عربي21:
2025-01-31@11:46:21 GMT

ستموت بموت المريض.. الأطباء في العراق يصبحون ضحايا

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ستموت بموت المريض.. الأطباء في العراق يصبحون ضحايا

حادثتا قتل طالتا طبيبين بالعاصمة العراقية بغداد، لم يكن بينهما أقل من شهر، حيث كانت آخرها التي أحدثت ضجة في البلد الذي يعاني من السلاح المنفلت، هو قتل طبيب الأطفال خالد زهير نعمة من قبل مسلحين في الأسبوع الأول من شهر شباط الجاري.

 الأدلة الجنائية، وفق وثيقة صادرة عن نقابة الأطباء، أكدت أن "الحادث اغتيال واضح جدا"، حيث وقعت الجريمة في وضح النهار، من خلال إطلاق النار على الطبيب الذي يعمل في مستشفى حماية الطفل في مدينة الطب في شارع المغرب شرقي العاصمة.



ويبدو أن بيانات نقابة الأطباء التي تشعر من خلالها بـ "القلق" على مقتل كوادرها أو تعرضهم للخطف والتهديد لا ترقى إلى وضع حد لاستهداف الطواقم الطبية من قبل أصحاب السلاح.




العام الماضي، قامت نقابة صيادلة محافظة ديالى العراقية بتعليق عمل الصيدليات لفترة زمنية احتجاجا على مقتل الطبيب المعروف أحمد المدفعي، ونددت "العمل الإجرامي" الذي يستهدف الكوادر الطبية.

وعلى الرغم من إلقاء القبض على غالبية منفذي اغتيالات الأطباء من قبل وزارة الداخلية، إلا أن الردع لم يترجم على أرض الواقع.

87 بالمئة من الأطباء تعرضوا للعنف

أفاد تقرير بريطاني حديث أن نسبة 87٪ من أطباء بغداد قد تعرضوا لأعمال عنف خلال النصف الأول من العام 2022، وكشفت غالبية هؤلاء الأطباء أن العنف قد ازداد منذ بداية تفشي وباء كورونا، حيث أشاروا إلى أن ثلاثة أرباع الهجمات جرت على يد المرضى وأفراد عائلاتهم.

وأشار التقرير إلى أنه في العراق، يعتبر من الأمور الاعتيادية أن يتلقى المريض الدعم من قِبَل الأصدقاء وأفراد عائلته، وفي بعض الأحيان يأتون حتى من قِبَل مجموعات تصل إلى 15 شخصا يدخلون إلى داخل المستشفى.

وأضاف تقرير "الغارديان" أن عدم قدرة الطبيب على علاج مريض يشعر بالتوتر أو يعتقد أن هناك خطأً طبيا قد يؤدي إلى تحول الأجواء المتوترة إلى أعمال عنف.

ونقل التقرير عن أستاذ علم الوبائيات في جامعة المستنصرية، رياض لفتة، قوله: "عندما يتوجه المرضى إلى المستشفى وهم متوترين وقلقين، يواجه الأطباء صعوبة في التعامل معهم، حيث يتسبب التوتر في غضب المرضى وتصاعد الاعتداءات".



وأشار التقرير إلى أن "التراخي الأمني" يعني أن هذه الاعتداءات يمكن أن تشمل استخدام الأسلحة في بلد يمتلك نحو 20٪ من المدنيين فيه سلاحا ناريا.

وقال لفتة ان "الناس قلقون ومسلحون، وهناك مشكلات في نظام الرعاية الصحية، وكل هذه العوامل تساهم في تصعيد العنف".

"تهجير ممنهج"

العاملون في مجال حقوق الإنسان، يرون بأن هذه الاستهدافات ليست في غالبيتها ناجمة عن "غضب" أو رد فعل، بل إنها تدخل ضمن سياق استهداف العقول، بغرض ضرب الكفاءات في البلد الذي يعاني من الهجرة بشكل مستمر.

في السياق، يقول الناشط في حقوق الإنسان، أنس العزاوي قتل الأطباء تدخل ضمن مخطط يهدف لتفريغ البلاد من الملاكات العملية والفنية.

وذكر لـ "عربي21"، أن علميات الاستهداف التي تشمل الأساتذة الجامعيين أيضا، لا تتم بدافع طائفي أو مذهبي، إنما تطال الاغتيالات كافة المكونات في العراق بلا استثناء.


وحذر من أن استهداف الأطباء والكوادر يهدد بإغلاق المستشفيات نظرا لنفص الملاكات ذات الكفاءة.

في نهاية شهر كانون الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة بين جماعتين مسلحتين في  محيط مستشفى الناصرية التركي وسط محافظة ذي قار.

ويعود سبب الحادثة إلى أن أفرادا مسلحين حاولوا اقتحام المستشفى لكن طاقم الحماية قاموا بمنعهم مما أسفر عن سجال واعتداء بالضرب تطور لاحقا إلى نزاع مسلح.

ورأى العزاوي أن جزءا من الحل يكمن في ضبط السلاح المنفلت بيد الدولة وإنزال عقوبات قاسية بحق الجناة، إضافة إلى تعزيز الثقافة بين الأوساط الشعبية والعشائرية.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن نحو 400 من الكوادر الطبية العراقية قد تعرضوا للقتل والإصابة، إضافة إلى هجرة ما لا يقل عن 20 طبيب قبل وبعد إسقاط حكم النظام السابق برئاسة صدام حسين عام 2003، إثر الاضطرابات والحروب التي شهدتها البلاد، وعلى رأسها العنف.

"العقوبة العشائرية" 


في المجتمع العراقي الذي تغلبه العشائرية، فإن دور القبيلة أو العشيرة أساسي في أي ظاهرة ويكون لها أثر سواء كان إيجابيا أو العكس.

لكن تظهر حالات الاستهداف أن العشيرة تلعب دورا "ابتزازيا" بهذا الجانب، كون المسألة تدخل في إطار قانون العشيرة بدلا من القضاء الرسمي.

وتترواح قيمة "العقوبة العشائرية" ما بين 50 مليون إلى 145 مليون دينار عراقي، علما أن الممتنع عن الدفع قد يُهدر دمه أو يخسر عمله.


هذا الدور يعد ابتزازا للأطباء من قبل بعض أهالي المرضى، الذين يتوفون بعد العمليات الجراحية أو في حال تعرضهم لمضاعفات مرضية خلال العلاج، وفقا للمرصد العراقي لحقوق الأطباء.

وسط هذه الاستهدافات، تتوالى الدعوات إلى تفعيل الدور الحكومي من أجل حماية الكوادر الطبية، داعين إلى تخصيص لجان حماية واعتبار وزير الصحة مسؤولا مباشرا عن هذا الملف الذي بات يهدد القطاع الصحي في العراق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العراقية بغداد الأطباء العراق بغداد الأطباء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العراق من قبل إلى أن

إقرأ أيضاً:

أزمة في بريطانيا.. 43 ألف حالة انتظار في طوارئ المستشفيات والأطباء يستغيثون

في مشاهد مروعة تكشف عمق الأزمة التي تواجه أقسام الحوادث والطوارئ، في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، يتكدس المرضى وخاصة المسنون على أسرة متحركة في ممرات مكتظة بالعديد من الأشخاص الذين ينتظرون أدوارهم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، يوسط معاناة وإهمال غير مسبوق.

رعب في مستشفيات بريطانيا بسبب أعداد المرضى

المشهد أثار حالة من الرعب بعد تداول تلك الصور المسربة من داخل المستشفى، والتي تكشف لقطات من الإهمال الطبي والمعاناة التي يعيشها آلاف المرضى في مستشفيات بريطانيا لعدم وجود أماكن قادرة على استيعاب هذا القدر من المرضى، وسط تساؤلات حول ما السبب الذي جعل هذا الكم من البشر مكتظين داخل المستشفيات؟، خاصة في ظل الفيروسات والمتحورات الغامضة التي تضرب بعض دول العالم في الوقت الحالي، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية.

تصف سامانثا هاوز، مقدمة رعاية تبلغ من العمر 38 عامًا، المشهد بـ «المزعج» ويفتقد لمعاني الإنسانية كافة، فعندما زارت مستشفى ويليام هارفي في آشفورد، كينت، مع ابنتها المصابة بالتهاب الزائدة الدودية، قالت: «لم أر شيئًا كهذا من قبل، كان هناك مرضى في كل مكان، حتى غرفة الانتظار في قسم الطوارئ للأطفال كانت ممتلئة، شعرت بالأسف تجاه الممرضات، إنهن مرهقات للغاية، ولكن من المثير للاشمئزاز أن يضطر الناس إلى الانتظار في هذه الظروف». 

43 ألف حالة انتظار لمدة 12 ساعة في طوارئ مستشفيات بريطانيا

وتشير الكلية الملكية للتمريض إلى أن هذه المشكلة تتفاقم على مستوى البلاد، إذ يتم نقل المرضى إلى الممرات بسبب امتلاء أماكن الأسرة في الأقسام، وهو ما يؤدي إلى تأخير كبير في تقديم الرعاية اللازمة لهم، في إشارة إلى أن أكثر من 13 ألف سرير من أصل 100 ألف سرير في المستشفيات في إنجلترا يشغلها أشخاص قادرون على العودة إلى منازلهم، لكنهم لا يستطيعون المغادرة حتى يتم الحصول على ترتيبات الرعاية المناسبة.

العديد من المرضى الجدد الذين يصلون إلى قسم الحوادث والطوارئ ينتظرون ساعات أو أيامًا قبل أن يحصلوا على سرير مناسب، بينما لا يحصل البعض منهم على سرير على الإطلاق، لتصل الأزمة إلى حد أن أحد المستشفيات في لندن أعلن عن حاجته على وجه التحديد إلى «ممرضة ممر» في محاولة لاستيعاب هذا الكم من المرضى.

وتشير الأبحاث إلى أن المرضى يكونون أكثر عرضة للوفاة خلال شهر واحد إذا قضوا أكثر من نصف يوم في الانتظار في قسم الحوادث والطوارئ، كما أن كان هناك 43 ألف حالة انتظار لمدة 12 ساعة في أقسام الحوادث والطوارئ في المتوسط ​​شهريًا في العام الماضي، مقارنة بـ 8272 حالة انتظار في عام 2019 بأكمله.

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة السودانية تنعي نقيب الأطباء السابق خالد ياجي
  • 700 عملية زراعة أعضاء بـ«كليفلاند كلينك أبوظبي» منذ 2017
  • جامعة الأزهر: دراسات متأنية لتعريب العلوم الطبية .. ووكيل الأطباء: صعب جدا
  • العراق يعزي الولايات المتحدة في ضحايا حادث تحطم طائرتين
  • مرضى التأمين بالمحافظات على حافة الموت
  • أطباء الشرقية تناقش مشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض الجديد
  • هل يكفي الأسبرين لمنع تجدد سرطان القولون؟
  • أزمة في بريطانيا.. 43 ألف حالة انتظار في طوارئ المستشفيات والأطباء يستغيثون
  • ضرب بريطانيا.. اكتشف طرق الوقاية من فيروس HMPV
  • مناقشة ديوان "ظلي الذي يخجل من الاعتراف بموت صاحبه" بمعرض الكتاب