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص" (SDGT)، يفرض تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية"، حظراً جنائياً على تعمد تقديم "دعم مادي" أو موارد إلى المنظمة الخاضعة للتصنيف، بحسب "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (fdd.org) وهي مؤسسة أميركية فكرية.
وتصل العقوبة الجنائية لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية إلى "السجن مدى الحياة"، فيما تصل العقوبة لتصنيف "مجموعة إرهابية عالمية محددة" إلى "السجن 20 عاماً". ويخضع المخالفون في إطار كلا التصنيفين "لغرامات مدنية ومصادرة ممتلكات".
التعويضات
ويحظر تصنيف مجموعة على أنها منظمة إرهابية أجنبية (FTO) على الأميركيين والأشخاص والمؤسسات الخاضعة للولاية القضائية الأميركية تقديم "دعم مادي"، كما يتيح للضحايا إمكانية "رفع دعاوى قضائية للحصول على تعويضات عن الأضرار المدنية الناشئة عن تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية".
وفي حالة تصنيف منظمة على أنها "مجموعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص"، لا يُسمح للضحايا رفع دعاوى قضائية للحصول على تعويضات عن الأضرار، وتشمل العقوبات "استهداف أي مؤسسة مالية ترتبط بالنظام المالي الأميركي".
ويسمح للحكومة الأميركية "بتجميد الأصول، وفرض عقوبات مالية على كيانات في نطاق الولاية القضائية للولايات المتحدة فقط"، كما يحظر إصدار التأشيرات، والدخول إلى الولايات المتحدة.
معايير الإدانة
وفيما يتعلّق بحدود القانون أو العتبة القانونية للملاحقة الجنائية لتقديم الدعم المادي لـ"منظمة إرهابية"، تتطلّب الإدانة "دليلاً على أن المخالفين كانوا على علم بأنهم يقدمون الدعم لمنظمة تشارك في أنشطة إرهابية".
في المقابل، لا يحظر تصنيف "مجموعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص" إصدار التأشيرات، والدخول إلى الولايات المتحدة، وتتطلب الإدانة دليلاً على أن شخصاً أميركياً "تعمد" تقديم الدعم لمنظمة إرهابية، وهو ما يشترط "معايير أعلى من الأدلة".
الولاية القضائية
يتجاوز تطبيق تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية" الحدود الإقليمية، إذ ينص بشكل صريح على أنه "قابل للتطبيق في أي مكان على أي شخص".
أما في حالة تصنيف "مجموعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص"، لم يذكر التصنيف صراحة أنه قابل للتطبيق فقط على الأشخاص الأميركيين أو أي شخص يتسبب في انتهاك شخص أميركي للعقوبات المفروضة على "مجموعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الولایات المتحدة بشکل خاص دعم مادی على أن
إقرأ أيضاً:
ماذا فعلت حرب لبنان بـالضرائب الأميركية؟ تقرير لافت!
كشفت مجلة "ناشيونال انترست" الأميركية، اليوم السبت، أنّ حربا غزة ولبنان تستهلكان عشرات المليارات من دولارات الضرائب الأميركية.وقالت المجلة إنّ تكلفة الأسلحة المدعومة من الولايات المتحدة لإسرائيل والعمليات العسكرية ذات الصلة في المنطقة بلغت 22.76 مليار دولار على الأقل منذ بداية الحرب على قطاع غزّة، وذلك وفقاً لتقرير جديد لمشروع تكاليف الحرب في مؤسسة "براون".
كذلك، أوضحت المجلة أنّ التكاليف البشرية للحربين في قطاع غزّة ولبنان مفجعة للغاية، وهذه الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب هي العواقب الأكثر تدميراً للصراعات، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى إنهاء عمليات نقل الأسلحة الأميركية إلى "إسرائيل" التي تُغذّي الحرب.
وأشارت "ناشيونال انترست" إلى أنّ هناك فئة أخرى من التكاليف لم تحظ بقدر من الاهتمام، وهي المليارات من دولارات الضرائب الأميركية التي تدعم المجهود الحربي الإسرائيلي والحشد الأميركي المستمر للقوات والسفن والطائرات في المنطقة.
ويأتي كل هذا بالإضافة إلى تكاليف تُقدّر بمليارات الدولارات لنشر نحو 40 ألف جندي أميركي في المنطقة، وتمركز الأسطول السابع في البحرين، وصيانة القواعد الجوية الرئيسية في قطر والإمارات.
وأشار التقرير إلى أنّ ما يزيد على 22 مليار دولار أنفقتها الولايات المتحدة على عمليات نقل الأسلحة والعمليات العسكرية منذ بداية الحرب، وهو مبلغ ضئيل نسبياً مقارنةً بإجمالي ميزانية "البنتاغون" التي تتجه إلى الارتفاع نحو تريليون دولار سنوياً، ولكنّه مبلغ ضخم مقارنةً بالاحتياجات العاجلة الأخرى. (الميادين نت)