العليمي: المجتمع الدولي فاق أخيرا على كارثة حقيقية بعدما تحول الحوثي إلى مشكلة عالمية
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، اليوم الأحد، إن العالم فاق أخيرا على كارثة حقيقية بعدما تحولت جماعة الحوثي إلى مشكلة عالمية جراء تعطيل تدفق الشحن التجاري نحو أوروبا.
ووفقا لوكالة سبأ أكد العليمي في جلسة نقاشية حول اليمن والوضع في البحر الأحمر أن استمرار الجماعة المسلحة في السيطرة على بعض المحافظات سيبقي على التهديدات الموجهة ضد الإقليم والعالم بما في ذلك خطوط الملاحة الدولية.
اضاف “ان أردنا انهاء هذه القرصنة الحوثية، لا بد من التعامل مع منبع هذا التهديد، وجذوره، ولن يكون ذلك الا بإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، جنبا الى جنب مع ممارسة الضغوط القصوى على النظام الإيراني”.
وحث المجتمع الدولي على تعزيز قدرات الحكومة اليمنية والدول المطلة على البحر الأحمر لتكون شريكا فاعلا في مواجهة هذه التحديات والمساعدة في استقرار المنطقة والعالم.
وأشار الى ان المجتمع الدولي فاق اخيرا على كارثة حقيقية بعدما تحولت المليشيات الحوثية الإرهابية الى مشكلة عالمية جراء تعطيل تدفق الشحن التجاري نحو أوروبا.
ومع ذلك قال العليمي ان المجتمع الدولي ما يزال منشغلا بسؤال متكرر: في حال توقفت الحرب في غزة، هل يتوقف الحوثي عن التصعيد في البحر الأحمر؟
اضاف “الأكيد هو ان البحر الأحمر لن يتوقف ابدا عن كونه بؤرة توتر قابلة للانفجار عند كل منعطف سياسي في ظل استمرار سيطرة المليشيات على المناطق الساحلية المشاطئة له”.
وقال “ان المدخل الوحيد الصالح للاستثمار طويل الأمد في اليمن هو دعم الدولة اليمنية ومساعدة سلطتها الشرعية في بناء المؤسسات، وتجفيف مصادر الأموال والسلاح”.
وجدد العليمي التأكيد على الموقف الرافض لسلوك الحوثي في البحر الأحمر، مشيرا الى ان اليمنيين على الصعيدين الرسمي والشعبي ميزوا منذ البداية بين الموقف الأخلاقي الثابت المساند لفلسطين وبين القفز الانتهازي على مأساة غزة واستثمار الازمة لتحقيق اجندة سياسية وإقليمية كما فعلت المليشيا الإرهابية.
ودعا المجتمع الدولي الى دعم قدرات الحكومة اليمنية للتحكم بنطاقها السيادي في البحر، ورفع قدراتها العملياتية لتكون شريكا فاعلا في المراقبة والانذار والتدخل.
وقال “طالما منطلق هذه التهديدات هو البر فإن المعالجة تبدأ من البر وهذه مسألة يمنية بالدرجة الأساس.
واختتم بالتأكيد على أن لدى الحكومة اليمنية الرغبة الجادة في ان تكون شريكا في دعم أمن الملاحة الدولية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: العليمي اليمن جماعة الحوثي المجتمع الدولی البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.
وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.
تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.
ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.
أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.
في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.
وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.
ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.
وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.