تحت وطأة صواريخ حزب الله: قلق إسرائيلي مستمر
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
تشكل القدرات العسكرية لحزب الله اللبناني، حالة مستمرة من القلق لدى المسؤولين الإسرائيليين، خاصة في ظل الصواريخ الدقيقة والباليستية التي يمكن أن تستهدف المدن والمنشآت الحيوية في "اسرائيل"، والمخاوف الكبيرة لدى المستوطنين في المناطق الشمالية.
ويمتلك حزب الله شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ في جنوب لبنان تمكنه من تحريك قواته وشن هجمات مفاجئة على الحدود مع "إسرائيل"، بحيث تعتبر هذه القدرات من وجهة نظر "تل أبيب" تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار في الجليل الأعلى، كما أنها تزيد من احتمالية اندلاع صراع مسلح يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن إطلاق الصواريخ الدقيقة من لبنان على مواقع حساسة في "إسرائيل" يعتبر خطرا يمكن أن يعزز من قدرات "حزب الله" في حالة اندلاع الحرب.
ونقلت هذه التقارير عن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، تصريحات تشير إلى وجود قدرات صاروخية هائلة تمتد من شمال إسرائيل إلى الجنوب.
المستوطنين في الشمالوفي سياق متصل، أعرب إيلان لوتان، المسؤول السابق في "الشاباك" الإسرائيلي، عن مخاوفه بشأن احتمال عودة المستوطنين إلى منازلهم في شمال البلاد دون خوض معركة عسكرية واسعة النطاق.
من جهتها، أكدت زهافا غالؤون، الرئيسة السابقة لحزب "ميرتس"، على عدم قدرة "إسرائيل" على التصدي للتحديات في جبهتين، معتبرة أن التحرك الحالي يتجاهل الواقع السياسي والعسكري.
وأضافت أن حكومة الطوارئ الإسرائيلية تسعى بشكل رئيسي إلى منع التصعيد والتهديدات المحتملة من وزير الأمن، يوآف غالانتس، في المنطقة الشمالية.
"كريات شمونة"في سياق متصل، أعرب رئيس بلدية مستوطنة "كريات شمونة"، أفيخاي شتيرن، عن قلقه إزاء الوضع الراهن في الشمال، مشيرا إلى أن المستوطنين يعيشون حالة لا تحتمل وتحت ضغط شديد منذ أربعة أشهر.
وطرح شتيرن تساؤلات حول المستقبل بعد الرسائل الواضحة التي أرسلها وزير الأمن، يوآف غالانت، والأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بشأن قدرات الجيش الإسرائيلي ووصول صواريخ المقاومة إلى منطقة إيلات.
وأشار إلى الوضع الحالي للمستوطنين الذين يجدون أنفسهم خارج منازلهم منذ فترة، معبرا عن قلقه من أهداف محتملة في الشمال والظروف التي قد يتم فيها إعادتهم إلى منازلهم.
صعوبة الحركةوتحدث رئيس مجلس "مرغليوت"، إيتان دافيدي، عن الوضع غير المقبول في المستوطنة وصعوبة حركة السكان فيها، معربا عن عدم قدرتهم على المناورة والاضطلاع بحياتهم بشكل طبيعي.
وأكد رئيس مجلس الجليل الأعلى، غيورا زالتس، في تصريحات لصحيفة "هآرتس"، على عدم مشاركة الحكومة في دعم المستوطنين في هذه المرحلة الحرجة، مما يعكس مدى الإحباط الذي يسود بين السكان في الشمال.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
غارات إسرائيلية تهز بيروت وتستهدف رئيس قسم العمليات بحزب الله.. من هو محمد حيدر؟
في تصعيد للصراع في لبنان، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على العاصمة بيروت، مستهدفة منطقة البسطة الفوقا، حيث دمر القصف الإسرائيلي مبنى مكون من 8 طوابق بشكل كامل، مما أسفر عن سقوط 11 قتيلًا، كما كان الهجوم يستهدف محمد حيدر، أحد القياديين البارزين في حزب الله، والذي يشغل منصبًا حيويًا في الحزب.
من محمد حيدر
محمد حيدر، المعروف بلقب "أبو علي حيدر"، يعد واحدًا من أبرز القياديين في حزب الله وأكثرهم تأثيرًا.
شغل حيدر عدة مناصب أمنية وعسكرية هامة في الحزب، منها كونه نائبًا في مجلس النواب اللبناني بين عامي 2005 و2009، وكان له دور محوري في بناء الأجهزة الأمنية لحزب الله، وهو يعد العقل المدبر وراء غرفة العمليات العسكرية للحزب، ويتحمل مسؤولية التنسيق بين مختلف العمليات الأمنية والعسكرية للحزب، سواء في لبنان أو في سوريا.
وكانت لحيدر صلة قرابة مع عدد من القياديين البارزين في حزب الله، مثل محمد عفيف ووفيق صفا، الذي يشغل منصب مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب.
كما كان أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس الجهاد، الذي يعتبر بمثابة هيئة عليا مختصة بالتخطيط والتنفيذ العملياتي لحزب الله.
دوره في العمليات العسكرية
كان حيدر يتولى مسؤولية التنسيق والإشراف على مقاتلي حزب الله في سوريا، حيث يعتبر مسؤولًا عن الجناح العسكري للحزب في الصراع السوري. بعد اغتيال عماد مغنية في عام 2008، ثم مصطفى بدر الدين في 2016، أصبح حيدر واحدًا من الشخصيات الأكثر نفوذًا في الحزب.
كما كان له دور كبير في تأمين وجود الحزب في جنوب لبنان وكذلك في الحرب في سوريا، حيث تنامى تأثيره بشكل ملحوظ في أعقاب هذه الاغتيالات.
محاولات اغتيال سابقة
لم تكن هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها محمد حيدر من قبل الطيران الإسرائيلي، ففي 25 أغسطس 2019، شنت إسرائيل هجومًا بالطائرات المسيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان الهدف من الهجوم اغتيال حيدر، ولكن المحاولة باءت بالفشل.
وقد تم استهداف نفس المنطقة مجددًا في غارات اليوم، مما يثير التساؤلات حول محاولات إسرائيل المستمرة لتقويض القيادة العسكرية والأمنية لحزب الله.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عدة غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله في بيروت، واستخدمت الطائرات الإسرائيلية قنابل خارقة للتحصينات في هجماتها، مما يشير إلى دقة الهجوم وهدفه الاستراتيجي المحدد.
وهذه الغارات تأتي في وقت حساس، حيث كانت بيروت قد شهدت عدة هجمات إسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية.
والأسبوع الماضي، تعرضت منطقة مار الياس للقصف، وكذلك منطقة رأس النبع التي شهدت اغتيال المسؤول الإعلامي لحزب الله محمد عفيف، ومنطقة زقاق البلاط، التي تبعد مسافة 500 متر فقط عن مقر الحكومة والبرلمان، تعرضت هي الأخرى للقصف، مما يشير إلى أن إسرائيل تستهدف بشكل متزايد أهدافًا قريبة من المركز السياسي في لبنان.