كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مخاوف داخل إدارة بايدن بعد تقارير استخباراتية تفيد باستعداد روسيا لوضع سلاح نووي في الفضاء، وهي المخاوف التي دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للطلب من الصين والهند محاولة التحدث مع روسيا.

وتقول الصحيفة إن وكالات التجسس والاستخبارات الأمريكية اكتشفت أن روسيا  تعمل على نوع جديد من الأسلحة الفضائية التي يمكن أن تهدد آلاف الأقمار الصناعية التي تبقي العالم متصلاً، وإن إطلاقا قيد الإعداد من موسكو لتثبيت "سلاح نووي" في الفضاء من شأنه أن يتسبب في كارثة عالمية.

اقرأ أيضاً

أين روسيا والصين من الحرب؟

ماذا سيفعل "النووي الفضائي"؟

صحيح أن هذا السلاح لن يتسبب في تدمير البشر، مثل ما يمكن أن يحدث عند استخدامه على الأرض، لكنه سيدمر الأقمار الصناعية المنتشرة في مداراتها المختلفة، ما سيتسبب في انهيار أنظمة الاتصالات العالمية، ويجعل كل شيء من خدمات الطوارئ إلى الهواتف المحمولة إلى تنظيم المولدات والمضخات يتعطل، بحسب تقديرات الوكالات الأمريكية.

وتضيف الصحيفة: سوف ينتشر الحطام الناتج عن الانفجار في جميع أنحاء المدار الأرضي المنخفض ويجعل الملاحة صعبة إن لم تكن مستحيلة لكل شيء بدءًا من أقمار ستارلينك الصناعية، المستخدمة للاتصالات عبر الإنترنت، وحتى أقمار التجسس الصناعية.

قنبلة كامنة

وتعتقد الوكالات الاستخباراتية الأمريكية بأنه حتى  لو قامت روسيا بوضع سلاح نووي في المدار، فإن المسؤولين الأمريكيين متفقون على تقييمهم بأن السلاح لن يتم تفجيره، بل سيبقى مثل قنبلة موقوتة في مدار منخفض، باعتباره تذكرة من بوتين بأنه إذا تعرض لعقوبات ضاغطة أو مقاومة عسكرية لطموحاته في أوكرانيا أو غيرها فإنه قد يدمر اقتصادات دول من دون استهداف البشر على الأرض، وفقا لما أوردته "نيويورك تايمز".

اقرأ أيضاً

رغم نفي ماسك.. رئيس المخابرات الأوكرانية: روسيا تستخدم نظام ستارلينك

تحذير الصين والهند

وقالت الصحيفة إن تلك التقديرات دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتحدث حولها مع نظيريه الصيني والهندي خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذي تجري أعماله حاليا.

"وكانت رسالة بلينكن للصين والهند صريحة: أي تفجير نووي في الفضاء لن يؤدي إلى تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية فحسب، بل أيضًا تلك الموجودة في بكين ونيودلهي"، كما تورد الصحيفة.

وتعول واشنطن على ممارسة بكين ونيودلهي الضغوط اللازمة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكون الأخير يزدري واشنطن ولا يقبل منها تدخلا، لا سيما منذ اشتعال التوترات بين الجانبين منذ غزو أوكرانيا.

وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض مسؤولي المخابرات اعترضوا على مشاركة الكثير مما تعرفه الولايات المتحدة لأن تفاصيل البرنامج الروسي لا تزال سرية للغاية.

لكن آخرين جادلوا بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى مشاركة ما يكفي لإقناع الصين والهند بخطورة التهديد.

وقال المسؤولون إنه خلال اجتماعات ميونخ، أخذ الرجلان (وزيرا خارجية الصين والهند) المعلومات، وكرر الأول عبارات الصين المعتادة حول أهمية الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.

وقال النائب مايكل والتز، الجمهوري عن ولاية فلوريدا وعضو مجلس المخابرات بمجلس النواب: "الاعتماد على أكبر خصم لنا لإيصال الرسائل إلى موسكو ليس ممارسة عظيمة، لكن في هذه الحالة، إذا كانت التقارير صحيحة، فسيكون للصين مصلحة خاصة في إيصال الرسالة"، بحسب الصحيفة.

اقرأ أيضاً

بوتين: الهزيمة بأوكرانيا مستحيلة.. وعلاقتنا بواشنطن لن تتغير بتغير الرئيس

كوريا الشمالية ودول أخرى

وحتى لو لم يتم استخدامها، تقول "نيويورك تايمز" إن المسؤولون الأمريكيون قلقون من إنه إذا نشر بوتين السلاح النووي الفضائي في مدار أرضي منخفض، وانتهك معاهدة الفضاء الخارجي التي تحظر وضع أسلحة نووية فضائية والتي تم توقيعها بين أمريكا والاتحاد السوفيتي عام 1967، فإن دولا أخرى، مثل كوريا الشمالية، ستحذو حذو موسكو.

وقال أحد كبار مسؤولي الاستخبارات، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل النووية الحساسة، إنه يعتقد أن روسيا تعمل على تطوير أسلحة نووية في الفضاء لأن بوتين يعتقد أن أياً من خصومه، بما في ذلك الولايات المتحدة، لن يخاطر بمواجهة مباشرة مع روسيا. روسيا بشأن نشر قمر صناعي مسلح نوويا.

ليس كتدمير لوس أنجلوس أو لندن

وقال مسؤول استخباراتي آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لنفس السبب، إن بوتين ربما يراهن على أن التهديد بحدوث انفجار نووي في الفضاء يختلف عن التهديد بتدمير لوس أنجلوس أو لندن. وأضاف المسؤول أن بوتين سيهدد الأجهزة وليس الأشخاص، وهو ما قد يعتقد أنه يمنحه حرية أكبر لنشر القمر الصناعي الجديد.

وعلناً، وصف البيت الأبيض السلاح الروسي الجديد بأنه تكنولوجيا مضادة للأقمار الصناعية، ولم يقدم أي تفاصيل، لكن المسؤولين أصروا على أنها لا تشكل تهديدا مباشرا للبشر.

وقال جون كيربي، وهو مسؤول كبير في الأمن القومي، للصحفيين: "نحن لا نتحدث عن سلاح يمكن استخدامه لمهاجمة البشر أو التسبب في دمار مادي هنا على الأرض".

اقرأ أيضاً

الكونجرس الأمريكي: تهديد فضائي محتمل من روسيا والصين

تحذير بالكونجرس

وأثيرت القضية في العلن بعدما أصدر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي مايك تيرنر، قبل أيام، بيانا استثنائيا حذر فيه من "تهديد خطير" للأمن القومي الأمريكي، مطالبا الرئيس بايدن برفع السرية عنه.

وعلى إثر ذلك، أطلع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الخميس، قادة الكونجرس على معلومات بشأن السلاح المزعوم.

ووفقا للصحيفة، فإن تيرنز لجأ إلى تصريحاته العلنية، التي أغضبت البيت الأبيض، بسبب شعوره بالإحباط من أن الإدارة الأمريكية لم تأخذ الأمر على محمل الجد، وهو ما ينفيه البيت الأبيض.

بايدن يتحرك

وأمام هذه التطورات، قال كيربي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ التحرك في عدة اتجاهات، وطلب التواصل الدبلوماسي المباشر مع روسيا بشأن هذه المسألة.

أيضا، بدأ البيت الأبيض في سلسلة اتصالات مع قيادات الكونجرس، وأخرى دبلوماسية مع حلفاء للولايات المتحدة حول العالم، والدول الأخرى "التي باتت مصالحها على المحك بسبب التحرك الروسي".

المصدر | ديفيد إي. سانجر وجوليان إي. بارنز / نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا بوتين سلاح نووي الفضاء أقمار صناعية العلاقات الأمريكية الروسية الصين الهند نیویورک تایمز الصین والهند البیت الأبیض فی الفضاء اقرأ أیضا نووی فی

إقرأ أيضاً:

تايمز: بنادق الجيش البريطاني القديمة موضع سخرية في أوروبا

قالت صحيفة تايمز إن الجيوش الأوروبية وجنود حلف شمال الأطلسي (ناتو) "سخروا" من الجنود البريطانيين بسبب بنادقهم القديمة التي لا تمكنهم من منافسة روسيا في ساحة المعركة.

وقال أحد كبار الضباط العاملين إن الجيش كان يستخدم بندقية القنص "115 إيه 3″، بينما كان حلفاء آخرون يستخدمون نماذج "إيه إكس" المطورة من الشركة نفسها، والتي كانت أخف وزنا ومجهزة بمناظر أكثر قدرة على الرؤية من المسافات البعيدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: إسرائيل تصعّد بعدة جبهات وتخشى انسحابا أميركيا من سورياlist 2 of 2فايننشال تايمز: واشنطن غدت اليوم عدوة للغربend of list

وقال مصدر بريطاني للصحيفة إن "الأوروبيين كان يحبون كل معداتنا لكنهم الآن يسخرون منها"، مضيفا أن القناصة من أحد جيوش الناتو في أوروبا الشرقية أصيبوا "بذهول" مما تعتمد عليه المملكة المتحدة لإطلاق النار.

ولم تكن المشكلة فقط في القناصة والوحدات المتخصصة التي تستخدم معدات تم نشرها لأول مرة في أفغانستان عام 2008، ولكن أيضًا في بندقية المشاة القياسية "إس إيه 80" التي تستخدمها الوحدات النظامية في الجيش البريطاني منذ 4 عقود، وهي تستخدم طلقة 5.56 ملم صُممت لاختراق خوذة روسية عفا عليها الزمن.

وقال المصدر "إنها واحدة من أثقل بنادق الهجوم وأخرقها وأقلها تحديثا"، مضيفًا أنه لم يعد أحد يصنعها، بعد أن قدم الجيش الأميركي عيارا جديدا من الذخيرة، وهي طلقة هجينة مقاس 6.8 ملم لبنادق "إكس إم 7″ و"إكس إم 250".

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى أن الطلقة مقاس 6.8 ملم أكثر فتكًا من تلك التي مقاسها 5.56 ملم كما يمكنها إصابة الأهداف على مدى أكبر، وقال مصدر في الصناعة العسكرية إن الدروع الواقية للبدن قد تحسنت وإن أحدث درع للجسم روسي، يشبه الدروع الواقية للبدن "من المستوى 4″، أعلى معيار، وهو مصمم للتصدي لنيران البندقية الروسية 7.62 ملم.

جندي بريطاني يعرض بندقية SA80 A1 (يمين) وبندقية SA80 A2 (رويترز)

وذكرت الصحيفة أن الجيش يخطط لاستبدال البندقية التي خضعت لترقيات متعددة، من خلال مشروع "المبادرة لاستبدال البندقية القياسية للجيش"، وهو لا يزال في مرحلة التصور.

وقد أثار الجنود الذين خدموا في العراق وأفغانستان قضية عدم القدرة على قتل أهداف غير محمية من دون إطلاق النار عليها عدة مرات، وقال اللواء الأميركي روبرت سكيلز في جلسة استماع بمجلس الشيوخ "أعتقد أن الجيش يدرك عالميا أن رصاصة 5.56 لا يمكنها هزيمة الدروع الواقية الروسية".

وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي لأعضاء مجلس الشيوخ "ندرك أن رصاصة 5.56 لا تخترق أنواعا من الدروع الواقية، والدول المعادية تبيع هذه الأشياء على الإنترنت بنحو 250 دولارًا".

مقالات مشابهة

  • الصين تقول إن إنفاقها الدفاعي «ضروري» بعد تصريحات بوتين
  • مع نيويورك تايمز.. اكتب مقالًا ولا تُجرِ حوارًا
  • نيويورك تايمز: نظرة ترامب للحلفاء الأوروبيين تثير القلق
  • تايمز: بنادق الجيش البريطاني القديمة موضع سخرية في أوروبا
  • الصين تدخل في منافسة مع إيلون ماسك على الإنترنت الفضائي.. فيديو
  • لافروف: "توافق نووي" بين روسيا وإيران
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تتسامح مع تخريب روسيا لأوروبا
  • الفلاسي: زيارة وفد الإمارات إلى إيطاليا عززت التعاون الفضائي بين البلدين
  • نيويورك تايمز: رغم استعراض ترامب وماكرون لصداقتهما لم يتمكنا من إخفاء خلافهما بشأن أوكرانيا
  • الصين بعد تصريحات بوتين: الإنفاق الدفاعي المحدود "ضروري"