تربية الأولاد هو أهم عمل يقوم عليه الآباء من أجل تكوين جيل صالح على منوال السلف، متمسك بدينه وأخلاقه وعاداته وتقاليده، فذلك العمل يتطالب من الآباء جهد عظيم سواء فى الموعظة أو العمل.
وبات من الضرورى علينا أن نعى أنه من الأسباب الرئيسية للحفاظ على وطن قوى هو أن نعمل على إخراج جيل عنده حسن خلق متمسك بدينه وعقيدته، قائم على أساس قوى أصله التسامح والترابط والرحمه والتشاور.
ولأن التربية قضية جوهرية وهامة لصنع أجيال قادرة على التحدى والنجاح، لابد من بناء شباب قادر على الحفاظ على الوطن.
وعلينا أن نتكاتف معاً (الأسرة - المدرسة)، فلو أدركنا حجم المعاناة التى تصيب الوطن من ترك جيل بدون تربية سليمة، سنعمل على الحرص على التربية والنشأة الطيبة.
فالأسرة هى اللبنة الأولى فى التربية، فيجب أن تربى الأبناء على الصدق فى القول والعمل، وإظهار الدعم الدائم لهم فى شتى أمور الحياة، وتثنى عليهم عند الفعل الحسن، والنصيحة والمصابرة عليها عند الفعل السيئ، وتخصيص وقت كافى للإستماع إليهم وتصحيح المسار عند الخروج عليه.
ولهذا الأمر نجد أن الله ( عزوجل ) كرم الوالدين وجعل الإبن يترحم عليهما بسبب تربيتهما فقال تعالى ( وقل رب إرحمهما كما ربيانى صغيراً ) ونجد قول الرسول الكريم (ص) (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)، لتدرك الأسر أهمية وضرورة التربية للأبناء، فقبل أن نتسرع فى إنجاب الأولاد علينا أن نتعلم أولاً أساس التربية، وأن نوفر لهم المناخ السليم والمناسب للتربية، فأهم إنجاز للأسرة فى الحياة هى نجاحها فى تكوين أبناء صالحين.
ويأتى دور المدرسة ومنظومة التعليم بأكملها والتى لا تقل أهمية عن دور الأسرة بل هى مكملة لها، فيجب أن يحرص المعلم فى المدرسة على تربية الطالب مع تعليمه للمواد الدراسية، وأن يضع المعلم نصب عينه أن رسالته هذه أمانة، فلا يترك الطالب دون توجيه ونصح وإرشاد وتحفيز.
وفى الختام يجب أن نحث على تكوين جيل سليم معافى من الأمراض النفسية قوى محصن ضد المفاهيم المدمرة (بسبب الغزو الفكرى الممنهج على أبنائنا من وسائل التواصل المختلفة )، يحمى الوطن من الأفكار المغلوطة، ويعمل على الحفاظ عليه، قادر على التحدى والعبور بأى أزمة بسلام.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
أوضحت دار الإفتاء المصرية إن علم الساعة من المغيّبات الخمسة التي اختص الله عز وجل بها نفسه على وجه الإحاطة والشمول كليًّا وجزئيًّا، ومع ذلك يجوز أن يطلع اللهُ بعضَ أصفيائه وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بعض منها.
وجاء في "تفسير الألوسي" (بصحيفتي: 495 و496) -(11/ 108، ط. دار الكتب العلمية، بيروت)- في آخر سورة لقمان عند قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾.. الآية ما نصه: [وكون المراد اختصاص علم هذه الخمس به عز وجل هو الذي تدل عليه الأحاديث والآثار.
وأخرج الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه من حديث طويل أنه صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ فِي البُنْيَانِ، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ»، ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية. أي إلى آخر السورة كما في بعض الروايات، وما وقع عند البخاري في التفسير من قوله إلى ﴿الْأَرْحَامِ﴾ تقصير من بعض الرواة.
وأخرجا أيضًا هما وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «خَمْس لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية
أخرج أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا الْخَمْسَ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية».
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ، إِلا مَفَاتِيحَ الْخَمْسِ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية".
وأخرج ابن مردويه عن علي كرم الله وجهه قال: "لم يغم على نبيكم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إلا الخمس من سرائر الغيب؛ هذه الآية في آخر لقمان: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. إلى آخر السورة".
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في "الأدب" عن ربعي بن حراش قال: حدثني رجل من بني عامر أنه قال: يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «قَدْ عَلِمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ الْخَمْسَ: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾.. الآية».