لم يكن لدينا شك فى عودة العلاقات المصرية - التركية الى مجراها الطبيعى بعد فترة جمود لأكثر من عشرة سنوات - و إن كانت هذه الخطوة قد تأخرت كثيرا.
لقد كانت زيارة الرئيس التركى ( أردوغان ) للقاهرة بمثابة خطوة نحو تحقيق أهدافا مرجوة على المستوى الاقليمى و الدولى، فالصراع فى منطقة الشرق الاوسط على أشده، و لقد زاد هذا الصراع لهيبا ما يحدث مؤخرا بقطاع غزة من جرائم للعدو الصهيونى و جيش الاحتلال الاسرائيلى من اعتداءات على الشعب الفلسطينى الأعزل مما يمثل مجازر وحشية وسط صمتا دوليا غير مسبوق.
ولقد ربط العاصمتين القاهرة وأنقرة روابطا تاريخية عميقة ومصالح سياسية واقتصادية فرضها الموقع الجغرافى للبلدين باطلالهما على المتوسط و انهما من أقوى و أهم العواصم الاسلامية فى العالم سياسيا و عسكريا.
إن عودة محور القاهرة - انقرة و تنشيطه دبلومسيا و سياسيا على المستوى الرئاسى سوف يكون له بالغ الأثر فى عودة الهدوء الى الشرق الاوسط فى أكثر من موضع:
أولا: التحدى الأول و الأهم هو التنسيق لمواصلة الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة و تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، فدولة تركيا ترتبط بدول أوربا بعلاقات طيبة و التى بدورها تستطيع الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار - هذا بالإضافة الى تعضيد دور مصر فى الضغط على قيادات حماس للوصول إلى اتفاق فورى لوقف اطلاق النار.
ثانيا: التحدى الثانى و الأكثر أهمية هو إعادة دولة ليبيا الشقيقة، فالقاهرة و أنقرة تستطيعان التأثير سياسيا فى الموقف الليبى الحالى، و فك الاشتباك داخل طرابلس، و إعادة ترتيب البيت الليبى من جديد، و إجراء انتخابات رئاسية فى أقرب وقت، و إعادة إعمار ليبيا من جديد، و عقد مصالحات و مراجعات للقبائل الليبية، و سيكون لهذه الخطوة عظيم الأثر على الاقتصاد المصرى و التركى معا حيث سيتم إعادة إعمار دولة ليبيا بأيادي مصرية و خبرات تركية، و سوف يجنى التعاون التركى المصرى ثماره لتستوعب ليبيا أكثر من عشرة ملايين مصرى من جديد بعد عودة مؤسسات الدولة الليبية من جديد بمباركة و جهود مصرية - تركية.
ثالثا: التحدى الثالث استفادة مصر من علاقات تركيا بالعمق الافريقى و بالأخص بدولة اثيوبيا، و فك الاشتباك التفاوضى بين القاهرة و أديس أبابا فى موضوع سد النهضة و أرض الصومال.
وأخيرا فإن الأهداف و التحديات كثيرة، و الآمال معلقة على عودة تلك العلاقات فى محاور و قضايا كثيرة أهمها استقرار العمق الاستراتيچى الغربى لمصر بدولة ليبيا.
وأعتقد أن هذه هى بداية طيبة لعودة كثير من العلاقات بين دول المنطقة، فهناك تحرك نحو عودة العلاقات بين دمشق و أنقرة فى القريب العاجل إن شاء الله.
و أود أن أشير هنا إلى أن أهم العواصم العربية والإسلامية المستهدفة على مر العصور و بالاخص فى العصر الحديث هى بغداد - القاهرة - طهران - أنقرة.. فلو اتفقت تلك العواصم العربية الاسلامية - بمباركة خليجية - و استيقظت و انتبهت لما يحاك لها من فتن من دول الغرب و أمريكا لقامت دولة فلسطين، ولعاد اليمن السعيد، و عانقت دمشق بيروت، وهدأت ليبيا و السودان الشقيق.
أتمنى فى الأيام المقبلة أن يكون هناك تقارب بين دول الخليج العربى و دولة إيران، و أن تلفظ العراق أمريكا خارج أراضيها و تعود بغداد التى عرفناها بجيشها القوى.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أنقرة العواصم العربية العواصم العربية والإسلامية تركيا صالح سياسية مؤسسات الدولة الليبية من جدید
إقرأ أيضاً:
أمنية تحقق أمنيات 7 أطفال
قامت مؤسسة تحقيق أمنية، بدعم من صندوق أبوظبي للتنمية، وبالتعاون مع مركز مدينة الشيخ خليفة الطبية لغسيل الكلى، بتحقيق أمنيات سبعة أطفال يعانون من أمراض الكلى، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للكلى.
وجاءت المبادرة لترسم الابتسامة على وجوه الأطفال وتغمر قلوبهم بالسعادة في عام المجتمع .
وتمّ تحقيق أمنيات الأطفال، والتي تنوّعت بين الحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية، والسفر لأداء مناسك العمرة، وتلبية أمنيات طال انتظارها، وكانت لحظات مليئة بالفرح، حيث شاهد الأطفال أحلامهم تتحوّل إلى واقع، مما أضفى عليهم شعوراً بالسعادة والقوة في مواجهة التحديات الصحية التي يمرون بها خلال رحلتهم العلاجية .
وعبّر هاني الزبيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "تحقيق أمنية"، عن عميق شكره وامتنانه لكل من ساهم في دعم هذه المبادرة.
وقال إن تحقيق أمنيات الأطفال المرضى ليس مجرد لحظة فرح، بل هو نور من الأمل يُعينهم على مواجهة ظروفهم الصحية بشجاعة وإيمان، معربا عن الامتنان لكل من وقف مع المؤسسة في هذه المسيرة الإنسانية، خاصةً صندوق أبوظبي للتنمية، الذي جسّد روح العطاء والمسؤولية المجتمعية، إلى جانب الشركاء في مركز صحة لرعاية الكلى ومستشفى خليفة، الذين بذلوا كل الجهود لإنجاح هذه المبادرة.
من جانبه، قال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، إن دعم الصندوق للأطفال من مرضى الكلى وتحقيق أمنياتهم يعكس جوهر القيم الإماراتية الأصيلة القائمة على العطاء والتكافل، فقد رسخت دولة الإمارات نموذجاً فريداً في العمل الإنساني، فى العطاء وزرع الأمل ليس مجرد فعل، بل هو نهج مستدام يعزز روح التضامن، ويؤكد التزام الدولة بمد يد العون لكل من يحتاج.
وأشار إلى أن صندوق أبوظبي للتنمية يواصل دوره في دعم المبادرات الإنسانية التي تعزز جودة الحياة، انطلاقاً من رؤية الإمارات الراسخة في أن بناء مستقبل أكثر إشراقاً لا يكتمل إلا بتعزيز التكافل المجتمعي.