الأكبر منذ أشهر.. تصاعد الاحتجاجات المناهضة لحكومة نتانياهو
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
خرج آلاف المناهضين للحكومة الإسرائيلية، السبت، للاحتجاج وسط تل أبيب، في مظاهرات هي الأكبر من نوعها ضد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، منذ أشهر، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وبعد أن توقفت لأشهر مع اندلاع الحرب ضد حماس، عادت الاحتجاجات المناهضة للحكومة لتشتد، بمدن إسرائيلية، حيث رفع المتظاهرون خلالها شعارات تدعو لإجراء انتخابات فورية.
ويقول يوفال ليرنر، 57 عاما، في إشارة إلى الائتلاف الحاكم اليميني الذي يتزعمه نتانياهو: "الشعب بحاجة لينتفض وعلى الحكومة أن ترحل"، مضيفا أنه إنه حتى قبل الحرب، كان "فقد الثقة في أن الحكومة تضع مصلحة البلاد كأولوية".
وكان مشروع الإصلاح القضائي الذي أعلنت عنه الحكومة مطلع العام الماضي، قبل أن تسحبه في ديسمبر، في قلب أشهُر من الاحتجاجات، حيث خرج ضد عشرات الآلاف في مظاهرات واسعة، انطفأت جذوتها، بعد هجوم السابع من أكتوبر، ودخول القوات الإسرائيلية في حرب ضد حركة حماس.
تقول كارين سار (50 عاما)، التي شاركت في مظاهرة بشارع كابلان الذي شهد احتجاجات واسعة قبل السابع من أكتوبر، إن العودة إلى الشارع "رمزية"، مضيفة: "لقد أعدنا الحركة الاحتجاجية إلى ما كانت عليه قبل المأساة والحرب".
وصرح أحد المتظاهرين المناهضين للحكومة، السبت، إنه شعر أن الوقت مناسب للعودة إلى الشوارع.
وكشف شاهار دانزيجر (45 عاما)، الذي حمل راية منظمة "إخوان السلاح"، وهي منظمة شعبية مكونة من قدامى المحاربين العسكريين الإسرائيليين وجنود الاحتياط، إنه حتى وقت قريب، كان من الصعب العودة إلى الاحتجاج، عندما وكان بعض زملائه يعملون كجنود احتياطيين، غير أنه الآن بعد المساعدة في الحرب "حان الوقت للتظاهر".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الاحتجاجات ضد نتانياهو وائتلافه الحكومي منفصلة عن النقاش العام الذي يثير أيضا انقساما متزايدا بين الإسرائيلييين، والمتعلق بإدارة ملف الرهائن المختطفين في قطاع غزة.
ومنذ الأيام الأولى للحرب، خرجت بانتظام مظاهرات تطالب الحكومة بإعطاء الأولوية لإطلاق سراح أكثر من 130 رهينة لا تزال مختطفة في القطاع، على حساب هدف "القضاء على حماس" الذي يرفعه المسؤولون الإسرائيلييون.
وبالموازاة مع المظاهرات المناهضة للحكومة، نظم أقارب الرهائن الإسرائيليين ومتعاطفين معهم، وقفات احتجاجية للدعوة إلى التفاوض مع حماس من أجل تحرير المختطفين.
وفي المسيرة الأسبوعية الـ19 من نوعها التي تنظم في ما يسمى بـ"ساحة الرهائن" بتل أبيب، خرج آلاف الأشخاص من أجل مطالبة الحكومة بالتسريع في إبرام اتفاق يعيد الرهائن المختطفين منذ السابع من أكتوبر، وهتفوا "الآن! الآن! الآن!"، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وخلال المسيرة، تحدث نحو 40 شخص من أقارب المختطفين عبر مكبرات الصوت، عن آلام الفقد وإحباطهم من الحكومة التي حثوها على التفاوض مع حماس بشأن صفقة لتحرير الرهائن.
وكان من بين المتظاهرين مايكل ليفي، الذي اُختطف شقيقه (أور) من حفل موسيقي بمنطقة مفتوحة قرب حدود غزة يوم هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال ليفي وهو ينظر إلى قميصه الذي يحمل صورة أخيه "لم يعد لدينا وقت. فقد أخي زوجته التي قُتلت في هذا الهجوم المروع يوم السابع من أكتوبر. لديه ابن يبلغ من العمر عامين وينتظره في المنزل".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، السبت إن بلاده أرسلت مفاوضين إلى محادثات الهدنة في القاهرة بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أنهم لم يعودوا لاستكمال محادثات أخرى لأن طلبات حماس "خيالية".
وأضاف نتانياهو، أن إسرائيل لن تستسلم لما أسماه "الإملاءات الدولية" فيما يتعلق باتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن الاتفاق لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات مباشرة دون وضع شروط مسبقة.
ولم تسفر محادثات تتوسط فيها مصر وقطر، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين يزيد عددهم على المئة، عن نتائج. وانتهت جولة محادثات في القاهرة، الثلاثاء، دون نتائج حاسمة.
وعند سؤاله خلال مؤتمر صحفي السبت، عن سبب عدم عودة المفاوضين الإسرائيليين لإجراء مزيد من المحادثات، قال نتانياهو "لم نحصل على شيء سوى المطالب الخيالية من حماس".
وأضاف أن المطالب تشمل إنهاء الحرب وعدم المساس بوضع حماس، وإطلاق سراح "آلاف القتلة" من السجون الإسرائيلية، فضلا عن المطالب المتعلقة بالمسجد الأقصى في القدس.
وذكر أن المفاوضين الإسرائيليين في القاهرة "جلسوا واستمعوا ولم يحدث أي تغيير. أردت أن أقول لم يحدث مليمتر واحد ولا حتى نانومتر واحد من التغيير".
وقال إنه لا يوجد سبب يدعوهم للعودة "حتى نرى تغييرا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يطرح مقترح هدنة جديدة في غزة.. وحماس تطالب بالضغط عليها
القدس"وكالات ": كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو قدمت مقترح هدنة جديدة في قطاع غزة مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين، في حين طالبت حركة المقاومة حماس المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
واليوم الأربعاء، اعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي توسيع عدوانه العسكري على غزة، بهدف "الاستيلاء على مناطق واسعة سيتم ضمها إلى المناطق الأمنية"، بالتزامن مع استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بما فيها الأدوية والمعدات الطبية، مما يُفاقم من الأزمة الإنسانية.، في حين استشهد 15 شخصا في غارتين إسرائيليتين في القطاع، بحسب الدفاع المدني، بعد أسبوعين على استئناف الدولة العبرية هجماتها.
وتعليقا على ذلك، اكد مساعد وزير الخارجية البريطاني هاميش فالكونر اليوم الأربعاء أن المملكة المتحدة "لا تؤيد" توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، معربا عن "قلقه العميق" إزاء استئناف القصف المكثف على القطاع.
وقال فالكونر إن "المملكة المتحدة لا تؤيد توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية". وأضاف "استمرار القتال وإراقة الدماء ليس في مصلحة أحد. على جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، احترام القانون الإنساني الدولي".
في الاثناء، قالت حركة حماس إن محاولات "الاحتلال" الإسرائيلي في تنفيذ مخططاته عبر ضرب السلم الأهلي وإشاعة الفلتان في قطاع غزة لن تنجح، مؤكدة أنها تقف بقوة خلف الأجهزة الأمنية في إنفاذ القانون.
وأكدت حماس، في بيان أورده المركز الفلسطيني للإعلام اليوم الأربعاء، أن "إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر الشرطة في مدينة دير البلح، أثناء أدائه واجبه الوطني هي جريمة مستنكرة، ويجب محاسبة مرتكبيها بقوة وحزم".
وأوضحت أن "هذه الجريمة تخدم أهداف الاحتلال في محاولة كسر الجبهة الداخلية الفلسطينية وإشاعة الفلتان والفساد، وصولا إلى هدف تهجير أبناء الشعب الفلسطيني".
وشددت حماس أن "هذه الجريمة تستوجب من الجهات المسؤولة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التعاون مع الاحتلال في مخططاته الإجرامية".
وثمنت دور "الوجهاء والمخاتير الذين تصدوا للاحتلال ومخططاته لكسر الجبهة الداخلية عبر قصف قوات الشرطة وقوات تأمين المساعدات تارة، واستخدام جريمة التجويع تارة أخرى، ومحاولة إغراء العائلات".
ودعت حماس إلى "الوقوف صفا واحدا أمام مساعي الاحتلال المستمرة لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي".
واستشهد شرطي فلسطيني أمس، على يد خارجين عن القانون في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
واستأنفت إسرائيل القصف المكثف على قطاع غزة في 18 مارس بعد هدنة بدأ تطبيقها في 19 يناير إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي. كما بدأت هجوما بريا جديدا، منهية بذلك وقفا لإطلاق النار استمر قرابة شهرين بعدما وصلت المفاوضات بشأن مراحله التالية إلى طريق مسدود.
ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس استشهاد 1042 شخصا في الهجمات الإسرائيلية، ما يرفع حصيلة الشهداء في القطاع الفلسطيني منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم دام لحركة حماس على إسرائيل، إلى 50399.
وندّد منتدى عائلات الرهائن اليوم الأربعاء بإعلان وزارة الدفاع "المروع".
وقال أقرباء الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس، "عوضا عن تحرير الرهائن بواسطة اتفاق ووضع حد للحرب، ترسل الحكومة الإسرائيلية المزيد من الجنود إلى غزة للقتال في المناطق ذاتها التي سبق أن قاتلت فيها مرارا".
وأضافوا "فسّروا لنا كيف تخدم هذه العملية هدف إعادة الرهائن وكيف تنوون تفادي تعرضيهم للخطر".
وكان كاتس أعلن في 21 مارس أنه أمر الجيش "بالسيطرة على المزيد من الأراضي في غزة".
وحذّر بأنه "كلما رفضت حماس الإفراج عن الرهائن، خسرت المزيد من الأراضي التي ستضمّها إسرائيل"، متوعدا بـ"الاحتلال الدائم... للمناطق العازلة" داخل القطاع.
وبعد فترة وجيزة من إعلان كاتس اليوم الأربعاء، أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة عن استشهاد 15 شخصا على الأقل بينهم أطفال في غارتين إسرائيليتين استهدفتا فجرا منزلين في رفح (جنوب) والنصيرات (وسط).
وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إلى سقوط "13 شهيدا وعشرات المصابين جراء قصف طائرات الاحتلال فجر اليوم لمنزل يؤوي نازحين في وسط خان يونس، عدد منهم من الأطفال" فيما سقط "شهيدان آخران إثر استهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي فجرا لمنزل في مخيم النصيرات".
ومنذ الثاني من مارس، أوقفت إسرائيل السماح للمساعدات بدخول قطاع غزة، ما زاد من الأزمة الإنسانية.
وأغلقت بعض الأفران ابوابها بسبب نقص الطحين.
وقال محمود شيخ خليل لوكالة فرانس برس "الوضع صعب، لا يوجد طحين، لا خبز، لا طعام، لا ماء".
وكان الجيش الإسرائيلي أنذر مجددا اليوم سكان ثلاث مناطق في جنوب قطاع غزة بإخلائها قبل قصفها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد دعا في وقت سابق من الاسبوع الماضي حركة حماس إلى إلقاء السلاح، مؤكدا أنه "سيُسمح لقادتها بمغادرة" قطاع غزة.
وأعلنت حماس وإسرائيل السبت تلقي اقتراح جديد من الدول الوسيطة، مصر وقطر والولايات المتحدة، لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
وقال نتانياهو "في ما يتعلق بحماس في غزة فإن الضغط العسكري فعال ونحن نتفاوض تحت النيران، ونرى تصدعات بدأت تظهر" في مطالب الحركة في المفاوضات غير المباشرة.