كاتب إسرائيلي: على العالم فرض السلام على إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
دعا الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي العالم إلى أن يطرح بحزم ووضوح خيارا لا لبس فيه للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرا إلى أنه يجب أن يطلب العالم من تل أبيب الاختيار بين العقوبات أو إنهاء الاحتلال، وبين المستوطنات أو الدعم الدولي، والأراضي أو الأسلحة، ودولة ديمقراطية أو يهودية، والفصل العنصري، أو إنهاء الصهيونية.
وقال ليفي في مقال له بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للولايات المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ قرار حول ما إذا كان يرغبون في استمرار دورة العنف التي لا نهاية لها بين إسرائيل والفلسطينيين، أو يضعون حدا لها؟
وتساءل عما إذا كانت أميركا ستواصل تسليح إسرائيل ثم تتحسر على الاستخدام المفرط لهذه الأسلحة، أو أنها مستعدة أخيرا لاتخاذ خطوات حقيقية، لأول مرة في تاريخها، لتغيير الواقع؟ وفوق كل شيء، هل تصبح أكثر هجمات إسرائيل قسوة على غزة أكثر عبثا من كل الهجمات؟ أو أن الفرصة التي جاءت في أعقابها لا ينبغي لها تفويتها، من أجل التغيير؟
لا جدوى من مناشدة إسرائيلوأكد الكاتب أنه لا جدوى من مناشدة إسرائيل، مضيفا أن الحكومة الحالية، والحكومة التي من المحتمل أن تحل محلها، لا تملك ولن تمتلك أبدا النية ،أو الشجاعة، أو القدرة على إحداث التغيير.
وأوضح أن الحكومة المتوقع أن تخلف حكومة نتنياهو الحالية ربما تكون بقيادة بيني غانتس أو غادي أيزنكوت أو يائير لبيد، قائلا إنه لأمر عقيم بشكل مؤلم، إذ لا أحد من هؤلاء يؤمن بوجود دولة فلسطينية متساوية في وضعها السيادي وحقوقها تجاه إسرائيل.
وسخر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث عن رفضه لما سمّاه "التحركات القسرية" على المحادثات الأميركية حول إقامة دولة فلسطينية، قائلا إنه هو الرجل الذي بذل كل ما في وسعه لإحباط المفاوضات، واستخدم القسر سياسة تجاه الفلسطينيين.
نتنياهو طالب باتفاقات شبيهة بدايتونوأضاف أن نتنياهو طالب بحل "لا قسر فيه شبيه باتفاقات دايتون". وردّ الكاتب بأن دايتون كان اتفاقا قسريا فُرض عن طريق الإكراه، وغير كامل تُوصّل إليه في البوسنة والهرسك ووضع حدا لواحدة من أقسى الحروب، وعلى عكس كل التوقعات، استمر لمدة 29 عاما.
واستمر ليفي يقول إن على العالم ألا يترك الفرصة تمر؛ لأنه هو الذي سيضطر إلى إعادة بناء أطلال قطاع غزة بأمواله، وهو الذي يقوّض الاحتلال الإسرائيلي استقراره.
يجب استغلال ضعف إسرائيل الحاليوأشار إلى أن العالم يوافق على أن الاحتلال سيئ بالنسبة له، لكنه لم يرفع إصبعه أبدا لإنهائه، والآن، ظهرت فرصة للقيام بذلك "فيجب استغلال ضعف إسرائيل واعتمادها على غيرها بعد هذه الحرب، لصالح إسرائيل أيضا".
وانتقد ليفي جولات المحادثات التي وصفها بغير المجدية التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي وصفها بالشائكة، مؤكدا أن الاثنين لا يقودان إلى أي مكان، وطالب بايدن باتخاذ إجراء.
وأشاد بتصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، واصفا كلماته بالسهلة والحقيقية التي يمكن أن يتعلم منها الناس شيئا، ونقل ما قاله بوريل إلى بايدن من أنه إذا كان يعتقد أن كثيرا من الناس يُقتلون، "فيجب عليك توفير أسلحة أقل لإسرائيل".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
بينما تبدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والانخراط في المرحلة الثانية، تواصل إسرائيل مماطلتها بمحاولة فرض شروط جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.
وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- قد أعلن عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة وحتى مع حركة التحرير الوطني (فتح)، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة.
وأشار الحيلة إلى أن حماس وافقت فنيا على ربط هذه اللجنة بالحكومة في رام الله، وأن تشكل بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"بالتالي فهذه الخطوة تقدم حلا للإشكال المطروح بشأن حكم غزة".
إعلانوبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فقد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن إسرائيل لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين.
وقال جبارين إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطا أميركية تمارس على نتنياهو.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال -في وقت سابق أمس- إن "إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماما". وزعم أن حماس لديها خطة للدفع نحو تبني نموذج حزب الله في غزة، وأنها ستنقل الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي جماعة أخرى، لكنها ستظل القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة".
وشدد الوزير الإسرائيلي على إصرار حكومة نتنياهو على نزع السلاح بشكل كامل من غزة. و"لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي جماعة أخرى في غزة. ونطالب بآلية تنفيذية لضمان حدوث ذلك".
ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يرى – أي جبارين- أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به إسرائيل.
وفي تصور الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه إسرائيل، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.
إعلانوأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل.
ويذكر أن خليل الحية أوضح في كلمته أن حماس جاهزة للتفاوض الفوري حول بنود المرحلة الثانية، والتي تشمل "وقفا تاما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى شاملة في رزمة واحدة"، مع ضرورة تحصين ذلك بضمانات دولية ملزمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.