«الوزراء» يرصد 5 دوافع للاهتمام بالزراعة الذكية: أبرزها زيادة السكان عالميا
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا جديدًا من سلسلة "تقارير معلوماتية" وهي سلسلة دورية، يتناول في كل تقرير منها موضوعًا من الموضوعات التي تهم المجتمع المصري بهدف إلقاء الضوء على جوانبه المختلفة المحيطة به، على نحو يستند إلى القرائن والمعلومات الموثَّقة.
ويأمل المركز أن تسهم هذه السلسلة في عرض صورة متكاملة عن القضية محل الدراسة أمام صانع القرار والمجتمع مما يساعد في إثراء صياغة السياسات العامة وإضافة قدر أكبر من الموضوعية عند مناقشة القضايا العامة في إطار من المصداقية والشفافية، ويتناول هذا التقرير موضوع "الزراعة الذكية.
استعرض التقرير "مفهوم الزراعة الذكية"، مشيراً إلى أن هذا المصطلح ظهر كإحدى نتائج الثورة التكنولوجية الرابعة، حيث تم تطويع التقنيات الحسابية وأجهزة الاستشعار عن بعد والروبوتات وغيرها من الأدوات الرقمية والتقنيات التكنولوجية لزيادة الإنتاجية الزراعية عبر استخدامها في إدارة العملية الزراعية بكافة مراحلها وأشكالها، ومع تعاظم تأثير التغير المناخي على إنتاج الغذاء أضفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بعدًا مناخيًا للزراعة الذكية المعروفة باسم "الزراعة الذكية مناخيًا" والتي تستهدف تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، "زيادة الإنتاجية والمداخيل الزراعية على نحو مستدام"، "رفع قدرة النظم الزراعية على التكيف مع تغير المناخ وبناء القدرة على الصمود في وجهه"، "الحد أو التخلص من الانبعاثات الحرارية قدر الإمكان".
دوافع الاهتمام بالزراعة الذكيةواستعرض التقرير دوافع الاهتمام بالزراعة الذكية والتي تمثلت في:
- تراجع القيمة المضاعفة لقطاع الزراعة، حيث تشير إحصائيات البنك الدولي إلى تراجعها عالميًا لما نسبته "4.3%" من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2022 مقابل "10.2%" في نهاية ستينيات القرن الماضي، مدفوعاً بعدد من العوامل الرئيسة كـ "تراجع إنتاجية الأراضي الزراعية بسبب تأثيرات التغيرات المناخية، وكذلك الإضرابات الناتجة عن الصراعات والآفات والأوبئة وتأثيرها على سلاسل الإمداد الزراعي"، وبالفعل تلاحظ تراجع في حصة سكان المناطق الريفية لإجمالي سكان العالم من "57.1%" عام 1990 إلى "53.3%" عام 2000 ثم إلى "43.1%" عام 2022.
ارتفاع تكلفة الغذاء بشكل مطرد منذ تفشي كوفيد -19- ارتفاع معدل الجوع وانعدام الأمن الغذائي العالمي، فرغم اقتراب موعد تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، والتي تتضمن هدف القضاء على الجوع والفقر مازالت أعداد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بكافة مستوياته مرتفعة، فخلال عام 2022 واجه أكثر من ربع مليار شخص "258 مليون فرد" في 58 دولة وإقليما الجوع الحاد مع وجود سبعة بلدان على شفا المجاعات، وذلك وفقًا لتقرير شبكة معلومات الأمن الغذائي حول الأزمات الغذائية لعام 2023، وهو أعلى مستوى خلال السنوات السبع السابقة، مدفوعة بتأثير التغيرات المناخية على الانتاج الزراعي، وبالإضافة إلى ذلك ارتفاع تكلفة الغذاء بشكل مطرد منذ تفشي كوفيد -19، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية العالمية إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات قبل الحرب الروسية الأوكرانية.
- ارتفاع تكلفة الغذاء، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تشير الآفاق الحالية لوجود ما يقرب من 600 مليون شخص سيعانون من نقص التغذية في عام 2030 بارتفاع بأكثر من 119 مليون فرد عن التوقعات قبل جائحة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية، وهذا الارتفاع في الأعداد المحتملة لمن يعانون من نقص التغذية جاء متأثرًا بارتفاع أسعار الغذاء لأعلى مستوى لها منذ 10 سنوات قبل الحرب الروسية الأوكرانية.
تراجع الأمن البيئي في ظل التغير المناخي- تراجع الأمن البيئي في ظل التغير المناخي، حيث تسبب الاستخدام المفرط للوقود الأحفوري في ارتفاع مستوى تركيزات غازات الدفيئة لمستويات قياسية، فقد وصل تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون لما يقارب 50% مقارنًة بمستويات تركيزه في الفترة ما قبل الثورة الصناعية، كما أشارت التقديرات إلى مساهمة قطاع الزراعة عالميًا بحصة كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة من خلال انبعاثات غاز أكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون والميثان، وتشير التقديرات إلى مساهمة الأنشطة الزراعية بنحو 30% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة.
- زيادة عدد السكان عالميًا، حيث تزايد عدد سكان العالم لنحو 8 مليارات نسمة في عام 2023 مقابل 6.2 مليارات نسمة في عام 2001، مع توقع زيادته لنحو 9.7 مليارات نسمة بحلول العام 2050، وذلك بالتوازي مع تراجع مساحة الأراضي الزراعية بنحو 1% من إجمالي مساحة الأراضي خلال العقدين الماضيين حيث بلغت نسبتها نحو 36.5% من إجمالي الأراضي في عام 2020.
استمرار الاتجاهات الحالية في نمو الدخل والاستهلاكواتصالًا، تتوقع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) استمرار الاتجاهات الحالية في نمو الدخل والاستهلاك، بالشكل الذي ينبغي معه نمو الإنتاج الزراعي بنسبة 60% لتلبية الطلب المتزايد، وهو ما يتطلب طفرة وتحولًا كبيرًا في أساليب وتقنيات زراعية أكثر كفاءة ومرونة في التعامل مع تقلبات المناخ.
وسلَّط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار خلال التقرير الضوء على الزراعة الذكية وتحقيق التنمية المستدامة، ففي ظل تعدد مهددات الأمن الغذائي والتوجهات العالمية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة التي تسهم في تعزيز كفاءة استخدام الموارد، بما يجعلها أكثر قدرة على تحمل تغير المناخ، بالتوازي مع رفع مستوى التكافؤ والمسؤولية الاجتماعية في قطاع الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي للجميع حاليًا ومستقبلًا ومن هنا كانت الزراعة الذكية حلًا مناسبًا لتحقيق ذلك من خلال الآتي، "تحسين الإنتاجية الزراعية"، "تخفيض التكاليف الزراعية"، "تحسين إدارة الموارد المائية"، "الحفاظ على البيئة"، "تعزيز الابتكار في المجال الزراعي"، "خفض ظاهرة الجوع والفقر".
أبرز مجالات تطبيق الزراعة الذكيةأشار معلومات الوزراء خلال تقريره إلى مجالات تطبيق الزراعة الذكية والتي لا تقتصر على الإنتاج النباتي فحسب بل يمكن تطبيق أساليب الزراعة الذكية على نطاق واسع في العديد من الأنشطة الزراعية المختلفة كالتربية الحيوانية والسمكية، ومن أبرز مجالات تطبيق الزراعة الذكية، "إنتاج المحاصيل الزراعية فهناك مجموعة من الخيارات للإنتاج النباتي واسع النطاق أو المحدود بطريقة ذكية مناخيًا بما يمكن من إحداث تكيف مستدام للإنتاج النباتي"، "الإنتاج الحيواني الذكي لتحقيق العديد من المنافع كتغيير الأنواع والسلالات وتحسين إدارة الأعلاف واستدامة ممارسات الرعي واستغلال فضلات الحيوانات للتخصيب أو إنتاج وقود حيوي"، "مصايد الأسماك بطريقة ذكية لإزالة أثر تغيرات المناخ بشكل يقدم حلولًا زراعية ذكية مناخيًا منها الاختيار الجيد لموقع تربية الأحياء المائية وتصميمه بطريقة ذكية"، "إدارة المياه فالزراعة مسؤولة عن 70% من المياه العذبة المسحوبة عالميًا لذا لابد من إدارة المياه بطريقة ذكية خاصًة في قطاع الزراعة".
كما أشار التقرير إلى نماذج تطبيقية للزراعة الذكية من أبرزها، "نموذج الزراعة الدقيقة PA" وهو يهدف إلى تقليل المدخلات في العملية الزراعية بالاعتماد على تقنيات أجهزة التحكم الذاتي والاستشعار عن بعد في إدارة المزارع باستخدام إنترنت الأشياء، وكذلك الاعتماد على أدوات للمراقبة وقياس مدى الاستجابة عبر الاعتماد على رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد، "نموذج الزراعة المائية بدون تربة والأكوابونيك" وهي نوع من أنواع الزراعات يتم في أوساط زراعية بدون تربة بحيث يتم استبدال التربة بالمحاليل المغذية التي تحتوي على العناصر الغذائية المطلوبة لنمو النبات بشكل مثالي ويوفر هذا النموذج 90% من المياه المستهلكة في الزراعة التقليدية، وفي ظل التوسع في هذا النوع من الزراعات من المتوقع أن تسجل سوق الزراعة المائية معدل نمو سنوي مركب قدره 7.8% خلال الفترة (2022-2027) وفقًا لتقرير وكالة "Mordor intelligence" لأبحاث السوق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسعار السلع الغذائية أسعار الغذاء أكسيد الكربون إدارة الموارد المائية إنتاج وقود الزيادة السكانية الزراعة الذکیة الأمن الغذائی بطریقة ذکیة من إجمالی عالمی ا مناخی ا فی عام
إقرأ أيضاً:
حملات مستمرة لحماية الرقعة الزراعية بالفيوم
نفذت الإدارة الزراعية بمركز الفيوم، برئاسة المهندس إيهاب فايز، وبمشاركة المهندس خالد فتحي، رئيس قسم جهاز حماية الأراضي، عدة حملات إزالة فورية للتعديات على الأراضي الزراعية.
جاء ذلك في إطار توجيهات الدكتور علاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، فقد شدد الدكتور أحمد عصام، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة، والدكتور حسام راشد، رئيس الإدارة المركزية لحماية الأراضي، على ضرورة التصدي الفوري لأي تعديات على الأراضي الزراعية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.
وأكد الدكتور أسامة دياب، وكيل وزارة الزراعة بالفيوم، على أهمية متابعة جهاز حماية الأراضي بالمديرية برئاسة المهندسة وسام البحيري، بالتعاون مع مديري الإدارات الزراعية في المراكز، لرصد أي حالات تعد وإزالتها في المهد بشكل فوري.
وأشار دياب إلى أن حماية الرقعة الزراعية ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن الغذائي القومي، خاصة في ظل استمرار ظاهرة التعديات على الأراضي الزراعية، التي تؤثر سلبا على نصيب الفرد من الأراضي الزراعية وإنتاجها، وأوضح أن هذه الظاهرة تهدد الاقتصاد الزراعي، وتؤدي إلى تدهور معدلات الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية، فضلًا عن تأثيرها السلبي على الدخل القومي.
وكيل تعليم الفيوم يتفقد مدارس المحافظة لمتابعة العملية التعليمية نيابة أبشواى تصطحب المتهمة بقتل طفلة الفيوم لتمثيل الجريمةأبرز حالات التعدي التي تم التعامل معها
1. ناحية المندرة، حوض غبور: إزالة تعد بمساحة 100 متر مربع، شمل حفر أساسات وصب خرسانة.
2. زمام المندرة، حوض الملقة: إزالة تعد بمساحة 120 متر مربع، شمل أيضًا حفر أساسات وصب خرسانة.
3. ناحية المندرة، حوض غبور: إزالة تعد بمساحة 100 متر مربع، تمثل في إقامة أسوار بالطوب الأحمر بارتفاع 3 أمتار.
رسائل واضحة للمخالفين
أكدت مديرية الزراعة بالفيوم أن حملات إزالة التعديات مستمرة، وأنه لن يتم التهاون مع أي مخالفات حفاظا على الرقعة الزراعية، التي تعد عصب الاقتصاد القومي.
وشددت المديرية على ضرورة التزام المواطنين بالقوانين المنظمة للحفاظ على الأراضي الزراعية، مؤكدة أن التعدي عليها يهدد الأمن الغذائي ويساهم في تدهور الزراعة بشكل عام.