بادرت الحكومة بالإعلان عن الأسعار الاسترشادية لتوريد المحاصيل الاستراتيجية المهمة مثل القطن والقمح وذلك في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، تلك الخطوة التي شكلت رسالة طمأنة للمزارعين بألا يقلقون على محاصيلهم المنتظر إنتاجها خلال الموسم الجديد، مع التأكيد على مواكبة التحديات، ووضع سعر عادل لتوريد هذه المحاصيل، وتعزيز منظومة الزراعة التعاقدية.

وبحسب البيان الصادر عن مجلس الوزراء، نهاية الاسبوع المنصرم، فقد وافق مجلس الوزراء على تحديد سعر ضمان لتوريد القطن للموسم القادم 2024/2025 بحيث يكون سعر الضمان 10 آلاف جنيه لقنطار القطن متوسط التيلة بالوجه القبلي، و12 ألف جنيه لقنطار القطن طويل التيلة بالوجه البحري.

كما حدد مجلس الوزراء سعر توريد القمح خلال الموسم الحالي 2024 بقيمة 1600 جنيه للأردب، وهو سعر استرشادي من الحكومة لتوريد القمح من المزارعين خلال العام الجاري، وهذه القرارات المحفزة والتي وصفها المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بالساعية نحو تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتأتي في إطار جهود الدولة لدعم الفلاح المصري في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم.

الأسعار العادلة تشجع الفلاحين على زراعة المحاصيل الاستراتيجية

وفي هذا الشأن، أعرب حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، عن ترحيبه بقرارات الحكومة الخاصة بتحديد أسعار توريد المحاصيل الاستراتيجية ومن بينها القمح والقطن، ووصفها بالخطوة المهمة من أجل تشجيع المزارعين على التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية.

وقال "أبو صدام في تصريحاته لـ"البوابة نيوز": إن إقدام الحكومة على إعلان أسعار توريد المحاصيل تخدم العديد من القطاعات الإنتاجية وليس الفلاح فقط، فالفلاح لا يريد سوى السعر العادل من أجل تحقيق هامش ربح يتماشى مع تكاليف الإنتاج التي زادت أسعارها بشكل كبير على مدار الفترة الماضية. 

وأضاف أبو صدام، أن تحديد سعر ضمان لمحاصيل مثل القطن والقمح من شأنه الحفاظ على الإنتاج المحلي من هذه المحاصيل المهمة للغاية في ظل التحديات العالمية، كما توفر على الدولة تكاليف استيراد هذه المحاصيل بأسعار كبيرة نتيجة لاستيرادها بالعملة الصعبة، كما تسهم هذه القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء في تشجيع المزارعين علي زراعة المحاصيل وضمان الحصول على الحد الأدني للتسعير الذي يضمن بيع محصوله بسعر مرضي والحصول على هامش ربح محترم للمزارع.

من جهته، قال المهندس حسام رضا،  الخبير في الشأن الزراعي، إن تحديد سعر عادل لتوريد المحاصيل يسهم في تجنيب المزارعين من تكبد خسائر نتيجة لارتفاع مستلزمات الإنتاج.

ودعا الخبير الزراعي في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إلى تفعيل منظومة الزراعة التعاقدية بشكل جدي خلال الفترة المقبلة، وذلك من أجل ضمان توريد الكميات المناسبة من المحاصيل، والحفاظ على الإنتاج المحلي الذي يوفر على الدولة فاتورة الاستيراد الضخمة في ظل أزمة النقد الأجنبي.

وأضاف "رضا" أن الدولة مطالبة بوضع خطة واضحة لضمان استقرار إنتاج المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح والقطن والفول والذرة، والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المحاصيل التي تشكل عصب الأمن الغذائي لمصر، وذلك من خلال دعم المزارعين حيث يشكلون حجر الزاوية في منظومة الزراعة المصرية، وتوفير مستلزمات الإنتاج والدعم اللازم لهم من خلال كميات كافية من الأسمدة والمبيدات وتقديم الإرشاد خلال الزراعة، ومساعدتهم في عملية الإنتاج من خلال دعمهم بالتقنيات الحديثة مثل تسوية الأراضي بالليزر ومساعدتهم في تركيب أنظمة ري تساعد على زيادة الإنتاجية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المحاصيل أسعار توريد المحاصيل المحاصيل الاستراتيجية القمح القطن المحاصیل الاستراتیجیة زراعة المحاصیل تورید المحاصیل هذه المحاصیل مجلس الوزراء

إقرأ أيضاً:

إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد القمح من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر؛ حيث يمثل عنصرًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي ويشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل للكثير من المزارعين وفي إطار جهود وزارة الزراعة لتحسين الإنتاجية والجودة، وأعلن معهد بحوث المحاصيل الحقلية عن تسجيل أصناف جديدة من القمح تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على مقاومة الآفات؛ ما يعزز فرص تحقيق موسم زراعي ناجح تأتي هذه الجهود في ظل متابعة مستمرة لحالة المحصول، وتوجيهات للمزارعين باتباع أفضل الممارسات الزراعية لضمان إنتاج وفير بجودة عالية.

وأعلن الدكتور علاء خليل؛ مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تسجيل خمسة أصناف جديدة من القمح ذات إنتاجية وجودة عالية، وهي: "مصر 7"، "مصر 6"، "مصر 5"، "سوهاج 7" (المخصص لصناعة المكرونة)، و"سخا 97"وأوضح أنه تم تسجيل هذه الأصناف رسميًا الشهر الماضي، وبدأ العمل على إكثارها تمهيدًا لزراعتها في الموسم المقبل.

وأشار “خليل” إلى أن بعض الأصناف الجديدة زُرعت بالفعل هذا العام، مثل "سخا 96"، و"مصر 4"، و"سخا 6"، مؤكدًا أن محصول القمح يبشر بإنتاج وفير في ظل الظروف المناخية الملائمة.

وأضاف خليل،  أن القمح حاليًا في مرحلة "طرد السنابل"، ولا يحتاج إلى أي أسمدة إضافية، بل يتطلب الري المنتظم والمتابعة المستمرة لحمايته من الإصابة بمرض الصدأ الأصفر.

وأوضح أن فرق المتابعة التابعة لمديريات الزراعة تراقب حالة المحصول دوريًا في 27 محافظة، حيث تشير التقارير إلى أن الحقول في حالة جيدة، ما يعزز توقعات موسم ناجح وإنتاج مرتفع كما شدد على ضرورة التزام المزارعين بالمتابعة المستمرة لمحصولهم، ورش المبيدات الموصى بها عند ظهور أي إصابات بالآفات أو الصدأ الأصفر.

وأكد خليل، أن الإصابات هذا العام محدودة للغاية، حيث لم تتجاوز المساحات المصابة في كفر الشيخ والإسماعيلية فدانًا واحدًا، ويرجع ذلك إلى زراعة صنف "جميزة 11" في مناطق غير ملائمة، مثل الوجه البحري، رغم كونه من الأصناف عالية الإنتاجية ولفت إلى أن هناك مناطق محددة لزراعة "جميزة 11"، ولا يفضل زراعته في محافظات كفر الشيخ، الإسماعيلية، وبعض مناطق الدلتا، نظرًا لعدم ملاءمة الظروف البيئية هناك.

كما شدد على أهمية استعادة مقاومة بعض الأصناف للآفات، مثل "جيزة 7" و"سدس 12"، مؤكدًا أن الوزارة تتابع المحاصيل ميدانيًا وتعمل على الحد من انتشار الآفات عبر حملات مرورية مكثفة في مختلف المحافظات وأشار إلى أن الوضع العام لمحصول القمح في مصر مستقر حتى الآن، مع غياب إصابات كبيرة بالآفات الزراعية، مما يعزز فرص تحقيق إنتاجية مرتفعة خلال الموسم الحالي.

إنتاج أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية

وفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال صيام؛ الخبير الزراعي، يعد القمح من أهم المحاصيل الغذائية في العالم حيث يعتمد عليه الملايين في غذائهم اليومي ومع تزايد عدد السكان وارتفاع الطلب على الغذاء، أصبح من الضروري تطوير أصناف جديدة من القمح تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.

وأضاف “صيام”، تعتمد عملية استنباط الأصناف الجديدة على عدة تقنيات، من بينها التهجين الانتقائي، حيث يتم اختيار أفضل السلالات ودمجها للحصول على نباتات ذات صفات محسنة كما تستخدم الهندسة الوراثية لتعزيز مقاومة المحصول للأمراض والآفات، مما يسهم في تقليل الحاجة إلى المبيدات وتحسين جودة الإنتاج.

 

ارتفاع معدلات الإنتاج

 

وفي نفس السياق يقول الدكتور طارق محمود؛ أستاذ بمركز البحوث الزراعية، من أهم مميزات الأصناف الحديثة من القمح قدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية، مثل الجفاف والملوحة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإنتاج لكل وحدة مساحة كما أنها تتميز بسرعة نموها وكفاءتها في امتصاص العناصر الغذائية، مما يجعلها أكثر إنتاجية وأقل استهلاكًا للموارد.

وأضاف “محمود”، يلعب البحث العلمي دورًا محوريًا في تطوير أصناف القمح الجديدة، حيث تُجرى دراسات وتجارب حقلية لاختبار مدى كفاءة هذه الأصناف قبل تعميمها على المزارعين كما أن التعاون بين المراكز البحثية والجهات الزراعية يسهم في تسريع عملية نشر هذه الأصناف وتحقيق فوائد اقتصادية كبيرة حيث يعد إنتاج أصناف جديدة من القمح عالية الإنتاجية خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن الغذائي ومن خلال الاستثمار في البحث الزراعي والتقنيات الحديثة، يمكن تحسين إنتاجية القمح وضمان توافره بشكل مستدام للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • 4.84 مليار جنيه.. الحكومة تحاصر عمليات التهريب وإغراق الأسواق بإجراءات جديدة
  • إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية
  • برلماني: منظومة تداول الأقطان خطوة أساسية لدعم الفلاحين وتعزيز الاقتصاد الزراعي
  • رئيس الوزراء يستعرض موقف منظومة تداول الأقطان ويوجه بسرعة سداد مستحقات المزارعين
  • وزير الزراعة يبحث تحقيق الاستدامة الزراعية ودعم صغار المزارعين.. نواب: خطوة لدعم الإنتاج و إحداث تنمية حقيقية.. و نقص مستلزمات الإنتاج أكبر معاناتهم
  • وكيل الشيوخ: الحكومة تعمل على زيادة الصادرات المصرية بكافة أنواعها
  • لتعزيز إنتاجية المحاصيل.. البحوث الزراعية يواصل تقديم التوصيات والإرشادات للمزارعين
  • السوداني: الخدمة الكهربائية ستكون صعبة خلال الصيف لمنع توريد الغاز الإيراني بأمر أمريكي
  • تفاصيل زيادة استثمارات الحكومة بمعدل 10 مليارات جنيه في أسبوع
  • 1600 جنيه زيادة لهؤلاء الموظفين.. تفاصيل رفع المرتبات حسب الدرجة بعد إعلان الحكومة