نيويورك تايمز: نووي بوتين الفضائي يثير الذعر بأمريكا.. وبلينكن يوسط الصين والهند
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مخاوف داخل إدارة بايدن بعد تقارير استخباراتية تفيد باستعداد روسيا لوضع سلاح نووي في الفضاء، وهي المخاوف التي دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للطلب من الصين والهند محاولة التحدث مع روسيا.
وتقول الصحيفة إن وكالات التجسس والاستخبارات الأمريكية اكتشفت أن روسيا تعمل على نوع جديد من الأسلحة الفضائية التي يمكن أن تهدد آلاف الأقمار الصناعية التي تبقي العالم متصلاً، وإن إطلاقا قيد الإعداد من موسكو لتثبيت "سلاح نووي" في الفضاء من شأنه أن يتسبب في كارثة عالمية.
اقرأ أيضاً
أين روسيا والصين من الحرب؟
ماذا سيفعل "النووي الفضائي"؟صحيح أن هذا السلاح لن يتسبب في تدمير البشر، مثل ما يمكن أن يحدث عند استخدامه على الأرض، لكنه سيدمر الأقمار الصناعية المنتشرة في مداراتها المختلفة، ما سيتسبب في انهيار أنظمة الاتصالات العالمية، ويجعل كل شيء من خدمات الطوارئ إلى الهواتف المحمولة إلى تنظيم المولدات والمضخات يتعطل، بحسب تقديرات الوكالات الأمريكية.
وتضيف الصحيفة: سوف ينتشر الحطام الناتج عن الانفجار في جميع أنحاء المدار الأرضي المنخفض ويجعل الملاحة صعبة إن لم تكن مستحيلة لكل شيء بدءًا من أقمار ستارلينك الصناعية، المستخدمة للاتصالات عبر الإنترنت، وحتى أقمار التجسس الصناعية.
قنبلة كامنةوتعتقد الوكالات الاستخباراتية الأمريكية بأنه حتى لو قامت روسيا بوضع سلاح نووي في المدار، فإن المسؤولين الأمريكيين متفقون على تقييمهم بأن السلاح لن يتم تفجيره، بل سيبقى مثل قنبلة موقوتة في مدار منخفض، باعتباره تذكرة من بوتين بأنه إذا تعرض لعقوبات ضاغطة أو مقاومة عسكرية لطموحاته في أوكرانيا أو غيرها فإنه قد يدمر اقتصادات دول من دون استهداف البشر على الأرض، وفقا لما أوردته "نيويورك تايمز".
اقرأ أيضاً
رغم نفي ماسك.. رئيس المخابرات الأوكرانية: روسيا تستخدم نظام ستارلينك
تحذير الصين والهندوقالت الصحيفة إن تلك التقديرات دفعت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتحدث حولها مع نظيريه الصيني والهندي خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذي تجري أعماله حاليا.
"وكانت رسالة بلينكن للصين والهند صريحة: أي تفجير نووي في الفضاء لن يؤدي إلى تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية فحسب، بل أيضًا تلك الموجودة في بكين ونيودلهي"، كما تورد الصحيفة.
وتعول واشنطن على ممارسة بكين ونيودلهي الضغوط اللازمة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكون الأخير يزدري واشنطن ولا يقبل منها تدخلا، لا سيما منذ اشتعال التوترات بين الجانبين منذ غزو أوكرانيا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض مسؤولي المخابرات اعترضوا على مشاركة الكثير مما تعرفه الولايات المتحدة لأن تفاصيل البرنامج الروسي لا تزال سرية للغاية.
لكن آخرين جادلوا بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى مشاركة ما يكفي لإقناع الصين والهند بخطورة التهديد.
وقال المسؤولون إنه خلال اجتماعات ميونخ، أخذ الرجلان (وزيرا خارجية الصين والهند) المعلومات، وكرر الأول عبارات الصين المعتادة حول أهمية الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.
وقال النائب مايكل والتز، الجمهوري عن ولاية فلوريدا وعضو مجلس المخابرات بمجلس النواب: "الاعتماد على أكبر خصم لنا لإيصال الرسائل إلى موسكو ليس ممارسة عظيمة، لكن في هذه الحالة، إذا كانت التقارير صحيحة، فسيكون للصين مصلحة خاصة في إيصال الرسالة"، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضاً
بوتين: الهزيمة بأوكرانيا مستحيلة.. وعلاقتنا بواشنطن لن تتغير بتغير الرئيس
كوريا الشمالية ودول أخرىوحتى لو لم يتم استخدامها، تقول "نيويورك تايمز" إن المسؤولون الأمريكيون قلقون من إنه إذا نشر بوتين السلاح النووي الفضائي في مدار أرضي منخفض، وانتهك معاهدة الفضاء الخارجي التي تحظر وضع أسلحة نووية فضائية والتي تم توقيعها بين أمريكا والاتحاد السوفيتي عام 1967، فإن دولا أخرى، مثل كوريا الشمالية، ستحذو حذو موسكو.
وقال أحد كبار مسؤولي الاستخبارات، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل النووية الحساسة، إنه يعتقد أن روسيا تعمل على تطوير أسلحة نووية في الفضاء لأن بوتين يعتقد أن أياً من خصومه، بما في ذلك الولايات المتحدة، لن يخاطر بمواجهة مباشرة مع روسيا. روسيا بشأن نشر قمر صناعي مسلح نوويا.
ليس كتدمير لوس أنجلوس أو لندنوقال مسؤول استخباراتي آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لنفس السبب، إن بوتين ربما يراهن على أن التهديد بحدوث انفجار نووي في الفضاء يختلف عن التهديد بتدمير لوس أنجلوس أو لندن. وأضاف المسؤول أن بوتين سيهدد الأجهزة وليس الأشخاص، وهو ما قد يعتقد أنه يمنحه حرية أكبر لنشر القمر الصناعي الجديد.
وعلناً، وصف البيت الأبيض السلاح الروسي الجديد بأنه تكنولوجيا مضادة للأقمار الصناعية، ولم يقدم أي تفاصيل، لكن المسؤولين أصروا على أنها لا تشكل تهديدا مباشرا للبشر.
وقال جون كيربي، وهو مسؤول كبير في الأمن القومي، للصحفيين: "نحن لا نتحدث عن سلاح يمكن استخدامه لمهاجمة البشر أو التسبب في دمار مادي هنا على الأرض".
اقرأ أيضاً
الكونجرس الأمريكي: تهديد فضائي محتمل من روسيا والصين
تحذير بالكونجرسوأثيرت القضية في العلن بعدما أصدر رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي مايك تيرنر، قبل أيام، بيانا استثنائيا حذر فيه من "تهديد خطير" للأمن القومي الأمريكي، مطالبا الرئيس بايدن برفع السرية عنه.
وعلى إثر ذلك، أطلع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الخميس، قادة الكونجرس على معلومات بشأن السلاح المزعوم.
ووفقا للصحيفة، فإن تيرنز لجأ إلى تصريحاته العلنية، التي أغضبت البيت الأبيض، بسبب شعوره بالإحباط من أن الإدارة الأمريكية لم تأخذ الأمر على محمل الجد، وهو ما ينفيه البيت الأبيض.
بايدن يتحركوأمام هذه التطورات، قال كيربي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ التحرك في عدة اتجاهات، وطلب التواصل الدبلوماسي المباشر مع روسيا بشأن هذه المسألة.
أيضا، بدأ البيت الأبيض في سلسلة اتصالات مع قيادات الكونجرس، وأخرى دبلوماسية مع حلفاء للولايات المتحدة حول العالم، والدول الأخرى "التي باتت مصالحها على المحك بسبب التحرك الروسي".
المصدر | ديفيد إي. سانجر وجوليان إي. بارنز / نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا بوتين سلاح نووي الفضاء أقمار صناعية العلاقات الأمريكية الروسية الصين الهند نیویورک تایمز الصین والهند البیت الأبیض فی الفضاء اقرأ أیضا نووی فی
إقرأ أيضاً:
حرب تجارية جديدة على الأبواب.. الصين والهند في مرمى سياسات «ترامب»
وسط تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على مستوردي النفط الروسي، حذرت صحيفة صينية، “من أن فرض هذه الرسوم قد يؤدي إلى تفاقم الخلافات بين الولايات المتحدة والصين والهند”.
وذكرت صحيفة “تشاينا ديلي”، “أن العديد من المراقبين يعتبرون أن تهديد “ترامب” بفرض رسوم جمركية ثانوية على النفط الروسي ليس سوى خدعة لمحاولة الضغط على موسكو، ومع ذلك، إذا تم تنفيذ هذا التهديد، فإن الدول الرئيسية المستوردة للنفط الروسي، بما في ذلك الصين والهند، ستتحمل العبء الأكبر، مما سيؤدي إلى زيادة حدة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “فرض مثل هذه القيود من قبل البيت الأبيض “سيعطي دفعة لروسيا لتعزيز هجماتها على جبهات القتال”.
وأضافت: “حل الأزمة الأوكرانية، الذي يأمل ترامب في أن يكون وسيطارفيه، هو في جوهره عملية لإعادة توازن المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بأوكرانيا”.
وأكدت أن روسيا “ليس لديها سبب لتقديم تنازلات” بعد تحقيقها تقدما كبيرا في عمليتها العسكرية الخاصة”، قائة: “إذا قدمت الولايات المتحدة دعما كبيرا لأوكرانيا، سترى موسكو أن تحقيق انتصارات ميدانية قد يكون أكثر فاعلية من المفاوضات”.
ووصفت الصحيفة فرض رسوم عالية على النفط الروسي بأنه “إغلاق للباب أمام مسار التفاوض من أجل السلام في أوكرانيا”.
وخلصت الصحيفة إلى أن “واشنطن بسبب تركيزها على مصالحها الذاتية حتى لو توصلت إلى اتفاق سلام، فإنه لن يكون سوى “تسوية هشة تنذر بأزمة جديدة في المستقبل المنظور”.
وكان “ترامب”، هدد “بفرض عقوبات ثانوية على النفط الروسي إذا لم تقبل موسكو صفقته المقترحة لتسوية النزاع الأوكراني، وأعلن أن الدول التي تشتري النفط من روسيا قد تواجه حظرا من العمل في الولايات المتحدة، مع فرض رسوم تتراوح بين 25% إلى 50%”.