قطر والكويت.. علاقات تاريخية وشراكة استراتيجية شاملة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
ظلت العلاقات القطرية الكويتية على الدوام قوية وراسخة، يعززها التنسيق عالي المستوى بين القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وحرصهما الدائم على دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، الأمر الذي حول العلاقات التاريخية بين البلدين من علاقات تعاون ثنائي إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتكامل في مختلف المجالات.
وتجمع الدولتين علاقات وأواصر تتجاوز حدود مفاهيم الدبلوماسية والجغرافيا، وتضرب جذورها في أعماق التاريخ، كما كانت هذه العلاقات مثالا حيا على التكامل والتعاضد والتعاون بين الأشقاء ليس في منطقة الخليج العربي فحسب وإنما في المنطقة العربية بأسرها.
ويرتبط البلدان الشقيقان بعلاقات ذات خصوصية متميزة تحمل سمات مشتركة، مبنية على وحدة المصير والهدف، والسعي المشترك لتحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية التي تحقق آمال شعبيهما، وهو ما ينسجم مع إصرار القيادتين السياسيتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين على الدفع والارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى وأكثر تكاملا.
وتميزت هذه العلاقات بالقوة على كافة المستويات، خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت تطورا واسعا، عكسه تقارب وجهات نظر البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، فضلا عن تقارب الرؤى المشتركة حول الملفات الإقليمية والدولية، ولذلك يتبادل كبار المسؤولين في البلدين بشكل دائم الزيارات والرسائل والاتصالات، وهو ما يبرهن على الشراكة المتميزة التي تربط بين قطر والكويت، والمنزلة الرفيعة والمكانة الاستثنائية لدولة الكويت في قلوب القطريين أميرا وحكومة وشعبا.
وفي مؤشر على عمق وخصوصية العلاقات القطرية - الكويتية، وبتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تم إطلاق اسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل، على مشروع طريق المحور /محور صباح الأحمد/، الذي يمثل شريانا حيويا جديدا للطرق بدولة قطر، ويمتد من جنوب الدوحة إلى شمالها، وذلك تعبيرا عن شكر قطر وحبها وامتنانها لقائد عربي كبير، تميز بمواقفه المشرفة تجاه وطنه وأشقائه العرب، وأمته الإسلامية على امتداد العالم، حتى استحق عن جدارة لقب /أمير الإنسانية/.
كما شكلت هذه الخطوة مؤشرا على مكانة ومنزلة هذا القائد العربي الكبير في قلب قطر أميرا وحكومة وشعبا، وجاء تدشين هذا الطريق متزامنا مع مشاركة دولة قطر للأشقاء بدولة الكويت احتفالاتهم بالذكرى الـ58 لعيدها الوطني، والذكرى الـ 28 لتحريرها.
وتغطي علاقات التعاون بين قطر والكويت، المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والعسكرية والأمنية والتعليمية والسياحية والفنية، وقد تم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو عام 2002، من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين، تشمل كافة مناحي التعاون، والبحث عن آفاق أرحب للتآخي بينهما.
وفي نوفمبر من العام 2020، عقدت اللجنة دورتها الخامسة عبر تقنية الاتصال المرئي، وجرى خلالها استعراض علاقات التعاون الثنائي، وتعزيز التعاون، وتحقيق المزيد من التكامل في مختلف القطاعات، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما جرى توقيع خمس مذكرات تفاهم، للتعاون في مجالات تشجيع الاستثمار المباشر، وشؤون الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، والشؤون الإسلامية ، وفي المجالات الزراعية المختلفة، وفي مجالات تحسين أعمال تنفيذ وإنشاء وصيانة الطرق.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: دولة قطر دولة الكويت
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد والرئيس الإندونيسي يبحثان علاقات البلدين وشراكتهما الاقتصادية الشاملة
أبوظبي/وام
بحث صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبرابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، اليوم، العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، خاصة في المجالات التنموية وفرص تطويرها في إطار شراكتهما الاقتصادية الشاملة، بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة ورؤاهما تجاه مستقبل أكثر تنمية وازدهاراً لشعبيهما.
ورحب سموّه، في بداية جلسة المباحثات التي عقدها الجانبان بقصر الوطن في أبوظبي، بزيارة الرئيس الإندونيسي إلى بلده الثاني دولة الإمارات، وأعرب سموّه عن تمنياته التوفيق لرئيس جمهورية إندونيسيا في قيادة إندونيسيا إلى مزيد من التقدم والنماء، متطلعاً سموّه إلى أن تسهم الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون المثمر بين البلدين خلال المرحلة المقبلة ومواصلة البناء على العلاقات الوثيقة التي تجمعهما لما فيه الخير للجانبين.
واستعرض سموّه والرئيس الإندونيسي مسارات التعاون والعمل المشترك، خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والطاقة المتجددة والبنية التحتية، إضافة إلى الأمن الغذائي والعمل المناخي والتعليم والصحة وغيرها من المجالات التي تعزز التنمية المشتركة، مشيرين إلى أن للعلاقات بين دولة الإمارات وإندونيسيا عمقاً ثقافياً كبيراً يسهم في تعزيز جانبها الشعبي.
كما بحث الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مؤكدين في هذا السياق دعم دولة الإمارات وإندونيسيا العمل الدولي متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق التنمية والازدهار للجميع، مشددين على نهجهما الداعي إلى السلام والاستقرار وحل المشكلات والأزمات المختلفة من خلال الطرق السلمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأعرب صاحب السموّ رئيس الدولة، خلال اللقاء، عن تقديره للدور المهم الذي يقوم به الرئيس برابوو سوبيانتو في تعزيز علاقات البلدين، كما ثمن سموّه دور الرئيس السابق جوكو ويدودو في ازدهار العلاقات الإماراتية ـ الإندونيسية التي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً نوعياً خاصة في المجالات التنموية.
وقال سموّه، في هذا السياق، إن حجم التجارة غير النفطية بين البلدين ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 12% مقارنة بعام 2022 ووصل إلى 4.6 مليار دولار، مشيراً سموّه إلى أن البلدين يمضيان في تحقيق هدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بالوصول بحجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.
وأشار سموّه إلى تعاون البلدين المثمر في مشروعات مشتركة في مجال الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة والعمل المناخي والذكاء الاصطناعي والتعليم والصحة والأمن الغذائي وغيرها.
من جانبه أعرب الرئيس الإندونيسي عن شكره وتقديره لصاحب السموّ رئيس الدولة، لحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق خلال الزيارة، متطلعاً إلى مواصلة ترسيخ العلاقات بين دولة الإمارات وإندونيسيا خلال المرحلة المقبلة، ورحّب في هذا السياق بالاتفاقيات التي أعلنها الجانبان، اليوم، في مجالات متنوعة، مؤكداً أنها تسهم في تطوير آفاق التعاون المشترك بين البلدين.
وكتب الرئيس الإندونيسي كلمة في سجل الزوار عبّر خلالها عن تمنياته بالمزيد من التقدم والازدهار في مسار تطور العلاقات الإماراتية ـ الإندونيسية بما يعود بالخير والنماء على شعبي البلدين.
وأقام صاحب السموّ رئيس الدولة، مأدبة غداء تكريماً لفخامة الرئيس الإندونيسي والوفد المرافق.
حضر جلسة المباحثات والمأدبة كل من سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وسموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وسموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
كما حضرهما الوفد المرافق للرئيس الإندونيسي، الذي يضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين في إندونيسيا.