◄ الفهدي: الحفاظ على الهوية الوطنية صونٌ للوطن.. ولا هوية دون قِيَم

◄ "معًا نتقدَّم" فكرة رائدة تعزز لغة الحوار بين المجتمع وصُنّاع القرار

◄ العليان: القوة الناعمة في صلب أدوار وزارة الإعلام لتعزيز مكانة الدولة في مختلف المحافل

◄ الوهيبية: ملتقى "معًا نتقدَّم" برلمان عُماني شبابي مفتوح

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

 

ثمَّن خبراء ومتخصصون نوعية الطرح الذي شهده ملتقى "معًا نتقدَّم"، والذي شهد تأكيدات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، على مسألى الهُوِيَّة العُمانية وضرورة التمسك بالعادات والتقاليد العُمانية الأصيلة، وعدم إفساح المجال للتأثر بالتغيُّرات في السلوكيات التي تحدث في بعض الدول، وأن ننطلق في توجهاتنا الوطنية من القيم والثوابت المُتجذِّرة في الوجدان والوعي المجتمعي، فضلًا عن اعتبار هذه الهُويَّة مُكوِّنًا رئيسًا في بُنيان الدولة الوطنية.

وأشادوا في تصريحات خاصة ل"الرؤية"- بما أطلقه الملتقى من نقاشات ومشروعات لتعزيز القوة الناعمة لعُمان، والتي شدد عليها معالي الدكتورعبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، عندما كشف عن اعتزام الوزارة إطلاق مشروعين استراتيجيين للقوة الناعمة، بهدف ترسيخ مكانة عُمان التاريخية، وإبراز دورها الحاضر في تقدم البشرية.

من جهته، قال المكرم الدكتور صالح الفهدي عضو مجلس الدولة والخبير في قضايا المواطنة والتربية، إن الحديث عن الهُوية الوطنية حديثٌ عن صميمِ وطن، فلا وطنَ بلا هوية، ولا هوية بلا قيم، هكذا نختصرُ القول، مشيرًا إلى أنه أطلق هذا الطرح كثيرًا منذ سنوات طويلة حيث أكد أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية. وأضاف أن التركيز عليه في الوقت الراهن يمثل خطوة بالغة الأهمية في ظل الأخطار التي تتغلغل في مجتمعاتنا التي تعتزُّ بهوياتها العربية الإسلامية المحافظة على دينها وأعرافها وعاداتها وتقاليدها وأخلاقياتها وتقاليدها. وأشار الفهدي إلى أهمية ترسيخ الهوية الوطنية، لا سيما من المؤسسات المعنية بذلك، مؤكدًا أن ذلك يتطلب عملًا منظمًا وجهدًا عظيمًا ليس على صعيد الأوراق وإنما على صعيد الواقع العملي المعاش. ومضى الفهدي يقول "لا يمكن فصل الهوية الوطنية العمانية بمعزل عن القوة الناعمة؛ فالهوية العمانية هي في الحقيقة جوهر القوة الناعمة ويجب أن توضع في محورها الأَساس الذي يُشتغلُ حوله".

وعن ملتقى "معًا نتقدم" يقول الفهدي إن الملتقى في حدِّ ذاته فكرة رائدة مهمة في سياق التحاور مع المجتمع بجميع أطيافه، وفئاته، وهو الملتقيات المميَّزة التي تنقلُ الهواجس التي تختلج في أنفس الكثير من المواطنين، لتصل وبصورة مباشرة دون عائق إلى المسؤولين المعنيين، فيشكل الملتقى أشبه ما يكون بغرفة عمانية يلتقي فيها أبناء الوطن يتحدثون في نطاق واحد هو مصلحة عمان وحدها، وبلغة بسيطة غير معقدة، وبمستوى رفيع من الشفافية، فحين تقفُ طالبة أمام وزيرة التربية والتعليم أو أمام وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فتعبِّران عن بعض ما يهم الطلبة، فإِن ذلك يرصِّف الطريق إلى التقدم معًا نحو الأفضل الذي هو طموح  العمانيين.

وأعرب الفهدي عن أمله في تفعيل مخرجات هذا الملتقى، ووضع توصياته والآراء والنقاشات التي جرت خلال جلساته الحوارية أو في كلمات المتحدثين، موضع التنفيذ في الخطط المستقبلية.

فيما عبر الكاتب والباحث عبد الله العليان أن عالم اليوم بات منفتحًا على الأفكار والرؤى والتطورات، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والتقني المتعددة، وأصبح هذا العصر متقارب جغرافيًا من حيث التواصل التقني والإعلامي، مشيرًا إلى أن هذا التقارب له إيجابياته وله سلبياته معًا، من حيث تعدُّد المعارف المختلفة عبر هذه الوسائل والتقنيات، التي أصبحت متاحة لكل الأجيال وفي كل القارات. وأكد ضرورة الاهتمام بمسألة الهوية، وذلك من خلال ترسيخ القيم في المجتمع العماني، مشيرًا إلى الاهتمام السامي بهذه القضية وتأكيدات جلالة السلطان على ضرورة تربية الأبناء التربية السليمة، واكتسابهم القيم من الدين الحنيف والحفاظ عليها.

وشدد العليان على أن الحفاظ على الهوية الوطنية، يعني الحفاظ على مقومات الوطن والمواطن وقيمه وعاداته، وعلى بناء هذه الهوية على أسس متينة ورصينة وواعية بالأفكار الدخيلة في مجال القيم، وقابلة للأخذ والعطاء. وأضاف: "لا شك أن عالمنا اليوم يواجه تحدي الاختراق الثقافي والفكري، ونحتاج أن لا نغفل هذا التحدي الضخم المعزز بتقنيات كبيرة، ولذلك لا بد أن نستمد من زادنا المعرفي القيم الذاتية للشباب".

وتحدث العليان عن الجلسة الثالثة من ملتقى "معًا نتقدم" بعنوان "الإعلام والهوية الوطنية"؛ حيث شدد معالي الدكتور عبد الله الحراصي وزير الإعلام في هذه الجلسة على أن الثقافة والهوية أصلان من أصول بناء الدولة، وأن سلطنة عمان بلد متعدد التضاريس والبيئات، وكل بيئة لها أثر أساسي على الإنسان، وأن عمان بلد عريق أسست فيه الأمة الدولة وليس العكس. وأشاد العليان بما طرحه معالي وزير الإعلام بشأن إطلاق مشروعين استراتيجيين للقوة الناعمة يشملان «الثقافة والرياضة والإعلام والهوية» ومشروع تعظيم المكانة التاريخية والحضارية لسلطنة عمان ونقله للأجيال القادمة". وأكد العليان أن هذه الخطوة مهمة جدًا للهوية الوطنية والحوار البناء والثقافة والتاريخ العماني بكل ما يملكه مآثر رائعة، وتفعيل قنوات الحوار مع النخب الفكرية والثقافية والإعلامية، وكذلك مع الشباب، ليضاف إلى ما تم طرحه من برامج مع الشباب كما هو قائم ومستمر؛ سواء في مجال تعزيز وتعظيم المكانة التاريخية، أو مواجهة التحديات التي تجتاح العالم في مجال الثقافة والهوية والقيم وكل جديد يتم التفاعل معه وفق القوة الناعمة.

وقال العليان إن القوة الناعمة إيجابياتها كبيرة وعظيمة في المجتمع، وهي عكس القوة الصلبة التي ليست مجال اهتمام وزارة الإعلام، التي عادة ما تكون في الأزمات والتوترات والصراعات، مشيرًا إلى أن القوة الناعمة تعزز الوئام والسلام المجتمعي وتقوّي بنيانه، وتدعم جهود بناء الذات على أسس قويمة وراسخة ومفيدة، مع استقامة سلوكية  وفكرية واضحة.

وعبر العليان عن شكره وتقديره لإعلان معالي وزير الإعلام عن إطلاق هذين المشروعين، بما يمثلانه من إيجابيات للوطن وقوته الذاتية المتفاعلة.

برلمان مفتوح

من جهتها، وصفت الدكتورة بدرية الوهيبية رئيسة صالون المواطنة الثقافي ملتقى "معًا نتقدَّم" بأنه "برلمان عماني شبابي مفتوح"، مشيرة إلى أهميته لأنه يمثل ترجمة للتوجيهات السامية، ويسعى لفتح قنوات تواصل بين الحكومة والمجتمع، واستعراض الخطط الاستراتيجية والمبادرات والبرامج الوطنية في حوار شفاف وواضح بين المواطن والمسؤول. وأضافت الوهيبية أنه لتحقيق التواصل المجتمعي من أجل المشاركة الفعالة في بناء التنمية، جاء الملتقى بأدوات حديثة لتحقيق هذا التواصل؛ سواء بطرقة مباشرة مع مختلف فئات المجتمع في جلسات حوارية حملت طابع الشفافية  أم عن طريق المشاركة الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعية، وهو بذلك يحقق البرلمان العماني الشبابي المفتوح تحت رعاية صاحب السمو ذي يزن بن هيثم آل سعيد، مشيرة إلى أن الملتقى عقد هذا العام في حلة جديدة تركز على تلبية احتياجات الشباب؛ كونهم ثروة الوطن، إلى جانب المشاركة اللافتة لجميع فئات المجتمع ومنهم الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.

وأوضحت الوهيبية أن هذا الملتقى أنموذج حواري تميزت به عُمان، عن باقي الدول، وقد حقق هذا الملتقى أهدافه قبل أن يُنهي جلساته من خلال مناقشة المختصين والمهتمين وعدد من كبير من الحضور، وطرح مقترحاتهم وآرائهم واهتماماتهم والتحديات التي يواجهوها  بشكل مباشر، مع كبار المسؤولين في الدولة. واعتبرت أن الملتقى مثل فرصة ثمينة لطرح الأفكار الابتكارية من قبل الشباب التي تسهم في دعم القرارات والسياسات الحكومية، مشيرة في هذا السياق إلى مبادرة "صناع الأفكار" والتي انطلقت ضمن محورين تعزيز الهوية الوطنية والانتماء وأدوات التواصل بين الحكومة والمجتمع. وقالت إن الملتقى ناقش العديد من الأفكار والأطروحات والمشروعات في جميع المجالات؛ سواء في المجالات التعليمية التي طرحت مشروعات عن جودة التعليم، وتحسين المباني الدراسية، وتعزيز كفاءة المعلمين، وتوظيف المختصين في المجالات التقنية لتواكب النقلة المعاصرة في مجال الثورة الصناعية الرابعة، والتقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي. وزادت قائلة إن الملتقى شهد نقاشًا حول ملف العمل والابتكار، وإيجاد فرص عمل لأكثر من 35 ألف باحث عن عمل، مع الحديث عن تبني المشروعات الصغيرة والمتوسطة لدعم الباحثين عن عمل، إلى جانب النقاش حول أبرز المشروعات الصحية ومنها مركز الإخصاب.

وذكرت الوهيبية أن اليوم الثاني من الملتقى استهدف التركيز على محاور الثقافة والهوية العمانية والإعلام، والتي تعد من أهم ركائز القوة الناعمة؛ كونها تحمل التاريخ والقيم العمانية والثراث والتعليم والابتكار والصناعات الثقافية والإبداعية والفنون المختلفة والرياضة. وأشارت إلى تصريحات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب والتي أكد فيها أن "المواطنة الصالحة نصب أعيننا"، وأن "سلطنة عمان متمسكة بعاداتها وتاريخها وثقافتها وتراثها دون أن يعني ذلك أننا غير منفتحين على العالم"، إذ أكد سموه أن عُمان كانت وما تزال منفتحة على العالم، وأنها تواصل مد يد العون والصداقة لما فيه مصلحة سلطنة عمان والإنسانية".

ولفتت الوهيبية إلى أنه في مجال الهوية العمانية والإعلام، ركزت النقاشات على المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، في رسالة واضحة أن التقدم يجب ألّا يتعارض مع القيم والمبادئ العمانية الراسخة، والموروث الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان؛ إذ إن السلطنة اهتمت بإحياء الموروث في قطاع السياحة، والاستفادة منه اقتصاديًا، خاصة وأن الشباب العماني أبدع في مجموعة من المشروعات التي ارتكزت على توظيف الموروث وإحيائه بطرق إبداعية رائعة، ابتداءً من المشروعات الإنتاجية مثل مشاغل الحلي والفضيات العمانية والصناعات الثقافية، مرورًا بتطوير المنازل القديمة وتحويلها إلى متاحف ومزارات.

وأكدت الوهيبية ضرورة التركيز على هذا الجانب من منطلق حماية التراث الثقافي الوطني والقيم والعادات والتقاليد، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لما يتضمنه من توظيف للسياحة الثقافية، وإنتاج المبادرات والصناعات الثقافية والإبداعية وإضفاء الهوية الوطنية عليها وإكسابها قيمة مضافة وميزة تنافسية،

وأشادت الوهيبية بالكشف عن مشروعين استراتيجيين للقوة الناعمة يشملان «الثقافة والرياضة والإعلام والهوية» ومشروع تعظيم المكانة التاريخية والحضارية لسلطنة عمان ونقله للأجيال القادمة، وكذلك تطوير مختلف المؤسسات الإعلامية المحلية؛ لتواكب التقدم الإعلامي المعاصر عبر استخدام الأدوات الحديثة للإعلام بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في المجال الإعلامي، حسب تأكيدات معالي وزير الإعلام.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الثقافة والریاضة الهویة الوطنیة القوة الناعمة وزیر الإعلام الحفاظ على مشیر ا إلى فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي

طاهر محمد الجنيد

لا يؤمنون بيوم القيامة، لكنهم حين يتحدثون إلى الأمة العربية والإسلامية يحاولون أن يوصلوا رسالتهم بذات المصطلحات التي رسخوها في أذهانهم ومن ذلك حرب القيامة التي روج لها اليهود والنصارى وتداولتها بعض المراجع الدينية الإسلامية؛ وهي لا تعني القيامة التي نؤمن بها، لكنها تعني القيامة التي يريدونها لهزيمة الإسلام والمسلمين والتي استعدوا لها بأسلحة ذات قدرات تدميرية عالية من أجل بث الرعب والخوف والهزيمة النفسية لدى المرجفين والمنافقين والمجتمع الإسلامي بشكل عام.

الله سبحانه وتعالى حذرنا في القرآن الكريم من خشية الكفار والمشركين مهما كانت قوتهم حيث قال تعالى ((الا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين)) التوبة- 13- وفي آية أخرى ((واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم))الانفال-60-، حديث الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- في شرح الآيات أن العذاب الذي تتوعدنا به أمريكا أو غيرها لا يساوي شيئا أمام عذاب الله، فعلينا أن نخشى الله ولا نخشى أمريكا أو غيرها.

مجرم الحرب “نتن ياهو” صرح بأنه يسميها حرب القيامة (هرمجدون)- حسب تصريحه- ستكون بمثابة حرب الأيام الست التي هزمت فيها جيوش ثلاث دول عربية واستولى الكيان المحتل على ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين؛ (حربنا ليست في غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط، كما غيرت تلك القرارات وجه الشرق الأوسط، فبشجاعة جنودنا وبالعمل الوثيق مع ترامب سنعيد رسم الخريطة).

ما يتحدث عنه –مجرم حرب الإبادة يعني استكمال تفتيت الدول العربية وزيادة مساحة الكيان المحتل وصولا إلى إسرائيل الكبرى.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تسريبات لخريطة الشرق الأوسط الجديد في 28/9/ 2013م، حيث تم تقسيم سوريا والعراق إلى (دولة سنية ودولة شيعية ودولة كردية ودولة علوية ودولة درزية) وتقسيم السعودية إلى دويلات في الشرق والغرب والشمال والجنوب وفي الوسط دولة سنّية خاصة بالمذهب الوهابي؛ واليمن إلى شمال وجنوب.

الملاحظ أن هذه النشوة المفرطة جاءت بعد زيارة “نتن ياهو” لأمريكا وتزويده بالأسلحة الحديثة والمتطورة من “الشيطان الأكبر” بالإضافة إلى التمويلات التي تعهد بها صهاينة العرب (قرن الشيطان ووكيله) وغيرها من الأنظمة، حتى المغرب رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة اشترت قمرا تجسسيا من إسرائيل بمليار دولار دعما وتأييدا لليهود.

دول أوروبا -النادي المسيحي المغلق -داعم أساسي في حرب القيامة المزعومة ودورها لا يقل عن دور أمريكا، رغم تزايد وتصاعد المعارضة للإجرام الصهيوني هناك، لذلك قد تقدم الدعم الفعلي مع إتاحة المجال أمام الاعتراضات مهما كانت، فمن المستحيل التفريط بالكيان المحتل، لكن من السهل تجاوز كل قرارات الأمتين العربية والإسلامية.

الأوروبيون لن يكتفوا بما يقوم به التحالف الصهيوني المسيحي “إسرائيل وأمريكا” هم من أوجدو”إسرائيل” ومكنوها حتى في ظل انقسام دول الاتحاد الأوروبي بين تأييد القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإدانة جرائم الإبادة والتطهير العرقي؛ والأخرى التي تؤيد العصابات الإجرامية الصهيونية؛ وهي الدول الفاعلة والمؤثرة ولها إرث استعماري ومنها خرجت الحروب الصليبية للاستيلاء على بيت المقدس واسترجاعها من أيدي المسلمين .

اتحاد الدول العربية (جامعة الدول العربية) وغيرها من التجمعات التي أنشأتها الدول الاستعمارية بموجب اتفاقيات (سايكس بيكو) وما تلتها من معاهدات مع تلك الدول، لن تخرج عن قرارتها المعلنة التمسك بحل الدولتين، أما إيقاف جرائم التهجير والإبادة، فلن تستطيع لأنه تمت مصادرة قراراتها السيادية وثرواتها وجيوشها وأقصى شيء يمكنها القيام به هي تنفيذ الأوامر والتوجيهات الاستعمارية في تدمير بعضها البعض لاستمرار التفرق والاختلاف.

التحالف الصهيوني الصليبي، يهدد بحرب القيامة ويبيد غزة وفلسطين ويقصف اليمن وسوريا ولبنان وإيران، لأنه يريد الخلاص منها وبقية الدول العربية معظمها مشاركة في دعم الإجرام بتمويلاتها وقدراتها العسكرية والاقتصادية وغير ذلك؛ وبعضها تشاهد منتظرة استكمال جرائم التطهير والإبادة لتنفيذ بقية السيناريو لمن بقي على قيد الحياة ونجا من الموت، وفي تصريح لأمين عام الأمم المتحدة بعد زيارته لغزة (المدنيون في غزة يعيشون في دوامة موت لا تنتهي) .

سيعملون على تدمير غزة والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر إن قبلوا؛ فقد تكفل الاتحاد الأوروبي بدفع ثمن ذلك بقرض للأردن بنصف مليار يورو، ومصر بأربعة مليارات يورو؛ مما يعني أن تصريحات ترامب سيتم تنفيذها كأمر واقع فالثمن قد دفع وقيمة (غزة) تساوي 36مليار دولار.

حرب القيامة التي يسعى إليها التحالف الصهيوني الصليبي تهدف إلى قيام إسرائيل الكبرى باستغلال التفوق التكنولوجي والعسكري وكما صرح مجرم الحرب “نتن”بقوله “نسعى لتحقيق إنجاز مماثل لما حققناه في حرب 1967م التي غيرت خريطة الشرق الأوسط” مستفيدا من علاقاته مع “ترامب” برسم خريطة أكبر لإسرائيل بشكل أكبر وأفضل.

ما تم تقديمه كقروض لمصر والأردن، قد يكون ثمن سكوت، لا ثمن توطين، لكن (ترامب ونتن ياهو) لديهما رؤية متطابقة، وفي حال رفضهما، فالسعودية لديها مساحة واسعة يمكن تهجيرهم اليها خاصة والوطن العربي لديه مساحة واسعة ولكن إسرائيل مساحتها قليلة بالمقارنة .

خطة “ترامب ونتن” تعتمد على استغلال الميزات الاستراتيجية التي يتمتع بها العالم العربي والإسلامي خاصة وقد تهيأت لهم الظروف ليفعلوا ما يشاؤون سواء بالحرب أو بالمفاوضات، فالدول العربية منفردة ومجتمعة لا تريد الحرب وليست لديها الإمكانية للمواجهة، وحسب تصريحه (مكتبي هو الشرق الأوسط وقلمي يحمل علم إسرائيل).

أما عن أهمية إسرائيل لأمريكا فيقول سيناتور أمريكي – إنها القاعدة المتقدمة لأمريكا من أجل التحكم في الشرق الأوسط ومواجهة الصين وروسيا وضمان بقاء الأمتين العربية والإسلامية تحت السيطرة والهيمنة وفائدتها تتعاظم وتتضاعف مع استمرار التفوق الصيني والتوسع الروسي؛ فلابد من زيادة مساحة إسرائيل بضم الأراضي المجاورة لها -غزة والضفة الغربية- بتهجير أهلها وضم سيناء لها (فسيناء جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وهي مقدسة بقدسية ارض إسرائيل) وفقا للمعتقدات اليهودية.

الدول العربية ملتزمة بحل الدولتين وتحقيق السلام، لكن الحلف الصهيوني الصليبي يريد الحرب ويفرض الواقع الذي يريده، (لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية ولا بوجود منظمة تريد تدميرنا)، ولأول مرة في التاريخ تصدر دولة قانونا بعدم السماح بقيام دولة أخرى وقانوناً بتشريع حق العودة لليهود ومنع الفلسطينيين .

حرب القيامة بدأت والإجرام يستعرض إمكانياته وقدراته في غزة والضفة واليمن ولبنان وسوريا وإيران والصمت والخذلان بلغ ذروته والإعانة والإمداد أيضا، وصرخات الاستغاثة والنجدة تتعالى من الأطفال والنساء والشيوخ ولا مجيب.

علماء الإسلام أوجبوا الجهاد بكل أشكاله وأنواعه طالما أن الإجرام لا يُراعي في مؤمن إلاَّ ولا ذمة؛ كان يزعم أنه يريد القضاء على الحركات الجهادية واليوم استولى على الضفة الغربية وأنهى دور السلطة الفلسطينية.

القيادي الفلسطيني د. مصطفي البرغوثي وجه نداء استغاثة للدول العربية والإسلامية الـ (57) ودعاها لتجاوز الصمت والتآمر الرهيب على ما يجري من جرائم الإبادة والتهجير والجرائم ضد الإنسانية (لماذا لا تقولون لإسرائيل كفى وتكسروا الحصار المفروض على غزة والضفة؛ إسرائيل تستهدف سوريا ولبنان وغزة وغدا مصر والأردن وتتصرف كألازعر؟ لماذا لا ترسلون قافلة تضم ممثلين عن مجموع الدول العربية والإسلامية؟ هل تخافون أن تقصفهم إسرائيل؟ لماذا لا تجلبون صحفيين من بقاع العالم ليوثقوا صورا للمساعدات المكدسة أمام معبر رفح وتفضحون جرائمهم وتوقفون الإجرام الذي تتعرض له غزة )، البرغوثي لم يطالب الأنظمة بتحريك الجيوش أو التهديد بها، لأنه يدرك جيدا أن الإجرام يمتلك كل المعلومات عنها ويستطيع تدميرها في ساعات معدودة، كما حدث في حرب النكسة، والتي يتبجح “نتن ياهو” أنها غيرت خريطة الشرق الأوسط، فخلال ستة أيام فقط دُمرت جيوش ثلاث دول عربية، هي الجيش المصري واستولى جيش الاحتلال على سيناء وغزة التي كانت تحت إدارته والجيش السوري واستولى على هضبة الجولان والجيش الأردني واستولى على الضفة الغربية واستولى على مزارع شبعا من الجيش اللبناني حيث استولى الكيان على مساحة من الأراضي تساوي ثلاثة أضعاف ارض فلسطين كاملة.

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • الجلال: مهتمون بتطوير المنظومة التعليمية وربطها بالتكنولوجيا بما يحقق الرؤية الوطنية
  • القوة الناعمة في زمن أزمة العلاقات الدولية
  • التحديات التي تواجه الشراكة بين روسيا وإيران في مجال الطاقة
  • «الوطني» يتبنى 8 ملاحظات و 11 توصية حول تعزيز الإعلام الحكومي لترسيخ الهوية الوطنية
  • صندوق الوطن يختتم «الخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية»
  • مجلس الأعمال السعودي – الفرنسي يبحث تعزيز الشراكة في القطاع الصحي
  • صندوق الوطن يختتم فعاليات “الخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية”
  • هنو: هدفنا تشكيل وعي مجتمعي متوازن يعكس الهوية الوطنية ويعزز القيم الإيجابية
  • الجناح السعودي في مهرجان الثقافات والشعوب 2025.. حضور ثقافي يعكس الهوية الوطنية