سرايا - أكد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أنه عازم على تنفيذ هجوم بري في رفح حيث يتجمع 1.4 مليون فلسطيني، فيما أعلن الوسيط القطري، أن المفاوضات بشأن هدنة بين إسرائيل وحماس "لم تكن واعدة" في الأيام الأخيرة.

وفي قطاع غزة، المحاصر والمدمر جراء أكثر من أربعة أشهر من الحرب، أدى القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل، وخصوصا في خان يونس ورفح في جنوب القطاع، إلى استشهاد نحو مئة شخص بحسب وزارة الصحة في غزة.



كما تتزايد المخاوف بشأن ما لا يقل عن 120 مريضا ومصابا وخمسة من الكوادر الطبية محاصرين بدون ماء وطعام وكهرباء في مستشفى ناصر في خان يونس، بحسب الوزارة.

وقال نتنياهو في القدس "كل من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عملية في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب. لن أستسلم لذلك".

جاء ذلك ردا على سيل من الدعوات الدولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الأساسية، لعدم المضي قدما في عملية عسكرية في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع حيث يتجمع 1,4 مليون شخص، معظمهم من النازحين، على الحدود المغلقة مع مصر، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وفي إشارة إلى إصراره، أكد نتنياهو أن الجيش سينفذ عمليته في رفح حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشن المحتجزين، وقال "حتى إذا أنجزنا ذلك، سندخل رفح".

جرت هذا الأسبوع في القاهرة مفاوضات شارك فيها وسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل محتجزين إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر ميونيخ للأمن "أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق قريبا جدا. لكن النسق الذي ساد في الأيام القليلة الماضية لم يكن واعدا جدا حقا".

وأضاف "سنظل دائما متفائلين وسنواصل الضغط دائما".

من جهتها، هددت حماس بتعليق مشاركتها في المفاوضات إذا لم يتم تسليم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في شمال قطاع غزة.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية السبت، مجددا أن حركته متمسكة بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

لكن إسرائيل رفضت المطلبين مرارا، وواصل جيشها قصف القطاع الصغير فدمر أحياء بأكملها، وتسبب بنزوح 1,7 مليون من أصل 2,4 مليون ساكن، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.

ردا على عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر ، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وشنّت هجوما كبيرا على غزة أودى بـ 28858 فلسطينيا حتى الآن، غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر، بحسب وزارة الصحة في غزة.

قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "هذه هي المعضلة التي وقعنا فيها وللأسف أساءت دول كثيرة استخدامها، ومفادها أنه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه من الضروري التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين. ينبغي ألا يكون ذلك مشروطا".

منذ أسابيع، يركز الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس، مسقط رأس قـائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر لعملية 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويعتبر القتال بين الجنود الإسرائيليين وحماس الأعنف في هذه المدينة التي تحولت إلى ساحة من الخراب.

وفي مستشفى ناصر، انقطع التيّار الكهربائي وتوقّفت المولّدات بعد مداهمته، ما أدّى إلى استشهاد ستة مرضى بينهم طفل بحسب حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة في غزة السبت.

وبحسب الجيش، دخلت القوات المستشفى الخميس، بناء على "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بوجود محتجزون في المنشأة الطبية وأن جثث بعضهم قد تكون هناك أيضا.

وأعلن السبت، أنه اعتقل 100 شخص في المستشفى للاشتباه في قيامهم بـ"أنشطة إرهابية"، وأنه عثر على قذائف وقنابل يدوية وأسلحة أخرى تابعة وفقا له لحركة حماس.

ووصف الأطباء الوضع غير المحتمل في المستشفى، وهو واحد من 11 مستشفى لا يزال في الخدمة من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة قبل الحرب، وهو "بالكاد يعمل" وفق منظمة الصحة العالمية التي قالت؛ إن "المزيد من الأضرار بالمستشفى تعني فقدان المزيد من الأرواح".

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن موظفيها "اضطروا إلى الفرار، تاركين وراءهم المرضى". وقال الأمين العام للمنظمة كريستوفر لوكيير "كان الوضع فوضوياً وكارثياً".

بدورها، دانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الاقتحام الذي يبدو كأنه "جزء من نمط من الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على البنية التحتية المدنية الأساسية المنقذة للحياة في غزة، وخاصة المستشفيات".

بعد احتلال دام 38 عاما، انسحبت إسرائيل أحاديا عام 2005 من القطاع الذي فرضت عليها حصارا جويا وبحريا وبريا منذ عام 2007 قبل تشديده مع قطع إمدادات الكهرباء والماء اعتبارا من 9 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

تظاهرات

رغم وصول المزيد من المساعدات إلى رفح السبت، حذرت الأمم المتحدة من أن سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.

في مخيم جباليا بشمال القطاع، قال محمد نصار (50 عاما) لوكالة فرانس برس "لن نموت من القنابل، بل من الجوع".

على صعيد متصل، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) السبت، أن إسرائيل تشن حملة منسّقة تهدف إلى تدمير الوكالة، وعدّ فيليب لازاريني مطالبة إسرائيل باستقالته جزءا من هذه الحملة.

وفي ما يتعلق بتعليق دول عدة تمويلها للوكالة، أكد لازاريني أنه "اعتبارا من آذار/مارس ستتجاوز النفقات الدخل. وبدون مانحين جدد، ستضطر الأونروا إلى وقف عملياتها في نيسان/أبريل".

أما في تل أبيب، فتظاهر آلاف الإسرائيليين ضد حكومة نتنياهو وطالبوها بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

كما نظمت تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين في عدة مدن من بينها روما ولندن وستوكهولم وإسطنبول.
 
إقرأ أيضاً : منع اجتياح رفح .. مسيرة حاشدة أمام الكونغرس الأمريكي بواشنطنإقرأ أيضاً : شرطة الاحتلال تقترح نشر قوة دائمة بالأقصى في شهر رمضانإقرأ أيضاً : هل تطيح خطة بايدن للسلام بالثلاثي الصهيوني المتطرف؟


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: التوصل إلى اتفاق الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

البرغوثي أبرزهم.. أسماء فلسطينية ترفض إسرائيل الإفراج عنهم ضمن صفقة تحرير الأسرى

من بين البنود البازرة التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، سُلطت الأضواء على العديد من الأسامي الفلسطينية البارزة القابعة بداخل سجون الاحتلال منذ سنوات، بعدما ظلت مسألة تحريرها، محل خلاف مع سلطات الاحتلال، التي تبدو -حتى الآن- رافضةً لجميع الصيغ المؤدية إلى تحريرهم شأنهم شأن المسجونين المُطلق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين.

 

 

جيش الاحتلال: 94 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس حماس تكشف عن موعد الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن

 

وفي ليلة الأمس، حُرر 90 أسيرًا فلسطينيًا، وقبها نشرت وزارة العدل الإسرائيلية، قائمةً تضم أسماء 735 أسيرَا فلسطينيًا من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، مقابل الإفراج عن أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين.

 

 

حركة "حماس" حاولت مرارًا من خلال جهود الوساطة المصرية القطرية الأمريكية، التوصل إلى صيغة تفاهم، بموجبها يتم الإفراج عن شخصيات فلسطينة بارزة، من ضمن المحكوم عليهم بأحكامٍ مشددة داخل سجون الاحتلال، يصل بعضها إلى أحكام بالسجن المؤبد، وهو ما قوبل بالرفض من قبل سلطات الاحتلال، التي أبدت تحفظًا شديدًا لعله نابع من تخوفٍ مُبطن، بشأن تضمينهم في قائمة المفرج عنهم في المرحلة الأولى، ومع ذلك يبقى الاحتمال مفتوحًا ولو بقدرٍ ضئيل إزاء إطلاق سراحهم خلال المرحلة اللاحقة من المفاوضات.

 

 

ومن بين تلك الشخصيات التي تحظى باهتمام بالغ داخل الأوساط الفلسطينية، يبرز أمامنا خمسة أسماء ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق سراحهم من داخل سجونها، بوصفهم يمثلون خطرًا على أمن إسرائيل، على حد تعبير حكومة الاحتلال، وهم على النحو التالي:

 

 

مروان البرغوثي

 

 

القائد البارز في حركة "فتح" بالضفة الغربية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اتهمته إسرائيل بالمسئولية عن العديد من العمليات الانتحارية، وهو من بين الشخصيات الأكثر شعبية بداخل فلسطين، وبخاصةٍ بين حركتي "فتح" و"حماس"، كما صدر بحقه أحكامًا شملت 5 مؤبدات، وهو يمضي الآن عامه الثالث والعشرين في سجون الاحتلال.

 

تعرض البرغوثي للاعتقال 3 مرات، الأولى عام 1976، ثم أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله للمرة الثانية عام 1978، والثالثة عام 1983.

 

وفي عام 2002، وبعد ملاحقة من الاحتلال الإسرائيلي تم اعتقال البرغوثي في رام الله، وحُكم عليه بالسجن عام 2004 بالسجن خمسة مؤبدات و40 عامًا، وترفض حكومة الاحتلال الإفراج عنه، بعدما نسبت له اتهامات بالمسئولية عن عمليات انتحارية عديدة.

 

 

أحمد سعدات

 

الأمين العام الأسبق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي اتهمته سلطات الاحتلال بأنه العقل المدبر والمخطط لاغتيال وزير السياحة الإسرائيلي الأسبق رحبعام زئيفي عام 2001.

 

اعتقل سعدات عام 2006، وفي 25 ديسمبر 2008 حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية عليه بالسجن لمدة 30 عامًا، كما رفضت إسرائيل الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة بصفقة جلعاد شاليط عام 2011.

 

 

عباس السيد

 

 

مهندس فلسطيني وقائد سياسي وعسكري في حركة حماس بمحافظة طولكرم، خطط ونفذ مع مجموعته عمليات استشهادية في إسرائيل أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 135 إسرائيليًا، وهو ما جعله المطلوب الأول لدى سلطات الاحتلال.

 

سبق وأن اعتقله الاحتلال عام 2002 وحُكم عليه بـ 35 مؤبدًا و100 سنة، ورفضت الإفراج عنه في مناسبة سابقة لتبادل الأسرى، ومنها صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011.

 

 

إبراهيم حامد

 

قائد الجناح العسكري الأسبق لحركة حماس في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، وعُرف عنه التخطيط للعديد من العمليات الاستشهادية البارزة ضد الإسرائيليين.

 

طاردته سلطات الاحتلال لمدة 8 سنوات قبل أن تتمكن من اعتقاله في 23 مايو 2006 واستمرت محاكمته 6 سنوات، وقدم بحقه أكبر ملف أمني قضائي للمحكمة وصل إلى 12 ألف ورقة، وصدر بحقه 54 حكمًا بالسجن المؤبد.

 

عبد الله البرغوثي

 

أحد أبرز أعضاء الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، ومهندس العديد من الهجمات التي نفذتها المنظمة، من بينها في فندق بارك وفي شارع بن يهودا - والتي أدت إلى مقتل العشرات من الإسرائيليين، وصدر ضده أحكامًا بالسجن المؤبد 67 مرة.

 

مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 أصبح البرغوثي مهندسًا للعمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ووضعه جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لاحقًا على قوائم المطلوبين إثر تنفيذه عملية فدائية في مطعم  بتل أبيب في أغسطس 2001، والتي قُتل فيها 15 إسرائيليا وجرح العشرات.

 

اعتبرته سلطات الاحتلال مسؤولا عن قتل 66 إسرائيليًا، وجرح أكثر من 500 آخرين، لتعتقله قوات الاحتلال في الخامس من مارس 2003.

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب: سأتوجه إلى إسرائيل لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس تنعي "عبدالقاضي عزيز" منفذ عملية الطعن في إسرائيل
  • موعد وآلية عودة النازحين.. تفاصيل المرحلة المقبلة من اتفاق غزة
  • قيادي في حماس: سنفرج السبت المقبل عن 4 رهينات ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل
  • "حماس": الدفعة الثانية لتبادل الأسرى مع إسرائيل ستتم في موعدها المحدد يوم السبت 25 يناير
  • حماس تكشف تفاصيل الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل
  • البرغوثي أبرزهم.. أسماء فلسطينية ترفض إسرائيل الإفراج عنهم ضمن صفقة تحرير الأسرى
  • سموتريتش يهدد بإسقاط الحكومة الإسرائيلية حال تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • مراحل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادى الأسرى بين حماس والاحتلال
  • بدء عملية نقل الدفعة الأولى للأسرى الفلسطينيين من سجن عوفر إلى الضفة