استقبال بايدن لنظيره الإسرائيلي.. رسالة لنتنياهو أم لكسب أصوات وأموال اليهود الأميركيين؟
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
أثارت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى الولايات المتحدة واستقباله من طرف نظيره الأميركي جو بايدن جدلا في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين، خاصة في ظل حالة التوتر بين بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية التوسع الاستيطاني وخطة "إصلاح القضاء" التي تمضي الحكومة الإسرائيلية قدما في تنفيذها رغم رفض المعارضة التي تعتبرها "انقلابا سلطويا".
وتساءلت حلقة (2023/7/20) من برنامج "من واشنطن" عن سبب اختيار الرئيس بايدن استضافة هرتسوغ رغم أن منصبه رمزي، وإذا ما ساعدت هذه الزيارة في رأب الصدع بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو التي بيدها كثير من الحل والعقد في السياسة الإسرائيلية.
وربط المحلل السياسي الأميركي المحافظ ماثيو برودوسكي دعوة الرئيس الأميركي نظيره الإسرائيلي هرتسوغ لزيارة واشنطن بحاجة بايدن إلى أصوات الديمقراطيين اليهود خلال الانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال إن بايدن يسعى ليُنتخب مرة أخرى في منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك فهو يحتاج لقاعدة انتخابية، وهم الديمقراطيون اليهود، وأضاف قائلا: "بايدن يريد أصوات وأموال الديمقراطيين اليهود".
مع العلم أن يسار الحزب الديمقراطي اعترض على دعوة الرئيس الإسرائيلي لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، ومن أبرز المنتقدين كانت النائبة الديمقراطية في الكونغرس رشيدة طليب.
ومن وجهة نظر الصحفي والمحلل السياسي سعيد عريقات، فإن دعوة بايدن للرئيس الإسرائيلي هدفها توجيه رسائل للمتظاهرين الإسرائيليين لتأكيد دعمه لهم، ولليهود الأميركيين لإبلاغهم أنه لن يتخلى عنهم.
وقال عريقات -في حديثه لبرنامج "من واشنطن"- إن الأغلبية الساحقة من اليهود الأميركيين تشعر بقلق حقيقي من انزلاق إسرائيل نحو المستنقع الفاشي، ولذلك فإنهم يستنجدون بالإدارة الأميركية.
تحوّل حقيقيوحسب عريقات، كثير من اليهود الذين ينتمون للحزب الديمقراطي يدركون أن إسرائيل دولة عنصرية، مؤكدا أن الأجيال الصاعدة ترى الإجرام الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وأن استدامة الحالة العنصرية في إسرائيل صعب جدا، برأيهم.
وتحدث عن تحول حقيقي لدى الأجيال الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية، عبر المجتمع والجالية اليهودية، لكن الدعم الرسمي لإسرائيل لا يزال مستمرا.
ومن جهتها، أشارت مستشارة الشؤون الإستراتيجية في الحزب الجمهوري رينا شاه إلى وجود وجهات نظر مختلفة في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين بشأن كيفية دعم إسرائيل، وقالت إن ما يحدث حاليا هو أن الجمهوريين أصبحوا أكثر دعما لإسرائيل، متحدثة عن دور صهر الرئيس السابق دونالد ترامب في هذا السياق.
وأضافت أن الرئيس بايدن يحاول أن يخطب ود اليهود الأميركيين بدعوته الرئيس الإسرائيلي لزيارة الولايات المتحدة، في حين أن هناك أصواتا في يسار الحزب الديمقراطي توجه انتقادات لإسرائيل.
وكان الرئيس الأميركي استقبل نظيره الإسرائيلي في البيت الأبيض وناقش معه ملفات عدة، وذلك على وقع أزمة داخلية في إسرائيل واحتجاجات مستمرة على تعديلات قضائية تحاول حكومة نتنياهو تمريرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بايدن مكبّل.. ماذا تعرف عن مرحلة البطة العرجاء في الولايات المتحدة؟
خلافا للتقاليد السائدة حول العالم، لن يتوجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد الكشف عن نتائج الانتخابات مباشرة، بل عليه أن ينتظر لمدة 11 أسبوعا قبل تولي مهام منصبه، وهي مدة تعرف اصطلاحا بالولايات المتحدة بمرحلة "البطة العرجاء".
وبالرغم من أن هذه المدة تبدو طويلة جدا بالنسبة لأغلب النظم المتبعة حول العالم، إلا أنها تعتبر الأقصر في تاريخ الولايات المتحدة حيث كان على الرئيس الأمريكي المنتخب أن ينتظر مدة 4 أشهر لتولي مهام منصبه الجديد بعد انتخابه، في عملية انتقال بطيئة جدا.
لكن هذه المدة جرى تقليصها بموجب التشريع الذي تم التصديق عليه عام 1933، حيث أصبح تاريخ تنصيب الرئيس الجديد محددا في عشرين من شهر كانون الثاني /يناير، في حين بقيت الانتخابات تتم في تاريخها نفسه مطلع شهر تشرين الثاني /نوفمبر.
ويقول مدير مركز التاريخ الرئاسي في جامعة ساذرن ميثوديست في ولاية تكساس، جيفري إيه. إنجل، "تستغرق عملية تشكيل الحكومة وأعلى مستوياتها وقتا".
ويضيف "كل مرة تدخل فيها إدارة جديدة، يجب أن يتم إضافة الكريمة على الكعكة. الكعكة هي البيروقراطية الدائمة، والكريمة هي المعينون الجدد وأعضاء مجلس الوزراء. كما يعرف أي خباز، يمكنك إضافة الكريمة في 30 ثانية، لكنها لن تبدو رائعة".
وتدخل الولايات المتحدة في المدة ما بين الانتخابات الرئاسية وتاريخ تنصيب الرئيس الجديد، بمرحلة تعرف اصطلاحا بـ"البطة العرجاء"، وهو مصطلح سياسي شائع في السياسة الأمريكية تتجاوز دلالته الفترة الزمنية المشار إليها، حيث يطلق كذلك على السياسي المنتخب الذي تنتهي ولايته، وذلك ينطبق على الرئيس الذي يخفق في الفوز بولاية رئاسية جديدة أو يكون في نهاية ولايته الثانية، الأمر الذي يحول دون بقائه في البيض الأبيض.
ويوصف الرؤساء في هذه الحالة بـ"البطة العرجاء"، في إشارة على قرب ولايتهم من الانتهاء وهو ما يلقي بظلاله على نفوذهم السياسي في ظل معرفة جميع الأطراف السياسية الفاعلة سواء في الداخل أو الخارج، بوجود رئيس جديد يتجهز مع فريقه للدخول إلى البيت الأبيض خلال 11 أسبوعا.
وعلى الرغم من شيوعه في الولايات المتحدة، إلا أن مصطلح "البطة العرجاء" يعود في أصوله إلى بريطانيا حيث كان سماسرة البورصة الذين يعجزون عن سداد ديونهم في القرن الثامن عشر يُوصفون بأنهم "بطة عرجاء"، حسب موقع مركز "برينان" (Brennan center).
وبدأ استخدام مصطلح "البطة العرجاء" على السياسيين المنتهية ولايتهم في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وكان أول تطبيق للمصطلح على رئيس للولايات المتحدة في عام 1926، وفقا للموقع ذاته.
وينطبق هذا الوصف على الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني /يناير 2025، مسلما السلطة إلى خلفه دونالد ترامب الذي حقق فوزا تاريخيا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
لكن تجدر الإشارة إلى أنه جرى تداول لقب "البطة العرجاء" في الأوساط السياسية أثناء الحديث عن بايدن حتى قبل الانتخابات التي جرت في الخامس من تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، وذلك إثر انسحابه من السباق الانتخابي لصالح نائبته هاريس بعد ضغوطات بسبب تقدمه في السن وحالته الصحية.
وبالرغم من تمحور مصطلح "البطة العرجاء" حول الإشارة إلى "مسؤول منتخب أو مجموعة تستمر في شغل منصب سياسي خلال الفترة بين الانتخاب وتنصيب خليفة له"، إلا أنه يشير أيضا إلى أي جلسة يعقدها مجلس الشيوخ أو النواب الأمريكيين بعد انتخابات تشرين الثاني /نوفمبر وقبل اليوم الأول من فترة الكونغرس الجديد.
وفي الغالب، تبدأ فترة "البطة العرجاء" بالنسبة للكونغرس الأمريكي بعد وقت قصير من الانتخابات في تشرين الثاني /نوفمبر، وتستمر لفترات متفاوتة زمنيا قد تنتهي في أواخر كانون الأول /ديسمبر أو مطلع كانون الثاني /يناير.
وتجدر الإشارة إلى أن انتخابات الكونغرس الأمريكي تجري كل عامين بخلاف الانتخابات الرئاسية التي تجري كل 4 أعوام. ويتم في انتخابات الكونغرس انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ (100 مقعد) وكل مقاعد مجلس النواب (435 مقعدا).